مـقـدمـة:
منذ أن فُتحت عيناى على مجال مقارنة الأديان وأنا أسمع - دائماً - شبهات ضــعيفة من المسيحيين والملاحدة ضد القران الكريم، ومن أبرز شبهات المسيحيين والملاحدة هى أن الشمس تغرب فى عين حـــمئة .
وأنا - بصراحة - أريد أن أكشف لكم الستار عن معتقدات المسيحيين والملاحدة فى الشمس ؛ لكى نرد علي هؤلاء الكـــفار ونبين لهم عــوار معتقداتهم، لذلك أرجو أن تقرأوا المنشور للنهاية ؛ لأنه مهم جداً جداً جداً .
෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴
المـوضـوع:
ما هو اعتقاد الكتاب المقدس عن الشمس ؟!
عندما نفتح الكتاب المقدس على سفر المزامير الأصحاح 19، فسنجد الآتي:
سفر المزامير | الأصحاح 19 (ترجمة الفاندايك):
4- فِي كُلِّ الأَرْضِ خَرَجَ مَنْطِقُهُمْ وَإِلَى أَقْصَى الْمَسْكُونَةِ كَلِمَاتُهُمْ. جَعَلَ لِلشَّمْسِ مَسْكَناً فِيهَا
5- وَهِيَ مِثْلُ الْعَرُوسِ الْخَارِجِ مِنْ حَجَلَتِهِ. يَبْتَهِجُ مِثْلَ الْجَبَّارِ لِلسِّبَاقِ فِي الطَّرِيقِ.
6- مِنْ أَقْصَى السَّمَاوَاتِ خُرُوجُهَا وَمَدَارُهَا إِلَى أَقَاصِيهَا وَلاَ شَيْءَ يَخْتَفِي مِنْ حَرِّهَا.
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
كما شاهدتم بالأعلى، فإن ترجمة الفاندايك تخبرنا أن الرب جعل للشمس مسكن فى أقاصى الدنيا.
وإذا رجعنا إلى النص العبري الأصلي فسنجد النصوص التالي:
🔷בְּכָל־הָאָ֨רֶץ ׀ יָ֘צָ֤א קַוָּ֗ם וּבִקְצֵ֣ה תֵ֭בֵל מִלֵּיהֶ֑ם לַ֝שֶּׁ֗מֶשׁ שָֽׂם־אֹ֥הֶל בָּהֶֽם
🔷וְה֗וּא כְּ֭חָתָן יֹצֵ֣א מֵחֻפָּת֑וֹ יָשִׂ֥ישׂ כְּ֝גִבּ֗וֹר לָר֥וּץ אֹֽרַח
🔷מִקְצֵ֤ה הַשָּׁמַ֨יִם ׀ מֽוֹצָא֗וֹ וּתְקוּפָת֥וֹ עַל־קְצוֹתָ֑ם וְאֵ֥ין נִ֝סְתָּ֗ר מֵֽחַמָּתוֹ
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
عندما تتأملون فى النصوص العبرية السابقة، فستجدون أن النصوص وردت بها كلمة (לַ֝שֶּׁ֗מֶשׁ) وتُنطَق هكذا: (لا شميز)، ومعناها: (للشمس).
بالإضافة إلى أن النصوص العبرية السابقة أوردت كلمة (אֹ֥הֶל)، وهى تُنطَق هكذا: (أوهيل) ومعناها: (خيمة).
والنصوص السابقة أوردت -أيضاً- كلمة (שָֽׂם) ،وتُنطَق هكذا: (سام)، ومعناها: (وضع أو نَصَبَ)[1]
وعندما نجمع الكلمات معاً فستنتج العبارة الأتية:
[جعل للشمس خيمة فيها.]
أى أن الكتاب المقدس يخبرنا أن الرب جعل للشمس خيمة لتسكن به!
بل الأدهى من ذلك أن الكتاب المقدس يخبرنا بأن الشمس تخرج من تلك الخيمة مثلما يخرج العريس من غرفته حيث أن النص العبرى أورد كلمة (כְּ֭חָתָן)، وتُنطَق هكذا: (كيه هاتان)، ومعناها: (مثل عريس)
ووردت - أيضاً - كلمة (יֹצֵ֣א)، وتُنطَق هكذا: (يوشيه)، ومعناها: (خرج).
ووردت - أيضاً - كلمة (מֵחֻפָּת֑וֹ)، وتُنطَق هكذا: (مى هاب با تو) ومعناها: (من غرفته).
أى أن الرب فى الكتاب المقدس يخبرنا بأن الشمس تسكن فى خيمة (أو منزل أو مسكن)، وتخرج منها مثل العريس الخارج من غرفته!
وطبعاً، الترجمة اليسوعية أوردت النصوص بهذا الشكل التالي :
سفر المزامير | الأصحاح 19:
4 - بل في الأرض كلها سطور بارزة وكلمات إلى أقاصي الدنيا بينة هناك للشمس نصب خيمة
5 - وهي كالعريس الخارج من خدره وكالجبار تبتهج في عدوها
6 - من أقاصي السماء خروجها وإلى أقاصيها مدارها ولاشيء في مأمن من حرها.
لاحظوا أن النص 👆 يقول أن الرب جعل للشمس خيمة وتخرج منها مثل العريس الخارج من خدره!
بل الأدهى من ذلك أن الترجمة اليسوعية كتبت فى الهامش أن ذلك النص ورد فى الأساطير البابلية.
وأنا أريد أن أدعم كلامي بالترجمات الإنجليزية:
4. Their measuring line goes out through all the earth, and their words to the end of the world. In them he has set a tent for the sun,
لاحظوا معى أن الترجمة أوردت كلمة (Tent)، والتى تعني: (خيمة)، وهناك العديد من التراجم الأجنبية الأخرى التى استخدمت نفس الكلمة مثل ترجمة:
- الترجمة القياسية المنقحة RSV
- ترجمة Amp
- ترجمة BBE
- ترجمة CEV
- ترجمة GW
- ترجمة JPS
- ترجمة الملك جيمس KJV
- ترجمة الملك جيمس الحديثة NKJV
- الترجمة الأمريكية القياسية ASV
- ترجمة ASV
- ترجمة RV
أما ترجمة GNB فقد استخدمت كلمة (Home) بمعنى منزل أو بيت!
وأما الترجمة السبعينية اليونانية، فقد أوردت النص كالتالى :
4. (18:5) εἰς πᾶσαν τὴν γῆν ἐξῆλθεν ὁ φθόγγος αὐτῶν καὶ εἰς τὰ πέρατα τῆς οἰκουμένης τὰ ῥήματα αὐτῶν. ἐν τῷ ἡλίῳ ἔθετο τὸ σκήνωμα αὐτοῦ·
ولو نظرتم إلى النص السابق ستجدون أن النص استخدم كلمة (Tabernaculum) ,والتى تشبه كلمة (Tabernacle) التى تحدثنا عنها منذ قليل.
وطبعاً أنت لو رجعت إلى التفاسير المسيحية فستجدهم يعترفون بأن النص يقول أن الرب جعل للشمس خيمة، ولكنهم يحاولون التبرير بأن ذلك مجرد تعبير رمزي، مع العلم أنه لو كان نفس الشيء موجود فى كتب أصحاب الديانات الأخرى، فإن المسيحيين لن يسكتوا عنهم بل ستراهم يتمسكون بالحرفية ويســخرون من غيرهم (شغل نفـــاق).الخلاصة:
الرب فى الكتاب المقدس جعل للشمس خيمة ومسكن للسكنى، وهى تخرج منها مثل العريس الخارج من غرفته!
෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴
الأمر الثاني:
إذا رجعتم إلى النصوص السابقة فستجدون أن الكتاب المقدس يقول أن لا لا لا شيء يهرب من حر الشمس، وأنا أتسائل:
ماذا عن الأسماك التى تعيش فى أعماق البحار ولا تخرج إلى السطح ؟!
وماذا عن الديدان التى تعيش فى باطن الأرض بين التربة الرطبة ؟!
هل المخلوقات السابقة تشعر بحر الشمس وقت الصيف كما يزعم الكتاب المقدس ؟!
أنا سأترك لكم الإجابة...
෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴
والان ...تعالوا بنا ننتقل إلى الملحد لكى نتكلم عن معتقده ونتعرف على الطريقة التى يُدار بها عقل الملحد (هذا لو افترضنا أنه تطور وأصبح له عقل أصلاً)!
الملحد يزعم أنه إنسان محب للعلم متبع للعقل، ويزعم الملحدٌ أن الفيصل الرئيسي هو العلم.
ولكن يجب علينا أن نتوقف - قليلاً - عند النقطة السابقة ونقول:
العلم هو كيان متجدد باستمرار؛ فمن الممكن أن يتبنى العلماء بعض الأشياء ويتعاملون معها على أنها مسلمات لا سبيل للجدل فيها، ولكن بعض فترة يتبين للعلماء أن تلك الأشياء كان غير صحيحة، وأحياناً يتبنى العلماء بعض الأشياء الصحيحة علمياً، وبعد فترة ينتكس العلماءُ ويبدأون فى انتــقاد تلك الأشياء الصحيحة بالرغم من كونها صحيحة.
الخلاصة: هناك أشياء خاطئة، ولكن العلماء يتعاملون معها على أنها مسلمات حقيقية وهذا ما يُسمى بــالعلم الزائـف (Pseudoscience). وهناك أشياء صحيحة، ولكن العلماء قد ينتـقدونها ويتبنون أفكاراً أخرى خاطئة وهكذا..
وبالتالى من خلال كل ما سبق نستنتج الاتى:
الملحد يعتمد على أرضية غير مستقرة فهو يتبع العلم إتباعاً أعـمى حتى ولو كان غير صحيح.
وأنا أود أن أضـرب لكم مثالاً لكى تعلموا ضـحـالة فكر الملحد:
كان العلماء يؤمنون بأن الأحماض الأمينية والبروتينات هى السبب الأول والرئيسي فى توارث الصفات من جيل إلى جيل، وبدأ العلماء فى إعطاء التبريرات لمحاولة إثبات صحة كلامهم، ولكنهم بعد ذلك اكتشفوا أن الأحماض النووية DNA هى المسؤولة الأولى عن توارث الصفات وليس الأحماض الأمينية.
تخيلوا معي لو أن هناك ملحداً كان يعيش فى تلك الفترة، وكان هذا الملحد يتحـذلق علي المؤمنين ويتظاهر بأنه محب للعلم. من المؤكد أن ذلك الملحد حينها كان سيقول بأن توارث الصفات البشرية ينتج من الأحماض الأمينية.
طبعاً، بعد موت هذا الملحد، سيكتشف العلماء بأنهم كانوا على خطأ وأن الصواب هو أن DNA هو المسؤول الأول عن توارث الصفات البشرية وليس الأحماض الأمينية، وعندها سيأتى لك ملحد آخر ويتظاهر بأنه عالم وسيقول لك: إذا كنت لا تؤمن بأن DNA هو المسؤول عن توارث الصفات البشرية، فأنت جــــاهل وأحــمق!
وبالتالي من خلال ما سبق نستنتج الآتي:
ملحد الأمس يعتقد أنه عبقريُ زمانه ويظن أنه يستند إلى أرضية ثابتة غير قابلة للنقد. وملحد اليوم يتهم ملحد الأمس بأن جـــاهل وأحــمق . وملحد المستقبل سيتهم ملحد اليوم بأنه جــاهل وأحـمق، وهكذا.
وأنا سأعطيكم مثالاً آخر يتعلق بموضوع اليوم...
فى القرن الثانى الميلادي، كان العلماء يعتقدون أن الأرض هى مركز الكون وأن الشمس هى التى تدور حول الأرض، وقام العلماء بوضع الكثير من النماذج التى توضح شكل الأفلاك وحركاتها، ومن أهم تلك النماذج هو نموذج بطليموس الأسكندرية (Ptolemy of Alexandria). وظل الناس - ومن بينهم الملاحدة - على هذا الاعتقاد قروناً طويلة.[2]
وفى القرن 16 الميلادي، ظهرت توجهات أخرى بأن الشمس هى مركز الكون وأن الأرض هى التى تدور حولها [3] ، ومن أبرز علماء الفلك الذين نادوا بذلك هو العالم البولندى: (نيكولاس كوبرنيكوس Nicolaus Copernicus) مع العلم أن ذلك الشخص كان يُعتبر من أبرز علماء عصره فى الفلك وكان رياضياً وفيزيائياً وطبيباً .[4] وفى تلك الفترة , تم وضع نماذج ورسومات توضح مركزية الشمس وهى تُعرف باسم: (heliocentric models).[5]
ولقد تُوفى (نيكولاس كوبرنيكوس) فى عام 1543م .
وفى سنة 1583م , قام عالم الفلك الدنماركي (تايكو براهى Tycho Brahe) بوضع نموذج ومجسم اسمه: (النظام التيكونى Tychonic system)، وهذا النظام كان يتبنى فكرتين: الأولى هى أن الأرض هى المركز الثابت للكون وتدور حولها الشمس والقمر والفكرة الثانية هى أن بقية الكواكب تدور حول الشمس؛ أي أن ذلك النظام كان عبارة عن خليط بين نظام كوبرنيكوس والنظام البطليموسى.[6]
وفى عصرنا الحالي، ظهرت للعلماء توجهات أخرى وهى أن الشمس ليست هى مركز الكون.
تخيلوا معي كل هذه التوجهات التى تعطى أفكاراً مختلفة عن الكون، وتخيلوا الأزمنة والعصور المختلفة التى تبنت هذه التوجهات!!
طبعاً، كل واحد من الملاحدة الذين عاشوا فى أى من الأزمنة الأربعة كان يعتنق تلك التوجهات ويتعامل معها على أنها مسلمات ويتفاخر بأنه يتبناها ويزعم أنه مثقف زمانه!
وبالتالي نستنتج أن ملحد القرن الثاني الميلادي كان يتفاخر بأنه مثقف زمانه، وملحد القرن 16 يتهم ملحد القرن الثاني الميلادي بأنه جـــاهل وأحمق، وملحد القرن الــ 21 الميلادي يتهم الملاحدة قبله بأنهم جـــهلة وحــمقى، وملحد المستقبل سينظر إلى ملحد اليوم على أنه حـــمار، وهكذا.
أي أن الملحد لا لا لا توجد له أرضية ثابتة، لذلك أنا أتعجب عندما أرى بعض الملاحدة يســــخرون من القران الكريم ويحاولون أن ينتقدوه بناءً على معاييرهم.
෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴
وبالنسبة لشبهة (عين حمـــئة) ، فإن الدكتور/ هيثم طلعت قد تكلم عن تلك الشبهة ورد عليها باستفاضة وبأسلوب جميل، لذلك أنا لا أود أن أكرر نفس الكلام.
وهذه هى روابط بعض حلقات الدكتور/ هيثم طلعت التى ترد على تلك الشبهة:
෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴
لا تنسونا من صالح الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴
المراجع والحواشي:
[1] : راجع كتاب (العهد القديم العبرى - ترجمة بين السطور) | للمؤلفان / بولس الفغالي وأنطوان عوكر | الجامعة الأنطونية | صفحة 981
[2] : الموسوعة البريطانية | تحت عنوان : (Geocentric model) | وهذا هو رابط المقال:
https://www.britannica.com/science/geocentric-model
[3] : منتدى جمعية الفلك بالقطيف | وهذا هو الرابط :
[4] : المكتبة الأمريكية الوطنية للطب | وهذا هو الرابط :
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC1807100/
[5] : الموسوعة البريطانية | تحت عنوان : (Nicolaus Copernicus) | وهذا هو الرابط :
https://www.britannica.com/biography/Nicolaus-Copernicus
[6] : الموسوعة البريطانية | تحت عنوان : (Tychonic system) | وهذا هو الرابط :
https://www.britannica.com/science/Tychonic-system
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا