الرد على شبهة تقيبل النبي محمد لزبيبة الحسين

أحد المسيحيين يقول أن النبى محمد  كان يفرج رجلي الحسين و يقبل زبيبته (قضيبه), ولقد حاول ذلك المسيحى أن يستدل على كلامه برواية معينة ....... ولكن كلام ذلك المسيحي خاطئ تماماً و السبب هو كالتالى :


الحديث الذي ذكره ذلك المسيحي هو حديث باطل ومكذوب على النبي من جميع طرقه الأربعة حيث :

*الطريق الاول للحديث :


أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/51) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (211) ، والضياء في "المختارة" (549) ، وابن عدي في "الكامل" (7/175) ، من طريق جرير ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ:" رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَّجَ مَا بَيْنَ فَخِذَيِ الْحُسَيْنِ وَقَبَّلَ زَبِيبَتَهُ ".


وإسناده ضعيف ، وعلة الحديث هو قابوس بن أبي ظبيان  ونحن لا نقبل الحديث من ذلك الرجل ؛ لأن كلامه باطل والدليل هو كالتالى :


1-  ضعفه الإمام أحمد ، وابن معين ، كما في "العلل" (771) ، (4018) ، وابن سعد في "الطبقات" (6/339) ، وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" (7/145):

[ضعيف الحديث ، لين حديثه ، ولا يحتج به.]


2-  وقال ابن حبان في "المجروحين" (2/216)

[كَانَ رَدِيء الْحِفْظ ، يتفرد عَن أَبِيه بِمَا لَا أصل لَهُ ، رُبمَا رفع الْمَرَاسِيل ، وَأسْندَ الْمَوْقُوف.]


3-  الحديث ضعفه ابن طاهر في "ذخيرة الحفاظ" (2/770) ، وقال :

[ولا يتابع قابوس عليه ، مع ضعفه]


4-  ضعفه ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/222) ، وقال :

[وَقَابُوسٌ ضَعَّفَهُ النَّسَائِيّ]



*الطريق الثاني للحديث  :

وهو من طريق ( محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى ) , ونحن لا نأخذ الأحاديث عن ذلك الرجل ؛ لأن كلامه باطل والدليل كالتالى :

1-  أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (651) ، من طريق محمد بن إسحاق و لكن الحديث إسناده ضعيف ، و و علة ذلك الحديث هو : محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى

2- قال شعبة كما في "سؤالات السلمي" (248)

[ما رأيتُ أسوأَ حِفظًا مِن ابنِ أبي ليلى]


3- وقال فيه أحمد بن حنبل كما في "العلل" (862)

[مضطرب الحديث]


4- وقال النسائي كما في "الضعفاء والمتروكون" :

[ليس بالقوي في الحديث]


5- وقال ابن معين :

[ليس بذاك]


6- وقال أبو حاتم فى الجرح والتعديل" (7/323)

[محله الصدق، كان سيئ الحفظ ، شغل بالقضاء فساء حفظه ، لا يتهم بشيء من الكذب، إنما ينكر عليه كثرة الخطأ، يكتب حديثه ولا يحتج به]


7 - وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ :

[رَدِيء الْحِفْظ كثير الْوَهم]


8- وَقَالَ أَبُو أَحْمد الْحَاكِم :

[عَامَّة أَحَادِيثه مَقْلُوبَة]


المرجع : (المغني للضعفاء) | للذهبي (2/603)



9- قال ابن حبان في "المجروحين" (2/244)

[كَانَ رَدِيء الْحِفْظ كثير الْوَهم فَاحش الْخَطَأ يروي الشَّيْء على التَّوَهُّم وَيحدث على الحسبان، فَكثر الْمَنَاكِير فِي رِوَايَته فَاسْتحقَّ التّرْك]


10- الحديث ضعفه البيهقي فقال بعد روايته له :

[إسناده غير قوي]


11- ضعفه ابن الصلاح في "شرح مشكل الوسيط" (1/191) ، والنووي في "المجموع" (2/43) ، والشيخ الألباني في "إرواء الغليل" (1811)


-----------------------

*الطريق الثالث للحديث :

و هو من طريق ( محمد بن سفيان المصيصى ) و نحن لا نقبل الأحاديث من ذلك الرجل ؛ لأن أحاديثه باطلة والدليل كالتالى :

1- أخرجه تمام في "الفوائد" (610) ، و ابن عساكر في "تاريخ دمشق (13/222)

"من طريق مُحَمَّد بْن سُفْيَانَ الْمِصِّيصِي ، قال ثنا الْيَمَانُ بْنُ سَعِيدٍ ، قال ثنا الْحَارِثُ بْنُ عَطِيَّةَ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:" رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْرِجُ بَيْنَ رِجْلَيِ الْحَسَنِ وَيُقَبِّلُ ذَكَرَهُ".


و لكن ذلك الحديث باطل وإسناده ضعيف ، و فيه علتان:

الأولى : الانقطاع ، حيث لم يسمع إبراهيم النخعي من أحد من الصحابة ، كما نصّ على ذلك (علي بن المديني ) في "المراسيل" لابن أبي حاتم (19)

الثانية : يمان بن سعيد ، ضعفه الدارقطني كما في "الضعفاء والمتروكين" (610)


والحديث ضعفه -أيضاً- ابن حجر الهيتمي في "تحفة المحتاج" (7/197)


------------------------

*الطريق الرابع للحديث :


أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (4/464) فقال :

"أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ ، قَالَ: أخبرنا الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا الْجَرِيرِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَزْيَدِ بْنِ أَبِي الأَزْهَرِ ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ الطُّوسِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَده ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ: وحدثنا مَرَّةً أُخْرَى ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ:" رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُفَحِجُ بَيْنَ فَخِذَيِ الْحُسَيْنِ وَيُقَبِّلُ زَبِيبَتَهُ وَيَقُولُ: لَعَنَ اللَّهُ قَاتِلَكَ".


وعلَّق الخطيب البغدادى على ذلك الحديث الباطل قائلاً :


"وَهَذَا الْحَدِيثُ أَيْضًا مَوْضُوعٌ إِسْنَادًا وَمَتْنًا ، وَلا أُبْعِدُ أَنْ يَكُونَ ابْنُ أَبِي الأَزْهَرِ وَضَعَهُ ، وَرَوَاهُ عَنْ قَابُوسَ عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ جَابِرٍ ، ثُمَّ عَرِفَ اسْتِحَالَةَ هَذِه الرِّوَايَة،ِ فَرَوَاهُ بَعْدُ وَنَقَّصَ مِنْهُ عَنْ جَدِّهِ ، وَذَلِكَ أَنَّ أَبَا ظَبْيَانَ قَدْ أَدْرَكَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ وَسَمِعَ مِنْهُ ، وَسَمِعَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَيْضًا ، واسم أبي ظبيان حصين بن جندب ، وجندب أبوه لا يُعْرَفُ ، أكان مسلما أو كافرا، فضلا عن أن يكون روى شيئاً . ولكن في الحديث الذي ذكرناه عنه فساد آخر لم يقف واضعه عليه فيغيره ، وهو استحالة رواية سعيد بن عامر عن قابوس ، وذلك أن سعيدا بصري وقابوسا كوفي ولم يجتمعا قط ، بل لم يدرك سعيد قابوسا! وكان قابوس قديما روى عنه سفيان الثوري وكبراء الكوفيين ، ومن آخر من أدركه جرير بن عبد الحميد ، وليس لسعيد بن عامر رواية إلا عن البصريين خاصة "


و بالتالى , حديث تقبيل النبى محمد لذكر الحسين , هو حديث باطل وملفق و ضعيف وغير موثوق.


صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا