الرد على شبهة أنكتها - الرد على الشبهات حول لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان - الرد على كذبة الكلمات الإباحية في القرآن والسُنة النبوية

مضمون الشبـهة:
أعداء الإسلام يستنكرون بعض الكلمات في القرآن والسُنة النبوية ويزعمون أنها كلمات مشينة خـادشة للـحياء. ونـحن سنذكر لكم هذه الكلمات ثم نرد عليها واحدةً تلو الأخرى:

أولاً: 
يستشهد أعداء الإسلام بـحـديث أن النبي استجوب أحد الزناة قائلاً:
[لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ ، أَوْ غَمَزْتَ ، أَوْ نَظَرْتَ ، قَالَ : لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : أَنِكْتَـهَا؟!]

و هولاء الـملاحدة والـمسيحيين يزعمون أن النبى محمد تكلم بكلام إباحي ويتـحـجـجون بورود كلمة (أنكتـها) فى الـحديث السابق...

---------------------
الرد على هذه الشبـهة السخيفة:

أولاً:
كلمة (أنكتـها) مأخوذة من الفعل (ناك)، وهذه الكلمة كان العرب يستخدمونـها قديـماً في شتى مناحي الـحياة ولم يعتبروها شنيعة أو خادشة للـحياء بل وكان العرب يستخدمون هذه الكلمة في الأمثال التي يتداولونـها بينـهم...

ولكن نـحن فى عصرنا الـحالي، بدأنا نستخدم هذه الكلمة فى الشتائم، لذلك تبرمـجت أذهاننا بالـخطأ على أن هذه الكلمة شنيعة بالرغم من أن العرب قديـماً كانت يستخـدمونـها بشكل عادى و بلا حرج؛ فهذه الكلمة لم تكن عيباً بالنسبة لهم...

و طبعا ليس من الـمعقول أن نطبق شروطنا على النبي الذي عاش قبل أكثر من  ١٤٠٠ سنة؛ فظروف زمانـه ومكانـه تـختلف عن عصرنا.

ودعني أعطيك أدلة على أن تلك الكلمة كانت تُستخَـدم بشكل عادى فى شتى الـمواقف وعلناً؛ فمثلاً:

العرب كانت تقول علناً: 
[ناكَ الـمطرُ الأَرضَ، وناك النُّعاسُ عينَه إِذا غَلب عليـها.]

*وهذا الكلام ☝️قد ذكره ابن منظور في كتـابه (لسان العرب) (٢/ ٦٢٦).
 
*وذكره الصغاني في كتـابه (التكمـلة والذيل والصلة) (٢/‏ ١٢١).

*وذكره مرتضى الزبـيدي في كتـابه (تاج العروس من جواهر القاموس) (٢٧/‏٣٨١)


وذكر العالم اللغوي/ ابن سيده في كتـابه (الـمحكم والـمحيط الأعظم) (٧/‏١١٣) ما يلي:
[تَنَايَكَ القوْمُ: أي غلبـهم النُّعاسُ.
وتَنايَكَتِ الأَجْفانُ: انطبق بعضـها على بعض.]

ونفس هذا الكلام☝️ ذكره العالم اللغوي/ ابن منظور في كتـابه (لسان العرب) (١٠/‏٥٠٢).

* وذكره مرتضى الزبـيدي في كتـابه (تاج العروس من جواهر القاموس) (٢٧/‏٣٨١)

* وذكره أحمد رضا في (معجم متن اللغة) (٥/‏٥٧٩)

فالعرب كانوا يستخدمون كلمة (ناك) في شتى مناحي الـحياة، ويقصدون بـها اختلاط الشيء مع الشيء وانطباقه معه واجتماعه، ولذلك استخدموا الكلمة مع الـمطر وأجفان العين بل حتى مع أنفسهم. ولو كانت الكلمة مشينة بالنسبة لهم لـما استخدموها أصلاً.

بل إنك ستلاحظ أنهم استخدموا الكلمة في الأمثال العربـية:
ذكر أبو الفضل الـهمداني في كتـابه (مـجمع الأمثال) (٢/ ٣٠٥) ما يلي:

[مَن يَنِكِ العَيْرَ يَنِكْ نَيَّاكاً: .... يُضرَب مثلًا لـمن يُغُالِبُ الغَلاَّبَ.]

فهذا الـمثل العربي ☝️يتضمن كلمة (نياك) والفعل الـمضارع الـمجزوم (ينك) وهو مأخوذ من الفعل (ناك). وقد كان العرب يستخدمون هذا الـمثل للإشارة إلى الشخص الذكي الذي استطاع إيقاع الـمحتالين في الفخ وأن يغلبـهم.

 إذن ، نستنتج من كل هذا أن كلمة (ناك) لم تكن شنيعة في زمان النبي بل كانت كلمة عادية يرددها الناس، لكن في زماننا بدأنا استعمال هذه الكلمة في الشتائم؛ لذلك تبرمـجت عقولنا بالـخطأ على أنـها كلمة شنيعة بالرغم من أن العرب قديـماً كانوا يستخدمونها مع الـمطر والأجفان وغيرها وتُستخدَم هذه الكلمة بـمعنى: اجتمع وانطبق.
وعندما تُستخدم كلمة (ناك) بين الرجـل وزوجته، فإن الـمقصود منـها أن الرجل اجتمع وانطبق مع زوجته. وهي ليست كلمة شنيعة في عهد النبي، ولذلك استخدمـها النبي.

وعلى فكرة ، نفس الكلمة وردت في كتب الشيعة الذين يسخرون منا...، ولذلك لا يوجد داع للاستظراف.
_______________________ 
الشبـهة الثانية:
يردد الـملاحدة شبـهة حول الآية القرآنية: 
﴿لَمۡ یَطۡمِثۡـهُنَّ إِنسࣱ قَبۡلَهُمۡ وَلَا جَاۤنࣱّ﴾


وأنا أرد عليهم وأقول:
كلمة (طمث) في اللغة العربـية ليست كلمة شنيعة بل هي كلمة عادية كان العرب يستخدمونها في حياتهم اليومية. وأصل هذه الكلمة يعني: (مسَّ).

ولذلك ورد في كتـاب (مقاييس اللغة) (٣/ ٤٢٢) ما يلي:
[الطاء والـميم والثاء أصلٌ صـحيح يدلُّ على مسِّ الشيء. قال الشَّيباني: الطَّمْث في كلام العرب الـمسُّ، وذلك في كلِّ شيء. يقال: ما طَمَث ذا الـمرتعَ قبلنا أحد. قال: وكلُّ شيء يُطمث.]

فأصل معنى كلمة (طمث) هو مس، وإذا استُخدمت الكلمة بين الرجل وزوجته، فإنها تكون كنـاية غير مباشرة عن الأمور الزوجية. وهي ليس كلمة شنيعة.

وورد في معجم لسان العرب ما يلي:
[البعيرَ يَطْمِثُه طَمْثاً: عَقَلَه. الـمَسُّ، وذلك في كل شيءٍ يُـمَسُّ.
ويقال للمَرْتَعِ: ما طَمَثَ ذلك . . . الـمَرْتَعَ قبْلَنا أَحدٌ، وما طَمَثَ هذه الناقةَ حَبْلٌ قَطُّ أَي ما مَسَّـها عِقالٌ.
وما طَمَثَ البعيرَ حَبْلٌ أَي لم يَـمَسَّه.وقوله تعالى: ﴿لم يَطْمِثْـهُنَّ إِنسٌ قبلهم ولا جانٌّ﴾؛ قيل: معناه لم يَـمْسَسْ.]



وورد في كتـاب (الصحاح في اللغة) ما يلي:
[وقال أبو عمرو: الطَمْثُ: الـمسُّ، وذلك في كل شيء يُـمَسّ. قال: ويقال للمَرتَع: ما طَمَثَ الـمَرْتَعَ قبلَنا أحدٌ.
وما طَمَثَ هذه الناقة حبلٌ قطُّ، أي ما مسَّها عِقالٌ.]



وورد في كتـاب (جمهرة اللغة) في باب (ث ط م) ما يلي:
[ويقال: بعير ما طَمَثَه حبل قَطُّ، أي ما مسّه. وفي التنزيل: ﴿لم يَطْمِثْهُنّ إنسٌ قبلَهم ولا جانٌ﴾، أي لم يَـمْسَسْـهُنّ.]


وورد في القاموس الـمحيط ما يلي:
[والطَّمْثُ: الـمَسُّ]

وورد في الـمعجم الوسيط في باب (طمثت) ما يلي:
[وَطمث الْـمَرْأَة أي بَاشَرَهَا. وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لم يطمثـهن إنس قبلهم وَلَا جَان} وَيُقَال: مَا طمث هَذَا الْبَعِير حَبل؛ أي مَا مَسّه عقال، وَمَا طمث هَذَا الـمرتع أَو هَذِه الرَّوْضَة أحد قبلنَا.]

فكلمة (طمث) هي كلمة عادية وتُستخدم للتعبير عن اللمس، ولذلك كانت تستخدم مع مس الروضة وغيرها.

لكن مشكلة أعداء الإسلام هي أنهم يأخذون أي كلمة من القرآن ثم يتهمونها بأنها شنيعة حسب مزاجهم.

ثم إنك إذا فتـحت الكـتاب الـمقدس الذي يقدسه النصارى فستجـد أن كتـابـهم يـحتوي على كلمات تعطي مدلولاً جنسياً، فمثلاً:

* في رسالة (رومية ٩: ١٠)، سنلاحظ أن بولس تـحدث عن رفقة زوجة إسـحاق، وعن أنها حبلت منه، وقد استخدم بولس الكلمة اليونانـية (κοίτην) ، وهي تُنطق (كويتون)، وهي تعني مـمارسة الـجنس وإدخال القضيب التناسلي في مـهبل امرأة وإنزال الـمني.


* وفي سفر (إشعياء ٣: ١٧)، نلاحظ أن إشعياء استخدم الكلمة العبرية (פָּתְהֵ֥ן) وهي تُنطَق: (باتي هِن) ، وهي مأخوذة من الكلمة العبرية (פֹת) ، وتعني: (فتحة أو خرم أو الأعضاء التناسلية الـخاصة بالـمرأة).

* وكذلك نـجد الكتـاب الـمقدس استخدم الكلمة العبرية (זוֹב) حوالي ١٣ مرة، وهي تُنطَق (زُب)، وتعني: السوائل الـجـنسية التي تـخرج من قضيب الرجل. ويـمكنك مثلاً أن تراجع سفر (اللاويين ١٥: ٣٣).

* وأيضاً استخدم الكتـاب الـمقدس كلمة (
זוּב) عدة مرات، وهي تُنطَق (زب)، وتعني أيضاً (السوائل الـجـنسية التي تفيض من قضيب الرجل).

وقد اُستخدمت كلمة (مضاجعة) في الكتـاب الـمقدس العديد من الـمرات مثل: 
سفر (التكوين ٣٤: ٧)، (صموئيل الأول ٢: ٢٢) وغيرها....

وأما بالنسبة للإلـحاد، فإنه ليس هناك أي مانع من ذكر الأمور الـجنسية بل الـملاحدة يدافعون عن الزنا والتعري ويعتبرونها ثقافة وحرية.
وإذا كان الـملاحدة سيعترضون على القرآن الكريم ، فهل يستطيع الـملاحدة أن يعترضوا على الـمناهـج الأوروبـية والأمريكية التي تفيض بالدعارة. بل حتى كتب الطب يوجد فيها مصطلحات جـنسية، فهل سيعترض عليـها الـملاحدة والعلمانـجية؟!

---------------------
إلى هنا ، أكون قد فندتُ الشُبهة بالكامل 
لا تنسونا من صالـح دعائكم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا