هل ( الذكر ) المذكور في اية { إنَّا نحن نزَّلنا الذكر وإنا له لحافظون } المقصود بها التوراة ؟!


هل ( الذكر ) المذكور في الآية { إنَّا نحن نزلنا الذكر وإنَّا له لحافظون } هو القرآن الكريم أم التوراة ؟!

-----------------------------------
الإجابة علي هذه الشبهة وبالله التوفيق:

الذكر المذكور في الآية السابقة هو القرآن الكريم وليس التوراة ؛ لأن الآية تذكر لنا أن ذلك الذكر تم تنزيله ( نحن نزَّلنا ) ، ومن المعروف أن القرآن الكريم تم إنزاله إلى السماء الدنيا ثم تنزيله على النبي محمد علي مدار ٢٣ سنة....، لكن التوراة تم إنزالها ككتلة واحدة إلى النبي موسى عليه السلام أي أن التوراة أنزلت ولكنها لم تُنزَّل ....لذلك سنلاحظ أن القرآن الكريم يستخدم - غالباً - لفظي ( أنزل ) و ( نزَّل ) مع القرآن الكريم ، ولكن القرآن الكريم يستخدم لفظ ( أنزل ) مع التوراة والإنجيل ....لذلك يقول الله تعالي :

{نزَّل عليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل} (آل عمران:3).

وهناك فرق بين فعلي ( أنزل ) و ( نزَّل ) ؛ ففعل ( أنزل ) لا يشير - غالباً - إلي تكرار الفعل, وهذا بخلاف فعل ( نزَّل ) الذي يفيد تكرار الفعل حيث أن ايات القران الكريم كانت تنزل علي النبي محمد كل فترة وفترة , وهذا بخلاف التوراة والانجيل الذان نزلا دفعةً واحدةً .

وهذا يدل على أن الذكر المقصود به في الآية هو القرآن الكريم وليس التوراة .

وهناك شئ آخر : 

بعض أعداء الإسلام يقتطعون الآية من سياقها ؛ لأن الآية تقول :

{ وقالوا يا أيها الذي نُزِّل عليه الذكر إنك لـمجنون * لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين * ما نُنزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذن مُنظرين * إنا نحن نزَّلنا الذكر وإنَّا له لحافظون }

⁦☝️⁩لاحظوا - هنا - أن الآيات تذكر لنا معـاداة الكفار للنبي محمد لدرجة أنهم قالوا له ( يا صاحب الذكر إنك مجــنــون ) ثم قال القرآن الكريم بعدها : ( إننا نحن من نزلنا ذلك الذكر الذي تتكلمون عنه أيها الكفار ونحن سنتكفل بحفظه .....) أي الآيات تتكلم عن القرآن الكريم وليس عن التوراة ....

------------

الأمر الآخر : القرآن الكريم ذكر لنا في مواضع كثيرة أن اليهود حرفوا التوراة حيث يقول الله تعالي :

{ يحرفون الكلم عن مواضعه } ،

وقال الله تعالي :

{ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ (79) }

وهناك آيات أخري كثيرة تبين تـــحريف اليهود للتوراة ، إذن المقصود من كلمة الذكر في تلك الآيات هو القرآن الكريم وليس التوراة....

مع العلم أن كلمة الذكر قد تطلق على القرآن الكريم أو التوراة أو غيرها من الكتب السماوية ، ولكن الآية ( إنَّا نحن نزَّلنا الذكر وإنَّا له لحافظون ) كانت تقصد - هنا - القرآن الكريم وليس التوراة في هذا الموضع....

--------------------

النقطة الثانية :

بعض أعداء الإسلام يستشهدون بقول النبي محمد: ( ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ) ويتسائل أعداء الإسلام ويقولون : أين هو الـــ ( مثله معه ) ...؟!

وأنا أرد عليهم وأقول :

النبي محمد قد أُوتي القرآن الكريم وأُوتي - أيضاً - السنة النبوية الشريفة الصحيحة وكلاهما وحي من الله تعالي ....

وكلمة ( مثل ) لا يشترط فيها المطابقة دائماً ، بل قد يكتفي فيها بالمشابهة ، فمثلاً :

نحن نقول : الجندي مثل الأسد ....

نحن هنا نشبه الجندي بالأسد ولكننا لا نطابقه بالأسد .....

لذلك السنة النبوية تشبه القرآن الكريم من حيث كونها وحياً ولكنها تكمن في المقام الثاني بعد القرآن الكريم ؛ لأن كلمة ( مثل ) لا تشترط المطابقة دائماً كما قلنا ...

-------------------------------------------------------------

وفي النهاية , أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده, وإن كان من ســهو أو زلــل فمني ونرجو المسامحة عليه.

لا تنسونا من صالح الدعاء .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا