الرد على شبهة خلق الله آدم على صورته

الرد على شبهة صادرة من منكرى السنة و الروافض و المسيحيين ✋✋✋ :

الكثير من منكرى السنة و الروافض و المسيحيين   يريدون الطعن فى صحيح البخارى و مسلم , و من ضمن الحيل التى يستخدموها للطعن فى صحيح البخارى و مسلم هو الإستدلال بحديث :

روى البخاري (6227) ومسلم (2841) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنْ الْمَلائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الآن".

 و يقوم منكرو السنة و المسيحيون باستخدام ذلك الحديث للطعن فى السنة النبوية و يقولون كيف تقول السنة عندكم بأن أدم له نفس صورة و هيئة الله ؟؟؟!!!

-----------------------------------------------------------------------------------------------

و الرد عليهم بسيط جداً جداً 💪💪💪 :

فى البداية , يجب أن نتعرف على ثلاثة نقاط قبل أن نرد عليهم :

 أولاً :

العقيدة الإسلامية تنص على أنه ليس هناك أى مخلوق يشبه الله فى شكله أو هيئته لأن الله قال فى القرآن الكريم :

{  لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ  } سورة الشورى الاية 11

( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) الإخلاص / 4

* و لكن المخلوقات قد تشبه الله فى صفاته , فمثلاً :

•  الله لديه الرحمة , و أيضا البشر يمتلكون الرحمة  بدليل وصف الله للصحابة بأنهم "رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا " ........

• الله لديه العدل , و أيضا البشر يمتلكون العدل بدليل قول الله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ " ........

• الله لديه الكرم , و أيضا البشر لديهم الكرم بدليل قول الله تعالى : "وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ  "  ....و هكذا.....

ملحوظة :

الصفات نسبية  حيث أنه من الممكن أن يشترك الله و مخلوقاته فى صفة معينة , و لكن ليس بنفس المقدار أو الدرجة أو الكيفية  فمثلاً :  الله لديه الرحمة المطلقة, و لكن البشر لا يمتلكون نفس المقدار من رحمة الله بل يمتلكون رحمة أقل و هكذا ..........
-----------------------------------------------------------------------------------------

ثانياً :

يجب أن نعرف ما معنى كلمة ( صورة ) :

كلمة ( صورة ) تأتى بمعنى ( شكل ) أو ( صفة ) أو (نوع ) أو.........................

 * راجع : القاموس المحيط  , المعجم الرائد , اللغة العربية المعاصرة
 ----------------------------------------------------------------------------------------

ثالثاً :

قبل أن نرد على الشبهة , فإننا سنستفسر عن حرف الهاء الموجود فى كلمة ( صورته ) , هل هذه الهاء تعود على ( آدم ) أم أنها تعود على ( الله ) ؟؟؟!!!
نحن سنفترض  الاحتمالان و سنرد على الشبهة فى كلتا الحاليتين👍👍👍 .............
---------------------------------------------------------------------------------------------

الإحتمال الأول :

لو افترضنا أن الهاء تعود على ( آدم ) , فإن الحديث لن يكون فيه أى شبهة أبداً حيث أن الضمير سيعود على الأقرب و هو آدم , و الدليل على ذلك هو أن الحديث ذكر فى نهايته  عبارة ( صورة آدم ) و بالتالى حرف الهاء الموجود فى كلمة ( صورته ) كان راجعاً إلى آدم و ليس الله ................,  و الحديث سيصير معناه كالتالى :

تم خلق آدم على صورته و هيئته التى هى عبارة عن ستون ذراعا فى السماء...........................
فأنت عندما تقول : ( فلان خُلق على صورته  ) فهذا معناه أن شكل (فلان) عندما خُلق كان هو نفس شكله الآن و لم يتغير شكله على مدى حياته منذ خلقه و حتى الآن ........

و آدم يختلف عن باقى البشر حيث أن البشر يتميزون بأن أشكالهم تتغير ,  فالبشر يبدأون كنطفة ثم يتدرجون فى المراحل الجنينية ثم يولدون و يكبرون حتى يصلوا إلى سن البلوغ , لكن الله خلق آدم مباشرة فى سن البلوغ و على  صورة موحدة حيث كان طول آدم ستون ذراعا فى السماء و لم يكن آدم جنين أو طفل صغير فى الحجم مثلنا......


و من العلماء الذين أخذوا بهذا الرأى :

*قال الشوكاني: منها: أن الضمير في قوله: صورته راجع إلى آدم, وهذا هو الظاهر؛ لأن أقرب اللفظين هو المرجع في الغالب، ويتعين المصير إليه عند الاشتباه، ولا سيما إذا استلزم الإرجاع إلى البعيد لازمًا فاسدًا, وهذا لا ينبغي أن يعد تأويلًا, بل هو الظاهر, والمراد أن الله - جل جلاله - أخبر عباده على لسان نبيه أنه خلق آدم على الصورة التي رأوه عليها بلا زيادة ولا نقصان.

*وقال المناوي: أي: على صورة آدم التي كان عليها من مبدأ فطرته إلى موته لم تتفاوت قامته, ولم تتغير هيئته.

*وقال النووي: قوله صلى الله عليه وسلم: (خلق الله آدم على صورته, طوله ستون ذراعًا) هذا الحديث سبق شرحه وبيان تأويله, وهذه الرواية ظاهرة في أن الضمير في صورته عائد إلى آدم, وأن المراد أنه خلق في أول نشأته على صورته التي كان عليها في الأرض, وتوفي عليها, وهي: طوله ستون ذراعًا, ولم ينتقل أطوارًا كذريته, وكانت صورته في الجنة هي صورته في الأرض لم تتغير.

-----------------------------------------------------------------------------------------

 الإحتمال الثانى و هو الافتراض بأن حرف الهاء  فى كلمة ( صورته ) يرجع إلى ( الله ) , و بالتالى سيختلف معنى كلمة ( صورته ) فى الإحتمال الثانى عن الإحتمال الأول....

 نحن إتفقنا فى البداية أن كلمة ( صورة ) - فى لغة العرب -  لا تأتى بمعنى ( هيئة \ شكل ) فقط , بل تأتى أيضا بمعنى ( صفة ) أو ( نوع)........................

و عندما نفسر الحديث ( خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا فى السماء ) , فإن المعنى المقصود و المقبول لكلمة ( صورته ) هو ( صفاته ) و ليس ( شكله ) لأننا اتفقنا أن العقيدة الإسلامية تنص على أن شكل الله لا يشبه شكل المخلوقات ، بالإضافة إلى أن الله و سع كرسيه السموات و الأرض و بالتالى لا يمكن أن يكون طول الله هو ستون ذراعا ,  و نحن اتفقنا أن المخلوقات قد تشبه الله فى صفة من صفاته و لكن لا تشبهه فى شكله  و نحن اتفقنا أن كلمة ( صورته ) تأتى - أحياناً - بمعنى (صفاته ) و  بالتالى يكون معنى كلمة ( صورته ) فى الحديث أتتت بمعنى ( صفاته ) و ليس ( شكله )...............

فأنت عندما تقول : ( فلان على صورة علان ) فهذا قد يكون معناه  أن (فلان) له نفس صفات ( علان ) أو يتصرف بنفس تصرفاته و حركاته أو يتكلم بنفس أسلوبه..................

 *و بالنسبة لعبارة ( طوله ستون ذراعا  ) , فهى عبارة مختصة بوصف طول آدم لأن الهاء فى كلمة ( طوله ) تعود على آدم و ليس (الله ) لأن الله قد وسع كرسيه السموات و الأرض......

و الدليل على كلامى هو أن نفس هذا الأسلوب كان منتشر عند العرب و منتشر أيضاً فى أحاديث النبى مثل حديث :

 ( إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ) رواه البخاري ( 3245 ) ومسلم ( 2834 )

فهل معنى ذلك أن المؤمنين الذين يدخلون الجنة  يكون شكل وجوههم مستدير و متحجر مثل أحجار القمر ؟؟؟!!!

بالطبع , لا .....

كلمة (صورة ) هى من أجل إضفاء صفة من صفات ( الطرف الثانى  ) على ( الطرف الأول ) , حيث أن النبى أراد أن يقول أن المؤمنين عندما يدخلون الجنة فإن وجوههم تكون منيرة مثل القمر  و أن المؤمنين و القمر يشتركون فى صفة الأنارة .....

وعن إبراهيم بن ميسرة قال: (يقال: الفاحش المتفحش يوم القيامة، في صورة كلب)
و بالتالى سنلاحظ أن نفس الأسلوب تم استخدامه من أجل إضفاء صفة الحقارة إلى الفاحش و المتفحش ................

و نفس هذا الأسلوب تم إستخدامه فى الحديث  : {خلق الله آدم على صورته } فهذا معناه أن الله أضاف صفات من صفاته إلى آدم مثل الكلام و السمع و البصر و العزة و العلم و الكرم و الرحمة و العدل ..........................

و نفس هذا الأسلوب فى إضفاء الصفات تم استخدامه فى الحديث القائل :

" لا تقبحوا الوجوه فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن"

حيث أن المقصود من الحديث هو أن الله أعطى أدم صفة من صفاته و هى أن الوجه هو عنوان الكرامة حيث أن الله مثلما نسب صفة الجلال و الكرامة إلى وجهه فإنه أيضا جعل وجه آدم هو عنوان كرامته حيث قال الله تعالى فى القران الكريم :
 { وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ }

لذلك نهى الرسول عن ضرب وجه الانسان لأنه عنوان الكرامة فيه ......

فهذا الحديث معناه أن بعض صفات آدم تشبه بعض صفات الرحمن مثل الكلام و السمع و البصر و العزة  و الكرامة ........
فكما أن المؤمنين يشبهون القمر فى صفة الإنارة , أيضا آدم يشبه الله فى بعض صفاته مثل السمع و البصر و الكلام و الكرامة غيرها........

ملحوظة : هناك تفاوت فى صفة السمع بين الله و مخلوقاته لأن الله له السمع المطلق , أما المخلوقات فلها سمع مقيد و لكنهم فى النهاية يشتركون فى نفس الصفة و هى السمع و هكذا......

بالاضافة إلى أن الله له يد و ساق و أصبع ،  و آدم  له يد و ساق و إصبع و......... و لكن يد و ساق و إصبع الله تختلفان عن يد و ساق و إصبع آدم و باقى المخلوقات , و الله - أيضاً - يسمع و لكن بطريقة مختلفة عن الكيفية التى يسمع بها البشر....

 فمثلاً :

الحصان له قدم ، و الكلب له قدم ، و الفيل له قدم ، و لكن الثلاثة يختلفان عن بعضهم فى شكل القدم و وكيفية عملها و ملائمتها الوظيفية.....................

و أيضاً , الإنسان له ساق، و النبات له ساق ، و لكن الإثنان يختلفان عن بعضهما فى شكل الساق و وظيفته ..............و هكذا

و قد سبق و رددنا على شبهة  إضافة صفة اليد و الإصبع و الساق إلى الله تعالى و ستجدون رابط المنشور فى الأسفل ..........
______________________

و بعض العلماء قالوا أن المقصود من الحديث ( خلق الله ادم على صورته ) هو أن الله هو من خلق صورة آدم بنفسه و أبدعها بنفسه حيث يقول الله تعالى : { فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ  } سورة الانفطار (8)
لذلك نسب الله صورة آدم إلى نفسه باعتباره أنه هو من صمم تلك الصورة و تلك الهيئة و ذلك التصميم فمثلا :

* أنت عندما تصنع طاولة بنفسك , فأنت تقول : " هذه طاولتى و هذا تصميمى "

* و أنت عندما تكون مهندساً و تصمم كوبرى , فأنت تقول بعدها : " هذا تصميمى و هيئتى للكوبرى "

و بالتالى , من خلال المثالين السابقين , يتضح لنا , أن المصمم ينسب الشئ إلى نفسه و ليس معنى ذلك أن الشئ المصنوع هو جزء من الصانع أو أنه يشبه  فى الشكل .....
 و لكن الصانع ينسب صورة المصنوع إلى نفسه لأنه هو من أبدعها و صنعها و خططها ........


و أيضاً , نحن عندما نرى شخص قبيح فإننا نقول باللغة العامية :
 ( لا تسخر من وجهه لأنه خلقه ربنا ) 
فهل معنى ذلك أن وجه الله يشبه وجه ذلك الرجل القبيح ؟؟؟!!!
بالطبع ...لا

و لكن الله هو من خلق ذلك الوجه , فلذلك تم نسبة ذلك الوجه إلى الله , لأن الله هو من خلق ذلك الرجل , و ليس المقصود من العبارة أن وجه الله يشبه وجه ذلك الرجل القبيح ...
  و نفس هذا الأسلوب تم استخدامه فى القرآن  , حيث يقول الله تعالى :

{ ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ ۖ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ }  (سورة السجدة) (9)

لاحظوا أن الله هو من خلق الروح و صممها , لذلك نسبها إلى نفسه , و ليس المقصود من الآية أن الله له روح كما يعتقد بعض الناس الغير متعمقين فى علوم اللغة العربية .............
* التفسير مأخوذ من القرطبى
______________________________________

   و أما بالنسية للحديث القائل :

وروى مسلم (2612) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْهَ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ ".

 فهنا احتمالان :

الأول و هو أن حرف الهاء يعود على ( أخاه ) و بالتالى يكون معنى الحديث كالتالى :
لا تضرب أخاك على وجهه لأن وجه أخاك يشبه وجه آدم عليه السلام و الوجه هو عنوان الكرامة فى الأنسان , لذلك تم ذكر الوجه بالتحديد من بين جميع الأعضاء فى الأنسان

الإحتمال الثانى و هو أن حرف الهاء يعود على الله , و بالتالى سيكون الرد هو نفس الرد المذكور بالأعلى و هو إضفاء صفة الكرامة على وجوه بنى آدم ......
----------------------------------------------------------------------------

أرجو أن تكونا قد إستفدتم من المقال👌👌👌
لا تنسوا نشر المقال
و لا تنسونا من صالح دعائكم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته 👋👋👋

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا