سؤال طرحته بنت مسيحية و هو ما هو الدليل على حرمة تهنئة المسيحيين بعيد ميلاد إلههم يسوع :
الرد على هذا السؤال و بالله التوفيق :
أولاً :
أنا لن أحضر أقوال الفقهاء حتى لا يقول أحد أننا نسير وراء الفقهاء بلا دليل , و لكننى سأجلب الأدلة من كلام نبينا محمد عليه الصلاة و السلام و من كلام صحابته الكرام الذين تعلموا على يدىّ رسول الله صلى الله عليه و سلم ....
مع العلم أن كتب الفقهاء مليئة بشتى أنواع الزجر و التحذير من الاشتراك مع المسيحيين - أو أهل الأديان الشِركية عموماً - فى أعيادهم .....
----------------------------------------------
قد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسند والسنن أنه قال :
( من تشبه بقوم فهو منهم ) وفي لفظ : ( ليس منا من تشبه بغيرنا ) . أخرجه أبو داود
و بالتالى من خلال الحديث السابق , يتضح أن الشخص الذى يتشبه بقوم اخرين فإنه منهم و يُحشر يوم القيامة معهم . و كلنا نعرف أن المسيحيين فى النار , فمثلاً :
عندما تحل بداية السنة الميلادية , فإن المسيحيين يفرحون و يبتهجون و يبدأون فى تهنئة بعضهم البعض بعيد ميلاد إلههم و يبادرون فى تزيين بيوتهم و يُحضرون أشجاراً و دُمى للبابا نويل و غير ذلك من الأمور ......... و أنت - أيها المسلم - عندما تفرح مثلهم و تهنأ الأخرين مثلهم و تزين بيتك مثلهم و تحضر دُمى البابا نويل مثلهم و تلبس قبعة و لباس أحمر مثلهم و غير ذلك من الأمور ....فأنت هكذا تتشبه بهم و تفعل مثل صنيعهم بالضبط ....و طبعاً : من تشبه بقوم فهو منهم و يُحشر يوم القيامة معهم ......
و الان , تعالوا بنا ننتقل إلى كلام الصحابة الذين تعلموا على يدىّ رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لقد ثبت عن الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال:
[ لا تعلموا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم، فإن السخط ينزل عليهم. ] أخرجه البيهقي بسند صحيح.
قال الصحابى ( عبد الله بن عمرو بن العاص ) :
[ من تأسى ببلاد الأعاجم , وصنع نيروزهم ومهرجانهم , وتشبه بهم
حتى يموت , وهو كذلك , حُشر معهم يوم القيامة .]
بالإضافة إلى أن أمير المومنين عمر بن الخطاب والصحابة كانوا يشترطون على اليهود و النصارى أن
لا لا لا يحتفلوا بأعيادهم علانيةً فى البلاد الإسلامية بل يجب أن يحتفلوا بها فى بيوتهم و كنائسهم فقط دون إظهار الاحتفالات أمام المسلمين ؛ حتى لا يفتنوا المسلمين بهذه الأعياد .......
هذه هى الأدلة من كلام النبى محمد و صحابته الكرام رضوان الله عليهم جميعاً ....
أما بالنسبة للسبب فى ذلك , فإنه من المعلوم أنك عندما تشارك شخصاً فى أمر خاطئ فإنك بذلك تعينه على الخطأ أكثر و أكثر .....فمثلاً :
الطفل عندما يفعل أمراً سيئاً و أنت تفرح بذلك الأمر , فإن ذلك الطفل سيظن أنه على حق فيما يفعله و سيكرر الأمر أكثر و أكثر .....
و نحن - كمسلمين - لو سرنا على نفس المنوال و بدأنا تهنئة النصارى بأعيادهم , فإنهم سيظنون أنهم على حق فى الإيمان بأن الرب يتجسد و يولد ....بل إن بعض المسلمين قد يبالغ فى الإحتفال بأعيادهم فيذهب إلى كنائسهم و يصلى معهم و يؤدى الترانيم معهم ...و بعد سنوات سينشأ جيل من المسلمين يذهب إلى الكنائس و يصلى ليسوع و يعبده .....و من هنا ستبدأ البدع و الكفريات فى الإنتشار بين صفوف المسلمين .....
---------
و الأمر الأدهى من ذلك أنه لا يوجد مسيحى يأتى إلى المسلم و يهنئه بعيد ميلاد النبى محمد عليه الصلاة و السلام ....و حتى لو هنَّأه , فإن ذلك يكون من باب النفاق و إبداء المحبة ظاهراً و إخفاء الكره باطناً ........
و حتى لو افترضنا أن المسيحى سيهنأك من كل أعماق قلبه على ميلاد النبى محمد , فإن ذلك لا يعنى أنك على حق عندما تبادله نفس المشاعر فمثلاً : عندما يعاملك صديقك بكل محبة و لطف , فإن هذا لا لا لا يعنى أنك يجب أن تشاركه فى سهرة شرب الخمر عندما يطلب منك ذلك .....
الخلاصة : لا تشارك صديقك فى الباطل ,عندما يشاركك فى الحق بحجة تبادل المشاعر....
---------------
الأمر الثانى :
بعض الناس تتحجج بأن الأزهر وافق على تهنئة النصارى بأعيادهم , و أنا أرد عليهم و أقول إذا كنتم تعتبرون الأزهر حجةً لكم , إذن لماذا لا تأخذون برأى الإمام ابن القيم أو ابن تيمية أو ابن باز أو علماء اللجنة الدائمة أو غيرهم من العلماء الذين يحذرون الناس من مشاركة النصارى فى أعيادهم ....
هل أنتم تنتقون الفتاوى التى على هواكم ؟!
ثانياً :
لن يقف الأزهر بجانبكم يوم القيامة و لن يدافع عنكم عندما يحاسبكم اللهُ على ذنوبكم ؟!
ثالثاً :
الأزهر ليس حجة على أحد فى هذا الأمر ؛ لأنه لا يوجد كهنوت فى الإسلام , بل نحن نأخذ بالفتوى الصحيحة و نترك ما أخطأوا فيه .....و كل ابن ادم خطاّء .....
رابعاً :
فى عصرنا الحالى , نشهد الكثير من الفتاوى الضالة التى تصدر من بعض الضالين الذين يعملون كشيوخ سلاطين لطاعة حكام البلاد حتى لو فى المعصية .....( اللى ما فهمش يفهم , لو سمحت )
---------------------------
الأمر الثالث :
أعياد رأس السنة هى عبارة عن أعياد وثنية فى الأصل , و كانت تُقام من أجل الاحتفال بإله الشمس , و لكن النصارى أخذوا هذا العيد و حوَّلوه إلى عيد يسوع أى أنهم قاموا بتنصير ذلك العيد الوثنى ...... أى أنك عندما تحتفل بعيد رأس السنة فإنك بذلك تحتفل بعيد إله الشمس عند الوثنيين ....
و كذلك أشجار الكريسماس - كانت فى البداية - تُستخدم فى ألمانيا من قِبل بعض الناس الذين يعبدون الأشجار , ثم انتقلت تلك العادة الوثنية إلى المسيحية فيما بعد ....
و نحن نخاف أن تنتقل تلك العادات الوثنية إلى الإسلام مثلما دخلت تلك العادات الوثنية إلى المسيحية .....
لذلك احذر يا أخى المسلم , فأنا لا أريد لك سوى الخير و الجنة ....و نسأل الله أن يهدى المسيحيين إلى التوحيد و ترك عبادة البشر ......
لا إله إلا الله وحده لا شريك , و أشهد أن محمد و المسيح رسل و أنبياء الله .....
و شكراً ...
---------------------------
و فى النهاية , أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده و إن كان من سهو أو ذلل فمنى و نرجو المسامحة عليه........
لا تنسونا من صالح دعائكم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .....
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا