هل الله معبود وثنى اخترعه العرب قبل الإسلام

 الرد على عدة شبهات من مسيحى جـــاهل و إفحامه :

ملخص الشبهة الأولى :

مسيحى يسخر من إله المسلمين و يقول أن (الله) عبارة عن اسم و ليس لقب ....

الرد على هذه الشبهة و بالله التوفيق :

أولاً :

أيها المسيحى , إذا كنت تسخر من  كلمة ( الله ) و تقول أنها عبارة عن اسم و ليس لقب , إذن من المفترض أن يصيبك العار من أحد الالهة التى تعبدها ؛ حيث أنك - أيها المسيحى - تعبد ثلاثة الهة و من ضمنها هو : ( الروح القدس ) .

 و عبارة ( الروح القدس ) تمثل صفة للمعبود الثالث لك و ليست لقباً مميزاً ..... , و لكن المسيحيين أخذوا هذه العبارة و أطلقوها على الإله الثالث لهم و هو الروح القدس ؛ نظراً لأنهم لا يعرفون لقباً خاصاً بإلههم الثالث ....

ثانياً :

 بالنسبة لكلمة ( الله ) , فقد تحدثت المراجع الإسلامية عن معنى كلمة ( الله ) و منها تفسير السعدى  حيث يقول تفسير السعدى عن معنى كلمة ( الله ) :

﴿اللَّهِ﴾ هو المألوه المعبود، المستحق لإفراده بالعبادة، لما اتصف به من صفات الألوهية وهي صفات الكمال. ] 

--------------------------------------------

ملخص الشبهة الثانية :

ذلك المسيحى الكــذاب يقول :

[ الله اسم إله وثنى كان العرب تعبده فى 610 م مع أكثر من 360 إله وثنى كانوا فى الكعبة , و عندما جاء نبى الإسلام وحّد كل هذه الألهة تحت اسم إله واحد اسمه الله ....] 

الرد على هذه الشبهة و بالله التوفيق :

  الكثير من أعداء الإسلام يعتقدون أن الله هو معبود من صنع مشركى العرب , و لكن هذا خطأ ؛ لأن النبى إبراهيم و ابنه اسماعيل النبى هما أول من دعا العرب الأوائل إلى عبادة الله - رب الكون - وحده و عدم الإشراك به حيث أن النبى إبراهيم جاء مع زوجته هاجر إلى شعاب مكة و لم يكن بمكة حينئذ أى شخص , و ترك النبى إبراهيم زوجته هاجر مع ولدها اسماعيل فى مكة ثم ذهب .....و طبعاً كلنا نعرف قصة خروج الماء من بئر زمزم ..... و نتيجة تواجد الماء ( ماء زمزم ) فى مكة , فإن بعض القبائل أقبلت إلى مكة حيث يوجد النبى اسماعيل و أمه هاجر ,  و عاش النبى اسماعيل و تربى مع تلك القبائل و اختلط بهم .... لذلك ستسمعون كثيراً عما يعرف بــ ( العرب المستعربة أو المتعربة ) ... [1]

 و العرب المستعربة أو المتعربة يطلق عليها أيضاً لقب : ( العدنانيون )  ، أو ( النزاريون ) ، أو ( المعديون ) ، وهم من صلب النبى إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام ، حيث أن النبى إسماعيل تزوج من رعلة الجرهمية ، فتعلم منهم العربية ، فسُمى من جاء من نسل اسماعيل بالعرب المستعربة ....

و فى يوم من الأيام , جاء النبى إبراهيم إلى ابنه اسماعيل فى مكة و طلب منه أن يساعده على بناء الكعبة , و وافق اسماعيل على طلب أبيه ....

و دعا النبى إبراهيم و النبى اسماعيل الناسَ إلى عبادة الله الواحد الأحد حتى انتشرت عبادة الله بين العرب فى شبه الجزيرة العربية ..... و ظل العرب على دين التوحيد أو ما يعرف بالحنيفية - دين النبى إبراهيم - قروناً طويلة إلى أن جاء رجل يدعى (عمرو بن لحي الخزاعي ) ، و هذا الرجل هو أول من أدخل عبادة الأصنام إلى الجزيرة العربية  حين أن هذا الرجل سافر إلى بلاد الشام فرآى الناس يعبدون الأصنام والأوثان من دون الله ، فأعجب بهذا الأمر , و قال لهم:

ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون؟

قالوا له: هذه أصنام نعبدها فنستمطرها فتمطرنا ونستنصرها فتنصرنا.....

فقال لهم: ألا تعطوني منها صنماً فأسير به إلى أرض العرب فيعبدونه...

فقام أهل الشام بإعطاء (عمرو بن لحى ) صنماً يقال له (هبل) , و رجع (عمرو بن لحى ) بالصنم إلى مكة , و نصب الصنم هناك , وأمر الناس بعبادته وتعظيمه ، ثم انتشرت عبادة الصنم بين أهل الحجاز الذين قلدوا أهل مكة ؛ لأن أهل مكة كانوا هم ولاة البيت وأهل الحرم ، و بذلك انتشرت الأصنام بين قبائل العرب.

 وقد ذُكر فى بعض الكتب أن ( عمرو بن لحى ) كانت له رئي من الشيطان حيث أن الشيطان أخبره أن أصنام قوم نوح ( ودًا وسواعًا ويغوث ويعوق ونسرًا ) مدفونة بــ (جدة) ، فذهب عمرو بن لحى إلى هناك و أخرجها ، ثم جاء بها إلى تهامة . 

و لما جاء ميعاد الحج , قام عمرو بن لحى بإهداء تلك الأصنام إلى القبائل، فذهبت القبائل بها إلى أوطانها‏ ....

 و هذه الأصنام هى كالتالى :

1- ود :‏ و كان لكلب، بجَرَش بدَوْمَة الجندل من أرض الشام مما يلى العراق...

2- سواع‏:‏ كان لهذيل بن مُدْرِكة بمكان يقال له ‏:‏ رُهَاط من أرض الحجاز، من جهة الساحل بقرب مكة...

3- يغوث‏:‏ كان لبني غُطَيف من بني مراد، بالجُرْف عند سبأ....

4- يعوق‏:‏ كان لهمدان في قرية خَيْوان من أرض اليمن ، وخيوان ‏:‏ بطن من همدان....

5- نسر‏:‏ كان لحمير لآل ذى الكلاع في أرض حمير‏...

وهكذا انتشرت الأصنام في جزيرة العرب حتى صار لكل قبيلة منها صنم ، ولم تزل تلك الأصنام تُعبد من دون الله جل وعلا، حتى جاء الإسلام، وبُعث الهادي محمد صلى الله عليه وسلم، نوراً وضياءاً للعالمين، فقام النبى محمد بتطهير شبه الجزيرة العربية من الأصنام ، حيث أن النبى محمد بعث (خالد بن الوليد) لهدم صنم ( العزى ) وهو الطاغوت الأعظم لدى قريش بمنطقة نخلة....

 وبعث النبى (سعد بن زيد ) لهدم صنم ( مناة )  التي كانت على ساحل البحر الأحمر، وبعث النبى ( عمرو بن العاص ) إلى صنم ( سواع ) الذي تعبده قبيلة هذيل، فهُدمت جميع تلك الأصنام .

وقد بيّن النبي - صلى الله عليه وسلم - مصير عمرو بن لحي وسوء عاقبته ، كما في الصحيح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - حيث قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه –أمعاءه- في النار، فكان أول من سيب السوائب }

* وفي رواية أخرى : { أول من غير دين إبراهيم } ، و- السوائب - جمع سائبة وهي الأنعام التي كانوا يسيبونها لآلهتهم فلا يحمل عليها شيء.

وذكر الإمام ابن كثير عند تفسير اية { فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين } (الأنعام:144) : أن أول من دخل في هذه الآية عمرو بن لحي ، لأنه أول من غير دين الأنبياء، وأول من سيب السوائب ووصل الوصيلة، وحمى الحامي، كما ثبت ذلك في الصحيح . [2]

و بالتالى نستنتج من خلال كل ما سبق أن الله ليس معبوداً وثنياً من صنع العرب بل إن الله هو من أوحى إلى نبيه إبراهيم و نبيه إسماعيل أن يدعوا الناس إلى عبادة الله الواحد الأحد ثم بعد ذلك انحرف الناس عن الطريق الصحيح و دخلت عبادة الأصنام فى حياتهم ...


و بعض أعداء الإسلام  يزعمون زوراً و كذباً بأن الحج هو شعيرة وثنية من صنع العرب ....

و أن أرد عليهم و أقول :

 الله أوحى إلى نبيه إبراهيم أن يبنى الكعبة , و بعدما إنتهى النبى إبراهيم من بناء الكعبة فإنه دعا الناس إلى حج بيت الله الحرام . و كانت العرب تحج إلى بيت الله الحرام ؛ لأنها كانت على دين النبى إبراهيم , دين التوحيد و الحنيفية  .....

و طبعاً نحن ذكرنا من قبل أن العرب - و خاصة أهل مكة - انحرفت عن الدين الصحيح , و مع ذلك ظل العرب يحتفظون ببقايا من دين النبى إبراهيم - عليه السلام - مثل : تعظيم البيت، والطواف به، والحج والعمرة، والوقوف بعرفة ومزدلفة، وإهداء البدن......و بعض هذه الأشياء دخلها شيء كثير من شوائب الشرك والبدعة ، ومن أمثلة ذلك أن نزاراً كانت تقول في إهلالها فى الحج :

[ لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك ، إلا شريكاً هو لك، تملكه وما ملك...] ، لذلك أنزل الله  قوله :

 { ضرب لكم مثلاً من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون } (الروم:28).
و هذا من أجل أن يصحح لهم تلك العقيدة المنحرفة عن التوحيد الصحيح ....
 

و كانت قريش تقول ‏:

[ ‏نحن بنو إبراهيم وأهل الحرم، وولاة البيت وقاطنو مكة، وليس لأحد من العرب مثل حقنا ومنزلتنا ......] [3]

 وكان أهل قريش يسمون أنفسهم ( الحُمْس) , فلا ينبغى لهم أن يخرجوا من الحرم إلى الحل ، و كانوا لا يقفون بعرفة ، ولا يفيضون منها، وإنما كانوا يفيضون من المزدلفة لذلك أنزل الله قوله :‏

 ‏{‏ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس} ‏ (البقرة:199) 

و هذا من أجل أن يرشدهم إلى المناسك الصحيحة للحج .

و بالتالى من خلال كل ما سبق , يتضح أن الحج ليس شعيرة وثنية بل هو من وحى الله تعالى إلى نبيه إبراهيم عليه السلام و لكن العرب انحرفت و أدخلت البدع فيه ....

--------------------------------------------------

و فى النهاية , أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده و إن كان من سهو أو ذلل فمنى و نرجو المسامحة عليه ...

لا تنسونا من صالح دعائكم ...

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.... 

________________________

المراجع و الحواشى :

[1] : *كتاب ( البداية و النهاية) | ابن كثير | المجلد الأول | صفحة 178

       * كتاب ( قصص الأنبياء مخرجة على الألبانى ) | أبي الفداء إسماعيل بن عمر/ابن كثير الدمشقي | صفحة 150 

[2] : كتاب تفسير ابن كثير (تفسير القرآن العظيم) | الجزء 2 | صفحة 168

[3] : كتاب الرحيق المختوم | الشيخ صفي الرحمن المباركفوري | صفحة 35


صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا