ردا على كلام ملحد ✋✋✋
شخص يقول أن النبى محمد قام بتوحيد الآلهة لكى يستطيع أن يتحكم فى العرب كلهم تحت مسمى إله واحد
و أنا أرد عليه و أقول :
أولاً ، هذا كلام فارغ لا قيمة له و لا دليل عليه إلا من كلام أعداء الإسلام .....
ثانياً , هناك بعض الامم التى كانت لها آلهة متعددة و لكن كان يحكمها ملك واحد مثل الفراعنة فى مصر ، حيث أن فرعون مصر كان يعتبر بمثابة الوسيط بين الآلهة و بين الشعب ، و كان هناك إله معين لكل اقليم , و مع ذلك كان يحكمهم فرعون واحد , و هذا الأمر ينفى صحة ما يقوله ذلك الملحد ...............
و هناك مثال آخر على كذب ذلك الشخص ، حيث أن قبائل العرب كانت لها معبودات مختلفة و مع ذلك كانت قريش لها السيادة و الفضل على جميع قبائل العرب
بل هناك من سادات العرب من كان يحكم أكثر من قبيلة بالقوة دون الحاجة لتوحيد الآلهة , و أحياناً كان يحدث تحالف بين القبائل العربية بدون الحاجة إلى توحيد الألهة
و دولة مصر لها حاكم واحد بالرغم من أنه توجد بها ديانات مثل الإسلام و النصرانية و اليهودية و مع ذلك ليس هناك حاجة لتوحيد الديانات لكى يكون هناك حاكم واحد ...
و الهند يوجد بها مئات الآلهة و مع ذلك يحكمهم حاكم معين
و الاغرب من ذلك أن الدولة البابلية كان لها ملوك بالرغم من عدم توحيد الألهة , و كان الملك يعتبر بمثابة الوسيط بين الألهة و الشعب , و أنا أردت ان استدل بالدولة البابلية لأن ذلك الملحد تكلم عن البابليين كما سيتضح فيما بعد
و الأمر الأدهى من ذلك أن ملة العرب فى الأصل كانت هى الحنيفية ، ملة النبى إبراهيم حنيفاً أى أن العرب كانوا يؤمنون بإله واحد ، و بالتالى فإن النبى محمد لم يبتكر شئ جديداً بل جاء ليعيد رسالة النبى إبراهيم ......
و لكى أثبت لكم كذب الشخص الملحد الذى وضع تلك الفرضية ، تعالوا معا لنفكر قليلاً :
لو افترضنا أن النبى محمد قام بتوحيد الآلهة لكى يوحد العرب ، إذن ما هى رأيك فى الفرائض التى جاء بها الإسلام ؟!
لو كان النبى محمد قام بتوحيد الآلهة من أجل السيادة على العرب ، فإنه كان سيهتم فقط بالتوحيد الذى يحقق له السيادة و لم يكن سيهتم بالصلاة أو الصيام أو الزكاة أو صلة القربى أو عدم شرب الخمر .....حيث أن سادة العرب كانوا غالباً لا يهتمون بالزكاة و صلة القربى بل إنهم كانوا يقهرون الضعيف و يشربون الخمر و ....
و بالتالى نستنتج أن النبى محمد جاء بما هو مخالف لمواصفات سادة العرب ......
و هذا يثبت كذب ما ادعاه ذلك الشخص ...
----------------
ثانياً :
ذلك الشخص يقول أن النبى محمد تحجج بأنه لا ينبغى أن يكون هناك أكثر من إله فى الكون لأنه سيحصل تصارع بين الآلهة ثم قال بأن النبى أخذ ذلك من البابليين و الاشوريين ، و أنا أرد على ذلك الشخص و أقول :
هذه هى عادة أعداء الإسلام و هى توجيه التهم و الأباطيل إلى النبى محمد بلا دليل تاريخى صحيح ، و كل ما يفعله أعداء الإسلام هى ابتكار أشياء من محض خيالهم و أفكارهم أو الاقتباس من كلام بعض المستشرقين الكاذبين الحاقدين على الإسلام ...
أنا أتسائل :
كيف سيأخذ النبى محمد من البابليين و الاشوريين و هو أصلاً لم يذهب إلى بلاد العراق فى حياته ، بالإضافة إلى كونه أمياً و لم يقرأ فى كتب البابليين و الاشوريين ، إذن كيف سيأخذ منهم أصلا🤷🏻♂️ .....؟!
و أما بالنسبة لتصارع الآلهة الذى يتكلم عنه ذلك الملحد ، فإن ذلك الملحد حاول أن يستدل على كلامه من خلال عدة ايات منها :
1- { قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَّابْتَغَوْا إِلَىٰ ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا } سورة الاسراء , الاية (42)
2- { لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ } سورة الأنبياء , الاية (22)
3- { وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا } سورة الاسراء , الاية (111)
و لكن أنا أود ان أقول - مبدئياً - أن الاية الأولى و الثالثة ليس بهما أى إشارة إلى تصارع الألهة من الأساس لذلك لا داعى ان تستدل بهما أيها الملحد , لأن الاية الاولى معناها أنه لو كان هناك معبودات غير الله مثل تلك الأصنام التى يعبدوها المشركون ( على سبيل الافتراض ) , فإن تلك المعبودات كانت ستَعلم عظمة الله و فضله و مكانته لذلك فإنها كانت ستسعى إلى التقرب منه و الزلفة إليه لأن الله أقوى من تلك المعبودات كلها و سيغلبها اللهُ كلها..........., فالمشركون كانوا يتقربون إلى المعبودات الوثنية , فرد الله عليهم و قال لو كانت هناك معبودات معى لكانت تلك المعبودات ستتقرب لى لعلمهم أننى أعظم منهم و أقوى منهم و استطيع اجبارهم .....
و هذا التفسير👆 ورد فى العديد من كتب التفسير مثل تفسير ابن كثير و الطبرى و السعدى و غيرهم
و هناك أحاديث تفسر هذه الاية منها :
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلا ) يقول: لو كان معه آلهة إذن لعرفوا فضله ومرتبته ومنـزلته عليهم، فابتغوا ما يقرّبهم إليه.
حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة ( إِذًا لابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلا ) قال: لابتغَوا القُرب إليه، مع أنه ليس كما يقولون.
ملحوظة : ذلك الملحد أخطأ فى كتابة سورة ( الإسراء ) لأنه كتبها هكذا ( الاسرى)
و أما بالنسبة للاية الثالثة , فإنها تفيد أن الله ليس له ابن و أن الله ليس ذليلاً لكى يحتاج أن يكون له ولي أو وزير أو مشير ، بالاضافة إلى أن الله تعالى ليس له شريك فى ملكه لأن وجود الابن و المعين و الشريك يدل على ضعف الإله حيث أن البشر ينجبون الابناء بسبب حاجتهم الى استمرار النسل و حاجتهم الى ان يخدمهم الابناء فى الشيخوخة بالاضافة الى أن انجاب الابناء يكون ناتجاً عن الشهوة و هذا كله يتنافى مع مواصفات الاله القوى الحق ....
و أما بالنسبة للمعين , فهذا يتنافى مع الإله الحق القوى لأن الإله القوى لا يحتاج الى معين .....
و أما بالنسبة للشريك فى الملك ,فإن ذلك الملحد استهزئ و قال ( لماذا الله لا يريد أن يكون له شريك فى الملك و هل الله يطمع فى الملك بالرغم من أن الملك لا يساوى شيئاً و بلا قيمة بالنسبة له ) ,و أنا أرد عليه و أقول :
الله نفى أن يكون له شريك فى الملك ليس لأن الله يطمع فى الأمور المادية كما يزعم ذلك الملحد , بل لأن الشريك فى الملك يدل على عيب و قصور فى الإله , لماذا ؟!
لو افترضنا أن هناك شريك لله فى ملكه , إذن نحن أمام احتمالين اثنين و هما :
الاحتمال الأول :
أن الله لم يستطع أن يخلق الكون كله بنفسه لذلك استعان الله بإله اخر لكى يساعده فى خلق هذا الكون ثم بعد ذلك تشارك الإلهان فى مسألة الملك و الحكم على ذلك الكون الذى خلقوه......و هذا كله يتعارض مع العقل و المنطق و مع مواصفات الإله الحقيقى العالم القادر لأن الإله الحقيقى لا يحتاج إلى مساعدة من أحد لكى يخلق كوناً كاملاً ....
الاحتمال الثانى :
أن يكون الله قد خلق الكون كله بنفسه و لم يحتج إلى إله اخر فى مسألة الخلق , و لكنه بعد ذلك استعان بإله اخر لكى يشاركه فى مسألة الملك و الحكم .......و هذا أيضاً يتعارض مع العقل و المنطق لأن الإله الحقيقى ليس ضعيفاً لكى يحتاج إلى من يعينه فى مسألة حكم الكون لأن الإله الحقيقى من المفترض أن يحكم كل شئ و بدقة عالية ........
و أما بالنسبة للكلام الذى يردده ذلك الملحد من أن يحب الأشياء المادية مثل المال لذلك لم يجعل الله له شريكاً فى ملكه, فهذا كله كذب لأن الله لو كان يطمع فى الماديات فإنه لم يكن سينعم على البشر بتلك الماديات و يمنحها لهم , فمثلاً :
الله أنعم على كثير من الناس بالمال و الأراضى و المبانى و الذهب ......
👆👆👆و هذا كله يدل على كذب صاحب الشبهة
----------------------------
و أما بالنسبة للاية الثانية التى ذكرها ذلك الملحد, فإنها تعنى أنه لو كان هناك الهة غير الله , فإن السماء و الارض كانتا سيصيبهما الفساد بسبب اختلاف رأى كل إله عن الاخر .....
فمثلاً , لو افترضنا أن هناك إلهان فى الكون , فإن الإله الأول يريد أن تكون السماء بها شئ معين , و لكن الإله الثانى يريد أمراً مختلفاً و يرى أن رأيه أصلح و أحسن من رأى الإله الأول .........
و لو افترضنا أن الإله الأول سمع رأى الإله الثانى فهذا سيدل على أن رأى الإله الأول كان خاطئ أو أقل حكمةً من رأى الإله الثانى أو قد يدل ذلك على أن الإله الأول قد انقاد إلى رأى الإله الثانى و هذا يتنافى مع مواصفات الإله الحقيقى لأن الإله الحقيقى لا ينقاد و لا يضعف أمام رأى أحد و لا يخاف من أحد......
و لو افترضنا أن الإله الأول رفض رأى الإله الثانى , فإنهما بالتالى سيحدث خلاف بينهما و عدم تناسق فى الخلق
و الجدير بالذكر أن من صفة الإله الحق ( عقلاً و فطرةً ) أنه يكون له القوة و السيادة على كل شئ و بالتالى حسب العقل و المنطق و الفطرة فإنه لا ينبغى أن يكون هناك أكثر من إله لأنه لو كان هناك أكثر من إله فإن الكون كان سيفسد من جراء الخلافات بين الآلهة بسبب حرص كل إله منهم على السيادة و إخضاع غيره من الآلهة حتى ينتصر عليهم إله واحد فى النهاية ......
لكن ذلك الشخص المهرطق قال بعدها ( لماذا لم يقم كل إله بخلق كون مستقل ثم يقوم بحُكمه بعيداً عن الكون الذى خلقه إله غيره و بالتالى ستنحل المشكلة فى هدوء )
و لكن طبعاً هذا كلام مستحيل وغير سليم و الدليل على ذلك هو من حياتنا اليومية فمثلاً :
أمراء و حكام الدول العظيمة فى الماضى و الحاضر يسعون دائماً لفرض سيطرتهم على الدول الأخرى من أجل إثبات قوتهم و سيادتهم ، و بالرغم من أن كل حاكم منهم يمتلك دولة مستقلة إلا أنه يسعى للسيطرة على دول أخرى لكى يثبت قوته و سيادته ...
بعض المتفلسفين من الملاحدة قد يقولون ان هذا يكون من أجل المادة و المال , و أنا أرد عليه و أقول :
إذن ما هو رأيك فى المنافسات و المسابقات التى تحدث - أحياناً - بين البشر فى الأمور البسيطة لكى يثبت كل متنافس أنه أقوى من الاخر و قد تكون المنافسة بلا جوائز أصلاً فأنت - مثلاً - قد تقول لصديقك تعال و سابقنى فى كذا او كذا من دون اى جوائز أو مال و كل هذا يكون من أجل اثبات القوة و المقدرة و العظمة و السيادة على الاخر . بل إن هذا الأمر نفسه يحدث فى الحيوان , فالحيوان يحاول أن يثبت سيادته على القطيع و قد يحدث تعارك بين كبير القطيع و فرد آخر من قطيع آخر من أجل السيادة و إبراز العلو و السيطرة ..........
فهل الحيوان يحتاج إلى المال كما تزعم ايها الملحد ؟!
الإجابة : لا , و لكن العقل و المنطق يخبرانا بأن أصحاب القوة و العظمة و السيادة يتنافسون فيما بينهم لكى يثبت كل واحد منهم سيادته على الاخر حتى ولو لم يكن ذلك من أجل مال او جائزة أو ماديات ....
و بالتالى، إذا كان الإنسان و الحيوان يسعيان إلى إبراز سيادتهم على غيرهم من القبائل و القطعان المستقلة بالرغم من أن الإنسان و الحيوان مخلوقات ضعيفة ، فما بالك بالإله القوى الخالق المقتدر المتكبر الجبار العظيم القوى ( شغل عقلك ) .....
بالإضافة إلى أن اتفاق الالهة فيما بينهم يدل على أن أحدهم قد تنازل للاخر عن شئ معين , فأنت مثلاً عندما تتنازع مع جارك فى أمر معين ثم تجلسون بعدها و تتفاوضون لكى تتفقوا على حل معين.....فهذا يعنى أن أحد الأطراف قد تنازل عن أمر معين من أجل الطرف الاخر أو أن أحد الأطراف قد انقاد إلى مطلب الطرف الاخر لكى يحدث تفاوض... و هذا مستحيل فى حق الإله الحقيقى ......
و طبعاً , بعدما عجز الملحد عن إثبات نظرية تعدد الأكوان فإنه جاء -الان - ليتمسح بفكرة الألهة المستلقة التى تخلق أكوانا مستقلة عن بعضها
-----------------
ذلك الشخص الملحد قال بعدها (أنتم تؤمنون بإله واحد ، إذن من المفترض أن لا يكون هناك أو فساد فى السماء أو فى الأرض ، و لكن مع ذلك نحن نرى تعارك البشر و افسادهم فى الأرض , و نرى أيضاً فساد و اضطراب فى الكون )
و أنا أرد عليه و أقول :
1- لا يوجد علاقة بين فساد الكون ( السماء و الارض ) بسبب اختلاف الآلهة و بين فساد الكون بسبب الإنسان , لأن الفساد قد يحدث بأكثر من طريقة على يد أكثر من شخص , فمثلاً :
الأجهزة قد تفسد بسبب عدة اشياء و لو نحن منعنا شيئاً واحداً من تلك الأسباب فهذا ليس معناه أنها لن تفسد مطلقاً لان هناك أشياء أخرى من الممكن أن تسبب لها الفساد , و بالتالى لو افترضنا أنه لم يحصل فساد بسبب اختلاف الالهة فإن هذا لا يمنع حدوث الفساد بشكل مطلق بسبب تنازع البشر و معاصيهم....
2- هناك اختلاف كبير بين الفساد الناتج عن اختلاف الألهة و بين الفساد الناتج عن البشر لأن الفساد الناتج عن اختلاف الالهة سيكون كبيراً و ليس محدوداً , لكن الفساد الناتج عن البشر يكون فساداً محدود فى الغالب
3- بالإضافة إلى ان الفساد الناتج عن اختلاف الالهة هو عبارة عن عدم تناسق و عدم نظام فى الكون بسبب اختلاف رأى كل إله , أما بالنسبة للفساد الناتج عن البشر فهذا يكون عبارة عن تدمير أو قتل أو سرقة أو أن يُمنع الرزق عنهم بسبب معاصيهم و هكذا
و قد بين الله ذلك فى القرآن حيث قال :
{ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ } سورة الأنبياء , الاية (22)
و هذه الأية توضح الفساد هنا بسبب اختلاف أراء الأرباب فيما بينهم 👆👆👆
و هناك فساد اخر ينتج عن البشر كما أخبرنا الله تعالى :
{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي
النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
} سورة الروم الاية (41)
------------------
هناك بعض الملحدين العرب المتفلسفين الذين قد يقولون أن الكون ليس فيه أى دقة بل هو عشوائى و مضطرب و فاسد التكوين , و لكن أنا لن ارد عليهم شخصياً بل انا سأقتبس بعض ما قاله العلماء لكى أرد على أولئك الملاحدة....
يقول ألبرت أينشتاين فى كتاب ( The expanded Quotable Einstein ) :
[ بالنظر إلى مثل هذا التجانس والانسجام في الكون ، والذي يمكنني أنا بعقلي البشري المحدود أن أدركه ، لا يزال يوجد أناس يقولون إنه لا يوجد إله. لكن ما يغضبني حقا هو أنهم يقتبسون من كلامي لتدعيم هذه الآراء.]
و تعالوا نقتبس بعض ما قاله العالم ( إسحق نيوتن ) فى كتاب ( Newten principia) :
[ هذا النظام الأجمل المكون من الشمس والكواكب والمذنبات , يمكن له فقط أن يعمل من قبل تدبير وسلطان كائن حكيم وقوي , هذا الكائن يحكم كل شيء ليس كروح للعالم بل كرب فوق كل شيء.]
بعض الملاحدة المتفلسفين قد يقولون ( كيف يعلم الله أن تعدد الألهة قد يؤدى إلى فساد الكون بالرغم من أنه لم يمر بهذه التجربة ......من أين له تلك المعلومة ) , و انا أرد عليه و أقول :
هذه فلسفة ساذجة , لأن الإله الحقيقى يشترط فيه أن يعلم ما كان و ما يكون و ما سيكون و من مواصفات الإله الحقيقى ان يعلم ما لم يكن كيف كان سيكون .....
و مما يدل على سذاجة فلسفة ذلك الملحد هو أنه هنا يريد أن يقول أن علم الله يؤخذ من الأمور التجريبية , و هذه مغالطة كبيرة من ذلك الملحد لأن الله خلق الإنسان و جعله يتعلم من تجاربه أما الإله فليس له حاجة إلى موقف معين لكى يحصل على معلومة ....
-------
و من ضمن غرائب الملحدين هو أنهم يقولون ما هو اسم الإله الحقيقى من بين تلك الأسماء المنتشرة حول العالم , و أنا أرد عليهم و أقول :
لكى تعرف الاسم الحقيقى للإله ينبغى عليك - أولاً - أن تعرف الديانة الصحيحة التى نزلت من عند رب العالمين , فإذا أنت عرفت الديانة الصحيحة فإنك بعدها ستستطيع ان تعرف الاسم الصحيح للإله من بين كل تلك الأسماء , و لكن لو انت عجزت عن البحث و معرفة الدين الصحيح فالعيب فيك أنت ....
و إذا توصلت إلى الديانة الصحيحة و علمت ان اسم الإله هو الله , فإنه لا ينبغى عليك أن تعترض فأنت هكذا تشبه الشخص الذى يسأل أحد المارين عن اسمه , فيرد المار و يقول له : ( انا اسمى عادل ) , فيرد الملحد و يقول : ( لا انت ليس اسمك عادل بل انت اسمك مصطفى )
و أما بالنسبة لسؤال الملاحدة عن معنى اسم ( الله ) , فهذا معناه المألوه أى المستحق للألوهية و له كمال الصفات
---------------------------------------
و هناك شئ مهم ينبغى ان أتكلم فيه و هو أن ذلك الملحد قد اقتبس تكلم عن الحلاج و وصفه بأنه شهيد ثم أخذ يقتبس من كلامه مما يدل على أن ذلك الملحد يردد كلام المستشرقين عن الحلاج , و أنا أود أن أرد على ذلك الملحد و أقول :
من هو الحسين الحلاج ؟؟؟!!!
الأجابة :
الحلاج هو الحسين بن منصور الحلاج ، ويكنى أبا مغيث . وقيل : أبا عبد الله .
نشأ فى (واسط) . و بعض الناس قالوا أنه نشأ فى ( تستر) ، و قام الحلاج بالاختلاط مع جماعة من الصوفية منهم (سهل التستري) و(الجنيد) و(أبو الحسن النوري) وغيرهم .
لقد سافر الحلاج عبر بلاد كثيرة ، منها مكة وخراسان ، والهند ، وأقام أخيراً ببغداد ، وبها قتل .
لقد تعلم الحلاجُ السحرَ بالهند ، وكان صاحب حيل وخداع ، فخدع بذلك كثيراً من جهلة الناس ، واستمالهم إليه ، حتى ظنوا فيه أنه من أولياء الله الكبار .
و معظم المستشرقين يحبون الحلاج ويظهرونه على أنه قُتل مظلوماً ، و السبب فى ذلك هو أن معتقده كان قريباً من معتقد أولئك المستشرقين المسيحيين بالإضافة إلى أنه كان يهدم أركان الإسلام لذلك هم يحبونه .
و من ضمن أقواله الباطلة الكفرية :
1- ادعى النبوة ، ثم زعم بعد ذلك أنه هو الله . فكان الحلاج يقول : أنا الله .
وأمر الحلاجُ زوجة ابنه بالسجود له . فقالت : أو يسجد لغير الله ؟ , فقال الحلاجُ : إله في السماء وإله في الأرض .
2- كان الحلاجُ يقول بالحلول والاتحاد . أي أن الله تعالى قد حَلَّ فيه ، وصار هو والله شيئاً واحداً .
وهذا يعتبر من ضمن الأسباب التى جعلت المستشرقين النصارى يحبونه لأنه وافقهم على عقيدة الحلول ، حيث أن المسيحيين يعتقدون أن الله تعالى قد حَلَّ فى بعض مخلوقاته مثل المسيح يسوع . ولهذا تكلم الحلاج باللاهوت والناسوت كما يفعل النصارى . فمن أشعاره :
سبحان مـن أظهر ناسوته سـر لاهوته الثاقـــب
ثم بدا في خلقـه ظــاهراً في صورة الآكل والشارب
ولما سمع ( ابن خفيف) هذه الأبيات قال : على قائل هذا لعنة الله . فقيل له : هذا شعر الحلاج . فقال ابن خفيف : إن كان هذا اعتقاده فهو كافر .
3- كان الحلاج يزعم أنه يستطيع أن يؤلف مثل القران الكريم حيث أنه سمع قارئاً يقرأ آية من القرآن ، فقال الحلاجُ : ( أنا أقدر أن أؤلف مثل هذا ).
4- من أشعاره :
عَقَدَ الخلائقُ في الإله عقائدا وأنا اعتقدتُ جميعَ ما اعتقدوه
وهذا الكلام مع تضمنه إقراره واعتقاده لجميع الكفر الذي اعتقدته الطوائف الضالة من البشر ، فإنه مع ذلك كلام متناقض لا يقبله عقل صريح ، إذ كيف يعتقد التوحيد والشرك في آنٍ واحد ؟!
5- له كلام يبطل به أركان الإسلام ، ومبانيه العظام ، وهي الصلاة والزكاة والصيام والحج .
6- كان يقول : إن أرواح الأنبياء أعيدت إلى أجساد أصحابه وتلامذته ، فكان يقول لأحدهم : أنت نوح ، ولآخر : أنت موسى ، ولآخر : أنت محمد .
7- لما أخذ الناس الحلاجَ و ذهبوا به إلى القتل, قال الحلاجُ لأصحابه :
( لا يهولنكم هذا ، فإني عائد إليكم بعد ثلاثين يوماً ) . فقتلُ الحلاج ولم يَعُدْ .
👆👆👆 لذلك أجمع علماء عصره على كفره وزندقته ولذلك قتل ببغداد عام 309 هـ .
________________________________
و أخيراً , أنا أود ان اقتبس بعضاً من كلام العلماء :
* يقول أندرو كونواي إيفي :
[ معظم الملحدين واللاأدريين ينظرون لله كبشر يعاملونه كند فيقولون مثلا سوف أعتقد بوجوده لو شفاني أو قضى حاجتي أو إذا محى الشر والظلم وقد يقال لو أن هناك إله عادل ما أصابني وجع بأسناني ومعنى ذلك أنني أؤمن بالله إذا بنى الكون وعدله وفق خطتي ولصالحي.]
* و يقول فرانسيس بيكون :
[ الحقيقة هي أن القليل من الفلسفة يميل بعقل الإنسان إلى الإلحاد ، لكن عمق الفلسفة يجلب عقول الناس إلى الدين .]
* و يقول كريستيان أنفينسن (نوبل 1972) :
[ أعتقد انه لا يلحد إلا مغفــــــــــــــــــــــــل]
________________________________
و فى النهاية , انا اود ان اقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده و إن كان من صهو او ذلل فمنى و نرجو المسامحة عليه
لا تنسونا من صالح دعائكم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته 👋👋👋
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا