الرد على شبهة الاحاديث الضعيفة و حرق المصاحف و الناسخ و المنسوخ

 الرد على مسيحى :

هناك مسيحى سخر من القران الكريم و طعن فيه فى عدة أمور , و نحن سنرد عليه من معتقده و كما يقول الكتاب المقدس :  

(إنجيل لوقا 6: 41)

 لِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟

و المثل يقول : البادئ أظلم 

 -----------------------------------------

أولاً :

هذا الشخص يطعن فى القران الكريم بسبب وجود الأحاديث الضعيفة بحجة أن وجود الأحاديث الضعيفة يبرهن على احتمالية وجود ايات ضعيفة أو مشكوك فيها فى القران الكريم  , و أنا سأرد عليك على المسيحى بنفس معتقدك و تفكيرك 

أنت عند - أيها المسيحى - أكثر من مائة انجيل منحول ( ضعيف ) و إليك أسماء بعض تلك الاناجيل المنحولة :


إنجيل بطرس
إنبعاث يسوع المسيح

إنجيل فيلبس

إنجيل توما
إنجيل يهوذا

إنجيل الحق
إنجيل مريم المجدلية
إنجيل الطفولة العربي
إنجيل مرسيون
إنجيل السبعين
إنجيل الإثنى عشر
إنجيل العوالم الأربعة السماوية
إنجيل الحسن
إنجيل حواء
إنجيل الناصريين
إنجيل رادوسلاف
إنجيل برنابا
إنجيل برثولوماوس
إنجيل برلين المجهول
أناجيل البهناسة
إنجيل إقرتون
إنجيل الإبيونيين
إنجيل العبرانيين
إنجيل المصريين القبطي
إنجيل المصريين اليوناني
إنجيل مرقس السري
إنجيل يعقوب
إنجيل متياس
إنجيل برلين المجهول
الإنجيل الرباعى

سفر الرؤيا الغنوسي لبطرس
حكمة المسيح
حوار المخلص
إنجيل مريم المجدلانية
إنجيل الحقيقة
سفر رؤيا آدم
إنجيل أقباط مصر
إنجيل برلين المجهول

------------------------

و غير ذلك من الاناجيل  

و بالتالى , إذا كنت أنت - أيها المسيحى- تقول أن الاحاديث الضعيفة تبرهن على احتمالية وجود خطأ فى القران الكريم , إذن بنفس منطقك , كتابك يحتمل وجود أخطاء به .......

 مع العلم أن الأحاديث تعتبر المصدر الثانى للتشريع فى الاسلام أما الأناجيل فتعتبر المصدر الاول للتشريع فى المسيحية

فإذا كنت أنت - أيها المسيحى- تعتبر الأحاديث ( المصدر الثانى) برهاناً على خطأ القران , إذن الأناجيل ( المصدر الاول) تعتبر دليل أوثق على خطأ الاناجيل المعترف بها 

 

و الأمر الأدهى من ذلك أنك - أيها المسيحى - تقول أن المصاحف قد أحُرقت.... و أنا أرد عليك و أقول أن كنائسكم و رجال دينكم تخلصوا من الكثير من الاناجيل المنحولة فى مجمع نيقية ..........

بل إن  العهد القديم كان عبارة عن عدة نصوص غير موحدة لغوياً و نحوياً , لذلك قام الماسوريين بتوحيد النصوص فى نص واحد اسمه ( النص الماسورى أو  Masoretic Text  ) مع ضبطهم للنص من خلال وضع الحواشي وعلامات الضبط والحركات فوق الأحرف لظبط طريقة النطق، وبعض التعديلات النحوية...

و بعدما أنتهوا من ذلك فإنهم قاموا بالتخلص من كل المخطوطات القديمة التى تخالف ما قاموا به [ 1]

و بالتالى نسأل سؤال : لماذا قام هؤلاء الماسوريين بالتخلص من مخطوطات العهد القديم التى كانوا ينقلون منها أثناء وضع النص الماسورى ؟؟؟؟

حسب منطقك , ستكون الإجابة هى أنهم فعلوا ذلك من أجل تحريف كتب العهد القديم

و بالتالى حسب منطقك فإن كتابك محرف 

و أما بالنسبة لحرق عثمان للمصاحف , أنا أود أن أقول :

القران الكريم نزل من الله و أُوحى إلى النبى محمد على هيئة سبعة أحرف كما ورد فى صحيح البخارى حيث أن الاية قد تحتوى على كلمة معينة فى حرف ما , و فى حرف أخر قد تحتوى على كلمة أخرى و لكن بنفس المعنى فمثلاً :

عندما نفتح القران الكريم على سورة سبأ الاية 19  , فإننا سنجد الاية تقول  : 

{ فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا  } 

هذه الأية السابقة موجودة هكذا فى أحد الأحرف السبعة , و عندما نذهب إلى حرف اخر من الأحرف السبعة فإننا سنجدها مكتوبة هكذا :

{ فَقَالُوا رَبَّنَا بعّد بَيْنَ أَسْفَارِنَا

و كما تشاهدون , فإن كلمة ( باعد ) لها نفس معنى ( بعّد ) و كلا الحرفين موحى به من الله إلى النبى محمد لكى يقرأ الصحابة بأى حرف من الحروف السبعة كما يشاءون , و بعد موت النبى محمد فإن الصحابة أخذوا يقرأون القران و كل واحد يقرأ بحرف من الاحرف السبعة , لذلك بدأ بعض الصحابة يقولون لبعضهم أن الحرف الذى يقراون به أحسن من الحرف الذى يقرأ به الاخرون , لذلك قرر الخليفة عثمان أن يأمر الصحابة بقراءة القران الكريم على حرف واحد بدلاً من الأحرف السبعة و هذا هو سبب حرق باقى المصاحف المكتوبة بالأحرف الستة الأخرى , و هذا كله لكى يجمع المسلمين على حرف واحد من أحرف القران السبعة

مع العلم أن الأحرف السبعة تؤدى إلى نفس المعنى و لا يوجد تناقض بينهم و كلهم موحى به من الله إلى النبى محمد و هذا بخلاف ما يعتقده بعض أعداء الإسلام 

-------------------------------------------------------

و هذا المسيحى لا يعرف معنى الحديث الضعيف ......

نحن عندنا فى الاسلام نظام لفرز الأحاديث الصحيحة من الضعيفة لذلك علماء الإسلام قاموا بوضع الأحاديث المكذوبة على جنب و الأخذ بالاحاديث الصحيحة بناءً على أسس و قواعد  و منهج رزين  لكى يفرقوا بين من ينقل كلام النبى بكل أمانة و بين من يخترع و يكذب على النبى صلى الله عليه و سلم  

لكن طبعاً , لو نحن سألنا المسيحيين و قلنا لهم :

على أى أساس قمتم بالتفريق بين الاناجيل الرسمية و الاناجيل المنحولة ؟؟؟

فستكون الاجابة هى أنهم أختاروا الأناجيل الرسمية من بين كل الاناجيل بناءً على هواهم , و كل أنجيل يخالف هواهم فإنهم يقولون عنه أنه هرطقة

_________________________

 

الشئ الثانى :

غالبية المسيحيين يسخرون من وجود الناسخ و المنسوخ ف القران الكريم  , و قبل أن ارد على المسيحيين يجب أن نعرف ما معنى النسخ ؟

النسخ هو مجئ حكم شرعى ليحل محل حكم شرعى اخر و يغيره

 

و الان تعالوا نأخذ أمثلة بسيطة على  الناسخ و المنسوخ فى الكتاب المقدس :

ورد فى إنجيل متى 10 : 5 - 6 :-

" هَؤُلاءِ الاِثْنَا عَشَرَ رَسُولاً، أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَقَدْ أَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «لاَ تَسْلُكُوا طَرِيقاً إِلَى الأُمَمِ، وَلاَ تَدْخُلُوا مَدِينَةً سَامِرِيَّةً. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالأَحْرَى إِلَى الْخِرَافِ الضَّالَّةِ، إِلَى بَيْتِ إِسْرَائِيلَ. "


ورد فى إنجيل متى 15 : 24 

" فَأَجَابَ: «مَا أُرْسِلْتُ إِلاَّ إِلَى الْخِرَافِ الضَّالَّةِ، إِلَى بَيْتِ إِسْرَائِيلَ!». 

و بالتالى نستنتج من ذلك ان يسوع أمر تلاميذه بعد الذهاب أو التبشير أو التكريز خارج بيت اسرائيل

و لكن يسوع يقول في مرقس 16 : 15 :

" وَقَالَ لَهُمْ: «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ، وَبَشِّرُوا الْخَلِيقَةَ كُلَّهَا بِالإِنْجِيلِ"

و من ذلك نستنتج أن يسوع أمر التلاميذ بالذهاب إلى جميع الأمم مما يدل على أن يسوع غيّر رأيه و أصدر حكماً اخر بخلاف الحكم السابق ( لا تذهبوا خارج بيت اسرائيل )

 و سأعطيكم مثال اخر على الناسخ و المنسوخ فى الكتاب المقدس :


في التثنية 24 : 1-3 

[  إِذَا تَزَوَّجَ رَجُلٌ مِنْ فَتَاةٍ وَلَمْ تَرُقْ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ لأَنَّهُ اكْتَشَفَ فِيهَا عَيْباً مَا، وَأَعْطَاهَا كِتَابَ طَلاقٍ وَصَرَفَهَا مِنْ بَيْتِهِ، 2 فَتَزَوَّجَتْ مِنْ رَجُلٍ آخَرَ بَعْدَ أَنْ أَصْبَحَتْ طَلِيقَةً، 3 ثُمَّ كَرِهَهَا الزَّوْجُ الثَّانِي وَسَلَّمَهَا كِتَابَ طَلاقٍ وَصَرَفَهَا مِنْ بَيْتِهِ، أَوْ إِذَا مَاتَ هَذَا الزَّوْجُ ]

ملحوظة : مكتوب الاتى : ( فعليه أن يكتب لها كتاب طلاق و يسلمه إلى يدها ) فى الترجمات اليسوعية و السارة و الكاثوليكية و المشتركة 

و بالتالى من خلال ما سبق , يتضح أن الطلاق كان مباحاً فى الشريعة الموسوية  عندما يجد الزوج الأول عيباً فى زوجته أيا كان هذا العيب الذى لا يعجبه ............, و أيضاً يستطيع الزوج الثانى أن يطلق زوجته عندما يكرهها ....

و الان تعالوا معاً نرى كيف نسخ يسوع حكم الطلاق و بدّله بحكم أخر حيث ورد في إنجيل متى 5 : 31  :

[ وَقِيلَ أَيْضاً : مَنْ طَلَّقَ زَوْجَتَهُ، فَلْيُعْطِهَا وَثِيقَةَ طَلاَقٍ. 32 أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَنْ طَلَّقَ زَوْجَتَهُ لِغَيْرِ عِلَّةِ الزِّنَى، فَهُوَ يَجْعَلُهَا تَرْتَكِبُ الزِّنَى. وَمَنْ تَزَوَّجَ بِمُطَلَّقَةٍ، فَهُوَ يَرْتَكِبُ الزِّنَى." ]

و بالتالى من خلال ما سبق يتضح أن يسوع نسخ حكم الطلاق و نهى عن تطليق المراة لأى سبب كان ما عدا سبب الزنا فقط

حتى أن بولس نفسه رأى أن هناك عهد جديدأ حلّ مكان القديم :

العبرانيين 7 : 18 :-

[ هَكَذَا، يَتَبَيَّنُ أَنَّ نِظَامَ الْكَهَنُوتِ الْقَدِيمَ قَدْ أُلْغِيَ لأَنَّهُ عَاجِزٌ وَغَيْرُ نَافِعٍ. ]

العبرانيون: 7: 19 :

[ لأن شريعة موسى ما حققت الكمال في شيء  فحل محلها رجاء أفضل منها نتقرب به إلى الله ] ( الترجمة المشتركة ) 

  العبرانيين 8 : 7 – 13 :-

[ فَلَوْ كَانَ الْعَهْدُ السَّابِقُ بِلاَ عَيْبٍ، لَمَا ظَهَرَتْ الْحَاجَةُ إِلَى عَهْدٍ آخَرَ يَحُلُّ مَحَلَّهُ.]

فمن خلال كل تلك النصوص السابقة يتبين وجود النسخ فى كتب المسيحيين , و بإذن الله تعالى سوف نتكلم بإستفاضة عن موضوع الناسخ و المنسوخ فى الكتاب المقدس لاحقاً 

 

------------------------------------------------------------

 ثالثاً :

هذا الشخص يقول ان القران لم يكتب من فم النبى فى عهد النبى  , 

و انا أود ان اقول أن ما يقوله ذلك المسيحى هو كذب أقرع  لأن النبى أمر بعض الصحابة بكتابة القران الكريم , و لقد كُتب القران  فى عهد النبى فى مكة و المدينة و هناك العديد من الادلة على ذلك و سأعطيكم بعض الامثلة  :

روى البراء رضي الله عنه، قال : لما نزلت اية : {لا يستوي القاعدون من المؤمنين}، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ادعُ لي زيداً، وليجئ باللوح والدواة والكتف)، ثم قال: (اكتب) رواه البخاري.

قال القسطلاني: 

[ وقد كان القرآن كله مكتوباً في عهده صلى الله عليه وسلم.......]

و من خلال الحديث السابق يتضح أن النبى كان يأمر بكتابة ايات القران فور نزولها ...

 

و قد كان الصحابة يكتبون القران الكريم بواسطة أدوات الكتابة المتاحة لهم فى ذلك الزمان مثل العسف و اللحاف و الأضلاع و الأقتاب , و لذلك لما أراد أبو بكر أن يجمع القران فى كتاب واحد , فإنه جمع كل هذه الأشياء السابقة التى كان القران الكريم مدوناً و مكتوباً عليها حيث ورد فى في حديث زيد عندما أمره أبو بكر رضي الله عنه بجمع القرآن قال: (فتتبعتُ القرآن أجمعه من العسب، واللحاف، والأضلاع، والأقتاب) رواه البخاري. و(العسب) جريد النخيل. و(اللحاف) صفائح الحجارة. و(الأقتاب) الخشب الذي يوضع على ظهر البعير.

بعض المسيحيين قد يطعنون فى القران و يقولون لماذا لم يُجمع القران فى كتاب واحد منذ البداية , و أنا أرد عليهم و أقول : و لماذا لم تجمع الأناجيل و رسائل بولس و غيرها فى كتاب واحد منذ البداية ؟؟؟؟ , و لماذا كانت كل تلك الاناجيل و الرسائل متفرقة حتى تم جمعها و الموافقة عليها كلها كنسياً ؟؟؟؟ 

و انا أرد على ذلك المسيحى و أقول له :

هل كتبك ( الاناجيل ) كُتبت فى عهد يسوع إلهك ؟

الإجابة : بالطبع لا لا لا , إذن لماذا - ايها المسيحى- تعيب على الناس ما هو فى دينك 

بل الادهى من ذلك هو ان بعض كتبة الأناجيل لم يكونوا من الحواريين أو تلاميذ المسيح مثل لوقا  , و طبعاً لوقا أخذ يكتب عن حياة المسيح و اقواله بالرغم من أنه لم يكن من تلاميذه

و بالتالى أنت - أيها المسيحى - تعيب على الناس ما هو فى دينك .............

 _________________________________

رابعاً :

و أما بالنسبة لأكل الداجن للقران , أنت - أيها المسيحى - تسخر من القران الكريم و لكن أنا أود أن أسألك :

اين هى النسخ الأصلية للكتاب المقدس ؟؟؟

هل الفئران أكلت النسخ الأصلية للكتاب المقدس أم ماذا ؟؟؟

الاجابة : النسخ الأصلية للكتاب المقدس غير موجودة , و هذا بشهادة قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية ( شرح كلمة الكتاب المقدس )

و من ضمن أسباب ضياع الكثير من النسخ الأصلية  :

الغزو الآشوري عليهم في سنة (722)ق. م، ثم الغزو البابلي الشهير سنة (586) ق. م ونتج عنه تدمير الهيكل وأخذ بني إسرائيل سبياً إلى بابل، ثم الاضطهاد اليوناني ومن بعده الاضطهاد الروماني الذي استمر لعدة قرون، وقد نتج عن هذه الاضطهادات إحراق أسفارهم وإتلافها ومنع قراءتها وقتل أحبارهم وعلمائهم.

 و اما بالنسبة لما قاله ذلك المسيحى عن كون الداجن أكلت القران , فإن هذا حديث ضعيف و مكذوب و غير صحيح  حيث يقول محققو مسند الإمام أحمد :
[  إسناده ضعيف لتفرد ابن إسحاق - وهو محمد - وفي متنه نكارة " انتهى من " طبعة مؤسسة الرسالة ] (43/343)
 

ويقول الألوسي رحمه الله :
[ وأما كون الزيادة كانت في صحيفة عند عائشة فأكلها الداجن ، فمن وضع الملاحدة وكذبهم في أن ذلك ضاع بأكل الداجن من غير نسخ ، كذا في الكشاف " انتهى من " روح المعاني ] (11/140)


 _________________________________

الحواشى :

1-

  http://www.biblebelievers.org.au/masorete.htm

 

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا