كيف انتشرت المسيحية ؟

المــوضــوع :

اليوم ، سوف نقدم لكم اقتباساً مهماً من إحدى مؤلفات (أنطون زكرى).......

أنطون زكرى : هو عالمٌ مصري متخصص في اللغات والتاريخ والآثار، وقد وُلد أنطون زكري في مدينة (طهطا) بمحافظة سوهاج المصرية ، وهو ينتمي لأسرة من الأقباط الكاثوليك، وقد شغف بالآثار القديمة منذ صغره فأنكب على دراسة التاريخ واللغات القديمة كالقبطية والمصرية القديمة والعبرية .

*******

يقول أنطون زكرى في كتابه (مفتاح اللغة المصرية القديمة | صفحة 120) ما يلي :

[وفي سنة 389م حرَّم الإمبراطورُ ثيودوس الديانةَ الوثنيةَ على المصريين ، فأُغلقت الهياكل تنفيذاً لأمره وأصبحت الديانة المسيحية ديانة الحكومة الرسمية ، وبذلك انتهى دور الوثنية في مصر] انتهى الاقتباس.

من خلال الاقتباس السابق👆 ، نجد أن الحكام المسيحيين قد أجبروا المصريين القدماء على ترك دينهم بل وقاموا بإغلاق أماكن عبادتهم ؛ لكي يجعلوا من المسيحية ديناً رسمياً للدولة بدلاً من الدين الأصلي للمصريين القدماء.

*******

وتعالوا بنا نأخذ اقتباساً آخر ....

يقول أنطون زكرى في هامش نفس الصفحة ما يلي :

[فتح عمرو بن العاص مصر سنة 20 هــ / 640 م في عهد عمر بن الخطاب . ولما اشتد الخلاف في المجمع الخلدوني بين الروم الأرثوذكس المعروفين بالملكيين لارتباطهم بعقيدة إمبراطور القسطنطينية وبين المصريين المعروفين باليعاقبة الذين كانوا خصوماً ألداء للمجمع الخلدوني المذكور. ومن ذلك التاريخ اضــطــهد أباطرةُ الروم المصريين اضــطــهاداً شديداً حتى بـغـضـوهم وحـقـدوا عليهم ، وكانوا يتربصون الفرص للإيقاع بهم والتخلص منهم ولذلك ساعدوا عمرو بن العاص للاستيلاء على مصر وتخلصوا من الروم ودخلت مصر في حكم العرب الذين أعادوا البطريرك بنيامين إلى كرسيه الإسكندري بعد أن كان مـنـفـياً بطيبة بالأقصر بأمر الإمبراطور ، ومنذ ذلك التاريخ لُقِّب المصريون اليعاقبة بالأقباط.]

🔴 من خلال الاقتباس السابق، نجد ما يلي :

1- حصل خلاف كبير بين المسيحيين الخلقدونيين المؤمنين بعقيدة الطبيعتين للمسيح وبين المسيحيين اللاخلقدونيين المؤمنين بعقيدة الطبيعة الواحدة للمسيح.

2- المسيحيون الخلقدونيون قاموا باضــطــهـاد المسيحيين اللاخلقدونيين.

3- المسيحيون اللاخلقدونيون طلبوا المساعدة من عمرو بن العاص ؛ لكي يخلصهم من اضــطــهاد المسيحيين الخلقدونيين.

4- عمرو بن العاص أراح المسيحيين المصريين من الاضـطـهـاد الواقع عليهم وأعاد لهم بطريركهم (البابا بنيامين) بعد أن كان منفياً بأمر من الإمبراطور المسيحي الخلقدوني.

_______________

تعليق سريع على ما سبق:

بعد كل ما فعله المسلمون للمسيحيين المصريين ، فإن المسيحيين المصريين أنكروا الجميل وعـضـوا اليد التي امتدت إليهم بخير لذلك هؤلاء ينطبق عليهم قول الشاعر/ أبي الطيب المتنبي :

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته *** وإن أنت أكرمت اللـئـيـم تـمـردا.

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

إقرأ المزيد على موضوع.كوم: https://mawdoo3.com/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%8A%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%86%D8%A8%D9%8A_%D9%82%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D8%AF

----------------------------

ملحوظات هــامــة :

1- سُمي الخلقدونيون بهذا الاسم ؛ لأنهم قبلوا قوانين مجمع خلقدونية .... أما اللاخلقدونيون فإنهم رفضوا قوانين ذلك المجمع.

2- المسيحيون الكاثوليك والبروتستانت والكنيسة اليونانية (والروسية والصربية ..) يعتبرون من المسيحيين الخلقدونيين الذين يؤمنون بعقيدة الطبيعيتين للمسيح.... أما المسيحيون الأرثوذكس الذين يعيشون في الشرق الأوسط فهم من اللاخلقدونيين الذين يؤمنون بعقيدة الطبيعة الواحدة للمسيح وقد تكلمنا عن ذلك من قبل في منشور مستقل.

-------------------------------------------

وفي النهاية ، أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده ، وإن كان من سهو أو زلل فمني ونرجو المسامحة عليه.

لا تنسونا من صالح الدعاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 👋👋👋