اليوم , سوف نقرأ جزء من سفر التكوين - الأصحاح الثانى - ثم سوف نعلق عليه لكى نستخرج الأخطاء منه , و بإذن الله تعالى سوف نحضر ردود المسيحيين من على المواقع المسيحية ثم سوف نرد علي ردهم لكى نثبت بطـلان و سخــف ردودهم . و أنا فضلت أن أخضر رد المدعو ( دكتور غالى / dr .ghaly ) من على موقعه الإلكترونى ؛ لأن معظم المسيحيين يعتمدون على هذا الشخص فى الرد على الشبهات المثارة ضد المسيحية , لذلك أنا رأيت أنه من الأفضل أن أثبت لهم أن كبار المنصرين و القساوسة يخدعونهم لكى يثبوتهم على المسيحية, و سأثبت لكم - أيضاً - جهل المدعو ( دكتور غالى ) و من على شاكلته .......
*هيا بنا نقرأ :
التكوين الأصحاح 2:
10- وكان نهر يخرج من عدن ليسقي الجنة ومن هناك ينقسم فيصير أربعة رؤوس .
11- اسم الواحد فيشون وهو المحيط بجميع أرض الحويلة حيث الذهب .
12- وذهب تلك الأرض جيد هناك المقل وحجر الجزع .
13- واسم النهر الثاني جيحون وهو المحيط بجميع أرض كوش .
14- واسم النهر الثالث حدّاقل وهو الجاري شرقي اشور والنهر الرابع الفرات .
-------------
و هنا نلاحظ أن الرب جعل هناك نهر نابع من عدن , و هذا النهر ينقسم إلى أربعة أنهار و هى : فيشون , جيحون , دجلة ( حِدّاقَل ) , و الفرات .
و بعض المنصرين المسيحيين قالوا بأنه لا يوجد أى ذكر لنهر دجلة بين هذه الأنهار الأربعة و من بينهم المنصر المدعو ( دكتور غالى ) , و الان سوف نعرض لكم ما قاله ذلك المسيحى على موقعه , لكى نرد عليه و نثبت جهله بدينه .....
و كما رأيتم , فإن ذلك المسيحى ينكر وجود نهر فى جنة عدن بهذا الاسم , و لكننا عندما نرجع إلى التراجم المختلفة للكتاب المقدس فسنجد اسم ( دجلة ) موجود من بين هذه الأنهار الأربعة , مع العلم أن نهر ( دجلة ) هو نفسه نهر ( حداقل ) و سنثبت لكم ذلك من المراجع اليهودية والمسيحية المختلفة :
ورد فى * الترجمة العربية المشتركة التى ألفها علماء الطوائف المسيحية الثلاثة (الأرثوذكسية و الكاثوليكية و البروتستانتية) ما يلى :
سفر التكوين , الأصحاح الثانى :
[14- واسم النهر الثالث دجلة ويجري في شرقي أشور , والنهر الرابع هو الفرات.]
* الترجمة اليسوعية :
سفر التكوين , الأصحاح الثانى :
[14- واسم النهر الثالث دجلة وهو الجاري في شرقي أشور والنهر الرابع هو الفرات]
* ترجمة الشريف :
سفر التكوين , الأصحاح الثانى :
[14 - واسم الثالث دجلة وهو يجري شرق أشور والنهر الرابع هو الفرات]
ونفس الكلام ورد فى التراجم الإنجليزية مثل ترجمة RSV
[14- And the name of the third river is Tigris, which flows east of Assyria. And the fourth river is the Euphrates] .
و نفس الكلام ورد فى ترجمات أخرى انجليزية مثل ترجمة :
Amp , B.B.E , C.E.V , G.N.B , G.W , J.P.S , N.I.V , N.L.T , N.R.S.V
ولقد ورد فى الترجمة السبعينية استخدام لفظ (Τίγρις) و الذى يعنى دجلة :
[14 - καὶ ὁ ποταμὸς ὁ τρίτος Τίγρις· οὗτος ὁ πορευόμενος κατέναντι Ἀσσυρίων. ὁ δὲ ποταμὸς ὁ τέταρτος, οὗτος Εὐφράτης ]
و ورد أيضاً فى الفولجاتا اللاتينية اسم (Tigris) و الذى يعنى (دجلة) :
[ 14 - nomen vero fluminis tertii Tigris ipse vadit contra Assyrios fluvius autem quartus ipse est Eufrates ]
بالإضافة إلى أن الأبوان بولس الفغالى و أنطوان عوكر قالوا بأن المقصود هنا هو نهر (دجلة) و الذى هو نفسه نهر (حداقل) [1]
و جاء فى دائرة المعارف الكتابية المسيحية الاتى :
[نهر حِدّاقَل : اسم عبري من أصل سومري وهو نهر دجلة ( تكوين 2: 14 ودانيال 10: 4 )] [2]
وجاء فى ترجوم ( جوناثان ) لسفر التكوين 2 \ 14 :
[واسم النهر الثالث دجلة. هذا هو الذي يذهب شرقي آشور. والنهر الرابع فيرات.] [3]
ونفس الأمر ورد فى( Tafsir Rasag) فى Genesis 2:14
وورد نفس الشئ فى التلمود حيث جاء فى ( Bekhorot ) ما يلى [4] :
[……The Pishon, the Gihon, and the Tigris (see Genesis 2:11–14)]
و يوجد العديد من المصادر غير ذلك و لكننا لا نود أن نطيل عليكم , و بالتالى نحن أثبتنا جهل ذلك المنصر المسيحى الذى يتصدى للدفاع عن دينه الوثنى .
----------
والآن , نحن سوف ننتقل إلى النقطة الثانية و التى تختص بالحديث عن ( أرض كوش ) :
أرض (كوش) هى أرض أثيوبيا أو الحبشة حيث وردت كلمة ( Αἰθιοπίας ) مكان (كوش) فى الترجمة السبعينية و هذه الكلمة تعنى (أثيوبيا) , وإليكم النص التالى :
[ 13- καὶ ὄνομα τῷ ποταμῷ τῷ δευτέρῳ Γηων· οὗτος ὁ κυκλῶν πᾶσαν τὴν γῆν Αἰθιοπίας ].
ولقد وردت أيضاً كلمة (Aethiopiae) فى الفولجاتا اللاتينية و التى تعنى ( أثيوبيا ) , وإليكم النص :
[ 13- et nomen fluvio secundo Geon ipse est qui circuit omnem terram Aethiopiae . ]
و قامت الترجمة الكاثوليكية باستخدام لفظ أرض (الحبشة) ، والتى تساوى أرض (كوش) حيث ورد ما يلى :
التكوين , الأصحاح 2 :
[13 - واسم النهر الثاني جيحون وهو المحيط بكل أرض الحبشة.]
وأيضاً وردت كلمة ( أثيوبيا ) فى بعض التراجم الإنجليزية مثل ترجمة K.J.V و فيها ما يلى :
[ 13-And the name of the second river is Gihon: the same is it that compasseth the whole land of Ethiopia ]
ونفس الكلام ستجده فى تراجم أخرى مثل ترجمة C.E.V , أما ترجمة G.W فكتبتها (السودان).
والآن تعالوا نعرف رأى التفاسير اليهودية عند تفسيرها لذلك النص و منها ( Tafsir Rasag ) حيث يقول :
[ ואסם אלנהר אלת̇אני גיחון והו מחיט בג̇מיע בלד אלחבשה ]
والتى تعنى المحيط بأرض الحبشة.
و الآن , بعض الناس قد يتساءلون و يقولون ما هى الهدف من تعريفى لأرض ( كوش ) على أنها أثيوبيا أو أرض الحبشة ؟!
و أنا أرد عليهم و أقول أن السبب هو أننى أريد أن ألزم المنصرين المسيحيين بهذا ؛ لأن المنصرين المسيحيين يحاولون التهرب من حقيقة قاسية وهى أن سفر التكوين يقول أن نهر جيحون يحيط بأثيوبيا أو يجرى فيها , و لكن -فى الحقيقة- نهر جيحون لا يجرى ولا يحيط بأرض كوش (اثيوبيا) , بل إن نهر جيحون هو أكبر نهر في منطقة آسيا الوسطى حيث أن طوله هو 2540 كيلومتراً، وهو من الأنهار التي تقع على حدود أفغانستان وقيرغيزستان وطاجكستان وتركمستان وأوزباكستان .....و ليس له أى علاقة بأثيوبيا الواقعة فى أفريقيا ؛ لذلك حاول المنصرون المسيحيين أن يرقعوا لحل هذه المشكلة , فمنهم من قال أن أرض (كوش) ليست هى الحبشة أو أثيوبيا , و قالوا - أيضاً - أن ذلك مجرد تشابه أسماء حيث أنه يوجد العديد من الأراضى المسماه بـــ (كوش) واستدلوا على ذلك ببعض الشخصيات أو الأراضى الأخرى المسماه بــ (كوش) فى الكتاب المقدس ....وكان المدعو (دكتور غالى dr. ghaly) من ضمن المنصرين المسيحيين الذين قالوا بذلك ؛ لكى يتهرب من تلك الورطة , و لكننا قد أثبتنا بالأدلة - من كتب اليهود والمسيحيين - أن المقصودة من أرض ( كوش ) المذكورة فى النص رقم 13 هى أرض الحبشة أو أثيوبيا و ليس غيرهما ؛ لذلك لا داعى إلى الترقيع البائس يا أيها المنصرين المسيحيين ...........
بالإضافة إلى أن الكهنة المسيحيين عندما عجزوا عن إصلاح النص و إيجاد جنة عدن , فإنهم طلعوا علينا بترقيع جديد وهو الزعم بأن ذلك النص لا يتكلم عن أسماء أنهار وأراضى حالية بل كان يتكلم عن أسماء أنهار وأراضى كانت موجودة أيام آدم قبل الطوفان , ولكن تلك الأراضى والأنهار اختفت بعد الطوفان . و كالعادة كان المدعو (دكتور غالى dr.ghaly ) من ضمن المنصرين الذين تبنوا هذا الترقيع . ولقد قال ذلك المنصر بأن أبناء نوح بعدما خرجوا من السفينة فإنهم بدأوا بتسمية بعض المناطق بنفس الأسماء التى كانت موجودة فى جنة عدن قبل الطوفان أى أن الموضوع كله عبارة عن تشابه أسماء .....
وللأمانة العلمية فإن المدعو (دكتور غالى) لم يخترع هذا الرد من نفسه بل إنه نقل ذلك الرد من الكتب و المواقع المسيحية الأجنبية كعادته ...., ولكننا سنثبت لكم سخــف ردود المسيحيين عند الدفاع عن دينهم.
أولاً :
عندما نقرأ الأصحاح الثانى من بدايته إلى نهايته , سنلاحظ أن السفر يستخدم الأفعال الماضية ليدل على أن تلك الأحداث كانت فى الماضى ثم أنتهت فمثلاً سنلاحظ أن الأصحاح الثانى قال فى النص رقم 1 : أُكلمت .
النص رقم 2 : فرغ , استراح .
النص رقم 3 : بارك , قدسه .
النص رقم 7 : جَبَلَ , نفخ
النص رقم 8 : غرس , وضع
النص رقم 9 : أنبت
النص رقم 15 : أخذ
النص رقم 16 : أوصى
النص رقم 18 :قال
وهكذا ...........
و بالتالى نلاحظ أن الأصحاح كان يستخدم الأفعال الماضية لكى يفيد حدوث تلك الأفعال و انتهاءها فى الماضى , و لكننا عندما ننظر إلى النصوص التى تتكلم عن الأنهار الأربعة فى جنة عدن , فإننا سنلاحظ أن الأصحاح يستخدم أفعال مضارعة مما يوحى بأن الأصحاح يتكلم عن أنهار و أراضى موجودة فى وقت و زمن كتابة ذلك السفر , فمثلاً الأصحاح يقول :
التكوين الأصحاح 2:
[ 14 - واسم النهر الثالث حدّاقل وهو الجاري شرقي اشور والنهر الرابع الفرات ][ الفاندايك ]
و عندما نذهب إلى الترجمة العربية المشتركة فسنجد النص كالتالى :
[14- واسم النهر الثالث دجلة ويجري في شرقي أشور والنهر الرابع هو الفرات.]
وفى ترجمة الشريف , ورد النص هكذا :
[14 - واسم الثالث دجلة وهو يجري شرق أشور والنهر الرابع هو الفرات.]
و باقى التراجم العربية أوردت كلمة (الجارى) مثل الترجمة اليسوعية وترجمة الحياة...
وبالنسبة للتراجم الإنجليزية فإنها استخدمت الفعل المضارع (flows) والتى تعنى (يتدفق) حيث وردت هذه الكلمة فى ترجمة R.S.V كالتالى :
[ 14- And the name of the third river is Tigris, which flows east of Assyria. And the fourth river is the Euphrates ]
ونفس الكلمة وردت فى ترجمات أخرى مثل ترجمات :
C.E.V , G.N.B , G.W , M.S.G , N.L.T , N.R.S.V
وهناك ترجمات استخدمت كلمة ( flowing ) مثل ترجمة (Amp) حيث وردت كالتالى :
[ The third river is named Hiddekel [the Tigris]; it is the one flowing east of Assyria. And the fourth river is the Euphrates ]
وهناك ترجمات استخدمت كلمة ( goeth / goes ) والتى تعنى ( يذهب ) مثل ترجمات :
K.J.V , A.S.V, B.B.E , J.P.S , R.V
وترجمة N.I.V أوردت كلمة ( runs ) والتى تعنى ( يجرى ).
وعندما نذهب إلى النص العبرى الأصلى , فسنجد أن النص العبرى استخدم عبارة : (ה֥וּא הַֽהֹלֵ֖ךְ ) و التى تعنى (هو يجرى / هو الجارى) , و اليهود يترجمونها إلى اللغة الإنجليزية هكذا ( flows )
ونفس الأمر فى الترجمة السبعينية التى استخدمت كلمة ( πορευόμενος ) :
[ 14. καὶ ὁ ποταμὸς ὁ τρίτος Τίγρις· οὗτος ὁ πορευόμενος κατέναντι Ἀσσυρίων. ὁ δὲ ποταμὸς ὁ τέταρτος, οὗτος Εὐφράτης.]
وبالنسبة للفولجاتا اللاتينية , فإنها أوردت كلمة ( vadit ) و التى تعنى ( يذهب ) أو (يتدفق) , حيث قالت :
[ 14. nomen vero fluminis tertii Tigris ipse vadit contra Assyrios fluvius autem quartus ipse est Eufrates ]
أى أن النص يستخدم - هنا - كلمات لتدل على المضارعة , ولو كان كاتب السفر يقصد أن تلك الأنهار كانت موجودة فى الماضى قبل الطوفان وانتهت بعد الطوفان , فإنه كان سيقول :
[ ...... الذى كان يحيط ] , [ ..... الذى كان يجرى ..] , و بالتالى نستنتج أن تلك الأنهار كانت توجد - بالفعل - فى وقت وزمن كتابة سفر التكوين .
ونفس الموضوع بالنسبة لـ (فيشون) و (جيحون) حيث أن النص استخدم معهما عبارتي :
(ה֣וּא הַסֹּבֵ֗ב ) , ( ה֣וּא הַסּוֹבֵ֔ב ) و التى تعنيان ( هو محيط / هو يحيط )
وعندما نرجع إلى التراجم العربية فسنجد الاتى :
*الترجمة العربية المشتركة :
[واسم النهر الثاني جيحون ويحيط بجميع أرض كوش ]
*ترجمة الحياة :
[والنهر الثاني يدعى جيحون الذي يحيط بجميع أرض كوش ]
*ترجمة الشريف :
[واسم النهر الثاني جيحون وهو يحيط بكل أرض كوش ]
و بالنسبة للتراجم الإنجليزية فإن أيضاً تستخدم الفعل المضارع مثل ترجمة R.S.V التى استخدمت الفعل ( flows ) كالتالى :
[ The name of the second river is Gihon; it is the one which flows around the whole land of Cush ]
و نفس الأمر ستجدونه فى التراجم الإنجليزية الأخرى حيث أنها تستخدم الأفعال المضارعة مثل فعل ( winds) أو ( compasseth) أو ( goes ) أو ( flowing ) فى ذلك النص , مثل ترجمات :
K.J.V , Amp, A.S.V, B.B.E, C.E.V , G.N.B , G.W , J.P.S, M.S.G, N.I.V, N.L.T, R.V , N.R.S.V
كل تلك الترجمات تستخدم الفعل المضارع مما يدل على أنه فى وقت كتابة السفر كانت تلك الأنهار موجودة بالفعل و لم تختفى بعد الطوفان كما يزعم بعض المنصرين المسيحيين أمثال المرقعاتى ( دكتور غالى ) .........
بالإضافة إلى أننا عندما نرجع إلى النص فإننا سنجد أن النص يذكر لنا أماكن كانت موجودة بعد الطوفان و منها آشور..............., و تعالوا بنا نعرف ماذا تقول دائرة المعارف الكتابية المسيحية عن ( آشور) المذكورة فى نفس النص الموجود فى تكوين ( 2: 14 ) :
[ آشور ينطبق أيضًا على بلاد آشور (تك 2: 14) وعلى شعب آشور (أش 31: 8). وبلاد آشور الأصلية تقع على الجزء الأعلى من نهر الدجلة. وكان الآشوريون مزيجًا من أجناس عدة فقد قطن البلاد في حقب مختلفة، السومريون والحوريون والميتانيون. ولكن في النهاية سادت العناصر السامية وبخاصة الاكاديون والبابليون وامتلكوا البلاد. وأولى عواصم اشور هي مدينة آشور نفسها (وهي اليوم قلعة شرقات) على الشاطئ الغربي لنهر الدجلة................... وقد ظلت آشور مشتبكة في حرب ضد البابليين في الجنوب، وضد الحثيين في الشمال الغربي لمدة أزمنة طويلة. وانتهت حروب آشور في سوريا إلى اتصالها بإسرائيل. وتشير السجلات التاريخية الآشورية إلى عدد من ملوك إسرائيل، والذين جاء ذكرهم هم : عموي وآخاب وياهو ومنحيم وفقح وهوشع، وبعض من ملوك يهوذا وهم عزيا وحزقيا ومنسى. وقد دفع معظم هؤلاء الملوك جزية لآشور] [5]
و بالتالى نستنتج أن آشور المذكورة فى النص ( تكوين 2 : 14 ) كانت موجودة بعد الطوفان بخلاف ما يزعمه ذلك المنصر الكــذاب المدعو ( دكتور غالى )....
ولقد ورد اسم حويلة فى كثير من المواضع مثل ( تكوين 25 : 18 ) :
[18 - وكانت مساكن بني إسماعيل من حويلة إلى شور شرقي مصر في الطريق إلى أشور وهكذا نزل إسماعيل بمواليده قبالة إخوته.] (الترجمة العربية المشتركة)
ووردت - أيضاً - فى سفر صموئيل الأول 15: 7
[ 7- وضرب شاول عماليق من حويلة حتى مجيئك إلى شور التي مقابل مصر](الفاندايك)
وكما رأينا فإن المنصرين المسيحيين يحاولون التهرب من تناقضات جغرافية الكتاب المقدس لذلك يلجئون دائماً إلى أسلوب ثابت و هو القول أن حويلة المذكورة هنا ليست هو حويلة , و اشور ليست هى اشور , و حدّاقَل ليس هو دجلة , و هكذا.............و هدفهم فى النهاية هو التهرب من التناقضات الكثيرة التى ستقابلهم أثناء تحديد مكان أو منطقة مذكورة فى الكتاب المقدس !!!!
والآن , دعونا ننتقل إلى هبدة أخرى من هبدات و خزعبلات المدعو ( دكتور غالى ) ......
ذلك المدعو ( دكتور غالى dr.ghaly ) - دائماً - ما يحاول إضفاء نوع من المرجعية العلمية عند التحدث عن كتابه المزعوم أنه مقدس ؛ حيث أنه - دائماً - يحاول أن يتشدق بمصطلحات و عبارات علمية لكى يثبت عصمة كتابه المزعوم أنه مقدس , و لكنه لن يصمد طويلاً أمام النقد العلمى الرصين .
ذلك المدعو ( دكتور غالى ) يقول أن طوفان نوح حدث فى الماضى و قام بدمير جنة عدن ثم بعد ذلك انقسمت القارات , وإليكم صورة (screenshot ) لما نشره ذلك المسيحى على موقعه
وطبعاً هذا كلام عبارة عن خزعبلات ؛ لأن اليهود و المسيحيين يؤمنون بوجود ادم منذ حوالى 6000 سنة فقط , وطوفان نوح حدث - تقريباً - فى فترة تقع ما بين 4000 ـــ 5000 سنة ماضية , و لكننا عندما ننظر إلى العلم الحديث فإننا سنجد أن تفتق القارات وانقسامها حدث منذ ملايين السنين أى قبل طوفان نوح بألاف السنين. وبالتالى فإن ذلك المدعو (دكتور غالى) يُكذّب كتابه المزعوم أنه مقدس.
و للمزيد من التوضيح , فإننا سنخبركم بالتالى :
جميع القارات كانت عبارة عن كتلة واحدة تسمى أم القارات (بانجيا) مكونة من صخور (السيال) الموجوة فوق صخور (السيما) خلال حقب الحياة القديمة , وبدأت أم القارات (بانجيا) تنفصل إلى أجزاء متباعدة منذ حقب الحياة المتوسطة (من حوالى 220 مليون سنة) , و استقرت على وضعها الحالى أثناء عصر (البليستوسين) [6]
ثم انقسمت (بانجيا) إلى قارتين عظيمين و هما أوراسيا (لوراسيا) و (جوندوانا) .
*جوندوانا بدأت فى الإنقسام إلى جزئين منذ فترة تتراوح ما بين 170 - 180 مليون سنة ماضية .
*أفريقيا و أمريكا الجنوبية انفصلتا عن بعضهما منذ حوالى 140 مليون سنة ماضية .
*استراليا و القارة القطبية الجنوبية انفصلتا عن بعضهما منذ حوالى 45 مليون سنة ماضية .[7]
ثانياً :
تفتق القارات وإنفصالها عن بعضها ليس له علاقة بحدوث الطوفان لان تفتق القارات ناتج عن التيارات الناقلة للحرارة فى طبقة ( السيما ) و التى لها القدرة على تجعد القشرة و تصدعها [8]
وبالتالى من خلال ما سبق , يتضح جهل ذلك المنصر المدعو ( الدكتور غالى )
والان تعالوا بنا ننتقل إلى هبدة أخرى من هبدات المنصرين المسيحيين ، ومنهم المدعو (دكتور غالى)
يقول المدعو (دكتور غالى) أن كلمة (حديقة) باللغة الصينية يتم رسمها على هيئة مربع وبه صليب مما يشير إلى وجود حديقة وبها نهر نابع من الوسط ، وهذا النهر ينقسم إلى أربعة أنهار.
وطبعاً ذلك المنصر حاول أن يقول أن ذلك الرمز هو دليل على قصة الأنهار الأربعة الموجودين فى جنة عدن (تكوين 2 - 10 : 14) والذين ينبعون من نهر واحد من وسط الجنة.
وإليكم صورة لما نشره ذلك المدعو (دكتور غالى) على موقعه:
للأمانة العلمية , فإن المدعو ( دكتور غالى ) لم يخترع هذا الأمر من تلقاء نفسه بل هو نقله من كتب المستشرقين و المنصرين الأجانب حيث أن الكثير من الكُتّاب و المستشرقين و المنصرين الأجانب يوردون نفس هذا الكلام فى كتبهم , و هناك أخرون نقلوا عنهم ذلك الهراء من الشرق او الغرب , و لكننا سنرد عليهم و نثبت كذب إدعائهم .
بالنسبة للرمز الظاهر فى الصورة فإن ذلك الرمز يسمى (تيان / Tian ) و يكتب بالصينية التقليدية هكذا 田 , و هذا الرمز يعنى (حقل field) أو (مزرعة farm ) , و لكن المنصرين غيروا معنى الكلمة من ( field ــــ farm ) إلى ( garden ) لتتناسب مع مضمون القصة بالرغم من أن كلمة ( garden ) لها العديد من الكلمات الصينية التى تعبر عنها و ليس من بينها كلمة ( تيان / Tian / 田) حيث أن كلمة ( garden ) بالصينية تكتب هكذا :
花園 | 園林 |園 |圃 |苑 |果園
و الآن , تعالوا نرجع إلى رمز ( تيان / 田) .....
كما تلاحظون , فإن رمز (تيان) عبارة عن مربع مقسم إلى مربعات أصغر , و من المعلوم أن الصينين كانوا يعبرون عن الكلمة عن طريق رسم صورة تمثل تلك الكلمة , إذن لماذا كتبت كلمة (حقل / مزرعة) بهذا الشكل 田 ؟!
الإجابة : فى الحقيقة , رمز (تيان) يُعبِّر عن قطعة من الأرض يتم تقسيمها إلى عدة قطع زراعية. وهذا بهدف تقسيم الأراضى بين الفلاحين أو بهدف زراعة محصول مختلف عن الآخر فى كل قطعة من القطع.
وعندنا فى القرى والأرياف يتم تقسيم الأراضى الزراعية إلى قطع مما يجعلها تظهر على هيئة شبكة من المربعات عند النظر إليها من فوق من مكان مرتفع ....
بالإضافة إلى أنه عندنا فى الأراضى الزراعية يتم عمل خنادق على هيئة صليب. وهذه الخنادق هدفها تصريف المياه طولاً و عرضاً من الأرض الزراعية .
بالإضافة إلى أن الأراضى الزراعية يتم فصلها عن بعضها عن طريق ما يعرف فى العامية المصرية بــــ (الجسر) , و أحياناً يتم فصل الأراضى الزراعية عن بعضها عن طريق مصارف طولية و عرضية أو ما يعرف فى العامية المصرية بــــ (المَطلق)
وبالتالى من خلال ما سبق , يتضح أن الأمر ليس له علاقة بالأنهار المذكورة فى سفر التكوين الاصحاح الثانى .
الخلاصة : الصليب الموجود فى ذلك المربع هو عبارة عن مسارات أو فواصل لكى تفصل بين الأراضى و تتيح للفلاحيين أن يسيروا على تلك الفواصل لكى يتنقلوا بين الأراضى و بعضها , بالإضافة إلى أن ذلك الصليب قد يشير إلى خنادق مائية لتصريف المياه من الأرض [9]
و هناك أمر اخر و هو أن كلمة ( تيان /田) يتم كتابتها عن طريق رسم خط أفقى ثم رسم خط رأسى يتعامد على الخط الأفقى و يقطعه , و هذه الكفية لا تشير أبداً إلى نهر يتفرع إلى أربعة أنهر بل تشير إلى إنشاء مسار أو طريق يتعامد على مسار أو طريق اخر.
بالإضافة إلى أننا عندما نقرأ عن الأنهار الأربعة الموجودة فى جنة عدن , فسنجد أن نهر فيشون يحيط بأرض الحويلة و نهر جيحون يحيط بأرض كوش , و لكننا عندما نرجع إلى الرمز田 ( تيان ) فسنجد أن القطعة من الأرض يحيط بها حدّان و فاصلان من الداخل . و لو نحن افترضنا أن ذلك الصليب هو عبارة الأنهار الأربعة , فإن كل قطعة مربعة ستكون محاطة بنهرين و ليس نهر واحد و هذا هو ما يتعارض مع النص الموجود فى سفر التكوين لأن النص يخبرنا أن كل أرض لها نهر معين يحيط بها و ليس نهرين .
والآن سنختم بهبدة أخرى من هبدات المدعو ( دكتور غالى ).....
ذلك المنصر يقول أن الطوفان أدى إلى إندثار جنة عدن تحت الرواسب , و بعد الطوفان بدأت الأمطار تسقط مما أدى إلى تكون أنهار جديدة و دلتا جديدة
أولاً :
وجود الطوفان لن يؤثر غالباً فى مسار النهر , لأنه من المنطقى أنه أثناء الطوفان بدأ منسوب مياه الأنهار الأربعة فى الإرتفاع مما أدى إلى فيضانها على ما حولها أى أن هذه الأنهار هى التى ستزيح و تزيل الرواسب بعيداً عنها حيث أن تلك الرواسب -غالباً- ستكون مفككة و ناعمة و يسهل إزاحتها , و بالتالى لن يتم دفن مسار النهر و خاصة أن النهر له عمل نحتى يؤدى إلى إزاحه الرواسب من طريقه و نقلها إلى مكان اخر . و حتى لو افترضنا أن تلك الرواسب قامت بتغطية الأنهار بأكملها , فإن الأنهار ستقوم بنقل تلك الرواسب و إعادة شق مسارها السابق و خاصة أن النص يخبرنا بأنه كان هناك نهر رئيسى ينبع من وسط جنة عدن أى أن ذلك النبع سيرفع الرواسب و يبعدها عنه و يعيد شق مساره .
والجديد بالذكر أن مسار النهر يعتمد على الحمل الحراري الناجم عن حالة السيولة التي يوجد فى طبقة الوشاح ، مما ينتج إشارة طوبوغرافية ديناميكية نشطة.
و أنا سأعطيكم مثال بسيط :
من المعروف أن نهر النيل كان يحدث به الطوفان أيام فرعون و مع ذلك فإن مسار نهر النيل ثابت منذ أكثر من 30 مليون سنة و هناك دراسة أخرى تقول أن مساره ثابت منذ 6 ملايين سنة
وعندما يتغير مسار نهر من الأنهار فإن ذلك يقودنا إلى إتجاه تيارات الحمل الحرارى فى باطن الأرض و التى قد ينتج عنها نشاط بركانى عند منبع النهر. وعندما نرجع إلى الوراء فإننا سنجد أن النيل الأزرق غيّر مجراه نتيجة النشاط البركانى في إثيوبيا حيث تغير مسار النيل الأزرق المتجه شمالًا من بحيرة (تانا) ، ليصبح اتجاهه جنوبًا ثم غربًا إلى السودان ثم إلى مصر، وأدى إلى أسر المسيلات النهرية التي تنبع من جبال البحر الأحمر، ثم يتجه بها إلى البحر المتوسط حيث مصب النيل.[10]
وبالتالى يتضح أن طوفان نوح ليس له علاقة بمسار الأنهار بخلاف ما يزعمه ذلك المنصر المدعو (دكتور غالى)
وبالتالى نحن أثبتنا لكم مدى جهل ذلك المسيحى الذى يعتمد عليه معظم المسيحيين فى الرد على الشبهات
و الله ولى التوفيق
يُتبع بإذن الله تعالى
_______________________________
الحواشى و المراجع :
[1] : العهد القديم العبرى | ترجمة بين السطور | للأبوان بولس الفغالى و أنطوان عوكر | صفحة رقم 3
[2] : قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية | شرح كلمة ( نهر حِدّاقَل )
[3] :
Targum Jonathan on Genesis 2:14
[4] :
Bekhorot 55a:22
[5] : قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية | شرح كلمة ( بلاد أشور / شعب أشور )
[6] : راجع : كتاب مادة
الجيولوجيا لطلبة الصف الثالث الثانوى المقيدين فى قسم علمى علوم | وزراة
التربية و التعليم | جمهورية مصر العربية
[7] :
https://www.livescience.com/37285-gondwana.html
[8] : راجع كتاب مادة الجيولوجيا للصف الثالث الثانوى | قسم علمى علوم | وزارة التربية و التعليم بجمهورية مصر العربية .
[9] :
The book of ( The Cambridge World History ) | Edited by : Norman Yoffee | vol 3 | page 147
[10] :
https://www.scientificamerican.com/arabic/articles/news/the-nile-took-its-present-path-thirty-million-ago/
طرح رائع وجميل والمدعو دكتور غالي نص ردوده ترقيعات اصلا، بارك الله فيك
ردحذف