ملخص الشبهة :
في يوم من الأيام , سألني خادمٌ من خدَّام الكنيسة سؤالاً فيه استهــزاء بالإسلام , وكان سؤاله عبارة عن التالي :
[ يا مسلمين , لماذا يقسم الرب عندكم ببعض مخلوقاته بالرغم من أنه نهى المسلمين عن الحلف بغيره ....هل ربكم متناقض ؟! ]
والآن , حان الوقت ؛ لكي نرد على هذه الشبهة المنتشرة بين المسيحيين...
---------------------------------------------------------------------
الرد على الشبهة وبالله التوفيق🌹🌹🌹
أولاً , نحن سنرد على المسيحيين من كتبهم :
عندما نفتح الكتاب المقدس , فإننا سنجد أن إله اليهود والمسيحيين قد نهى عباده عن الحلف بغيره ...فمثلاً :
يقول الكتاب المقدس ما يلي 👇
● سفر التثنية - الأصحاح 6 :
13- الرب إلهك تتقي وإياه تعبد وباسمه تحلف
● سفر التثنية - الأصحاح 10:
20 - الرب إلهك تتقي إياه تعبد وبه تلتصق وباسمه تحلف (ترجمة الفاندايك)
● سفر التثنية - الأصحاح 10:
20- إتق الرب إلهك يا شعب إسرائيل ولا تعبد سواه وتمسك به ولا تحلف إلا باسمه (الترجمة العربية المشتركة)
وبالرغم من أن الرب - في الكتاب المقدس - قد نهى عن الحلف بغيره إلا أن الرب نفسه قد حلف بأحد مخلوقاته ....، فمثلاً :
سفر عاموس - الأصحاح 8 :
7- قَدْ أَقْسَمَ الرَّبُّ بِفَخْرِ يَعْقُوبَ: «إِنِّي لَنْ أَنْسَى إِلَى الأَبَدِ جَمِيعَ أَعْمَالِهِمْ." (ترجمة الفاندايك)
والنص السابق موجود في الترجمة الكاثوليكية هكذا :
[ أقسم الرب بفخر يعقوب: لا أنسى عملاً من أعمالهم للأبد ]
وموجود في الترجمة العربية المشتركة هكذا :
[ بجاه يعقوب أقسم الرب: " لا أنسى عملاً من أعمالهم إلى الأبد " ]
وموجود في ترجمة الحياة هكذا :
[ قد أقسم الرب بعزة يعقوب قائلاً : «لن أنسى شيئاً من مساوئهم»
من خلال ما سبق , نلاحظ أن الرب لم يقسم بنفسه - هنا - بل أقسم بعظمة وجاه يعقوب.
ومن الجدير بالذكر أن كلمة ( يعقوب ) قد تُطلق على يعقوب بن إسحاق وقد تطلق على شعب بني إسرائيل أي أن الرب - في النص السابق - ربما يكون قد أقسم بيعقوب بن إسحاق وربما يكون قد أقسم بشعب بني إسرائيل. وفي كلتا الحالتين , فإنه قد أقسم بمخلوقاته بالرغم من أنه نهى على الحلف بهم .
وتعالوا بنا نأخذ بعض التفاسير المسيحية التي تؤكد كلامي :
وسنبدأ باقتباس مهم جداً من كلام الدكتور / دافيد ألان هوبارد , وهو عميد كلية اللاهوت بباسادنيا بكاليفورنيا .....
يقول الدكتور / دافيد ألان هوبارد في كتاب ( التفسير الحديث للكتاب المقدس | العهد القديم | سفرا يوئيل وعاموس | صفحة 170 ) ما يلي :
[ صيغة القسم التي أقسم فيها الرب ليس بقداسته ( 4 : 2 ) , ولا بنفسه ( 6 : 8 ) بل "بفخر يعقوب" ( الآية 7 ) وهي عبارة من الأفصل فهمها على أنها سـخرية مفرطة استخدم فيها الرب إصرار إسرائيل على غطـرستهم الفظيعة ( انظر 6 : 8 ) كمقياس لثباته في حفظ مواعيده الخاصة بالدينونة . ]
مع العلم أن الكتاب السابق ( التفسير الحديث للكتاب المقدس ) قد شارك - أيضاً - في تحريره كلاً من :
1- القس / منيس عبد النور.
2- الدكتور القس / مكرم نجيب.
3- القس / باقي صدقة.
4- الدكتور القس / أنور زكي .
*****
تعالوا بنا نأخذ تفسير آخر لنص عاموس ( 8 : 7 ) ...........
يقول القمص / تادرس يعقوب ملطي في تفسيره للنص ما يلي :
[ مع كل ما صنعه إسرائيل من الظلم والآثام حتى أقسم الرب أنه لن ينسى جميع أعمالهم الشرِّيرة هذه، أي لا يصفح بعد، لكنه لا يزال يحمل لهم معزَّة خاصة إذا يقول: "أقسم الرب بفخر يعقوب"... إننا أولاده، يفتخر بنا، ويشتهي خلاصنا بالرغم مما صنعناه وما أسأنا به إليه. ]
من خلال ما سبق , نلاحظ أن الرب يفتخر بأولاده أي أن الرب في النص السابق قد أقسم بأولاده وبفخرهم وعزتهم.
*****
تعالوا بنا نأخذ تفسير آخر لنص عاموس ( 8 : 7 ) ........
يقول القس / صموئيل مكسيموس في كتابه ( تفسير سفر عاموس ) ما يلي :
[ ما زال الله يفتخر بأولاده حتى في ساعة عقوبتهم والحكم عليهم إذ يقول أقسم الرب بفخر يعقوب ]
من خلال ما سبق , نجد أن المقصود من عبارة (فخر يعقوب) هو أن الرب يفتخر بأولاده, وبالتالي نستنتج أن الرب كان يقسم بفخر وعزة أولاده وليس بنفسه .
*****
تعالوا بنا تأخذ مثالاً آخر :
يقول الدكتور القس / جون ماك آرثر في كتابه (تفسير الكتاب المقدس | صفحة 1397) ما يلي
[ بفخر يعقوب : يقيناً امتلأت الأمة كبرياءً, ويقيناً لن ينسى الرب أعمالها ( رج 6 : 8 ).]
وبالتالي من خلال ما سبق , يتضح أن المقصود بفخر يعقوب هو كبرياء بني إسرائيل وغطرستهم التي أفسدتهم وأبعدتهم عن الرب .......أي أن الرب كان يقسم بكبرياء بني إسرائيل وغطرستهم وليس بنفسه.
الخلاصة :
إله اليهود والمسيحيين كان يحلف ببعض مخلوقاته , ومع ذلك لم يعترض عليه أحد من اليهود أو المسيحيين .
------------------
⤶ ردود المسيحيين والرد على ردودهم :
1- بعض الكهنة المسيحيين - مثل أنطونيوس فكري - اعترضوا على التفسير السابق وقالوا بأن المقصود من عبارة ( أقسم الرب بفخر يعقوب ) هو أن الرب كان يقسم بنفسه وليس بيعقوب ؛ لأن فخر يعقوب هو الله .......
وأنا أرد عليهم وأقول :
أولاً :
أنتم تتهربون من المعنى الصريح للنص وتقومون بتأويل النص تأويلاً بعيداً؛ لكي تحرفوا معناه.
ثانياً :
لو كان كلامكم صحيحاً , إذن - بحسب كلامكم - يجوز لليهودي أن يحلف بفخر النبي إبراهيم بحجة أن فخر النبي إبراهيم هو الله وبحجة أن النبي إبراهيم كان يفتخر بالله. ويجوز لليهودي - أيضاً - أن يحلف بفخر النبي موسى بحجة أن فخر النبي موسى هو الله. ويجوز لليهودي - أيضاً - أن يحلف بفخر نفسه وبفخر بني شعبه بحجة أن فخره وفخر بني شعبه يعني الله . وبالتالي سيحلف أي شخص بأي شئ بحجة أن ذلك الشئ هو من الله.
*****
2- بعض الكهنة المسيحيين قاموا بالاستشهاد ببعض النصوص من الكتاب المقدس؛ لكي يحاولوا إثبات أن المقصود من عبارة ( فخر يعقوب ) هو الله . فمثلاً, بعض الكهنة يستشهدون بالنصوص التالية :
*سفر التثنية - الأصحاح 10:
21- هو فخرك وهو إلهك الذي صنع معك تلك العظائم والمخاوف التي أبصرتها عيناك
*سفر صموئيل الأول - الأصحاح 15:
29- وأيضاً نصيح إسرائيل لا يكذب ولا يندم؛ لأنه ليس إنساناً ليندم
*سفر المزامير - الأصحاح 89:
17- لأنك أنت فخر قوتهم وبرضاك ينتصب قرننا.
وأنا أرد عليهم وأقول :
أولاً :
نصوصكم واستشهاداتكم هذه لا لا لا تدل على أن المقصود من فخر يعقوب هو الله؛ لأن كاتب سفر عاموس قد وضَّح لنا ما هو المقصود بفخر يعقوب, فمثلاً :
ورد في نفس السفر- سفر (عاموس 6 : 8) ما يلي :
سفر عاموس - الأصحاح 6 :
8- قد أقسم السيد الرب بنفسه يقول الرب إله الجنود أني أكره عظمة يعقوب وأبغض قصوره فأسلّم المدينة وملأها
لاحظوا أن الكتاب المقدس ذكر - هنا - أن الرب يكره عظمة يعقوب . وعندما نرجع للنص العبري , فسنجد أن العبارة المستخدمة هي : (גְּא֣וֹן יַֽעֲקֹ֔ב) , وهي نفس العبارة التي اسُتخدمت في (عاموس 8 : 7) ..... أي أن المقصود من فخر يعقوب في (عاموس 8: 7) هو كبرياء بني إسرائيل وغطرستهم وتباهيهم بقلاعهم وحصونهم .
وأيضاً, ليس من المعقول أن نقول أن المقصود بفخر يعقوب هو الله؛ لأنه لو كان فخر يعقوب هو الله, إذن سيصبح معنى النص في (عاموس 6: 8) أن الله يكره نفسه .
مع العلم بأن المترجمين المسيحيين يتلاعبون في الترجمة العربية للسفر؛ فمرة يكتبون (فخر يعقوب) ومرة يكتبون (عظمة يعقوب) .
والغريب في الأمر هو أن القمص / أنطونيوس فكري يخبرنا بأن المقصود من عبارة (فخر يعقوب) في (عاموس 6 : 8) هو كبرياء يعقوب حيث يقول :
[ أني أكره عظمة يعقوب = أي كبرياء يعقوب فالكبرياء عمل الشيـاطين. والله يقسم أن يُسلِّم هؤلاء المتكبرين، وحين يقسم الله فالأمر خطير. والله وصل لأن يكره قصورهم = لأنها مملوءة ظلمًا. ولأنهم يفتخرون بها. وبسببها يزداد كبرياءهم ]
وأنا أريد أن أوجه سؤالاً للقمص / أنطونيوس فكري :
لماذا - أيها القمص - زعمت بأن المقصود من فخر يعقوب في عاموس (8 : 7) هو الله .......... في حين أنك زعمت أن المقصود من فخر يعقوب في عاموس ( 6 : 8 ) هو كبرياء يعقوب الشيطــانية الناتجة من فخرهم بقصورهم....؟!
هل علمتم - الآن - بأن المسيحيين يفسرون النصوص على هواهم ؟!
ثانياً :
ليس من المعقول أن نقول أن المقصود من عبارة (فخر يعقوب) هو الله نفسه ؛ لأن سفر عاموس يخبرنا بأن شعب بني إسرائيل كانوا قد عصوا الله وتخلوا عنه بل إنهم كرهوا مجرد ذكر اسم الرب . والدليل على ذلك هو من السفر نفسه :
سفر عاموس - الأصحاح 6 :
10- "وَإِذَا حَمَلَ أَحَدًا عَمُّهُ وَمُحْرِقُهُ لِيُخْرِجَ الْعِظَامَ مِنَ الْبَيْتِ، وَقَالَ لِمَنْ هُوَ فِي جَوَانِبِ الْبَيْتِ: «أَعِنْدَكَ بَعْدُ؟» يَقُولُ: «لَيْسَ بَعْدُ». فَيَقُولُ: «اسْكُتْ، فَإِنَّهُ لاَ يُذْكَرُ اسْمُ الرَّبِّ»."
ويقول القمص / تادرس يعقوب ملطي في تفسيره للنص السابق ما يلي :
[وقد قدَّم صورة مرَّة لحالهم، فإن العَمْ يحمل جثمان ابنة أخيه، مع أن المتوقَّع أن الإنسان يحمل جثمان أبيه وعمُّه، ويقدِّم حريقًا للميِّت تكريمًا له (إر 34: 5؛ 2 أي 16: 14؛ 21: 19)، وإذ يسأل عمن في البيت فيجد أن الكل قد مات، حتى تحنق القلوب على الرب (أم 19: 3) ولا تذكر اسمه.]
أي أن شعب بني إسرائيل سيكرهون الرب لدرجة أنهم لن يذكروا اسمه ......
ويقول القمص / أنطونيوس فكري في تفسيره لنفس النص ما يلي :
[ وحامل الجثة يسأل أعندك بعد؟ أي هل عندك أحد حي بعد. يقول ليس بعد.. اسكت فأنه لا يذكر اسم الرب وفي ترجمة أخرى "لا نجرؤ أن نذكر اسم الرب" كأنهم لا يريدون أن يذكروا أمام الرب أن هناك أحياء باقين حتى لا يلتفت لهم الرب ويميتهم. أي جــهل هذا!! أما كان أسهل أن نتصالح مع الله عوضًا عن أن ندخل مع الله في خصومة. وفي (11) الله سيهدم كل البيوت كبيرة أو صغيرة.]
من خلال ما سبق , يتضح أن بني إسرائيل كرهوا ذكر اسم الرب .... وبالتالي ليس من المعقول أن نقول أن فخر يعقوب يقصد به الله.
ثالثاً :
بالنسبة للثلاثة النصوص التي استشهد بها المسيحيون وهي ( التثنية 10 : 21) + (صموئيل الأول 15 : 29) + (المزامير 89: 17) :
👆 عندما نرجع للنص العبرى الأصلي , فسنجد أن الكلمات العبرية المستخدمة هي كالتالي : (תְהִלָּתְךָ֖) + (נֵ֣צַח) + (תִפְאֶ֣רֶת) , وهذه الكلمات الثلاثة لا تشبه الكلمة العبرية (בִּגְא֣וֹן) التي استخدمت في (عاموس 8: 7). وبالتالي من الصعب الاستشهاد بالثلاثة النصوص السابقة .
رابعاً:
لقد سألت الحاخام اليهـودي / آري شافات عن معني عبارة (فخر يعقوب) المذكورة في (عاموس 8: 7) , فأجاب وقال بأن المقصود هو أن الرب يقسم بقصور بني إسرائيل التي كانت سبباً في غطرستهم وبعدهم عن الرب .
ملحوظة :
كلمة (يعقوب) المذكورة في (عاموس 8: 7) يقصد بها شعب بني إسرائيل , وهذا يتبين من خلال السفر نفسه الذي يقول :
سفر عاموس - الأصحاح 7 :
5- فقلت: أيها السيد الرب توقف! كيف يقوم لبني يعقوب قائمة؟ فهم شعب صغير (الترجمة العربية المشتركة)
خامساً :
هناك مواضع كثيرة في الكتاب المقدس تشير إلى أن بني إسرائيل كان لهم فخر بأشياء كثيرة غير الله ....فلماذا لم يضعها هؤلاء المسيحيون في الحسبان ؟!
فمثلاً:
الكتاب المقدس يذكر لنا أن الهيكل كان فخراً لبني إسرائيل :
سفر حزقيال - الأصحاح 24 :
21 - كلم بيت إسرائيل هكذا قال السيد الرب : هانذا منـجس مقدسي فخر عزكم شهوة أعينكم ولذّة نفوسكم , وأبناؤكم وبناتكم الذين خلّفتم يسقطون بالسيـف.
من خلال النص السابق نلاحظ أن الهيكل كان فخراً - أيضاً - لبني إسرائيل أو ليعقوب , بالإضافة إلى أنه لا لا لا يصح أن نقول أن الرب هو فخر عزهم في النص؛ لأنه النص يقول أن الرب سينجـس هذا الفخر ....فهل الرب ينــجس نفسه ؟!
يقول القمص أنطونيوس فكري في تفسير النص السابق :
[ وكان الجواب هانذأ منجس مقدسى = أي قد حكمت على هيكلى بالخراب وبأن تدوسه الأمم. والهيكل هو بالنسبة لكم فخر عزكم شهوة عيونكم حتى بعد ما خرب هذا الهيكل، وقام هيكل بدلًا منه، ظل التلاميذ يفتخرون بهيكلهم (مت 24: 1) مع العلم بأن الهيكل الأول الذي دمر في هجوم بابل أعظم كثيرًا من الثاني الذي كان التلاميذ يفتخرون به أمام المسيح. ]
ولو ذهبنا إلى سفر إرميا , فسنجد أن الرب يفـسد كبرياء يهوذا وأورشليم .......
------------
مثال آخر :
سفر إرميا 13 :
9- "«هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هكَذَا أُفْسِدُ كِبْرِيَاءَ يَهُوذَا، وَكِبْرِيَاءَ أُورُشَلِيمَ الْعَظِيمَةِ."
مع العلم أن النص العبري استخدم نفسر الكلمة الواردة في سفر عاموس (8 : 7) وهي :
(גְּא֧וֹן יְהוּדָ֛ה וְאֶת־גְּא֥וֹן יְרוּשָׁלִַ֖ם)
فلو كان المقصود من عبارة (فخر يعقوب) في عاموس (8: 7) هو الله , إذن حسب كلام المسيحيين فإن الرب سيفسد نفسه حسب ما جاء في إرميا (13 :9) ....وبالتالي لا يصح أن نقول أن المقصود بفخر يعقوب هو الله.
-----------
مثال آخر :
سفر الأمثال يخبرنا بأن فخر البنين هو آباؤهم , وبالتالي , لماذا لم تقولوا بأن المقصود من عبارة (فخر يعقوب) هو آباء بني إسرائيل مثل إبراهيم وإسحاق .... ؟!
سفر الأمثال - الأصحاح 17:
6- تاج الشيوخ بنو البنين وفخر البنين آباؤهم
-----------
مثال آخر:
سفر المزامير - الأصحاح 47:
4 - يختار لنا نصيبنا , فخرَ يعقوب الذي أحبه سلاه
نلاحظ أن النص السابق يتحدث عن فخر يعقوب , وعندما نرجع إلى التفاسير اليهودية فسنجد أن المقصود من عبارة ( فخر يعقوب ) هو جبال أرض إسرائيل.
---------
مثال آخر :
سفر أشعياء: 4:
2- في ذلك اليوم يكون غصن الرب بهاء ومجداً وثمر الارض فخراً وزينة للناجين من إسـرائيل.
من خلال النص السابق , نلاحظ أن ثمر الارض سيكون فخراً لبني إسرائيل.
------------
مثال آخر :
الأمثال 19:
11- تعقل الانسان يبطئ غضبه وفخره الصفح عن معصية
من خلال النص السابق , نجد أن الصفح هو فخر للإنسان.
--------------
مثال آخر :
الأمثال 20:
29 - فخر الشبان قوتهم وبهاء الشيوخ الشيب
من خلال النص السابق , نجد ان قوة الشباب هي فخر لهم
---------
مثال آخر :
حزقيال 24 :
25- وأنت يا ابن آدم أفلا يكون في يوم آخذ عنهم عزّهم سرور فخرهم شهوة عيونهم ورفعة نفسهم ابناءهم وبناتهم
لو كان فخر بني إسـرائيل هو الله فقط كما يزعم المسيحيون , إذن - حسب النص السابق - فإن الرب سيأخذ نفسه. وطبعاً , هذا لا يقبله أي عاقل لذلك فإن عبارة (فخر بني إسـرائيل) ليس معناها الله دائماً.
------------
مثال آخر :
دانيال 2:
37- أنت أيها الملك ملك ملوك؛ لأن إله السموات أعطاك مملكة واقتداراً وسلطاناً وفخراً
لو كان المقصود بالفخر هو الرب , فهل الرب سيعطي نفسه ؟!
-----------------------------------
والآن , نحن أثبتنا لكم أن الرب في الكتاب المقدس كان يقسم بكبرياء وغـطرسة بني إسرائيل بالرغم من أنه نهى عن الحلف بغيره.
بعض المسيحيين قد يقولون أن يسوع في العهد الجديد قد نهي عن الحلف في إنجيل (متى 5 : 37)
وأنا أرد عليهم وأقول :
ما ورد في إنجيل متي 5: 37 يتناقض مع ما جاء في كتاب الديداخي (تعاليم الرسل) حيث أن كتاب الديداخي يأمر المسيحيين بأن لا يحنثوا . والحنث معناه الرجوع في القسم . وبالتالي فإن كتاب الديداخي يأمر المسيحيين بأن يلتزموا بقسمهم إذا أقسموا , وهذا يدل على جواز القسم حسب ما جاء في الديداخي (راجع الديداخي 2 - النقطة رقم 3 | صفحة 159)
--------------------
والآن تعالوا بنا نرد على الشبهة السابقة إسلامياً :
الله عندما يقسم بشئ في القرآن الكريم , فإن ذلك يكون تحت عدة أسباب منها :
1- تأكيد المعنى.
2- إبراز أهمية المقسم به .
3- مجئ السياق القرآني مطابقاً لعادة العرب في كلامهم.
ملحوظة :
من الخطأ ومن المغالطة أن نطبق تعاليم الإله على نفسه... فمثلاً :
أنا أجد الكثير من الملاحدة والمسيحيين يقولون لماذا الإله أمر البشر بالفعل كذا في حين أنه لم يطبقه على نفسه.....
وطبعاً , ما سبق هو مغالطة كبيرة ؛ لأن طبيعة الإله تختلف عن طبيعة البشر , وبالتالي لا يجوز لنا أن نطالب الإله بتطبيق تشريعاته على نفسه ....فمثلاً :
الله نهى الغني عن التعالي على الفقير وبالرغم من ذلك فإن الله الغني يتعالى على مخلوقاته الفقراء إليه ....وهذا المثل قد ورد في القرآن الكريم وفي كتب اليهود والمسيحيين فمثلاً:
الأمثال 6:
16- هذه الستة يبغضها الرب وسبعة هي مكرهة نفسه
17- عيون متعالية لسان كـاذب أيد سـافكة دمـاً بريئاً
من خلال النص السابق , نجد أن الرب يكره العيون المتعـالية , ولكن الرب نفسه هو كائن متعالِ حسب نصوص الكتاب المقدس :
المزامير 47:
9- شرفاء الشعوب اجتمعوا شعب إله ابراهيم لأن لله مجان الأرض هو متعال جداً
المزامير 92:
8- أما أنت يا رب فمتعال إلى الأبد
نحميا: 9:
5- وقال اللاويون يشوع وقدميئيل وباني وحشبنيا وشربيا وهوديا وشبنيا وفتحيا قوموا باركوا الرب إلهكم من الازل إلى الأبد وليتبارك اسم جلالك المتعالي على كل بركة وتسبيح
الخلاصة :
لا ينبغي أن تحاكم الإله بناءً على المقاييس البشرية أو التشريعات التي تلائم البشر فقط .
---------------------------------------------
وفي النهاية , أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده , وإن كان من سهو أو زلـل فمني ونرجو المسامحة عليه .
لا تنسونا من صالح الدعاء .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا