ملخص الشبهة :
أعداء الإسلام يشككون فى الآية التالية :
{ وَلَوْ
شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ
مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ }
و هؤلاء الأعداء يقولون أن رب المسلمين سيدخل جميع الناس إلى جهنم , فكيف ذلك ؟!
--------------------------------
الرد على الشبهة :
أولاً
نحن كمسلمين نؤمن بأن المؤمن سيدخل الجنة و نؤمن بأن الكافر سيدخل النار ....
و هذا ورد فى آيات كثيرة و أحاديث عديدة , و من الآيات التى تحدثت عن ذلك :
♦ ﴿وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ [البقرة: 221].
♦ ﴿وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ
طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ
هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: 72].
♦ ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ *
دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا
سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾[يونس: 9، 10].
♦ ﴿وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ *
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ
قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا
خَالِدُونَ﴾ [يونس: 25، 26].
♦ ﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ
الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا
وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ﴾ [الرعد: 35].
♦ ﴿وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ﴾ [إبراهيم: 23].
♦ ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ * وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ * لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ﴾ [الحجر: 45 - 48].
♦ ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا﴾ [الكهف: 107، 108].
♦ ﴿إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى * وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى * جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى﴾ [طه: 74 - 76].
♦ ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ * خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [لقمان: 8، 9].
___________________________________
سنرد على الشبهة الموجودة فى تلك الآية
بالنسبة لكلمة ( الناس ) :
كلمة (الناس) الواردة فى الآية لا تعنى (كل الناس), بل تعنى طائفة المجرمين من الناس , و العرب كانوا يستخدمون هذا الأسلوب فى حياتهم و نحن أيضاً نستخدم هذا الأسلوب فى حياتنا , فمثلاً :
من الممكن أن يجلس صديق بجانب صديقه و يقول له كالآتى :
{ الناس تقول عليك - يا صديقى - كلاماً سيئاً ، فهم يقولون أنهم شاهدوك و أن تفعل كذا و كذا .........}
_________
فهل معنى ذلك أن جميع الناس الذين فى هذا العالم يقولون كلام سيئاً على ذلك الشخص ؟؟؟؟
الإجابة : بالطبع لا , و لكن ذلك الصديق قصد أن هناك طائفة أو مجموعة معينة من الناس تقول كلاماً سيئاً على صديقه و بالرغم من ذلك , قام ذلك الصديق باستخدام كلمة ( الناس )
و نفس الشئ موجود أيضاً فى الكتاب المقدس
فمثلاً الكتاب المقدس يقول :
سفر إشعياء 34 :
1-
اِقْتَرِبُوا أَيُّهَا الأُمَمُ لِتَسْمَعُوا، وَأَيُّهَا الشُّعُوبُ
اصْغَوْا. لِتَسْمَعِ الأَرْضُ وَمِلْؤُهَا. الْمَسْكُونَةُ وَكُلُّ
نَتَائِجِهَا.
2- لأَنَّ لِلرَّبِّ سَخَطًا عَلَى كُلِّ الأُمَمِ، وَحُمُوًّا عَلَى كُلِّ جَيْشِهِمْ. قَدْ حَرَّمَهُمْ، دَفَعَهُمْ إِلَى الذَّبْحِ.
__________
2- لأَنَّ لِلرَّبِّ سَخَطًا عَلَى كُلِّ الأُمَمِ، وَحُمُوًّا عَلَى كُلِّ جَيْشِهِمْ. قَدْ حَرَّمَهُمْ، دَفَعَهُمْ إِلَى الذَّبْحِ.
__________
و بعد قراءة هذه النصوص , سنسأل المسيحيين سؤالاً :
*هل الرب عندكم غاضب على جميع الأمم حتى و لو كانت تلك الأمم مطيعة له ؟!
هل الرب عندكم غاضب على جميع الأمم و من ضمنهم أمة المسيحيين ؟!
هل الرب عندكم سيعاقب جميع الأمم حتى ولو كانت بريئة و غير عاصية ؟!
الإجابة :
أى شخص مسيحى سيقرأ تلك النصوص , سيقول أن المقصود (بكل الأمم ) هنا كل الأمم العاصية التى تغضب الرب و ليس الأمم البريئة........
و أنا أرد عليه و أقول أن كلمة ( الناس ) الواردة فى الآية ليس المقصود منها (كل الناس ) بل المقصود منها ( جميع الكفار و العصاة من الناس ), و الدليل على ذلك أن الله يتكلم عن المجرمين و الكفار فى هذه الآية و فى الآيات السابقة لها و التالية لها أيضاً مباشرة....
حيث يقول الله تعالى :
{ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو
رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا
فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (12) وَلَوْ
شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ
مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13) فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ ۖ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (14) }
هل لاحظتم أن الله يتكلم فى تلك الآيات عن المجرمين و الذين نسوا الاخرة , و لكن للأسف أعداء الإسلام يقومون بإقتطاع الآيات من سياقها ثم يقومون بتفسيرها على هواهم ........
و على فكرة , نفس هذا الأسلوب جاء فى القران فمثلاً :
الله يقول فى القرآن :
{ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ
فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ
الْوَكِيلُ } سورة آل عمران (173)
و كلمة ( الناس ) الواردة فى الآية السابقة ليس المقصود منها كل الناس بل المقصود منها جماعة من الناس و هؤلاء الناس هم :
قوم كان أبو
سفيان سألهم أن يثبِّطوا رسول الله وأصحابه الذين خرجوا
في طلبه بعد منصرفه عن أحد إلى حمراء الأسد.
و بعض المفسرين قالوا أن المقصود من ( الناس ) هم أبو سفيان وأصحابه من قريش، الذين كانوا معه بأحد.
( راجع تفسير الطبرى )
و بعض المفسرين قالوا أن المقصود من ( الناس ) هم أبو سفيان وأصحابه من قريش، الذين كانوا معه بأحد.
( راجع تفسير الطبرى )
و بالتالى نستنتج أن كلمة (الناس) - فى القران ولغة العرب- ليس المقصود منها دائماً (كل الناس) بل تأتى أحياناً بمعنى طائفة معينة من الناس
وبالنسبة لكلمة ( أجمعين ) :
المقصود من تلك الكلمة أن الله لن يستثنى أحداً من الكفار بل سيجعل جميع الكفار فى النار بالإضافة إلى أن تلك الكلمة تعنى أن الله سيدخل الكفار من كلا الصنفين ( الجن والناس ) و لن يستثنى أى صنف بل سيكون العقاب شاملاً لجميع الكفار من جميع طوائف الجن و طوائف الإنس ( الناس البيض و السود و الحمر و العرب و العجم ....)
____________________________
و الآن سننتقل إلى التفاسير الإسلامية :
1- تفسير القرطبى :
{..............أي لو شئنا لرددناهم إلى الدنيا والمحنة كما سألوا ولكن حق القول مني
لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين أي حق القول مني لأعذبن من عصاني بنار
جهنم............}
2- تفسير الطبرى :
{..........وقوله: (لأمْلأنَّ جَهَنَّمَ منَ الجِنَّة والنَّاسِ أجمَعِينَ) يعني: من أهل المعاصي والكفر بالله منهم.....}
3- تفسير البغوى :
{...........( القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ) وهو قوله لإبليس : " لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين " ( ص - 85 ) . ثم يقال لأهل النار .....}
4- تفسير السعدى :
{.....{ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } فهذا الوعد، لا بد منه، ولا محيد عنه، فلا بد من تقرير أسبابه من الكفر والمعاصي. ....}
و بالتالى من خلال ما سبق , نستنتج أن المقصود من الآية هو أن الله سيعاقب جميع العصاة من جميع طوائف الجن و الإنس.👍👍👍
ملحوظة :
أنا اتعجب من بعض الملاحدة الذين قد يثيرون هذه الشبهة , لأنهم - أصلاً - لا يؤمنون بوجود شئ اسمه نار أو جنة , إذن لماذا يسخرون من شئ هم - أصلاً - لا يؤمنون به
و بالنسبة لللادينين الذين يثيرون تلك الشبهة :
ملحوظة :
أنا اتعجب من بعض الملاحدة الذين قد يثيرون هذه الشبهة , لأنهم - أصلاً - لا يؤمنون بوجود شئ اسمه نار أو جنة , إذن لماذا يسخرون من شئ هم - أصلاً - لا يؤمنون به
و بالنسبة لللادينين الذين يثيرون تلك الشبهة :
اللادينون - أصلاً- لا يؤمنون بدين معين و بالتالى هم لا يعرفون الأشياء التالية :
*هل هناك قيامة أم لا ؟
* هل الله سيحاسبنا أم أنه خلقنا عبثاً ؟
*هل هناك جنة و نار أم لا ؟
*من الذين سيدخلون الجنة و من الذين سيدخلون النار ؟
- اللادينون لا يستطيعون أن يعطونا جواب جازم مصحوب بدليل أو كتاب سماوى على كل تلك الأشياء..., و بالتالى سيكون من اللائق أن يسكت اللادينيون و أن لا يسخروا من ديننا
و بالنسبة لللاأدريين :
اللاأدريين لا يستقرون على بر لأنهم فى الشك يترددون , و بالتالى ليس من اللائق أن يأتى إنسان مشوش لكى يطعن فى ديننا
و نحن نقول للملاحدة و لللادينين و لللاأدريين :
(ثَبِّتِ العَرْشَ ثُمَّ انْقُشْ)
---------------------------------------------------------------------
أمثلة على ورود كلمة ( الناس ) فى أبيات شعر العرب قديماً , و طبعاً كلمة ( الناس ) لم يكن المقصود بها ( كل الناس ) بل كان المقصود بها ( مجموعة معينة من الناس ) :
هجا الناسُ ليلى أم كعبٍ فلمْ يدعْ *** لها النّاسُ إلاَّ نَفْنَفاً أنا رافِعُهْ
(شعر الشاعر: الأخطل )
يا أكثرَ النّاسِ أصْواتاً إذا شَبِعوا *** و ألامَ الناسِ إخباراً على الزادِ
(شعر الشاعر: جرير )
(شعر الشاعر: جرير )
قدْ يعلمُ الناسُ أنَّ التيمَ ألأمهمْ *** أأخبرُ الناسَ ولا يوماً إذا افتخروا
(شعر الشاعر: جرير )
(شعر الشاعر: جرير )
(شعر الشاعر: الفرزدق )
وَطارَتْ قُلوبُ النّاسِ شَرْقاً وَمغَرِباً، *** فَما النّاسُ إلاّ مُهجِسٌ أوْ مُلَقلِقُ
(شعر الشاعر: الفرزدق )
ويَلي من النّاسِ ومن لَومِهم *** ما لقيَ الناسُ منَ الناسِ
(شعر الشاعر: ابن المعتز )
الحمدُ لله! ألَمْ ينْهَني *** تجْرِبَة ُ النّاسِ عن الناسِ
(شعر الشاعر: أبو نواس
)
وَاِختارَ لِلناسِ أَبا العَباسِ *** مِن أَنجَدِ الناسِ خَيارِ الناسِ
(شعر الشاعر: علي بن الجهم
)
يعدو على الناس بسوءاته *** ولا يصيب الناس من خيره
(شعر الشاعر: إبراهيم عبد القادر المازني
)
--------------------------------------------------------------------
نرجو أن تكون قد استفدتم من كلامنا ............
لا تنسونا من صالح دعائكم
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 👋👋👋
_________________________________________________________________________________________
رابط لمقال يحتوى على آيات أخرى تشير إلى أن المؤمن يدخل الجنة و الكافر يدخل النار :
https://www.alukah.net/sharia/0/129575/#ixzz6Rd7WmUJ0
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا