القديس يوستينوس الشهيد ونظرته إلى الثالوث

المـقدمـة:

اليوم ، سنأخذ عدة اقتباسات مهمة عن يوستينوس الشهيد الذي يُعتبر واحداً من القديسين العظماء عند المسيحيين ، ويُعتبر واحداً من آباء الكنيسة الأوائل الذين عاشوا في القرن الثاني الميلادي.

في الديانة المسيحية ، يحتل القديس يوستينوس الشهيد مكاناً سامياً ؛ نظراً لدفاعاته عن العقيدة المسيحية بل إن المسيحيين يحتجون به على صحة ألوهية المسيح في القرون الأولى للمسيحية....... لذلك دعونا نناقش عقيدة القديس يوستينوس الشهيد بشكل علمي.

-------------------------------------------------------------------------

المــوضــوع:

🔴 يقول الدكتور القس/ حنا جرجس الخضري في كتابه (تاريخ الفكر المسيحي- يسوع المسيح عبر الأجيال | المجلد الأول| صفحة 453) ما يلي:

[كما أن يوستينوس يعتقد بأن الابن أدنى من الآب ، وأن الروح القدس أقل من الابن ؛ فقد كتب يقول (إن الله اللوجوس هو إله وسيد أقل من الله خالق الكون) ، وعندما يتكلم عن الثالوث يضع الله السامي في المرتبة الأولى ، والمسيح في المرتبة الثانية ، والروح القدس في المرتبة الثالثة (دفاع 1: 13، 3: 4)] انتهى الاقتباس.      

 

من خلال الاقتباس السابق 👆، نجد أن القديس يوستينوس الشهيد كان مؤمناً بأن (اللوجوس/ يسوع) كان أقل في المكانة والعظمة من الآب خالق الكون.... وأيضاً ، كان يؤمن بأن الروح القدس أقل في المكانة والعظمة من الآب والابن.

 

🔴 بل ويقول الدكتور القس/ حنا جرجس الخضري في كتابه (تاريخ الفكر المسيحي- يسوع المسيح عبر الأجيال | المجلد الأول| صفحة 451) ما يلي:

[وعندما تعرض القديس يوستينوس لشرح علاقة الآب بالابن لم يستطع أن يتجنب السقوط في مشكلة التابعية أو الخـضـوع أي تابعية الابن للآب أو خضوع الابن للآب ؛ لأن الآب أعظم وأسمى منه ، فقد كتب يقول : (إن اللوغوس أصبح ابناً إلهياً ، ولكنه خـاضـع للآب (حوار 61)] انتهى الاقتباس.

 

من خلال الاقتباس السابق 👆، نجد أن القديس يوستينوس الشهيد كان يؤمن بأن يسوع خاضع للآب وليس مساوياً له في المكانة.

 

🔴 ويقول الدكتور القس/ حنا جرجس الخضري في كتابه (تاريخ الفكر المسيحي- يسوع المسيح عبر الأجيال | المجلد الأول| صفحة 451) ما يلي:

[ولقد ظن بعض اللاهوتيين أن يوستينوس قد أضعف أبدية اللوغوس بحواره (رقم 62: 4)] انتهى الاقتباس.

 

من خلال الاقتباس السابق 👆، نجد أن بعض اللاهوتيين يعتقدون أن يوستينوس لا يقول بالأبدية المطلقة ليسوع.

----------------------------------------

 والآن ، دعونا ننتقل إلى نقطة أخرى مهمة...


🔴 يقول الدكتور القس/ حنا جرجس الخضري في كتابه (تاريخ الفكر المسيحي- يسوع المسيح عبر الأجيال | المجلد الأول| صفحة 451، 452) ما يلي:

[من أهم المواضيع اللاهوتية التي عالجها يوستينوس موضوع اللوجوس. وفي شرحه لهذه العقيدة يرى بعض الروابط التي تربط المسيحية بالوثنية.........] انتهى الاقتباس.

 

من خلال الاقتباس السابق ، نجد أن القديس يوستينوس كان يري وجود ترابط وتشابه بين المسيحية والوثنية.

 

----------------------------------------

والآن ، دعونا ننتقل إلى نقطة أخرى .....

🔴 يقول الدكتور القس/ حنا جرجس الخضري في كتابه (تاريخ الفكر المسيحي- يسوع المسيح عبر الأجيال | المجلد الأول| صفحة 450، 451) ما يلي:

[ثم يشير يوستينوس إلى استعمال الجمع في (تكوين 1: 26 ، 3: 22) ، فالله يشرك اللوجوس في عملية الخليقة] انتهى الاقتباس.

 

من خلال النص السابق 👆 ، نجد أن يوستينوس يعترف بأن المسيحية هي عقيدة الشرك بالله.

 

*** ملحوظة :

النصوص السابقة (تكوين 1: 26 ، 3: 22) التي اقتبسها يوستينوس والأدلة التي ساقها يوستينوس لتبرير الشرك هي أدلة سـخـيـفة ؛ لأن اللغة العبرية تستخدم الجمع مع الإله من أجل التعظيم وليس من أجل الجمع كما فهم يوستينوس وغيره من المسيحيين اليوم.

-------------------------------------

والآن ، تعالوا بنا ننتقل إلى آخر نقطة مهمة....

🔴 يقول الدكتور القس/ حنا جرجس الخضري في كتابه (تاريخ الفكر المسيحي- يسوع المسيح عبر الأجيال | المجلد الأول| صفحة 453) ما يلي:

[التعاليم الأفلاطونية تركت تأثيراً عميقاً عليه لم يكن من السهل محوه ، بل إن الدارس المدقق لكتاباته الدفاعية والحوار يشتم رائحة وثنية في تعليمه عن اللوجوس وطريقه الانبثاق ؛ فإن خروج اللوجوس من الآب يشبه إلى حد ما خروج اللجوس (بعض الأرواح) من الإله العظيم في المفهوم الوثني الغنوسي.............. ومما لا شك فيه أن الدراسات الفلسفية الكثيرة التي درسها يوستينوس قبل تجديده تركت في تعاليمه بعض الآثار الوثنية. على أن هذا لا يقلل من عظمة ذلك الرجل الذي عاش ومات من اجل المسيح] انتهى الاقتباس.

 

من خلال النص السابق 👆، نجد أن القديس يوستينوس الشهيد كان متأثراً بالفلاسفة الوثنيين وكان يعتمد على أفكارهم في شرح العقيدة المسيحية وفي شرح نصوص الكتاب المقدس. وطبعاً ، جاء المسيحيون -بعد ذلك- واعتمدوا على أفكاره الوثنية في فهم المسيحية.

 

🔴 وأنا لاحظت أن يوستينوس يصف الفلاسفة الوثنيين (مثل هيراقيلطوس والفيلسوف الروائي ميزونيوس) بأنهم مسيحييون حتى وإن كانوا غير مسيحيين. (راجع كتاب (تاريخ الفكر المسيحي- يسوع المسيح عبر الأجيال | المجلد الأول| صفحة 453)

*************

وهنا تكمن عدة أسئلة:

1- يا مسيحيين ، هل تعتمدون على أولئك القديسين المتأثرين بالوثنية في تناقل العقيدة المسيحية عن أسلافكم؟!

2- هل ستصرون -بعد الآن- على أن يوستينوس ما يزال قديس وشهيد؟!

--------------------------

ملحوظة:

نحن -المسلمين- لا نؤمن بأن يوستينوس شهيد أو قديس ، ولكننا نصفه بالقديس والشهيد ؛ نظراً لأن الديانة المسيحية تعتبره كذلك ، ونحن نتحاور مع المسيحيين بما يؤمنون به هم وليس بما نؤمن به نحن.

--------------------------

وفي النهاية ، أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده ، وإن كان من سهو أو زلل فمني ونرجو المسامحة عليه.

لا تنسونا من صالح الدعاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته👋👋👋 

_________________________

المراجع:

 


 

 

 

 

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا