هل النعامة قاسية كما جاء فى سفر أيوب ؟

اليوم سوف نتكلم عن نص موجود فى الكتاب المقدس، وهذا النص فيه خطأ علمى كبير، وسوف نجلب ردود المواقع المسيحية (مثل موقع الدكتور غالى المسيحى)، ثم سوف نعلَِّق على كلامهم؛ لكى نثبت أنهم يدافعون بالباطل عن عقيدتهم الفاسدة.

 

يقول الكتاب المقدس في:

سفر أيوب الاصحاح 39 :


13 «جَنَاحُ النَّعَامَةِ يُرَفْرِفُ. أَفَهُوَ مَنْكِبٌ رَؤُوفٌ، أَمْ رِيشٌ؟
14 لأَنَّهَا تَتْرُكُ بَيْضَهَا وَتُحْمِيهِ فِي التُّرَابِ،
15 وَتَنْسَى أَنَّ الرِّجْلَ تَضْغَطُهُ، أَوْ حَيَوَانَ الْبَرِّ يَدُوسُهُ.
16 تَقْسُو عَلَى أَوْلاَدِهَا كَأَنَّهَا لَيْسَتْ لَهَا. بَاطِلٌ تَعَبُهَا بِلاَ أَسَفٍ.
17 لأَنَّ اللهَ قَدْ أَنْسَاهَا الْحِكْمَةَ، وَلَمْ يَقْسِمْ لَهَا فَهْمًا.



مما سبق👆، يتضح لنا أن الكتاب المقدس يقول أن النعامة قاسية، ولذا يحاول المسيحيون أن يثبتوا أن النعامة كائن قاسى على أولاده. ومن ضمن الأشياء التى يستدلون بها على كلامهم هو أن النعامة تضع الكثير من البيض ولكن بعض البيض يفقس والباقى يفسد!
 

أولاً :
 هذا الرد من المسيحيين رد مغفل وغبى؛ لأن عدم فقس بعض البيض ليس دليلاً على قساوة النعامة؛ لأن هناك الكثير من الطيور تعانى من نفس المشكلة مثل البط والدجاج والإوز وغيرهم، وبالتالى لو كانت النعامة قاسية لأن بعض بيضها لا يفقس، إذن ستصير جميع الطيور قاسية حسب المنطق الذى يفكر به المسيحيون  ...
 
بعض بيض الدجاجة لا يفقس أيضاً، وبالرغم من ذلك فإن إله المسيحيين وصف الدجاجة بالحنان تجاه أولادها حيث يقول:

في (إنجيل متى 23: 37) - (إنجيل لوقا 13: 34) ما يلي:


"«يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا!"



ثانياً:
عدم فقس البيض يرجع إلى عدة أسباب خارجة عن إرادة الطائر الأم،  ومن ضمن هذه الأسباب:

1- قلة التعذية واقتصارها على الأمشاج داخل البيضة، وهذا يُسهِم بشكل كبير فى موت الجنين داخل البيضة حيث تشير الأبحاث العلمية إلى أن نقص الأحماض الأمينية وخاصة الليسين (lysine)  والميثيونين (methionine) مهمة جداً فى نمو الجنين داخل البيضة 
بالاضافة إلى أن نقص فيتامين E المهم فى الخصوبة والتكاثر يساهم فى منع خروج الجنين من البيضة ....

2- عدم خروج البيضة بسبب الرطوبة .

3- انخفاض درجة الحرارة .

4- ضعف قشرة البيضة .

5- التهاب البيضة بسبب البكتريا فى العش.

 
وبالتالى يتضح مما سبق أن عدم فقس البيض يرجع إلى أسباب بعيدة كل البعد عن إرادة النعامة.
---------------------

بعض المسيحيين يزعمون أن أنثى النعامة قاسية؛ لأن الذكر يرقد على البيض أكثر من الأنثى ويقولون أن الانثى قاسية و الذكر حنون!

ولكن أنا أرى أن ذلك مبرر سخيف؛ لأن الكتاب المقدس تكلم عن النعامة ووصفها بالقاسية، وكلمة (النعامة) تطلق على الذكر والأنثى، وبالتالى عندما يقول الكتاب المقدس عن النعامة أنها قاسية؛ فإنه بذلك يتكلم عن الذكر والأنثى و ليس الأنثى فقط كما يزعم أؤلئك المسيحيون!

ثانيا:

أنثى النعامة وذكر النعامة يتعاونان على احتضان البيض حيث تقوم الأنثى بإحتضان البيض نهاراً ويقوم الذكر باستكمال فترة الإحتضان من الغروب إلى الشروق حيث أن ريشه الأسود يغطى البيض أثناء الليل حتى لا يراه الأعداء حتى تنتهى عملية التحضين التى تتراوح بين 38 - 42 يوما علماً بأن المدة بين التحضين والإباضة التالية 16 يوماً. 


------------------

بعض المسيحيين يقولون أن النعامة تدفن بيضها فى الرمال مما يعرضه للدهس بالأقدام، وهذا يدل على قسوتها كما يقول الكتاب المقدس! 

ولكن أنا أرى أن هذا الرد سخيف جداً؛ لأن النعامة تقوم بدفن بيضها فى الرمال من أجل إبعاده عن أنظار الناس، ولا يكون هدفها أن تجعل الناس يدهسونه. وهذا يدل على حنانها كباقى الحيوانات، و لو افترضنا أن الناس يدهسون ذلك البيض، فهذا لا يدل أبداً على قسوة النعامة؛ لأنها لم تتعمد ذلك، وهذا الشئ خارج عن إرادتها.

بالإضافة إلى أن النعامة تقوم بحفر حفرة في الأرض لتضع داخلها بيضها، ثم تقوم بين الحين والآخر بإدخال رأسها في تلك الحفرة للاطمئنان على بيضها، و هذا يدل على حنانها. 
 
وأيضاً يقوم الذكر والأنثى بحراسة العش بعد تغطيته بالعشب لإبعاد أنظار الأعداء عنه. 
وطبعاً الذكر و الأنثى يدافعون عن العش ولا يتركون الناس يدوسونه كما يزعم الكتاب المقدس.
 
والنعامة تستخدم مخالبها التى تشبه السكين للدفاع عن العش و منع الناس من الإقتراب منه.


نعامة تهاجم حيوان مفترس لحماية صغارها





نعامة تهاجم الغرباء لحماية صغارها


---------------------
 
في دراسة شملت 200.000 نعامة في عام 1980م، تبين أن النعامة إذا استشعرت الخطر، فإنها  تركل بساقيها الكبيرتين إذا اضطرت للدفاع عن عشها ويتحول أحد أصابعها إلى سلاح فتَّاك ضد كل من يحاول أن يهاجمها أو يهاجم عشها،  ويُصدِر ذكر النعام صوتاً غريباً كزئير الأسد به همسة غريبة من أجل الدفاع عن نطاقه.

----------------------

بعض المسيحيين يحاولون أن يثبتوا أن النعامة قاسية من خلال وصفهم إياها بالغباء حيث يقولون أن النعامة تضع رأسها فى الأرض عند المخاطر!







و لكن أنا أرى أن هذا رد سخيف بل رد خرافي أصلاً؛ فالنعامة تتميز بشدة الحذر حيث أنها ترهف سمعها للتصنت على دبيب خطوات أقدام الحيوانات المفترسة، وهى تعلم بفطرتها أن انتقال الصوت في المواد الصلبة أسرع كثيرًا من انتقاله في الهواء، لذلك هي تضع رأسها فى الأرض (مادة صلبة) بدلاً من الهواء (مادة غازية)؛ لكى تسمع الأصوات بوضوح وبسرعة أكبر،  وبالتالى تتمكن من الاستماع إلى دبيب أقدام الحيوانات المفترسة، بالإضافة إلى أنها تُميّز أيضًا الاتجاه الذي تأتي من ناحيته تلك الأصوات، فتكون حافزًا لها على الهرب في الاتجاه الذي يضمن سلامتها (عندما لا يكون عندها بيض).
 
 وأيضاً، تقوم النعامة بوضع رأسها فى الأرض بحثاً عن اليرقات والديدان؛ لكى تأكلها. وأحياناً تقوم النعامة بخفض رقبتها الطويلة ناحية الأرض حتى لا يراها الأعداء.

  
وإذا أراد ذكر النعام الهجوم على عدو قادم إليه، فإنه يُنزِل رأسه لأقصى مسافة يستطيعها؛ ليفاجئ عدوه مرة واحدة.
وعندما تريد النعامة الاختباء، فإنها تختار تلاً وتَفرد رقبتها على الرمال ولا تدفنها.
---------------------

بعض المسيحيين يقولون أن أنثى النعام تضع بيضها فى عش نعامة أخرى مما يدل على أنها قاسية.

وأنا أرى أن هذا مبرر سخيف؛ لأن ذكر النعام ينافس من أجل أن تكون له السيادة على إناث مجموعته، ويقوم الذكر بتلقيح تلك الإناث، وبعد ذلك تقوم الإناث بوضع بيضها فى البقعة الأكثر أمناً عند الأنثى المهيمنة؛ لكى تقوم تلك الأنثى المهيمنة برعاية ذلك البيض كله بلا استثناء..، وبالتالى تلك الإناث تضع بيضها فى أيدى أمينة مما يدل على حنانها وخوفها على صغارها.

 والأنثى المهيمنة  تعرف بيضها جيداً وتضعه فى الوسط للحماية والأمان بينما تضع بيض غيرها على الأطراف، وهذا يشبه المرأة حيث أن المرأة تحب طفلها أكثر من باقى الأطفال. وهذا يدل على حنان المرأة على طفلها وتفضيلها له على باقى الأطفال.
 وبالتالى ما ذكرناه يدل على أن أنثى النعام المهيمنة تحرص على صغارها، وهى حنونة وليست قاسية كما يزعم الكتاب المقدس.



نعامة حنونة ترقد على بيضها


 
و بعد الفقس، تقوم النعامات برعاية صغارها  




 

-----------------------

بعض المسيحيين يقولون أن بعض البيض قد يبتعد أحياناً من تحت النعامة ويخرج خارج العش بسبب كثرة البيض، وهذا يدل على قسوة النعامة!
 
وأنا أرى أن هذا مبرر سخيف؛ لأن هذا الأمر يحدث مع معظم الطيور مثل البط أو البطريق أو غيره،  وأى فلاح يعرف هذا الكلام. وبالتالى لو افترضنا أن تدحرج البيض من تحت النعامة يدل على قسوتها (حسب زعم المسيحيين)، فإنه بالتالى ستصير غالبية الطيور قاسية.
 
----------------
الخلاصة:

من خلال كل ما سبق، نستنتج أن مؤلفي الكتاب المقدس قد أخطأوا عندما وصفوا النعامة بأنها كائن قاسي، وقد أثبتنا بالأدلة أن الكتاب المقدس به أخطاء علمية، وهذه هي المراجع بالأسفل👇

* لا تنسوا نشر المقال على أوسع نطاق 

*لا تنسونا من صالح دعائكم

*و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته👋👋👋

----------------------------------

المراجع:

 1- مركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى فى جمهورية مصر العربية 

 2- رابط موقع ثانى

 
3- رابط موقع ثالث  
  
4- رابط موقع رابع

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا