خرافة سبت النور

عنوان الحلقة : (خرافة سبت النور | الجزء الثاني )

--------------------------------------

المقدمة :

الكثير من المسيحيين يؤمنون بخرافة سبت النور ويؤمنون بأن هناك ناراً مقدسة تنزل من السماء فتشعل الشمعة , لذلك فإننا أردنا في هذا المنشور أن نسلط الضوء على بعض الإشاعات التي تنتشر بكثيرة بين المسيحيين .....

مع العلم أننا سنخصص منشور آخر بإذن الله تعالى؛ لإستكمال دحـض تلك الشائعات المـزيفة.

-------------------------------------

المــوضوع :

1- خـرافة خروج النار من العمود :

من ضمن الخـرافات المنتشرة بين المسيحيين هي خــرافة خروج النار من العمود الأوسط حيث أنهم يزعمون أن العمود الأوسط الخارجي للكنيسة تصدع وخرجت منه نار وأشعلت الشموع ...

وطبعاً , هذه كلها خرافات لا تثبت أمام العقل والمنطق والتاريخ , وأنا سأثبت لكم ذلك :

المسيحيون يزعمون أن النار المقدسة لا تحرق وليس لها حرارة مؤذية , ولكن عندما ننظر لصورة العمود فإننا سنجد أن العمود به شق متفحم أسود بسبب الحرارة....فهل من المعقول أن تكون النار المقدسة لا تحرق وفي نفس الوقت تجعل العمود أسود متفحم ؟!

وهناك أمر آخر مهم وهو : إذا كان خروج النار المقدسة من العمود قد جعله أسود متفحم , فهل سنجد نفس تلك العلامة في سقف مقبرة المسيح من الداخل أو على حجر الرخام الذي يغطي قبره علماً بأن المسيحيين يزعمون بأن النار تخرج من كليهما في حفل سبت النور؟! 

الإجابة : بالطبع لا.

بل المضحك فعلاً هو أنهم يزعمون أن النار خرجت من ذلك العمود الأوسط المتصدع , لكن في الحقيقة لو نظرت إلى الأعمدة المقابلة له فإنك ستجد أن الأعمدة المقابلة لونها أسود ومتفحمة أيضاً مما يؤكد أنه تم إحراق تلك الأعمدة أيضاً ولم تخرج النار المقدسة من العمود الأوسط فقط كما يزعم المسيحيون.

بالإضافة إلى أنه يوجد شرخان - أيضاً - على يمين ويسار العمود الأوسط , وكلا الشرخان ليس بهما سواد ....فلماذا لم تخرج النار منهما وتسود الشرخان مثلما فعلت في العمود الأوسط ؟! 





وهناك أمر آخر مهم  وهو : الكثير من المواقع المسيحية تتناقل فيما بينهم قصصاً خرافية عن خروج النار المقدسة من العمود , ولكن الغريب في الموضوع هو أنهم يتناقلون الخبر بدون البحث عن مصدر الخبر أو التأكد من مصداقيته أصلاً لذلك ستجد أن الكثير من تلك المواقع المسيحية  تتحدث عن جماعة الأرمن الأغنياء الذين جاءوا إلى السلطان العثمانى وإلى حاكم مدينة القدس والتي حدثت بسببهم معجزة خروج النار المقدسة من العمود .....وستجد تلك المواقع المسيحية تتناقل قصة تنصر الجندى (عُمر) وقصة المؤذن المسلم التي آمن بالمسيحيية بسبب تلك المعجزة وقصة مشاهدة صلاح الدين الأيوبي لتلك للنار المقدسة وقصة أحد أبناء محمد على الذي شاهد النار المقدسة وغيرها من القصص الخـزعبلاتية.....

طبعاً , كل تلك القصص السابقة ستجدونها مذكورة على المواقع المسيحية . وكل تلك المواقع المسيحية تنقل من بعضها نقل المسطرة .ولكن الغريب في الأمر هو أن تلك المواقع المسيحية لا تضع لك مصدر المعلومة ولا تضع لك عناوين كتب تاريخية موثوقة تذكر الحدث بل إنهم فقط يكتفون بوضع روابط لمواقع مسيحية أخري وعندما تذهب لتلك المواقع المسيحية الأخري فإنك ستجد أنها تعطيك روابط لمواقع مسيحية أخرى وهكذا.... أى أن الامر أشبه ما يكون بالشائعات والأكـاذيب المتداولة .

المشكلة هي أن القصة بأكملها مخترعة مثلما تم اختراع غيرها من القصص مثل قصة نقل جبل المقطم وقصة معجزات البابا كيرولس وغيرها....

بالإضافة إلى أن المسيحيين يظنون أن تشقق العمود وتفحمه ناتج عن النار المقدسة ولكنهم للأسف لا لا لا يعلمون أن كنيسة القيامة قد تعرضت لعدة حرائق مثل حريق سنة 1808م الذي نتج عنه تلف وتفحم العديد من الأجزاء في الكنيسة.

وفي عام 1834م، ضرب زلزال كبير كنيسة القيامة وأثَّر في العديد من أساساتها، لذلك تعهدت فرنسا وروسيا آنذاك بتمويل نفقات تعميرها، على أن يتم ذلك تحت إشراف السلطات العثمانية.

وهناك زلزال ضرب الكنيسة سنة 1927م , وهذا كان الأقوى؛ مما حدا بسلطات الانتداب البريطاني أن تضع دعامات حديدية وخشبية لحمايتها من الكوارث الطبيعية...


--------------------

2- خـرافة عدم حرق النار المقدسة للأيدي والرؤوس:

عندما تبحثون في شبكة الإنترنت فإنكم ستجدون الكثير من الفيديوهات التي تظهر المسيحيين وهم يلوحون بأيدهم فوق نار الشموع .... 

وطبعاً , النار لن تحرق أيديهم وذلك ليس لأن النار خارقة ولا تحرق بل لأن المسيحين يمررون أيديهم فوق النار بسرعة وهذا الشئ يستطيع أن يفعله أي شخص عادي لذلك لن تجد مسيحياً واحداً يستطيع أن يثبت يده على النار لمدة خمس دقائق وإلا فإن النار ستحرق يده. أما بالنسبة للصور التي تجدونها على الانترنت والتي تظهر المسيحيين وهم يضعون أيديهم على النار , فإن تلك الصور يتم اقتطعاها من فيديو حي حيث يتم تصوير المسيحيين في فيديو حي وهم يمررون أيدهم على النار ثم يتم تقطيع الفيديو إلى عدة إطارات وصور ثابتة بحيث تظهر الصور وكأن المسيحيين يثبتون أيديهم على النار ....وهذه الخدعة يستطيع أن يفعلها أي شخص بارع في المونتاج.

أنا شخصياً قد نفذت الخدعة السابقة , وكانت هذه هي النتيجة :






------------------------------

3- المواقع الإخبارية والصحف الكذَّابة :

للأسف , يوجد هناك الكثير من الكُتَّاب المسحيين الذين يكتبون المقالات الإخبارية عن سبت النور فينخدع القارئ البسيط ويظن أن الجريدة أو المقال صادق في كلامه .

وأحياناً , يقوم بعض الكُتَّاب المسيحيين بإنتحال أسماء إسلامية مستعارة ثم يقومون بكتابة مقال يعظم من شأن سبت النور ...وكل هذا من أجل التلبيس وخداع القارئ البسيط.

وهناك - أيضاً - بعض الكُتَّاب السُـذَّج الذين يبحثون عن أي شئ خرافي وذلك من أجل السبق الصحفي فقط لا غير.

وهناك - أيضاً - بعض الكُتَّاب المـرتزقة الذين يتوددون للمسيحيين لذلك يكتبون مقالات تعظم من شأن سبت النور.

------------------------------

4- كذبة أن المراجع الإسلامية تثبت معجزة سبت النور:

بعض المسيحيين أمثال الكـذاب المدعو ( دكتور غالي / هولي بايبل) حاول أن يثبت أن سبت النور موثق عند المؤرخين المسلمين في المراجع الإسلامية ......ولكن هيهات ثم هيهات .

ذلك الكذاب المدعو دكتورغالي ينقل - دائماً - من المواقع المسيحية الأجنبية من دون أن يتأكد من صحة كلامهم , لذلك نحن سوف نرد عليه ونثبت جــهله.

عندما نرجع للمراجع الإسلامية القديمة فسنجدها تتحدث بإستفاضة عن خدعة سبت النور وعن كيف تتم ..., فمثلاً :


يقول عبد العزيز بن حمد آل معمر في كتابه (منحة القريب المجيب في الرد على عباد الصليب | الجزء الثاني | صفحة 656 , 657 ) ما يلي :

[ قال ابن القيم : ثم إنك إذا كشفت عن حالهم , وجدت أئمة دينهم قد نصبوا حبائل الحيل، ليقتنصوا بها عقول العوالم، ويتوصلوا بالتمويه والتلبيس إلى استمالتهم وانقيادهم لهم واستدرار أموالهم، وذلك أشهر وأكثر من أن يذكر. فمن ذلك ما يعتمدونه في العيد الذي يسمونه عيد النور ومحله ببيت المقدس ........قال أبو بكر الطرطوشي: " كنت ببيت المقدس، وكان واليها إذ ذاك رجلاً يقال له: سقمان، فلما انتهى إليه خبر هذا العيد أنفذ إلى بتاركهم، وقال: أنا نازل إليكم في هذا اليوم، لأكشف عن حقيقة ما تقولون فإن كان حقاً ولم يتضح لي وجه الحيلة أقررتكم عليه، وعظمته معكم، وإن كان مخرفة على عوامكم أوقعت بكم ما تكرهون. فصعب ذلك عليهم جداً وسألوه ألا يفعل، فأبى وألح في ذلك، فحملوا له مالاً عظيماً فأعرض عنهم ". قال الطرطوشي: ثم اجتمعت بأبي محمد بن الأقدم بالإسكندرية، فحدثني أنهم يأخذون خيطاً دقيقاً من نحاس - وهو الشريط - ويجعلونه في وسط قبة البيت إلى رأس الفتيلة التي في القنديل، ويدهنونه بدهن البلسان، والبيت مظلم، بحيث لا يدرك الناظرون الخيط النحاس.وقد عظموا ذلك البيت، فلا يمكنون أحدا من دخوله. وفي رأس القبة رجل، فإذا قسسوا ودعوا ألقى على ذلك الخيط النحاس شيئاً من نار النفط، فتجري النار مع دهن البلسان إلى آخر الخيط النحاس، فيلقى الفتيلة فيتعلق بها.فلو نصح أحد منهم نفسه، وفتش على نجاته لتتبع ذلك، وطلب الخيط النحاس، وفتش رأس القبة، ليرى الرجل والنفط، ويرى أن منبع ذلك النور من ذلك الممخرق الملبس.وأنه لو نزل من السماء لظهر من فوق، ولم يكن ظهوره من الفتيلة!.]

 

من خلال ما سبق , نجد أن أئمة المسلمين قديماً قد فطنوا لحيل المسيحيين حيث أن الطرطوشي يخبرنا بأن كهنة المسيحيين كانوا يعلقون خيطاً من النحاس يصل بين القبة والقنديل ثم يدهنون السلك بدهن البلسان ثم يختبئ رجل في رأس القبة ويقوم بإلقاء شعلة نار على خيط النحاس فتسير النار مع خيط النحاس حتى تصل إلى الفتيلة , فتشتعل الفتيلة. ولو كانت النار تأتي من السماء كما يزعمون فإنها كانت ستظهر من خارج الكنيسة وليس من داخلها .بالإضافة إلى أن المسيحيين تهربوا من سقمان (والي بيت المقدس حينها) عندما أخبرهم بأنه سيأتي إليهم؛ لكي يرى سر سبت النور وقام كهنة المسيحية بإعطاءه المال الكثير ليذهب عنهم.

 

يقول النويري (ولد سنة 1278م ) في كتابه (نهاية الأرب في فنون الأدب | الجزء الأول | صفحة 193 ) ما يلي :

[ومنها سبت النّور. وهو قبل الفصح بيوم. يقولون إن النور يظهر على مقبرة المسيح فى هذا اليوم، فتشتعل منه مصابيح كنيسة القيامة التى بالقدس. وليس كذلك، بل هو من تخييلات فعلها أكابرهم ليستميلوا بها عقول أصاغرهم. وقيل إنهم يعلقون القناديل فى بيت المذبح، ويتحيلون فى إيصال النار إليها بأن يمدّوا على سائرها شريطاً من حديد فى غاية الدقة، يدهنونه بدهن البلسان ودهن الزّنبق. فإذا صلّوا، وحان وقت الزوال، فتحوا المذبح، فدخل الناس إليه، وقد أشعلت فيه الشموع. ويتوصل بعض القوم إلى أن يعلق بطرف الشريط الحديد النار فتسرى عليه، فتقد القناديل واحداً بعد واحد بسبب الدّهن.]

طبعاً , من خلال ما سبق نلاحظ أن علماء المسلمين قديماً قد عرفوا خدعة سبت النور وشرحوا كيفية عملها وهي نفس الطريقة التي شرحتها لكم منذ قليل.


يقول المؤرخ / أبو العباس القلقشندي (ولد سنة 1355م)  في كتابه ( صبح الأعشى في صناعة الإنشاء | الجزء الثاني | صفحة 456) ما يلي :

[سبت النّور، وهو قبل الفصح بيوم. يقولون: إن النور يظهر على مقبرة المسيح في هذا اليوم فتشتعل منه مصابيح كنيسة القمامة بالقدس. قال صاحب «مناهج الفكر» وغيره: وما ذاك إلا من تخييلاتهم النيرنجية التي يفعلها القسّيسون منهم ليستميلوا بها عقول عوامّهم الضعيفة، وذلك أنهم يعلّقون القناديل في بيت المذبح ويتحيّلون في إيصال النار اليها بأن يمدّوا على جميعها شريطاً من حديد في غاية الدقة مدهوناً بدهن البلسان ودهن الزنبق، فإذا صلّوا وجاء وقت الزوال فتحوا المذبح فتدخل الناس إليه، وقد اشتعلت فيه الشموع ويتوصّل بعض القوم إلى أن يعلق النار بطرف الشريط الحديد فتسري عليه فتتقد القناديل واحداً بعد واحد، إذ من طبيعة دهن البلسان علوق النار فيه بسرعة مع أدنى ملامسة، فيظنّ من حضر من ذوي العقول الناقصة أن النار نزلت من السماء فأوقدت القناديل، فالحمد لله على الإسلام.]

طبعاً , كما رأيتم بالأعلى فإن المؤرخ القلقشندي يوضح لنا تلك الخدعة

 

يقول المؤرخ / ابن واصل ( ولد سنة 1208م) في كتابه (مفرج الكروب في أخبار بني أيوب | الجزء الثاني | صفحة 231 - 232) ما يلي :

[ قلت: ولهم في هذا المكان ضلالة تقع في كل سنة في اليوم الذى يليه يوم فصحهم، وهو أنه يزعمون أن نورا ينزل من السماء، ولقد كذبوا وافتروا، وإنما هو تدليس وتلبيس من بتركهم، يغرّ به ضعفاء العقول ويستدرجهم به إلى ضلالتهم وغيهم ، ولقد حضرت في زمن الصبى يوم سبت النور هذه الكنيسة مرارا على سبيل التفرج، فكنت أجدهم يعكفون على القبة الصغيرة التي فيها القبر، والنصارى مجتمعون بها يرفعون صلبانهم ويقرأن إنجيلهم، ويضجون، والديوان  - الذى للمسلمين على باب الكنيسة - والموالى يأخذون من كل رجل القطيعة المقررة، وذلك في أيام الملك المعظم شرف الدين عيسى بن الملك العادل - رحمهما الله - فإذا كان وقت الظهر أو بعده دخل البترك القبة، وأخرج شمعة موقدة زعم أنه أوقدها من القنديل الذى اشتعل بالنور المنزّل [من السماء] ، فيأتيه النصارى بشمعهم فيقدونه من تلك الشمعة، فيمتلىء المكان بالشمع الموقدة، ويظهر على النصارى من الفرح والاستبشار مالا مزيد عليه، جهلاً وضلالةً، وظناً فاسداً أنه نور أنزل عليهم، وإنما هو نار محرقة افتعلها عدو الله البترك على سبيل المخرقة والإيهام، وهؤلاء القوم دون سائر الطوائف أكثر أمورهم مبنية على ذلك . ولقد حدثنى القاضى فخر القضاة ابن بصاقة - رحمه الله - ونحن بالكرك، وهو من أهل الفضل والمعرفة والتقدم في الدول، قال:«كنت صبياً صغير السن، وقد حضر البترك الذى كان [مقيما] بقمامة عند والدى، فسمعت والدى يقول له: إن السلطان قد عزم على كشف قضية هذا النور الذى تدعون أنه ينزل عليكم [من السماء]، فقال له البترك: إن النور كان ينزل في قديم الزمان ثم انقطع، فنحن اليوم نفعله لإقامة الناموس وحفظاً لحرمة دين النصرانية، وليس من المصلحة أن تتعرضوا لهذا، وكشف سره، فإنه يفوّت عليكم أموالاً جزيلة، وليس لكم في بطلان ذلك منفعة».قلت: وكان الواجب على ولاة الأمر أن لا يلتفتوا إلى ما يحصل من هذا السحت، وأن يهتكوا ستر هؤلاء القوم فيما يدلسون به على الأمم، وأن يرفعوا القناع عن هذا التدليس الموقع في عمايات الضلال الداعية إلى أنواع الكفر والجهالات.]

 

يقول أَبُو اليُمْن العُلَيْمي (ولد سنة 1456م) في كتابه (الأنس الجليل | الجزء الأول | صفحة 303 ) ما يلي :

[ ....الْفِعْل الَّذِي تتعاطاه النَّصَارَى يَوْم الفصح من النَّار الَّتِي يحتالون بهَا بِحَيْثُ يتَوَهَّم الأغمار من جهـلتهم أنَّهَا تنزل من السَّمَاء وَإِنَّهَا مصبوغة بدهن البيلسان فِي خيوط الابريسم الرفاع المدهونة بالكبريت وَغَيره بالصنعة اللطيفة الَّتِي تروج على الْعِظَام مِنْهُم والعوام وهم إِلَى الْآن يستعملونها فِي القمامة وَيُسمى ذَلِك الْيَوْم عِنْدهم سبت النُّور]


يقول المؤرخ/ المقريزي (ولد سنة 1364م) في كتابه (
المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار | الجزء الثاني | صفحة 31)ما يلي :

[سبت النور: وهو قبل الفصح بيوم، ويزعمون: أنّ النور يظهر على قبر المسيح بزعمهم في هذا اليوم بكنيسة القيامة من القدس، فتشعل مصابيح الكنيسة كلها، وقد وقف أهل الفحص والتفتيش على أنّ هذا من جملة مخاريق النصارى، لصناعة يعملونها، وكان بمصر هذا اليوم من جملة المواسم، ويكون ثالث يوم من خميس العدس، ومن توابعه.]

لاحظوا أن المقريزى يقول أن ذلك الحدث يحدث بصناعة النصاري أى أنهم هم من يقومون بذلك. 


هذا ما يقوله المؤرخون المسلمون عن خــرافة سبت النور, أما ما يزعمه الكذاب المدعو دكتور غالي فهو مجرد نقل أعمي من مواقع أجنبية .


-------------------------------

5- الدفاع عن العقيدة الأرثوذكسية :

يقول الكـذاب المدعو دكتور غالي بأن سبت النور هو معجزة خاصة بالطائفة الأرثوذكسية ولو حاول المسيحيون الكاثوليك أن يقوموا بالمعجزة فلن يقدروا .....ولقد بدأ ذلك الكذاب في سرد بعض الأحداث التاريخية التي تشير إلى اقتصار معجزة النار المقدسة على الطائفة الأرثوذكسية فقط  .

وطبعاً , أنا أرد عليه وأقول :

إذا كانت تلك المعجزة تحدث للأرثوذكس فقط ....إذن أي طائفة من طوائف الأرثوذكس نصدق ؟!

هل نصدق الأرثوذكس الروم أم الأرثوذكس القبط أم الأرثوذكس الأرمن أم الأرثوذكس السريان أم الأرثوذكس الحبش ؟!

طبعاً , هناك فوارق بين تلك الطوائف السابقة , فمثلاً :

الأرثوذكس الروم يؤمنون بعقيدة الطبيعيتن ليسوع أم الأرثوذكس القبط فيؤمنون بعقيدة الطبيعة الواحدة ليسوع . 

------------------------

6- تناقض المدعو دكتور غالي :

هناك الكثير من باباوات الكاثوليك الذين رفضوا الإعتراف بصحة سبت النور لذلك حاول الكــذاب دكتورغالي أن يبرر سبب رفضهم الإعتراف بصحة سبت النور حيث أنه يقول أن باباوات الكاثوليك رفضوا الاعتراف بصحة معجزة سبت ؛ لانهم لم يشاهدوها بأعينهم حيث أنه كانت هناك حروب صـليبية منعتهم من المجئ إلى الشرق الأوسط ورؤية المعجزة بأعينهم....

وطبعاً , هذا سبب ســخيف وغير حقيقي لذلك أنا سأرد على ذلك الكـذاب وسأقول :

أنت - أيها الكـذاب - قلت في بداية المنشور بأن معجزة سبت النور موجودة في كتابات تعود للقرن الرابع . وأنت - أيها الكـذاب - قلت أن بطرس الرسول شاهد تلك المعجزة ...... وبالتالي فإنه كان من المفترض أن باباوات الكاثوليك قد قرأوا وعرفوا تلك المعلومات عن معجزة سبت النور من كتابات الآباء الأوائل .....إذن لماذا لم يؤمنوا بها....؟!

هل هؤلاء الباباوات كانوا جهــلة لا يقرأون  ؟!

------------------------------

وفي النهاية , أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده ,وإن كان من سهو أو زلـل فمني ونرجو المسامحة عليه .

لاتنسونا من صالح الدعاء .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا