يقول الكتاب المقدس في سفر أيوب - الأصحاح 2 :
9- فقالت له امرأته: أنت متمسك بعدُ بكمالك ، بارك الله ومت. (ترجمة الفاندايك)
من خلال النص السابق الموجود في الفاندايك👆 ، نجد أن زوجة النبي أيوب تأمره بأنه يبارك الرب ثم يموت بسلام بعدها..... ، ولكننا عندما نرجع إلى التراجم العربية والأجنبية الأخرى ، فسنجد أن زوجة النبي أيوب تقول له : اكـفـر / الـعـن / سـب الرب ثم مت.
وطبعاً، المعنيان مختلفان تماماً عن بعضهما بل ومتضادان .... ، فمن منهما هو الصحيح؟!
🌑 يقول القمص / أنطونيوس فكري في كتابه (تفسير سفر أيوب | صفحة 20) ما يلي:
[بارك الله ومت : كلمة (بارك) تحمل معنيين: 1) الدعاء بالخير للآخرين؛ 2) الدعاء بالشر ضد الأعداء. وبهذا نفهم أن كلمة (بارك الله ومت) تحمل المعنى الثاني أي جدف على الله ومت (وهكذا ترجمتها الترجمة الإنجليزية واليسوعية) ويكون المعنى أن الله لن ينفعك بشيء إن طلبته، وأنت مائت لا محالة بسبب أمراضك فماذا يجديك أن تصرخ قائلًا يا رب. كف عن أن تبارك الرب وجدف عليه فهو سبب آلامك المميتة. وهناك تفسير آخر فالكلمة (بارك) قد تحمل معنى السـخـرية والنفور كما يصرخ إنسان في إنسان آخر قائلًا (مع السلامة) وذلك ليطرده. ويكون المعنى المقصود انكر الله وأتركه حتى لو أدي تجديفك عليه أن تموت ؛ فموتك خير من حياتك وأنت تتـألم هكذا.] انتهى الاقتباس.
إذن من خلال كلام القمص / أنطونيوس فكري 👆، فإن عندنا معنيان متضادان لكلمة (بارك الله) ، فأحدهما تدل على التمسك بالرب ، والأخرى تدل على الكـفـر بالرب...... ، ولكن الكنيسة فضلت المعني الثاني!
***والأغرب من ذلك هو وجود اختلاف كبير جداً بين النص العبري والنص اليوناني السبعيني لسفر أيوب.... ، فمثلاً:
🔵 لو ترجمنا النص العبري الماسوري ، فسنحصل على النص التالي :
7- فخرج الشـيـطان من حضرة الرب وضـرب أيوب بقرح رديء من باطن قدمه إلى هامته.
8- فأخذ لنفسه شقفة ليحتك بها وهو جالس في وسط الرماد.
9- فقالت له امرأته: أنت متمسك بعدُ بكمالك ، بارك الله ومت.
*******************
🔵 أما لو نظرنا إلى النص السبعيني اليوناني وقمنا بترجمته ، فسنحصل على النص التالي:
6- فخرج الشـيـطان من حضرة الرب وضرب أيوب بقرح رديء من باطن قدمه إلى هامته.
7- ربما تظن أن علته خفيفة إذ أنك تسمع كلام عن قُرح ، لكن اسمع التالي "وأخذ أيوب شقفة ليحك بها الصديد".
8- فلما مضى وقت طويل قالت له امرأته: حتى متى تصمد قائلاً : "هوذا أنا صابر قليلاً منتظراً رجاء خلاصي"
9- وهي أضافت قولها "هوذا ذكرك قد مُحي من الأرض ، (مات) أبناؤك وبناتك ، آلام ووجـع أحشائي الذين ولدتهم باطلاً في التعب والآلام"
10- إنها تقول "أنت نفسك جالس على المـزبـلة (حرفياً العـفـونة) وسط الدود وتمضي كل الليالي في العـراء ، أما أنا فتائهة وأجـيرة"
11- وتكمل حديثها قائلة "تائهة من موضع إلى آخر ، منتظرة اللحظة التي فيها تغرب الشمس ؛ كي أستريح من أتعابي وآلامي التي أحدقت بي ، إذاً قل كلمةً على الرب ومت.
12- إنه ألقى عليها نظرة.....
----------------------------------
👆 من خلال مقارنة النص العبري مع النص اليوناني السبعيني ، نجد أن هناك اختلاف كبير جداً بين النصوص حيث أن هناك نصوص كثيرة محذوفة من النص العبري ، وهذا ينـسـف إدعاء المسيحيين بأن مخطوطات الكتاب المقدس متطابقة.
وطبعاً، يمكنكم أن تجدوا النصوص اليونانية السبعينية مترجمةً في كتاب (سفر أيوب للقديس يوحنا ذهبي الفم |من صفحة 47 إلى 55) او يمكنكم إيجادها في تفسير القمص/ تادرس يعقوب ملطي أو غيرها من الكتب.
فعلى أي مخطوطات الكتاب المقدس نعتمد : هل نعتمد على مخطوطات النص العبري الأحدث أم نعتمد على مخطوطات النص السبعيني اليوناني الذي هو أقدم من النص العبري....؟!
------------------------------------------------
وفي النهاية ، أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده ، وإن كان من سهو أو زلل فمني ونرجو المسامحة عليه.
لا تنسونا من صالح الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته👋👋👋.
_____________________________________
المراجع:
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا