هل كلمة ( الصمد ) هي كلمة آرامية أو سريانية ؟!

ملخص الشبهة:

هناك شخص مسيحي ألقى شبهة سـخـيفة وقديمة... حيث أن ذلك المسيحي يزعم أن كلمة (الصمد) الواردة في سورة الإخلاص هي كلمة من أصل آرامي أو سرياني....

 

***وإليكم كلام المسيحي صاحب الشبهة كاملاً :

[هل تعلمون أن بعض كلمات القرآن ليس لها أصل عربي؟ ، على سبيل المثال : كلمة (الصمد). والدليل على ذلك أن المفسرون اختلفوا في معناها. وحتى الصحابى كانوا يجـهـلون معناها. ومن الممكن أن حتى الرسول لم يعرف المعنى لأنه لم يشرح معناها إلى أصحابه. اختلفوا في معنى الصمد على أقوال كثيرة ؛ منها كما في تفسير ابن جرير الطبري: 1- المصمت الذي لا جوف له. 2- الذي لا يأكل ولا يشرب. 3- الذي لا يخرج منه شئ ، ولم يلد ولم يولد. 4- السيد الذي انتهى سؤدده. 5- الباقي الذي لا يفني. وفي رأي الأخرين أنها كلمة مأخوذة من اللغة الأرامية/ السريانية وتعنى "الجامع أو الرابط أو الواثق". فهل هذا يمكن أن يشير على الثالوث الواحد؟] انتهت الشبهة        

------------------------------------------------

الرد على الشبهة ، وبالله التوفيق:

أولاً:

أنا أحب أن ألتفت انتباهكم إلى أمر مهم وهو أن المسيحيين -دائماً- يزعمون أن القرآن مسروق من كتبهم أو لغاتهم الأصلية...... وهذا الإدعاء يعتبر دليلاً ضمنياً على عظمة القرآن الكريم حيث أن هؤلاء المسيحيين يرون في أنفسهم أن القرآن أعظم من كتبهم ، ولذلك فهم يريدون أن ينسبوا شرف وعظمة القرآن إلى كتبهم ؛ فلو كان القرآن شيئاً سـيئاً حقاً ، فإنهم ما كانوا سينسبونه إلى لغتهم أو كتبهم بل كانوا سيتبرأون منه على الفور أصلاً.

---------------------

ثانياً:

القرآن الكريم نزل باللغة العربية حيث يقول الله تعالي:

{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ 2 } سورة يوسف

{إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ 3 } سورة الزخرف

 وهناك أكثر من ثماني آيات في القرآن تشير إلى عربية القرآن الكريم.

-----------------------

ثالثاً:

معظم المسيحيين يرتكبون مغالطة كبيرة حينما يتعاملون مع كلمات اللغة العربية أو كلمات القرآن حيث أن المسيحيين يتناولون كلمات اللغة العربية ثم ينسبونها إلى اللغة السريانية ويزعمون أن المصدر الأصلي لتلك الكلمات العربية هو اللغة السريانية ....

 

وأنا أرد على الكلام السابق وأقول:

لماذا أنتم يا مسيحيين تفترضون بالذات أن اللغة العربية هي التي أخذت من السريانية؟ ، ولماذا لا تفترضون -مثلاً- أن اللغة السريانية هي التي سـرقـت من اللغة العربية؟!

 

اللغة العربية أقدم من اللغة السريانية ، وبالتالي فإنه من المعقول أن نقول أن السريانية هي التي أخذت من العربية..... ، فمثلاً:

يقول المطران المسيحي/ اقليميس يوسف داود الموصلي السرياني  في كتابه (اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية| صفحة 8) ما يلي:

[وأشهر اللغات السـامية هي العربية والعبرانية والسريانية والحبشية وفروعهن* وإنما ذكرنا العربية أولاً بين اللغات السـامية ؛ لأن العربية باعتراف جميع المحققين هي أشرف اللغات السـامية من حيث هي لغة وأقدمهن وأغناهن. ومعرفتها لازمة لكل من يريد أن يتقن حسناً معرفة سائر اللغات السامية ولاسيما السريانية] انتهى الاقتباس.

 

من خلال الكلام السابق 👆، يتبين أن اللغة العربية أقدم من اللغة السريانية وأغنى منها من حيث المفردات. ولكي تعرف العبرية أو السريانية جيداً، فإنه ينبغي عليك -أولاً- معرفة اللغة العربية وليس العكس.

وهذا الاقتباس السابق كفيل بـتـدمير خــزعبلات وهـلـوسة المسيحيين عند طـعـنهم في كلمات القرآن الكريم أو في كلمات اللغة العربية.

 

***ملحوظة:

المطران المسيحي/ اقليميس يوسف داود الموصلي السرياني  هو مطران دمشق على المسيحيين الأرثوذكس السريان. 

-------------------------

رابعاً:

ذلك المسيحي -صاحب الشبهة- يقول أن كلمة (الصمد) ليست عربية نظراً لأن المفسرين اختلفوا في معناها....

 

وأنا أرد عليه وأقول:

هذا إدعاء سـخـيف ، لأنه ليس من المعقول أن نقول أن كلمة (الصمد) كلمة غير عربية لمجرد أن المفسرين اختلفوا في معناها ....

من المعلوم أن الكثير من الكلمات العربية يكون لها أكثر من معنى ، وبالتالي فإنه من البديهي أن يختلف المفسرون في تفسير كلمة عربية معينة.... ، فمثلاً:

نحن عندما نرجع إلى قواميس ومعاجم اللغة العربية ، فسنجد أنها تخبرنا بأكثر من معنى لكلمة (الصمد).... فمثلاً:

🔵 القاموس (الغني) يقول أن معنى كلمة الصمد هو : اسم من أسماء الله أي عظيم الجلالة الدائم الخالد.

ويقول أيضاً: رجل صمد : أي رجل متجلد في الحرب ، المقاوم الذي لا يعطش ولا يجوع أثناءها.

🔵 أما القاموس (المحيط) فيقول : الصمد هو اسم من أسماء الله الحسنى ومعناه : المقصود لقضاء الحاجات ، ومعناه أيضاً : المصمت الذي لا جوف له.

ويقول أيضاً: الصمد هو المكان المرتفع.

   

🔵 أما القاموس (الوسيط)  فيقول : الصمد هو المكان المرتفع ، والصمد هو اسم من أسماء الله الحسنى  ، ويُقال شئ صمد: أي مصمت لا جوف له.


🔵 أما معجم (اللغة العربية المعاصرة) فيقول : الصمد اسم من أسماء الله الحسنى ومعناه: السيد المُطاع الذي كمل في أنواع الشرف والسؤدد ، ومعناه أيضاً : المقصود إليه في الجوائج فلا يُقضي دونه أمر ، ومعناه أيضاً : الدائم الباقي بعد فناء خلقه.


من خلال ما سبق 👆، يتبين أن كلمة (الصمد) لها أكثر من معنى حسب قواميس ومعاجم اللغة العربية ، حيث أن كلمة الصمد تعنى:

1-الذي لا يجوع ولا يعطش.

2- الذي لا جوف له.

3- المرتفع العالي.

4- السيد المُطاع الذي كمل في أنواع الشرف والشؤدد.

5- المقصود إليه في الجوائج أي الذي يلجأ له البشر في مشكلاتهم.

6- الدائم الباقي الخالد.

وهذه المعاني الكثيرة لكلمة (الصمد) هي التي جعلت المفسرين يختلفون في تفسير هذه الكلمة.

 

وطبعاً ، هناك الكثير والكثير من الكلمات العربية الأخرى التي لها أكثر من معنى ... فمثلاً:

*كلمة (فنان) تُطلق على الحـمـار الوحـشـي ، وتُطلق -أيضاً- على الأشخاص المبدعين وتطلق على .... وهكذا.

 

والعجيب في الأمر هو أن ذلك الكتكوت المسيحي يسـخـر من اختلاف المفسرين في معاني كلمة (الصمد) ، ولكن ذلك الأحـمـق لا يعلم أن المفسرين المسيحيين يختلفون -أيضاً- في الكثير من كلمات ونصوص الكتاب المقدس ...، فمثلاً:

🌕 يقول القمص/ تادرس يعقوب ملطي في كتابه (تفسير سفر الأمثال| صفحة 228) ما يلي:

[اختلف البعض في ترجمة الكلمة اليونانية المترجمة هنا (سؤدد) ؛ فالبعض يترجمها بمعنى الرفعة والسمو ، وآخرون أنها تحمل التشامخ والكبرياء...]

 

🌕 ويقول القمص/ تادرس يعقوب ملطي في كتابه (تفسير إنجيل لوقا| صفحة 144) ما يلي:

[يذكر الإنجيلي لوقا: "وفي السبت الثاني بعد الأول" ماذا يعني بهذا؟  اختلف الدارسون في تفسير هذه العبارة......]

 

وهناك مئات الأمثلة الأخرى على اختلاف المفسرين المسيحيين في تفسير نصوص الكتاب المقدس، ولكني لا أريد أن أطيل على حضراتكم.

-------------------------------------------

خامساً:

ذلك الخــروف المسيحي يقول : (وحتى الصحابي كانوا يجـهـلـون معناها)

    

وأنا أرد على ذلك الخــروف المسيحي وأقول:

1- هذا المسيحي الـجـاهل لا يحسن كتابة الكلمات العربية حيث أنه لم يستطع أن يكتب كلمة (الصحابة) بشكل صحيح.

2- ذلك الخروف المسيحي كـذب على الناس وأوهمهم أن الصحابة لم يعرفوا معنى كلمة (الصمد) ، بالإضافة إلى أنه لم يأت بدليل على كلامه هذا.

وطبعاً، الصحابة كانوا يعرفون معنى كلمة (الصمد).... والدليل على ذلك هو أننا لو رجعنا إلى (تفسير الطبري) ، فسنجد ما يلي:

[حدثنا عبد الرحمن بن الأسود، قال: ثنا محمد بن ربيعة، عن سلمة بن سابور، عن عطية، عن ابن عباس، قال: ﴿الصمد﴾ : الذي ليس بأجوف.]

[حدثنا علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، في قوله: ﴿الصَّمَدُ﴾ يقول: السيد الذي قد كمُل في سُؤدَده، والشريف الذي قد كمل في شرفه، والعظيم الذي قد عظم في عظمته، والحليم الذي قد كمل في حلمه، والغني الذي قد كمل في غناه، والجـبَّـار الذي قد كمل في جـبروته، والعالم الذي قد كمل في علمه، والحكيم الذي قد كمل في حكمته، وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد.....]

 

من خلال ما سبق👆 ، نجد أن الصحابي الشهير (ابن عباس) كان يعرف معنى كلمة (الصمد) ، وكان له تفسير لمعنى كلمة (الصمد)... وطبعاً أنا تعمدت أن أجلب هذين الاقتباسين من تفسير الطبري بالأخص ؛ نظراً لأن ذلك الخــروف المسيحي اقتبس -أيضاً- من تفسير الطبري.....

بالإضافة إلى أن الطبري أورد أقوال أشخاص آخرين عاصروا النبي .... ، فمثلاً:

يقول الطبري في تفسيره ما يلي:

[حدثني أبو السائب، قال: ثني أبو معاوية، عن الأعمش، عن شقيق، قال: الصمد: هو السيد الذي قد انتهى سؤدده.]

[حدثنا أبو كُرَيب وابن بشار وابن عبد الأعلى، قالوا: ثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي وائل، قال: ﴿الصَّمَد﴾ : السيد الذي قد انتهى سؤدده]
[حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل مثله.]

 

الراوي في الأحاديث السابقة 👆هو (شقيق بن سلمة / أبو وائل الأسدي) ، وهو رجل عاصر النبي محمد.

والغريب في الأمر هو أن ذلك المسيحي يناقض نفسه حيث أنه يقول أن الصحابة لم يعرفوا معنى كلمة (الصمد) ، وفي نفس الوقت ، ذلك المسيحي اقتبس معاني كلمة (الصمد) من تفسير الطبري. ونحن لو رجعنا إلى تفسير الطبري فسنجد أن الطبري قد أورد آراء الصحابة في تفسير كلمة (الصمد)..... ، وبالتالي هذا التناقض المسيحي يضعنا أمام عدة احتمالات:

إما أن ذلك المسيحي فتح تفسير الطبري ولكنه تعمد اقتطاع النصوص من سياقها وتعمد الكــذب على المشاهد أو أن ذلك المسيحي جــاهل لا يعرف أسماء الصحابة أو ذلك المسيحي لم يفتح تفسير الطبري من الأساس ولكنه نقل الشبهة من على المواقع الإلكترونية بلا أي تفكيرأو تحقق من مدي مصداقية هذه الشبهة السـخـيفة.

---------------------------------------------------

سادساً:

ذلك الخــروف المسيحي زعم أن النبي محمد لم يكن يعرف معنى كلمة (الصمد) نظراً لأنه لم يفسر معناها إلى الصحابة....

 

وأنا أرد على ذلك الخـروف وأقول:

1- أنت -أيها المسيحي- لم لم لم تأت بدليل على عدم معرفة النبي لمعنى كلمة (الصمد).

2- لو افترضنا أن النبي لم يفسر كلمة (الصمد) للصحابة ، فإن هذا ليس دليلاً كافياً لإثبات عدم معرفة النبي لمعنى الكلمة ؛ لأن هناك الكثير من الآيات التي لم يفسرها النبي للصحابة نظراً لأن الصحابة يعرفون معني الآية من ظاهرها وليس هناك حاجة إلى تفسيرها.

3- الطبري بنفسه قد أورد حديثاً يخبرنا فيه أن النبي قد فسَّر كلمة (الصمد):

جاء في تفسير الطبرى ما يلي:

[حدثني العباس بن أبي طالب، قال: ثنا محمد بن عمر بن رومي، عن عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش، قال: ثني صالح بن حيان، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: لا أعلمه إلا قد رفعه، قال: ﴿الصَّمَد﴾ الذي لا جوف له........]

 

لو نظرنا إلى الاقتباس السابق 👆، فسنجد عبارة (لا أعلمه إلا قد رفعه) ، ومعنى هذه العبارة في علم الحديث هو أن الحديث مرفوع إلى النبي محمد أي أن هذا الحديث أو هذا القول منسوب إلى النبي محمد. وهذا يثبت جـهـل ذلك الخــروف المسيحي الذي يزعم أن النبي محمد لم يعرف معنى كلمة (الصمد)....

وطبعاً ، راوي الحديث السابق عن النبي هو الصحابي (بريدة بن الحصيب) ، وهذه صـفـعة أخرى على وجه ذلك المسيخي الذي يزعم أن الصحابة لم يعرفوا معنى كلمة (الصمد).


وطبعاً ، أنا تعمدت أن أجلب لكم هذا الاقتباس من تفسير الطبري بالذات ؛ لكي أثبت لكم أن هؤلاء الخـرفـان المسيحيين لا يستطيعون أن يفرقوا بين الألف وكوز الذرة.


وهناك شئ آخر أود أن أقوله لذلك الخـروف المسيحي:

أنت -أيها المسيحي- تزعم أن النبي محمد لم يعرف معنى كلمة (الصمد) لأنه لم يفسر معناها إلى الصحابة ...... ، وأنا سأرد عليك بنفس منطقك السـخـيف وأقول:

كاتب (إنجيل متى) كتب إنجيله ولكنه لم يضع له تفسيراً ، وكاتب (إنجيل لوقا) كتب إنجيله ولكنه لم يضع له تفسيراً ، وبولس كتب رسائله ولكنه لم يضع لها تفسيراً ..... إذن بنفس منطقك ، كل هؤلاء الكتبة لا يعلمون معنى ما كتبوه.

-------------------------------------------------------

سابعاً:

ذلك المسيحي بعدما أورد كلام الطبري ، فإنه قال بعدها مباشرةً ما يلي: ( وفي رأي الآخرين أنها كلمة مأخوذة من اللغة الآرامية/ السريانية وتعنى "الجامع أو الرابط أو الواثق")

 

وأنا أرد على هذا الخــروف المسيحي وأقول:

من هم هؤلاء الآخرين الذين قالوا ذلك ، ما هي أسماؤهم ، ما هي ديانتهم ، ما هي تخصصاتهم العلمية؟

الإجابة : نحن لا نعرف من هؤلاء. وربما كان هؤلاء (الآخرون) عبارة عن أعضاء من قطيع الخـرفـان المسيخية.

وطبعاً، الطبري لم لم لم يقل أن كلمة (الصمد) هي كلمة سريانية أو آرامية.

----------------------------------------------------------------

ثامناً:

كلمة (الصمد) هي كلمة عربية أصيلة ، والدليل على ذلك هو أن لها جذر لغوي في اللغة العربية حيث أنها مأخوذة من الجذر (ص م د) ، بالإضافة إلى أن لها العديد من المشتقات العربية مثل : صمد ، صامد ، صمود ، مصمد ......

وطبعاً ، هناك فرق بين الكلمة العربية الأصيلة والكلمة الأعجمية المعربة ؛ فالكلمة العربية الأصيلة يكون لها مشتقات وجذر لغوى. أما الكلمة الأعجمية المعربة ، فإنها تكون جامدة ، فمثلاً:

*كلمة (سـرق) هي كلمة عربية أصيلة ، والدليل على ذلك هو أن لها مشتقات مثل : سـرقة ، سـارق ، .....

* كلمة (كمبيوتر) هي كلمة أعجمية معربة أي أنها كانت غير عربية ثم دخلت فيما بعد إلى اللغة العربية ..... ولذلك فإننا لا نستطيع أن نستخرج مشتقات لغوية عربية من كلمة (كمبيوتر) بل إن هذه الكلمة تبقى جامدةً كما هي.

 

وطبعاً ، كلمة (الصمد) كانت معروفة عند العرب وقد وردت في كلامهم ، فمثلاً :

يقول الطبري في  تفسيره ما يلي:

[* قال أبو جعفر: الصمد عند العرب: هو السيد الذي يُصمد إليه، الذي لا أحد فوقه، وكذلك تسمى أشرافها؛ ومنه قول الشاعر:
ألا بَكَرَ النَّاعي بِخَيْرَيْ بَنِي أسَدْ ... بِعَمْرِو بْنِ مَسْعُودٍ وبالسَّيِّدِ الصَّمَدْ
 

* وقال الزبرقان:
وَلا رَهِينَةً إلا سَيِّدٌ صَمَدُ] انتهى الاقتباس.


من خلال ما سبق 👆، يتبين لنا أن كلمة (الصمد) كانت معروفة عند العرب ، مع العلم بأن الشاعر (الزبرقان) هو صحابي أيضاً ، وهذا دليل على أن الصحابة كانوا يعرفون معنى كلمة ( الصمد).

وطبعاً، أنا أحضرت لكم الاقتباس من نفس المصدر الذي كان يقتبس منه ذلك الخــروف المسيحي ؛ لكي أثبت لكم أنهم عبارة عن  مجرد كــذابين.

----------------------------------------------

تاسعاً:

يا مسيخيين ، إذا أردتم أن تنسبوا كلمة (الصمد) إلى اللغة السريانية ، فإنه ينبغي عليكم -أولاً- أن تثبتوا لنا أن تلك الكلمة وردت في اللغة السريانية فقط دون غيرها من اللغات السامية وخاصة العربية..... لذلك يقول اللغوي السرياني الأصل - الأب / أنستاس ماري الكرملي في كتابه (نشوء اللغة العربية ونموها واكتمالها| صفحة 67) ما يلي:

[كثيراً ما يقول العـبريون أن اللفظة العربية الفلانية هي من العبرية ، وكذلك يزعم من كان عارفاً باللغة الآرامية..... ولا تكون الكلمة العربية من العبرية أو الآرامية إلا إذا كانت تلك الكلمة خاصة بشؤون بني إرم أو بني إسرائيل. أما الألفاظ العامة المشتركة بين الساميين جميعاً، فليس ثَم فضل لغة على لغة]

 

وطبعاً، أنا أثبت لكم بالدليل أن كلمة (الصمد) كانت معروفة عند العرب قديماً، وبالتالي من الخطأ أن ننسب كلمة (الصمد) إلى اللغة السريانية فقط.

-------------------------------------------

عاشراً:

ذلك المسيحي الـجـاهل يعتقد أن اللغة الآرامية هي نفسها اللغة السريانية ، وهذا ما يعتقده معظم المسيحيين ...... ولكن هذا جـهـل خطير من هذا المسيخي وأمثاله ؛ لأن اللغة الآرامية ليست هي اللغة السريانية بالضبط.... لذلك يقول اللغوي السرياني الأصل - الأب / أنستاس ماري الكرملي في كتابه (نشوء اللغة العربية ونموها واكتمالها| صفحة 67) ما يلي :

[ اللغة الآرامية (التي يسميها بعضهم خطأً سريانية أو كلدانية) ويدعوها بعض أبناء الضاد (اللغة النبطية) ، وهي أصح من قولهم سريانية أو كلدانية ؛ لأن النبطية هي المندائية أي أنها اللغة الآرامية ببعض مزايا وخصائص وبخلوها من أحرف الحلق الضخمة كالحاء والخاء والعين.] انتهى الاقتباس.

 

*** اللغة السريانية قد تكون فرع أو امتداد أو تطور للغة الآرامية ، ولكنها ليست هي اللغة الآرامية نفسها.

-----------------------------------------

النقطة الحادية عشر:

المسيخيون يلعبون لعبة قــذرة حيث أنهم يجلبون كلمة قرآنية عربية ثم يبحثون عن أي كلمة سريانية أُخري لها نفس النطق ثم يزعمون أن الكلمة القرآنية مأخوذة من اللغة السريانية ، وهذا الأسلوب الرخـيـص لا يصدر أبداً عن شخص مثقف واعٍ ؛ لأنه من المعروف أن معظم اللغات العالمية تتشابه فيما بينها في نطق كلمات معينة ولكن تلك الكلمات تختلف معانيها من لغة إلى أخرى..... ، فمثلاً:

كلمة (إنسان) هي كلمة عربية تعنى مخلوق بشري ، أما كلمة (insane) فهي كلمة إنجليزية معناها : (مـعـتوه) ؛ فهاتان الكلمتان لهما نفس النطق ولكنهما مختلفتان عن بعضهما في المعنى ......

بل الأدهى من ذلك أن أولئك المسيـخـيين  يزعمون -دائماً- أن القرآن سرق من اللغة العبرية أو الآرامية   ..... وأنا أود أن أسألهم سؤالاً:

لماذا زعمتم أن القرآن سـرق من العبرية والآرامية بالذات دون غيرهما من اللغات؟!

الإجابة: لأنكم - يا مسيخيين- تتحيزون إلى لغاتكم الأصلية ، ولذلك فإنكم تحاولون أن تنسبوا القرآن إلى لغاتكم الأصلية فقط دون غيرها من اللغات ، ولكن هيهات ثم هيهات .... لن تفلحوا في مسعاكم النـجـس ؛ فالقرآن الكريم نزل عربياً وسيظل عربياً رغم أنوفكم النـجـسة.

-------------------------------------

النقطة الثانية عشر:

بعدما زعم ذلك المسيـخـي بأن كلمة (الصمد) عبارة عن كلمة سريانية معناها : (الجامع أو الرابط أو الواثق) ، فإنه قال بعدها بأن ذلك دليل على أن الله ثالوث في واحد.....

 

وأنا أرد على ذلك الـهـراء السابق وأقول:

1- نحن أثبتنا لكم أن كلمة (الصمد) هي كلمة عربية أصيلة وليست مسروقة من السريانية.

2- كلمة (الصمد) وردت في القرآن مقترنة بــ (أل) التعريف ، وكلمة (الصمد - بوجود أل التعريف) لا توجد في اللغة السريانية.

3- هذا المسيـخـي لا يعرف شيئاً عن اللغة السريانية ؛ لأنه يعتقد أن الكلمة السريانية (ܨܡܕ) معناها : (رابط أو جامع) ، ولكن في الحقيقة ، الكلمة السريانية (ܨܡܕ) معناها : (ربط أو أوثق) ، وليس معناها (الرابط أو الجامع). 

4- حتى لو افترضنا  أن كلمة (الصمد) هي كلمة سريانية معناها (الجامع أو الرابط) ، فإن ذلك ليس دليلاً على أن الله ثالوث في واحد ؛ لأن عبارة (الله الجامع) قد يكون معناها : الله الذي يجمع الناس يوم القيامة للحساب .....أو....

وعبارة (الله الرابط)  قد يكون معناها : الله الذي يربط بين قلب الزوجين.... أو الله الذي يحافظ على ترابط جزيئات المواد الكونية ؛ فلا يتفكك الكون أو يتفسخ من بعضه... 

يقول الكتاب المقدس في رسالة رومية - الأصحاح 7:

2- فالمرأة المتزوجة تربطها الشريعةُ بالرجل ما دام حياً ، فإذا مات تحررت من رباط الشريعة هذا. (الترجمة العربية المشتركة)


4- وحتى لو افترضنا أن عبارة (الله الرابط) تعنى أن الإله عبارة عن أقانيم مرتبطة ببعضها ، فلماذا لا يكون هذا الإله عبارة عن خمسة أو ستة أقانيم مرتبطة ، ولماذا يقتصر الإله على ثلاثة أقانيم فقط؟!

مع العلم أن الله قد نفى عنه فكرة الثالوث الغـبية حيث قال :

{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 73} سورة المائدة.

 

5- ذلك المسيحي لا يعرف الفرق بين كلمة (الواثق) وكلمة (موثِق).... ؛ فكلمة (الواثق) معناها : (الشخص الذي لديه ثقة) ، أما كلمة (الموثِق) فمعناها : (الشخص الذي يربط).

-----------------------------------------------------

النقطة الثالثة عشر:

الديانة المسيحية يوجد بها ألفاظ غريبة ، وهذه الألفاظ ليست من اللغات الأصلية للكتاب المقدس أو للمسيحيين، فمثلاً:

يقول السنكسار القبطي (النيروز|رأس السنة القبطية للشهداء|1 توت) ما يلي:

[النيروز كلمة فارسية معناها اليوم الجديد]

أي أن كلمة (نيروز) هي كلمة مأخوذة من بلاد فارس حيث المجوس...، فلماذا يسـخـر المسيـخـيون من القرآن الكريم؟!

--------------------------------------------------- 

وفي النهاية ، أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده ، وإن كان من سهو أو زلل فمني ونرجو المسامحة عليه.

لا تنسونا من صالح الدعاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته👋👋👋.

___________________________________

المراجع:



 



 










صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا