ملخص الشبهة :
ملحد يقول لماذا قال الله :
[ جنة عرضها السماوات و الأرض ، هل كاتب القرآن يظن أن السماوات مثل الأرض فى العرض؟! ، ثم ضرب ذلك الملحد لنا مثال و قال :
هل من المعقول أن تقول : ( عرض البحار يساوى عرض الوطن العربى و ملعب كرة قدم ) ]
----------------------------
و أنا أرد عليه و أقول :
أولاً :
هذا استدلال خاطئ من ذلك الملحد ، لأنه هنا يستدل على كلامه بمثال مختلف ، حيث أننا لو تأملنا فى المثال الذى طرحه ذلك الملحد ، فإننا سنجد أنه يوجد علاقة بين عرض البحار ( كبير جداً بالنسبة لنا ) و عرض ملعب كرة القدم ( شئ ليس كبير جداً بالنسبة لنا ) ..
و من المعلوم أن ملعب كرة القدم ليس بالشئ الكبير جداً جداً و الدليل على ذلك أن اللاعب يتجول فى الملعب ذهابا و إيابا ، لكننا لو تأملنا فى الآية القرآنية فإننا سنجد أن القرآن يوجد علاقة بين الجنة و بين الأرض ، و الأرض هى شئ كبير جداً جداً بالنسبة لنا لذلك القرآن استخدمها للدلالة على عظم الجنة .
فأنت عندما تريد أن تعبر عن عظم شيئ ما فإنك ستذكر شيئ كبير و ليس شئ صغير مثل ملعب كرة القدم...
و الآية القرآنية تريد أن تذكر عظم عرض الجنة و اتساعها ، لذلك استخدمت شئ كبير جداً و هو الأرض.
و نفس الموضوع سيحدث عندما تريد أن تعبر عن عرض البحار فإنك تستخدم شئ كبير و ليس مجرد ملعب كرة قدم كما يزعم ذلك الملحد .
-------------
هذا الملحد ليس أمين فى ضرب المثال ، لاننى يمكننى أن أستخدم هذا الأسلوب الذى يستنكر منه ذلك الملحد ، فمثلاً :
أنا يمكننى أن أقول :
هذا الولد له طول كطول النخلة أو العمود ...
فهل معنى ذلك أن النخلة تساوى العمود فى الطول ؟!
الإجابة : بالطبع لا لا لا.
فى أسلوب التشبيه أنت تستخدم أشياء مشتركة فى صفة معينة و لكن لا يشترط تساويها .....
و بالتالى يمكننى أن أستخدم كلمة السماوات و الأرض لكى أعبر عن عظم الجنة حتى و لو كانت السماوات و الأرض غير متساويتين لأن السماوات و الأرض تتميزان بالكبر الشديد بالنسبة لنا ، لكننى لا يمكننى أن أعبر عن عن عظم عرض البحار بعرض ملعب كرة القدم لأن ملعب كرة القدم لا يتميز بالكبر الشديد بالنسبة لنا ....
☝️ و كل ما سبق هو فى حالات التشبيه
------
ثانياً :
لو افترضنا أن هذا الأسلوب ليس أسلوب تشبيه و لكنه أسلوب خبرى خالى من التشبيه ، إذن لن يكون هناك أى عيب أيضاً لأنك يمكنك أن تستخدم وحدة قياس كبيرة بجانب وحدة قياس صغيرة فمثلاً :
أنت من الممكن أن تقول إن هذا العمود طوله خمسة أمتار و سبعة سنتيمترات
☝️لاحظوا أن استخدمت وحدة قياس صغيرة بجانب وحدة قياس كبيرة بالرغم من أن المتر يساوى ١٠٠ سنتيمتر ....
بل و يمكننى أن أقول مثلاً مثلاً أن مساحة كندا تساوى مساحة الولايات المتحدة و مساحة مصر و ليبيا
مساحة كندا كمساحة الولايات المتحدة + مصر + ليبيا
و أنا سأعطيكم مثال آخر :
افترض أن عندك أرض ( أ ) مساحة ١٠٠ متر مربع , و عندك أرض أخرى ( ب ) مساحتها ٩٥ متر مربع، و عندك قطعة مفرش بلاستيك مساحته ٥ متر مربع
فإنك يمكنك أن تقول :
مساحة الأرض ( أ ) تساوى مساحة الأرض ( ب) و قطعة المفرش البلاستيك
١٠٠ = ٩٥ + ٥
فهل معنى ذلك أن مساحة قطعة المفرش البلاستيك تساوى قطعة الأرض ( ب )
الإجابة : بالطبع لا لا لا
و نفس الموضوع يمكن أن نطبقه على تلك الآية القرآنية فيمكننا أن نقول :
عرض الجنة = عرض السماوات + عرض الأرض
----------
الخلاصة :
١- لو افترضنا أن القرآن استخدم أسلوب التشبيه فى تلك الآية ، فإن القرآن لن يكون به خطأ ، لأن القرآن استخدم شئ كبير بالنسبة لنا لكى يدل على عظم عرض الجنة و لا يشترط فى أسلوب التشبيه تساوى الصفات بل يكفى اشتراكها فى الصفة
فأنت إذا أردت أن تشير إلى عظمة عرض البحار فأنت يجب أن تستخدم شئ مناسب كبير جداً - أيها الملحد - و ليس ملعب كرة قدم كما تزعم
٢- لو افترضنا أن القرآن يتكلم عن حسابات رياضية ، فإن القرآن لن يكون به عيب لأنه هكذا يتكلم عن عمليات جمع
عرض الجنة = عرض السماوات + الأرض
------------
ملحوظة بسيطة :
بعض الناس قد تقول أن الأرض كروية فهل لها عرض ؟!
و أنا أرد عليهم و أقول أن الشكل الكروى عندنا يتم جعله فى مستوى واحد فإنه يظهر له عرض و طول ، و الله الذى خلق الأرض قادر أن يعرف عرضها من دون أن يجعلها فى مستوى واحد لذلك قال الشوكاني رحمه الله :
" اخْتُلِفَ فِي مَعْنَى ذَلِكَ فَذَهَبَ الْجُمْهُورُ : إلى أنها تقرن السماوات وَالْأَرْضَ بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ كَمَا تُبْسَطُ الثِّيَابُ وَيُوَصَلُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ فَذَلِكَ عَرْضُ الْجَنَّةِ ، وَنَبَّهَ بِالْعَرْضِ عَلَى الطُّولِ ، لِأَنَّ الْغَالِبَ أَنَّ الطُّولَ يَكُونُ أَكْثَرَ مِنَ الْعَرْضِ
قال القرطبي رحمه الله :
{ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي تَأْوِيلِهِ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : تقرن السماوات وَالْأَرْضُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ كَمَا تُبْسَطُ الثِّيَابُ وَيُوصَلُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ ، فَذَلِكَ عَرْضُ الْجَنَّةِ ، وَلَا يَعْلَمُ طُولَهَا إِلَّا اللَّهُ ، وَهَذَا قَوْلُ الْجُمْهُورِ، وَذَلِكَ لَا يُنْكَرُ .
وقَالَ قَوْمٌ : الْكَلَامُ جَارٍ عَلَى مَقْطَعِ الْعَرَبِ مِنَ الِاسْتِعَارَةِ ، فَلَمَّا كَانَتِ الْجَنَّةُ مِنَ الِاتِّسَاعِ وَالِانْفِسَاحِ فِي غَايَةٍ قُصْوَى حَسُنَتِ الْعِبَارَةُ عنها بعرض السماوات وَالْأَرْضِ، كَمَا تَقُولُ لِلرَّجُلِ : هَذَا بَحْرٌ ، وَلِشَخْصٍ كَبِيرٍ مِنَ الْحَيَوَانِ : هَذَا جَبَلٌ ، وَلَمْ تَقْصِدِ الْآيَةُ تَحْدِيدَ الْعَرْضِ ، وَلَكِنْ أَرَادَ بِذَلِكَ أَنَّهَا أوسع شي رَأَيْتُمُوهُ .}
__________________
و فى النهاية ، أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده و إن كان من سهو أو ذلل فمنى و نرجو المسامحة عليه
لا تنسونا من صالح دعائكم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 👋👋👋
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا