ملخص الشبهة :
الكثير من المسيحيين و الملاحدة و العلمانيين و النسويات يتهمون الإسلام بأنه دين ذكورى و ظالم للمرأة , و يقولون أن الإسلام يمنع المرأة من الصلاة و الصيام و لمس القران فى فترة الحيض مما يدل على أنها نجسة .....
-------------------------
الرد على الشبهة , و بالله التوفيق:
النقطة الأولى :
بالنسبة لقول أعداء الإسلام بأن المرأة نجسة فى الإسلام :
طبعاً , هذا لا يصح و هذا كلام خاطئ لأن المسلم ليس نجسأ - سواء كان ذكراً أو أنثى - أى أن المرأة المسلمة ليست نجسة و لا تنجس غيرها من البشر سواء كانت فى فترة الحيض أو النفساء أو غير ذلك , و كذلك الرجل المسلم ليس نجساً و لا ينجس غيره من البشر سواء كان على جُنابة أو لا , حيث أن النبى محمد أخبر أبا هريرة و قال :
{ سبحان الله !! إن المسلم ـ وفي رواية المؤمن ـ لا ينجس. } [1]
و الدليل الثانى على أن المرأة المسلمة ليست نجسة فى فترة الحيض هى أن النبى كان يتعامل مع زوجته عائشة بشكل عادى و هى فى فترة الحيض و قد وردت أحاديث تبين ذلك حيث روى مسلم من حديث عائشة قالت:
{ كنت
أشرب وأنا حائض ثم أناوله ـ أي الكأس ـ النبي صلى الله عليه وسلم، فيضع
فاه على موضع فيَّ فيشرب، وأتعرق العرق ـ وهو العظم الذي عليه بقية لحم ـ
وأنا حائض، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيَّ.} [2]
و من خلال الحديث السابق , نلاحظ أن النبى كان يشرب من نفس المكان الذى كانت زوجته تشرب منه و هى حائض , بل إن النبى محمد كان يتكأ فى حِجر زوجته السيدة عائشة و هى حائض , و هذا ورد فى صحيح البخارى و مسلم [3] . و هذا يدل على أن المرأة المسلمة لا تنجس غيرها فى أيام حيضها أو نِفاسها .
ملحوظة : بالنسبة للمس الزوج لزوجته فى فترة الحيض فإنه يجوز , و لكن لا يجوز جماع الرجل لزوجته فى فترة حيضها أو نِفاسها , لأنه محرم فى الإسلام بنص القران الكريم و السنة النبوية الشريفة .
---------------
النقطة الثانية :
أعداء الإسلام قد يقولون أن الإسلام ظلم المرأة و فضّل الرجل عليها لأنه لا يجوز للمرأة المسلمة أن تلمس المصحف فى فترة حيضها أو نِفاسها .....
و الرد على الشبهة هو كالتالى :
أولاً , بالنسبة لعدم لمس المصحف عند المرأة المسلمة الحائض :
الرجل المسلم لا يجوز له - أيضاً - أن يلمس المصحف إن كان على جنابة , بل لا يجوز للرجل المسلم أن يتلو القران الكريم - و هو على جنابة - سواء كان ممسكاً بالمصحف أو كان يقرأ من ذاكرته , و يجب عليه أن يغتسل ( يستحم) - أولاً - قبل أن يمسك المصحف أو قبل أن يقرأ القران الكريم حيث روى أحمد وأصحاب السنن عن علي رضي الله عنه أنه قال:
[ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئنا القرآن ما لم يكن جُنباً.] [4]
بل إن معظم العلماء قالوا بأن خروج الدم من قضيب الرجل أو دبره يبطل الوضوء , و بالتالى لا يجوز للرجل المسلم عندها أن يلمس المصحف لأن وضوءه قد نُقِضَ فى هذه الحالة حيث يقول النووي في كتاب (شرح المهذب) :
[ فالخارج من قُبل الرجل أو المرأة أو دبرهما ينقض الوضوء، سواء كان غائطا أو بولا أو ريحا أو دودا أو قيحا أو دماً أو حصاة أو غير ذلك ولا فرق في ذلك بين النادر والمعتاد، ولا فرق في خروج الريح بين قبل المرأة والرجل ودبرهما. نص عليه الشافعي رحمه الله في الأم، واتفق عليه الأصحاب.] [5]
و بالتالى فإن الرجل و المرأة متساويان فى حالة عدم لمس المصحف فى حالة نزول الدم , و ليس هناك تفضيل لأحد من الجنسين على الاخر ..... , بل إن المرأة الحائض تمتاز عن الرجل - الذى على جنابة - بأنها يجوز لها أن تقرأ القران الكريم من ذاكرتها دون لمس المصحف , أما الرجل الذى على جنابة فلا يجوز له أن يقرأ القران الكريم من ذاكرته و لا يجوز له أن يلمس المصحف , و يجب عليه - أولاً - أن يغتسل ( يستحم ).
و من خلال كل ما سبق , يتضح أن الموضوع ليس له علاقة بتفضيل الرجل عن المرأة أو العكس , بل هو تشريع الله الذى يسرى على الجميع .......
-------------
ملحوظة : ينزل الدم من قضيب الرجل فى بعض الحالات المرضية مثل التهاب البروستاتا أو سرطان القضيب أو التهاب مجرى البول أو غيره.........و قد ينزل الدم من الدبر فى حالات مرضية مثل البواسير و غيره......
-------------
ثانياً :
المرأة المسلمة الحائض أو النُفساء تستطيع أن تذكر الله، وتسبحه
وتحمده وتهلله وتكبره و تتقرب إليه ، و تستطيع أن تستغفر الله , و يمكنها أن تحضر حلقات العلم، و أن تسمع القرآن ممن يتلوه،
و أن تنصت لذلك ، و تستطيع الدعوة إلى الله , و تستطيع أن تطلع على الأحاديث النبوية و تستطيع أن تشارك في كل خير، كل هذا بإستطاعتها فى فترة الحيض و النفساء , و لكنها لا ينبغى عليها أن تصلى أو تصوم ، و لا ينبغى عليها أن تلمس المصحف ، و لكن يجوز لها أن تقرأ القران الكريم من ذاكرتها , و هذا هو القول و الرأى الأرجح عند العلماء .
و بالتالى نستنتج أن باب العبادة و التقرب إلى الله مفتوح للمرأة المسلمة حتى لو كانت فى فترة الحيض أو النِفاس .
-----------
ثالثاً , بالنسبة لعدم الصلاة أو الصوم فى فترة الحيض أو النِفاس :
الرجل و المرأة متساوون فى مسألة الصلاة حيث أن الرجل لا يستطيع أن يصلى إذا كان على جنابة , و يجب عليه - أولاً - أن يتطهر و يغتسل ( يستحم ) ...., و نزول الدم من قضيب الرجل أو دبره يبطل الوضوء ( كما ذكرنا سابقاً ) , و الوضوء شرط مهم لأداء الصلاة . و المرأة لا يمكنها أن تقرب الصلاة إلا بعد أن تنتهى من الحيض أو النفاس.
و الفارق الوحيد بين الرجل و المرأة هو أن الجنابة بالنسبة للرجل تستمر لفترة قصيرة لذلك يغتسل الرجل سريعاً , أما الحيض و النفاس بالنسبة للمرأة فيستمران لأيام .
* و الله أمر المرأة بالبعد عن الصلاة و الصوم فى أيام حيضها و نفساها , وإذا خضعت المرأة المسلمة لأوامر الله و إبتعدت عن الصلاة و الصوم فى فترة الحيض و النفاس , فإنها بذلك تأخذ الثواب و الأجر على طاعتها لأوامر الله إن شاء الله . و هذا يدل على رأفة الله بالمرأة المسلمة .
و أما بالنسبة للحكمة من أمر الله للمرأة بالإبتعاد عن الصوم و الصلاة فى فترة الحيض و النفاس , فإن ذلك من إرادة الله و حكمته التى لا يعلمها إلا هو , و نحن نطيع فقط , و لكننا يمكننا أن نذكر بعض الأسباب التى تبرر ذلك و هى أن الحيض من الأشياء التى تضعف البدن لذلك فإن الله لم يرد أن يجتمع الصيام و الصلاة مع الحيض حتى لا تضعف المرأة أكثر . و هذا من رأفة الله بالمرأة المسلمة حيث يقول البجيرمي في حاشيته على الخطيب (2 / 382) :
[ ..... وذلك لأن الحيض يضعف البدن، والصوم يضعفه، واجتماع مضعفين يُضر ضررًا شديدًا، والشارع ناظر لحفظ الأبدان.]
-----------
رابعاً :
لا يجوز لأى مسلم أن يقول على المرأة المسلمة أنه نجسة لأن ذلك محرم حيث أن الله تعالى نهى عن التنابز بالألقاب فى قوله تعالى :
{ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} {الحجرات: 11}.
* و قد نهى النبى عن سب المسلم حيث قال :
[ سباب المسلم فسوق وقتاله كفر] [6]
------------
خامساً :
اليهود و المسيحيون هم من يعتقدون بنجاسة المرأة عند سيلان الدم منها سواء فى فترة الحيض و النفاس أو غير ذلك , بل و يعتقدون أنها تنجس كل شئ تلمسه , و الشئ الذى تلمسه ينجس الناس , ولا يمكن التخلص من هذه النجاسة حتى لو اغتسل الشخص لأن الشخص سيظل نجساً إلى المساء حيث يقول الكتاب المقدس :
سفر اللاويين الأصحاح 15 :
19 - واذا كانت امرأة لها سيل وكان سيلها دماً في لحمها فسبعة أيام تكون في طمثها وكل من مسّها يكون نجساً الى المساء
20 - وكل ما تضطجع عليه في طمثها يكون نجساً وكل ما تجلس عليه يكون نجساً.
21 - وكل من مسّ فراشها يغسل ثيابه ويستحم بماء ويكون نجسا الى المساء .
22 - وكل من مسّ متاعا تجلس عليه يغسل ثيابه ويستحم بماء ويكون نجسا الى المساء .
23 - وإن كان على الفراش أو على المتاع الذي هي جالسة عليه عندما يمسّه يكون نجساً إلى المساء .
24 - وإن اضطجع معها رجل فكان طمثها عليه يكون نجسا سبعة ايام وكل فراش يضطجع عليه يكون نجساً.
25 - وإذا كانت إمرأة يسيل سيل دمها أياماً كثيرة في غير وقت طمثها أو إذا سال بعد طمثها فتكون كل ايام سيلان نجاستها كما في أيام طمثها أنها نجسة .
26 - كل فراش تضطجع عليه كل أيام سيلها يكون لها كفراش طمثها وكل الامتعة التي تجلس عليها تكون نجسة كنجاسة طمثها .
27 - وكل من مسّهنّ يكون نجساً فيغسل ثيابه ويستحم بماء ويكون نجساً الى المساء
28- وإذا طهرت من سيلها تحسب لنفسها سبعة أيام ثم تطهر.
------------
و هناك حديث ورد عن أنس - رضي الله عنه - حيث قال :
[ إن اليهود كانوا لا يجلسون مع الحائض في بيت، ولا يأكلون ولا يشربون.....] . رواه ابن ماجه وغيره.
_____________________________________
ملحوظة :
لا يجوز للمسلم أن يجامع زوجته فى فترة الحيض أو النِفاس , و قد أحضرنا لكم بعض الأسباب العلمية التى ربما تكشف لنا حكمة الله فى النهى عن الجماع فى فترة الحيض أو النفاس , و هذا هو الرابط 👇👇👇 :
https://islamweb.net/ar/consult/index.php?page=Details&id=3694
___________________________________________________________________________
و فى النهاية , أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده, و إن كان من سهو أو ذلل فمنى و نرجو المسامحة عليه.
لا تنسونا من صالح الدعاء.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته👋👋👋 .
______________________________________
الحواشى و المراجع :
[1] : صحيح مسلم 》كِتَابُ الْحَيْضِ 》 بَابُ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْمُسْلِمَ لَا يَنْجُسُ 》 حديث رقم 591
[2] : صحيح مسلم 》كِتَابُ الْحَيْضِ 》 بَابُ جَوَازِ غُسْلِ الْحَائِضِ رَأْسَ زَوْجِهَا وَتَرْجِيلِهِ وَطَهَارَةِ سُؤْرِهَا وَالَاتِّكَاءِ فِي 》 حديث رقم 487
[3] : * فتح الباري شرح صحيح البخاري » كتاب الحيض » باب قراءة الرجل في حجر امرأته وهي حائض 》الجزء الأول 》صفحة 479 》الحديث رقم 293
* صحيح مسلم 》كِتَابُ الْحَيْضِ 》 بَابُ جَوَازِ غُسْلِ الْحَائِضِ رَأْسَ زَوْجِهَا وَتَرْجِيلِهِ وَطَهَارَةِ سُؤْرِهَا وَالَاتِّكَاءِ فِي 》حديث رقم 488
[4] : تحفة الأحوذي » كتاب الطهارة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم » باب ما جاء في الرجل يقرأ القرآن على كل حال ما لم يكن جنباً 》الجزء الأول 》صفحة 385 》حديث رقم 146
[5] : كتاب ( شرح المهذب ) للإمام النووى 》الجزء الثانى 》صفحة 449 | طبعة دار الكتب العلمية
[6] : صحيح البخاري 》كتاب الإيمان 》باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر 》حديث رقم 48
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا