ملخص الشبهة كالآتى :
هناك بعض المسيحيين و الملاحدة الذين يقتبسون آية من القرآن وهى :
{ وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا ۗ قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ۖ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ } سورة الأعراف الآية (28)
ويقول هؤلاء المسيحيون و الملاحدة أن هذه الآية السابقة معناها أن الله لا يأمر بالمعاصى أبداً ، ثم يقوم هؤلاء المسيحيون بإحضار آية أخرى و هى :
{ وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا } سورة الإسراء الآية 16
ثم يقول هؤلاء المسيحيون أنه كيف يأمر الله هؤلاء المترفين بالفسق بالرغم من أنه قال فى الآية الأولى أنه لا يأمر بالمعاصى .....
_______________
الرد على الشبهة و بالله التوفيق :
أولاً :
يجب أن نعرف معنى ( الفسق) :
الفِسْق: العصيان والترك لأَمر الله عز وجل
*وفَسَق عن أمر ربه أَي جار ومال عن طاعته
* قال الشاعر:
فَواسِقاً عن أَمره جَوَائِرَا
*و قال الفراء في قوله عز وجل: فَفَسَقَ عن أَمر ربه، أي: خرج من طاعة ربه.
*والعرب تقول إذا خرجت الرُّطَبةُ من قشرها: قد فَسَقَت الرُّطَبةُ من قشرها، وكأَن الفأرة إنما سميت فُويْسِقةً لخروجها من جُحْرها على الناس.
*والفِسْقُ: الخروج عن الأَمر.
*وفَسَقَ عن أَمر ربه أَي خرج، وهو كقولهم اتّخَمَ عن الطعام أي عن مَأْكله.
*قال الأَزهري: عن ثعلب أنه قال: قال الأَخفش في قوله فَفَسَق عن أمر ربه، قال: عن ردّه أَمر ربه، نحو قول العرب اتّخَمَ عن الطعام أي عن أَكله الطعام، فلما رَدّ هذا الأَمر فَسَقَ
* قال أَبو العباس : ولا حاجة به إلى هذا لأن الفُسُوقَ معناه الخروج.
فَسَقَ عن أَمر ربه أَي خرج.......
(المرجع : كتاب لسان العرب لابن منظور )
_________________
و بالتالى ، عبارة (فسق الرجل عن أمرى ) معناها خرج عن أمرى وعصانى
و عندما نذهب الى هذه الآية :
{ وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا } سورة الإسراء الآية 16
هذه الآية معناها أن الله عندما يغضب على قرية و يريد أن يهلكها بسبب كثرة معاصيها ، فإنه يقيم عليها الحجة أولاً حيث أن الله يبعث أوامره و تشريعاته إلى أهل تلك القرية ، ولكن أهل تلك القرية يخرجون عن أمر الله ويعصونه مباشرةً حيث أن كلمة (الفسق ) معناها الخروج عن طاعة الله و عصيان أمره
لاحظوا أن الآية لم تقل - أبداً - أن الله أمر تلك القرية بارتكاب المعاصى أو الفواحش وهذا بخلاف ما يزعمه أعداء الإسلام .....
الآية تقول أن الله أمر تلك القرية بأوامر....... و طبعاً ذلك يكون عن طريق الأنبياء الذين يبلغون أوامر الله و تشريعاته ، و لكن أهل تلك القرية المترفين فسقوا أى خرجوا عن أمر الله و عصوه ......
و بالتالى الآيتان الاولى و الثانية ليس لهما علاقة ببعضهما أصلاً
لأن الآية الأولى تخبرنا أن الله لا يأمر بالمعاصى ، و الآية الثانية تخبرنا أن الله كان يأمر المترفين من أهل القرى بأوامر معينة ، فكان هؤلاء المترفين يعصون أمر الله ويخرجون عن طاعته , وبالتالى كان الله يهلك هؤلاء العصاة .....
---------------
و الآن سنذكر بعض الأحاديث التى تفسر هذه الآية :
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس (أمَرْنا مُتْرَفِيها) قال: بطاعة الله، فعصوا.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا شريك، عن سلمة أو غيره، عن سعيد بن جبير، قال: أمرنا بالطاعة فعصوا
☝️☝️☝️ و هذا هو أشهر و أصلح تفسير لتلك الآية ....
_______________________
ملحوظة مهمة :
الشيوخ و العلماء و الأئمة يعلمون أن كتب المفسرين المسلمين تجمع آراء مختلفة لتفسير النص الواحد ، لذلك هناك من يصيب فى تفسير الآية تفسيرا صحيحا ، و هناك من يخطأ فى تفسير النص ، و لكن أعداء الإسلام يلجأون إلى حيلة خبيثة و هى الاستشهاد بالرأى الخاطئ الموافق لأهوائهم و ترك الرأى الأصح فى تفسير الآية ، لذلك أنا أردت أن أنبهكم إلى معلومة مهمة و هى أنه ليس كل الأحاديث صحيحة بل هناك أحاديث صحيحة موثوقة و أحاديث أخرى مكذوبة متروكة .....
و هناك آراء صحيحة فى تفسير آية معينة و هناك آراء خاطئة فى تفسير نفس الآية ، و ليس هناك أى شخص معصوم بعد النبى محمد صلى الله عليه وسلم ، فالكل - بعد النبى - يخطئ و يصيب ....
و على فكرة ، نفس هذا الأمر موجود عند المسيحيين فمثلاً : هناك بعض القساوسة الذين يفسرون الكتاب المقدس و لكن المسيحيين يرفضون كتبهم و تفاسيرهم بحجة أنها خاطئة و أنا عندى الدليل على ذلك و هو فيديو للبابا شنودة و هو ينتقد كتب بعض القساوسة و يقول أنها خاطئة
و كبار الملاحدة أنفسهم يخطئون أحياناً فى لقاءاتهم و كتبهم ، لذلك يحاول عوام الملاحدة أن يتبرأوا من بعض قراراتهم .....
لذلك لا تعيبونا بما فيكم يا أعداء الإسلام .....
و لا تنخدع - أيها المسلم - بأساليب أعداء الإسلام فى اقتصاص التفاسير الخاطئة الموافقة لأهواءهم و ترك التفاسير الصحيحة ......
_________________
فى النهاية , أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده و إن كان من سهو أو ذلل فمنى ونرجو المسامحة عليه...
ملحوظة :
إذا أردت أن تنشر المنشور فيجب عليك أن تنسخه ثم تلصقه فى يومياتك ثم تنشره...
نصيحة منى :
أنصحكم بقراءة كتاب ( تنزيه القرآن الكريم عن دعاوى المبطلين ) للدكتور منقذ السقار ، و الكتاب متاح على الإنترنت لمن يريد التنزيل ...
لا تنسونا من صالح دعائكم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 👋👋👋
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا