سفر التكوين الإصحاح الاول

 

نبدأ معاً فى نقد سفر التكوين | الإصحاح الأول

 

التكوين: 1: 1

[ في البدء خلق الله السموات والارض  ]

 

 عندما نقرأ النص السابق , نلاحظ أن الكتاب المقدس استخدم عبارة ( فى البدء ) مما يدل على أن عبارة ( فى البدء ) لا تعنى دائماً ( منذ الأزل ) , بل تعنى ( فى البداية ) لأنه من المستحيل أن تكون السموات و الارض أزلية .......و لكن العجيب أن النصارى يستخدمون نفس العبارة ( فى البدء ) لكى يحاولوا أن يثبتوا أزلية المسيح كما جاء فى إنجيل يوحنا :

[ في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله ] ( يو 1: 1)

و من هنا يتضح أن النصارى يغيرون معانى النصوص تبعاً لأهوائهم الشخصية , فمرة يجعلون ( فى البدء ) معناها ( فى البداية ) , و مرة أخرى يجعلون ( فى البدء ) معناها ( منذ الأزل ) .....

 

-----------------------------

 

التكوين: 1: 2

[ وكانت الارض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه   ]

 

النص السابق يوجد به اختلافات بين النص العبرى و النص السبعينى حيث أن هذا النص ورد فى الترجمة السبعينية هكذا : (غير منظورة وغير كاملة ) [1] , و لكنه ورد فى النص العبرى هكذا : ( خاوية خالية ) [2] ........

و هذا كله يدل على التلاعب فى الكتاب المقدس , و لذلك حاول القديس باسيليوس الكبير أن يحل هذه المشكلة , فقام بالترقيع - كالعادة – و قال :

 

[ أنها غير منظورة لعدم خلق الإنسان بعد لكي يراها، ولأن المياه كانت تغطيها تمامًا، أو لأن النور لم يكن بعد قد أشرق عليها فكان الجو غامضًا.......] [3]


و طبعاً , كل ما يقوله ذلك الكاهن المسيحى هو عبارة عن ترقيع منه لأن إذا كانت الأرض غير منظورة بالنسبة للإنسان فإن ذلك لا يعنى أبداً أنها غير منظورة بالكلية , لأن الله يرى الأرض و من المحتمل أن السمائيين ( الملائكة القديسون ) كانوا ينظرون إلى الأرض أيضاً لأنهم كانوا موجودين حينها كما يقول القديس أغسطينوس [4].

بالإضافة إلى أن ذلك الكاهن لم يحل مشكلة اختلاف التراجم بين النص العبرى و النص السبعينى..........

----------------------------------------

 

التكوين 1:

3 وقال الله ليكن نور فكان نور

4 ورأى الله النور أنه حسن وفصل الله بين النور والظلمة  .

 

👆👆👆 و من خلال النص السابق يتضح أن الرب خلق النور ثم فصل بينه و بين الظلمة

 

و لكنى عندى تساؤل بسيط .......

لو رجعنا إلى التكوين: 1: 2

[ وكانت الارض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه   ]

 

فسنجد أن روح الرب كانت ترف على وجه الماء .....

و من المعروف أنه كان هناك ظلمة هنالك , و من المعروف - أيضاً - أن الرب له نور حسب ما جاء فى سفر أيوب الإصحاح 25:

[3. وَعَلَى مَنْ لاَ يُشْرِقُ نُورُهُ؟ ]

و يؤكد القمص تادرس يعقوب أن للرب نور حيث قال :

[ إنما سرّ سلامهم في الرب أنه يشرق بنوره على جميعهم. إن كان نور الشمس يبلغ إلى الأرض كلها، فإن نور الله يسطع على كل السمائيين "وعلى من لا يشرق بنوره؟" ] [5]

 

و من المعروف أيضاً أن الرب فصل بين النور و الظلمة  حسب التكوين 1- 4

و بالتالى , من خلال ما كل سبق يتضح أن الرب له نور , و أن روح الرب كانت ترف على الماء فى حين أنه كانت هنالك ظلمة , و الان أنا أود أن أطرح سؤالى :

هل كانت الظلمة متصلة بنور الرب أثناء طوافه على المياه أم أن الظلمة كانت منفصلة عن نوره مع العلم أن الرب فصل بين النور و الظلام بعدما كانت روح الرب ترف على المياه و ليس قبلها ؟؟؟

 

 

و من المعلوم أننا نستمد الضوء من الأجرام السماوية المضيئة مثل الشمس أى أنه ينبغى وجود نجوم لكى نحصل على الضوء الكافى الذى يضمن لنا وجود النهار, و لكن هناك شئ غريب  و هو أن الكتاب المقدس يذكر لنا أن الرب خلق النور قبل أن يخلق النجوم و الأجرام المضيئة حيث أن الكتاب المقدس ذكر لنا أن الرب خلق النور و هذا فى النص رقم 3 , و الكتاب المقدس يذكر لنا أن الرب خلق النجوم فى النصوص رقم 14 , 15 , 16 , 17 , 18......

 

لذلك حاول المنصرون المسيحيون استخدام الترقيع لكى يخرجوا من هذه الورطة و من بينهم القمص تادرس يعقوب الذى تحجج بوجود مادة السديم التى ينبعث منها ضوء خفيف حيث قال :

[ ......فمادة السديم خفيفة جدًا في حالة تخلخل كامل، لكن ذرات السديم المتباعدة تتحرك باستمرار حول نقطة للجاذبية في مركز السديم، وباستمرار الحركة ينكمش السديم فتزداد كثافته تدريجًا نحو المركز، وبالتالي يزداد تصادم الذرات المكونة له بسرعة عظيمة يؤدي إلي رفع حرارة السديم. وباستمرار ارتفاع الحرارة يصبح الإشعاع الصادر من السديم إشعاعًا مرئيًا، فتبدأ الأنوار في الظهور لأول مرة ولكنها أنوار ضئيلة خافتة. هكذا ظهر النور لأول مرة قبل تكوين الشمس بصورتها الحالية التي تحققت في الحقبة الرابعة (اليوم الرابع)... لقد ظهر النور حينما كانت الشمس في حالتها السديمية الأولي، أي قبل تكوينها الكامل.] [6]

 

و طبعاً , كل ما ذكره ذلك القمص هو عبارة عن إفلاس لأنه جاء بعدها مباشرةً فى سفر التكوين 1: 5

[ ودعا الله النور نهارا والظلمة دعاها ليلا وكان مساء وكان صباح يوماً واحداً ]

أى أن ذلك النور المخلوق تم الإشارة إليه باسم ( نهار) , و الظلمة تم الإشارة إليها باسم ( ليل) , و لكن السديم ( منشأ النجوم ) لا يوجد به نهار أو ليل و بالتالى فإن تفسير ذلك القمص عبارة عن إفلاس و ترقيع باطل بائس.

 

 

 الحواشى :

[1] : تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص تادرس يعقوب | تفسير سفر التكوين 

[2] : العهد القديم | ترجمة بين السطور عبرى عربى ( بولس الفغالى – أنطوان عوكر ) , صفحة 1

[3] :   Hexaem. 2: 1 

[4] :  City of God 11: 7

[5] : تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص تادرس يعقوب | أيوب 25 - تفسير سفر أيوب

 [6] : تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص تادرس يعقوب | التكوين 1 - تفسير سفر التكوين

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا