عنوان الحلقة : الرهبان .....وأزمة الصبيان "
----------------------------------------------
تنبيه هــام للمحترمين فقط :
ممـنوع كتابة أي شبهــات فى التعليقات أو شتـــائم , وأي شخص يخـــالف هذه التعليمات فسيتم حــذف تعليقه واتخاذ اجراءات صـــارمة ضــده ......وشكراً
---------------------------------------------
المــــقدمــــــة :
كثيراً ما نسمع المسيحيين يتفاخرون برهبانهم وسواحهم .....والكثير من المسيحيين يعقدون مقارنة بين شيوخ المسلمين ورهبانهم , وكثيراً ما يحاول المسيحيون تشـويه صورة شيوخ المسلمين , لذلك رأينا - في هذه الحلقة - أن نغوص في خفايا الماضي لنرسم صورة لأفعال رهبان المسيحية .......
-------------------------------------------
المـــوضـــوع :
1- أزمة الصبيان عند الرهبان :
عندما كنت أتجول بين صفحات كتب الرهبنة , فإنني لاحظت شيئاً غريباً جداً وهو أن الكثير من الرهبان ينفــرون من الصبيان ويرفضـون التعامل معهم أو النظر إليهم أو حتى استضافتهم وغير ذلك من الأمور ......بل الأمر وصل إلى حد اعتبار الصبيان عبارة عن فخ للشيطـــان , فمثلاً :
من ضمن تعاليم الأنبا أشعيا للمبتدئين ما يلي :
[ 18 - تجنب الصبيان : إياك أن تؤاخي غلاماً حديث السن ] [1]
أقوال بعض الاباء :
[ حيث يكون شرب النبيذ أو النظر إلى الصبيان فلا حاجة هناك إلى شيطان ]
يقول البار أشعيا بصدد الابتعاد عن العالم :
[.......ويرشقه إبليس بسهام النساء ونشاب الصبيان ......]
قال الأنبا أنطونيوس :
[ لا تتحدث مع صبي و لا تصادفه البتة ولا تعاشره بالجملة ولا ترهبنه بسرعة ......]
وقال أبو يحنس :
[ كل من اجتمع أو تكلم مع صبي فهو زان بفكره ]
وقيل أيضاً :
[ كن ملازماً للشيوخ الروحانيين , وتعلم سيرتهم وابعد عن الأحداث والصبيان ]
قال الانبا بيمن :
[ إن سكن إنسان مع شاب , فإنه فاعل خطية ؛ لأن معاشرة الشباب معصية فاحذرها ]
قال الأنبا باخوميوس :
[ لا تصادق صبياً .......]
قال الشيخ الروحاني :
[ المحبة المفرزة للصبيان هي زنــى سمج أمام الرب , ولا يوجد جبر لانكساره . شاب يصاحب شاباً , فليبك عليهما ذوو الأفراز . والشيخ الذي يحب صحبة الصبيان اعلم أن أوجـاعه انــجس من الصبيان النجــسيين وان كان يكلمهم بالأعاجيب ولكن قلبه بالحماة غارق ....]
قال شيخ :
[ لا تصادق صبياً ولا تخاطبه ولا تبعض إنساناً ]
وقال أيضاً :
[ إن فخ الشيطان بالنسبة للرهبان هم الصبيان أكثر من النساء ]
ملحوظة :
كلمة ( شيخ ) يقصد بها - هنا - رجل مسيحي كبير فى السن ,وغالباً ما تكون له خبرة بدينه .... وجاء هذا اللقب عشرات المرات فى الكتاب المقدس مثل :
رسالة بطرس الأولى - الأصحاح 5:
[ 1- اطلب الى الشيوخ الذين بينكم أنا الشيخ رفيقهم والشاهد لآلام المسيح وشريك المجد العتيد أن يعلن ]
------
التعــــليق على ما سبق :
كما رأيتم فإن الرهبان عندهم مشكلة مع الصبيان والشباب ؛ فهم يرفضون مجرد النظر إليهم أو التحدث معهم بل ويعتبرونهم فخاً للشيطان وأنجاساً .....
بعض الناس قد تقول أن الرهبان يفعلون ذلك ؛ لكي لا ينشغلوا بلعب الصبي أو خـفة عقـله , وأنا أرد عليهم وأقول :
كلمة طيبة تقولها لذلك الصبي لن تفقدك رهبانيتك ولن تجعلك شهوانياً ولن تفقدك الحكمة.....وقد يكون الصبي الصغير أكثر حكمةً من الشيخ الكبير ؛ فها هو الصبى يوحنا ينمو ويتقوى من الروح القدس ويمتلأ حكمةً وزهداً :
إنجيل لوقا - الأصحاح 1:
[ 80 أما الصبي فكان ينمو ويتقوى بالروح وكان في البراري إلى يوم ظهوره لاسرائيل ]
وإذا سألتموني عن رأيى الشخصي في سبب نفور الرهبان من الصبيان ؛ فإنني أري أنهم يخافون من الشــذوذ الجــنسي مع هؤلاء الصبيان بسبب شدة الشـبق الجـنسي المكبوت عند هؤلاء الرهبان .....
قد روى الترمذي (1919) عن أنس عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
( لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا ) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .
فالنبي محمد يحث المسلمين على العطف على الصغير ....
-------------------------------------------
2- الرائحة الكريهة :
الزهد في الحياة لا يشترط فيه أن تكون قـذراً ؛ فأنت قد تكون زاهداً ولكنك محافظ على نظافتك الشخصية , والزهد لا يتعـارض مع النظافة ........ ولكن بعض الرهبان قد يكون لديهم رأي اخر فى ذلك ؛ فالكثير من الرهبان كانوا يفضلون النتـن والقـذارة ويعتبرونها من الرهبنة والزهد , ومثال على ذلك :
الأنبا
أرسانيوس ( معلم أولاد الملوك ) هو واحد من القديسين المهمين عند
المسيحيين . وتقول الكتب المسيحية أن الانبا أرسانيوس ما كان يجدد ماء الخوص إلا مرة واحدة في السنة فكلما نقص الماء أضاف إليه قليلاً منه , وهكذا صارت له رائحة كـريهة جداً ونتـن لا يُطاق . وفي يوم من الأيام , زاره الأب مقاريوس الاسكندري فلما اشتم الرائحة قال له: "يا ابانا أرسانيوس لِم لا تغير هذا الماء لأنه قد أنتـن؟ فأجابه انبا أرسانيوس قائلاً: "الحق أني لا استطيع أن أطيقها. لكني أكلف نفسي باحتمال هذه الروائح الكـريهة وذلك عوض الروائح الزكية التي تلذذت بها في العالم".
وأنا - شخصياً - لا أعرف ما علاقة ذلك بذلك
-----------------------------------
3- الزوجة الثانية الصبية .....والراهب الشيخ :
هناك قديس مسيحي اسمه ( الانبا بولا البسيط ) وهو من أبرز القديسين عند المسيحيين , وهذا الرجل كانت له زوجة فماتت , فتزوج من فتاة صبية بالرغم من أنه كان شيخاًً كبيراً .....وفي يوم من الأيام , دخل منزله فوجد زوجته نائمة مع احد خدامه على الفراش , فقال الانبا بولا لزوجته : ( مبارك لك فيه أيتها المرأة , ومبارك له فيك , إذ اخترتيه دوني ]
ثم أخذ بردته عليه , ومضى هائماً على وجهه فى البرية الداخلية .....
نفهم من القصة السابقة ما يلي :
1- ذلك المسيحي تزوج من امرأة أخري بعد زوجته الأولي.
2- ذلك القديس المسيحي الكبير في السن تزوج من امرأة صغيرة فى السن .
3- ذلك القديس المسيحي لم يصدر أي ردة فعل تجاه زوجته التي تمارس الزنـا مع الخادم بل بارك لها وتركها ومضها تكمل عملها ...
وأنا أردت أن أعرض لكم النقاط الثلاثة السابقة ؛ لكي أرد على هؤلاء المسيحيين الذين يسخــرون من الإسلام.....
------------------------------------------
3- العُري :
الكثير من الرهبان يعتبرون العُري علامة على الزهد , وأنا سأضع لكم بعض القصص من حياة بعض الرهبان :
* لقى انبا جراسيموس امرأة في البرية عريــانة، فلما أبصرته توارت عنه، لكنه أراد أن يكلمها فتوارت خلف صخرة وكلمته، فقال لها: " كم لك في هذه البرية (من الزمان)؟ " , قالت : "خمسون سنة" .................
* قال الأنبا اشعيا :
[ لا تلبس ثوباً جديداً حتى تبلغ سن الكبر وتدخل فى الشيخوخة ]
تخيل معى أن ذلك الراهب ينصحك أن تظل معظم حياتك بثوب واحد حتى تبلغ سن الشيخوخة !!!
وقيل عن الأنبا اشعيا أنه أقام مدة من الزمان فى البرية وهو عريــان بلا ثوب , فأوحى الله إلى بعض الشيوخ أن يمضي إليه ويستر عـورته , فلما جاءه الشيخ أخبره بالأمر فقال : " أما يوجد في الدنيا عريان غيري "
وقال الأنبا افرام :
[ لأي شئ رفضت العالم أن كنت تطلب نباح العالم , للضيق دعاك الله الكلمة , فكيف تطلب نياحاً ؟ للعرى دعاك , فكيف تتزين برداء .....]
يأمر القديس أنطونيوس الكبير بالزهد فيقول :
[............ جوعوا , اعطشوا , اسهروا , تعرّوا , نوحوا , ابكوا , تنهدوا واحزنوا فى قلوبكم ......]
* وهناك موقف اخر عجيب حدث من الأنبا بيمن حيث أنه كان عنده خادم يخدمه .....وفي يوم من الأيام , مرض ابن الخادم فطلب الخادم من الأنبا بيمن أن يذهب معه إلى القرية ؛ لكي يصلى على ابنه المريض , فذهب الأنبا بيمن مع خادمه إلى القرية ولكن الخادم سبق الأنبا بيمن إلى القرية؛ لكي يخبر أهل القرية بمجيئه , فخرج أهل القرية للقاء الأنبا بيمن.....فأراد الانبا بيمن أن يخفى هويته عن أهل القرية المقبلين , فقام بنزع ثيابه وألقاها في النهر ووقف عريــــاناً يغسلها برجليه، فلما رآه الخادم هكذا، حزن ورجع وطلب من أهل القرية أن يرجعوا قائلاً بأن الشيخ قد تـاه، ولا يدري ما هو فيه.
وقال الخادمُ للأنبا بيمن بأن الناس تقول عنه أنه مجنــون الان , فرد الانبا بيمن وقال : ( هكذا أردت أن اسمع منهم )
وأنا - شخصياً - اتعجب من هذا الموقف ؛ لأنه كان من الممكن أن يتعامل مع الموقف بطريقة أخرى غير التعري والتظاهر بالجنون ......وهل الزهد يتطلب منك أن تبدو للناس بصورة المجنون ؟!
-------------------------------------------
4- النبيــذ:
كان هناك بعض الرهبان الذين يشربون النبيذ , ونعرض لكم بعض الأمثلة على ذلك :
قيل عن الأب مقاريوس : أنه كان قد جعل لنفسه قانوناً وهو أنه إذا قدم له أحد الأخوة نبيذاً كان لا يمتنع من شربه لكنه عوض كل قدح نبيذ يشربه كان يصوم عن شرب الماء يوماً
-------------------------------------------
5- تأديب الابن بلا شفقة :
يأمر القديس أنطونيوس فيقول :
[ .........أدّب ابنك بلا شفقة فدينونته عليك ................]
طبعاً , القديس أنطونيوس يطلب من المسيحيين أن يؤدبوا أولادهم حتي ولو كان ذلك بأسلوب خالٍ من الشفقة والرحمة.......وطبعاً , أنا أردت أن اقتبس هذه المقولة ؛ لكي أرد بها على المسيحيين الذين يتظاهرون بالرحمة المطلقة ويســخرون من المسلمين عندما يؤدبون أبناءهم أو ذويهم ......
------------------------------------------
6- عدم ملاقاة الوالدين والأقارب والبعد عنهم :
يقول القديس أنطونيوس الكبير :
[ ولا تبصر أبويك ولا أقرباءك الجسدانيين وإلا فأنت تقيم زماناً كله بلا ثمرة . لا تأكل مع امرأة ولا تصادق صبياً البتة .............]
أى دين هذا الذي يأمرك أتباعه بالبعد عن أمك وأبيك وتركهما وحدهما ؟!
مع العلم أن هذا القديس أنطونيوس الكبير يأمر بأن لا ينام قريبان على حصيرة واحدة وذلك في صفحة 29 من كتاب بستان الرهبنة ............., ولكن نفس الكتاب يحكى لنا أنه كان هناك أخوان راهبان ينامان بجانب بعضهما على نفس الحصيرة وذلك فى صفحة 41 , وهذا الموقف حصل مع مقاريوس .
-------------------------------------------
وفى النهاية, أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده , وإن كان من سهو أو زلل فمني ونرجو المسامحة عليه.
لا تنسونا من صالح دعائكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
__________________________
المراجع والحواشي :
[1] : كتاب ( بستان الرهبنة ) لاباء الكنيسة القبطية | قام بمراجعته وتنقيحه لجنة التحرير والنشر بمطرانية بني سويف والبهنسا .
[2] كتاب ( بستان الرهبان ) | إعداد الأنبا إبيفانيوس ( أسقف ورئيس دبر القديس الانبا مقار ببرية شيهيت )
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا