هل كذب النبي إبراهيم على قومه ؟!

مـقدمــة :

في يوم من الأيام , كنت على أحد منصات التواصل الإجتماعي , ووجدت تعليقاً لواحد من المسيحيين وهو يسخــر مما حكاه القرآن الكريم عن فعل النبي إبراهيم مع قومه حيث أن ذلك المسيحي يقول لك :

" يا مسلمين , لماذا قال نبيكم إبراهيم لقومه أن الصنم الأكبر هو من دمَّــر باقي الأصنام ؟! "

وطبعاً , السؤال السابق يتعلق بالآية القرآنية القائلة :

{ قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ (63) }

 وأحياناً , قد يســخر ذلك المسيحي من المعاريض.... لذلك نحن سنخصص هذه الحلقة للرد على ذلك المسيحي من كتبه .......

-----------------------------------

المــوضــوع :


يقول القمص / تادرس يعقوب ملطي في كتابه (  قاموس القديسيين - حرف أ  ) ما يلي :

[ أفركيوس أسقف هيروبولس القديس :  في إحدى اللیالي إذ كانت نفسه مرة للغایة بسبب انتشار الوثنیة، أخذ یبتهل إلى الله بدموع من أجل خلاص الكل، ولفرط حزنه وتعبه نام، فتراءى له ملاك الرب، وسلم إلیه عصا، وقال له: قم إلى هیكل الأوثان وحطّم ما به من أصنام، فلما استیقظ أدرك أنه إنما رأي رؤیا، فقام لساعته لیلاً وذهب إلى معبد الأوثان وصار یحطم الأصنام حتى ألقى بالكل على الأرض مهشماً. شعر الحراس بذلك فهرعوا إلیه لیروه یحطم أصنامهم فذهلوا من جسارته، أما هو فتظاهر بالجدیة، قائلاً: "لقد تخاصم الآلهة وتقاتلوا، وحطَّم بعضهم بعضاً" ....]

 



 


 

من خلال ما سبق , نلاحظ أن الملاك ظهر لأفركيوس وأمره بتحطيم أصنام الوثنيين . وبالفعل ذهب أفركيوس إلى معبد الـوثنيين وحـطَّم الأوثان هناك ......وعندما جاء الحراس ليقبضوا على أفريكيوس فإنه تهرب منهم وقال بأنه لم يفعل شيئاً في أصنام الآلهة بل الآلهة هي من تقــاتلت مع بعضها وحـطمت بعضها البعض ....

مع العلم أن أفركيوس هذا له مكانة كبيرة عند المسيحيين فهم ينسبون له فعل المعجزات والعجائب وإخراج الشيـاطين وغير ذلك ....

طبعاً , عندما يسمع المسيحي تلك الحكاية السابقة فإنه لن يعترض على ما فعله القديس أفركيوس بل سيمدحه وسيتفاخر به .......

وعلى الجانب الآخر , عندما يسمع المسيحي بما حكاه القرآن عن فعل النبي إبراهيم فإنه سيقول لك أن النبي إبراهيم كان كـذابـاً كما جاء في القرآن  ......

هذه هي تصرفات المسيحيين دائماً.......

*****

والآن , تعالوا بنا نعرف لماذا قال النبي إبراهيم ذلك

يقول سيد قطب في كتابه ( في ظلال القرآن ) ما يلي :

[ قوله سبحانه وتعالى:{ بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون }  هو من قبيل التهكـم والســخرية فلا يسمى كذباً , والتـهكم واضح في هذا الجواب السـاخر، إنما أراد أن يقول لهم: إن هذه التماثيل لا تدري من حطمها إن كنت أنا أم هذا الصنم الكبير الذي لا يملك مثلها حراكاً، فهي جماد لا إدراك لها أصلاً، وأنتم كذلك مثلها مسلوبو الإدراك لا تميزون بين الجائز والمستحيل فلا تعرفون إن كنت أنا الذي حطمها أم أن هذا التمثال هو الذي حطمها { فاسألوهم إن كانوا ينطقون }  ]


أنت لو نظرت إلى الآية القرآنية فستجد أن النبي إبراهيم لم يقل لهم ذلك على سبيل الكـذب بل قال لهم ذلك على سبيل التهكـم والسخـرية من عبادتهم لأصنام لا تتحرك أصلاً .

----------------------------------------

وفي النهاية , أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده, وإن كان من سهو أو زلــل فمني ونرجو المسامحة عليه.

لا تنسونا من صالح الدعاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 👋👋👋

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا