مــقدمــة:
يزعم الكثير من المسيحيين أن بولس رسول حقيقي، ولكن الغريب في الأمر هو أنني رأيت المسيحيين يحاولون أن يثبتوا رسولية بولس من خلال كتب الإسلام ....، ولذلك نحن سنرد عليهم ونثبت إفلاسهم وكــذب بولس رسولهم المزعوم.
وفي هذا البحث، سأحاول أن أحضر لكم كل الشبهات التي أثارها المسيحيون وخصوصاً اثنان من مشاهير المنصرين، وهما المدعو (دكتور غالي/ هولي بايبل) وصديقه (صوت الكلمة).
مع العلم أن هذا البحث طويل، ولكنه مهمٌ جداً ومفيدٌ جداً للرد على أي مسيحي يريد أن يناظر في موضوع: (هل بولس رسول حسب كتب الإسلام؟!) ، لذلك نرجو من المهتمين أن يقرأوا المنشور حتى النهاية.
෴෴෴෴෴෴෴
المــوضــوع:
*المبحث الأول:
حاول المسيحيون أن يبحثوا في القرآن الكريم عن أي آية تذكر رسولية بولس المزعومة، ولكنهم لم يجدوا أي آية قرآنية تذكر اسم بولس صراحةً، ثم حاول المسيحيون البحث في السُنة النبوية الصحيحة عن أي حديث يثبت رسولية بولس المزعومة، فلم يجدوا أي حديث صحيح يثبت ذلك ....
مع العلم أنه لم يُذكر اسم (بولس) في السُنة النبوية الصحيحة إلا في حديث واحد وهو:
هناك حديث نبوي ورد في (مسند أحمد | الجزء 11| صفحة 260) يقول ما يلي :
عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ أنه قَالَ:
[ يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ فِي صُوَرِ النَّاسِ، يَعْلُوهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الصَّغَارِ حَتَّى يَدْخُلُوا سِجْنًا فِي جَهَنَّمَ، يُقَالُ لَهُ: بُولَسُ. فَتَعْلُوهُمْ نَارُ الْأَنْيَارِ، يُسْقَوْنَ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ ; عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ ٍ.]
👆 من خلال الحديث السابق، نجد أن (بولس) هو اسم وادٍ أو سجن في جـهـنم حيث يتـعـذب فيه العصاة عـذاباً شديداً.....
بل إن المنصر المسيحي المدعو (أبو حمامة) اعترف علانيةً على قناته التنصيرية بأن اسم (بولس) لم يُذكر صراحةً في القرآن أو السنة النبوية.
وطبعاً، عندما عجز المسيحيون عن الإتيان بآية قرآنية أو حديث صحيح يثبتان رسولية بولس، فإنهم انتقلوا إلى البحث في كتب التفاسير الإسلامية؛ لكي يستخرجوا أي قول يثبت رسولية بولس!
وطبعاً، معظم الأقوال التي يقتبسها المسيحيون هي أقوال ضعيفة لبعض المفسرين، وتلك الأقوال تُعتبر أقوالاً مأخوذة من الإســرائيليات ومن على ألسنة أهل الكتاب الذين أسلموا، وليس عليها أي دليل صريح من القرآن الكريم أو السنة النبوية الصحيحة بل ليس لها سند معتبر...، لذلك يقول محمد عمر الحاجي في كتابه (موسوعة التفسير قبل عهد التدوين ١/٤٥) ما يلي:
[إذا كانت غالبية كتب التفاسير مليئة بالإسـرائيليات والموضوعات والخــرافات والقصص الخيالية، أليس الأجدر بنا أن نعود إلى المفسّر الأول للقرآن الكريم وهو خاتم الأنبياء محمد؟ نعم، فالعودة إلى الأصول من الأصول، وليس أخبر بكتاب الله بعد الله غير رسول الله. من هنا كانت فكرة إظهار التفسير النبوي الصحيح، حيث الاعتماد محصور بما ورد من أحاديث صحيحة، بعيداً عن الحشو والتضخيم.]
وطبعاً ، نحن سنناقش تلك الأقوال التي يستشهد بها المسيحيون واحدةً تلو الأخرى، ولكن يجب -أولاً- أن نعرف لماذا نحن كمسلمين ننكر رسولية بولس وننكر كونه رسولاً من عند الله؟!
الإجابة:
عندما نرجع إلى أحاديث النبي محمد، فسنجد أن النبي محمد يخبرنا بأنه لا يوجد أي نبي بينه وبين المسيح عيسى ابن مريم؛ فلقد روى البخاري ومسلم عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ :
[أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِابْنِ مَرْيَمَ، وَالْأَنْبِيَاءُ أَوْلَادُ عَلَّاتٍ لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ].
وحسب المعتقدات المسيحية، فإن تعريف (النبي) هو ذلك الشخص الذي يوحَى إليه بكلام من الرب، حيث يقول قاموس الكتاب المقدس (شرح كلمة : نبي - أنبياء - نبوة) ما يلي:
[الثابت أن الكتاب المقدس يعتبر أن النبي هو من يتكلم بما يُوحى به إليه من الله، فأقواله ليست من بنات أفكاره، ولكنها من مصدر أسمى] انتهي الاقتباس.
وطبعاً، المسيحيون يؤمنون أن بولس رسول كتب رسائله بوحي وإلهام وإرشاد من الرب عن طريق الروح القدس. والرسول عند المسيحيين هو شخص يمتلك مميزات النبيين وأكثر؛ أي أن الرسول عندهم أعلى مقاماً من النبيين.
وبالتالي، فإنه يتبين من حديث النبي محمد أن بولس شخص كــذاب وليس برسول ولا نبي ولم يأته وحي الله أبداً ...، ولهذا السبب نحن نرفض الإيمان برسولية بولس.
والغريب في الأمر هو أن الكــذاب غالي وصديقه قد اتهمونا زوراً وكذباً بأننا ننكر رسولية بولس بسبب حــقـدنا عليه....، ولكن في الحقيقة نحن - كمسلمين - ننكر رسوليته؛ نظراً لأنها تتعارض مع ديننا العظيم وليس كما زعم الكــذاب غالي وصديقه.
بالإضافة إلى أن رسائل بولس تذكر صــلــب المسيح صراحةً، ولكن الله قد أخبرنا في القرآن بأن المسيح لم يُصلب، وبالتالي من المستحيل أن يكون بولس رسولاً من عند الله؛ لأنه لو كان رسولاً فعلاً، لكان الله أخبره بعدم صلب المسيح.
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
وإذا رجعنا إلى علماء الإسلام ، فسنجد أن معظمهم يعتقدون أن بولس عبارة عن كاذب....، فمثلاً:
🔴 يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (مجموع الفتاوى| 4/ 518) ما يلي:
[وَأَوَّلُ مَنْ ابْتَدَعَ الْقَوْلَ بِالْعِصْمَةِ لِعَلِيِّ وَبِالنَّصِّ عَلَيْهِ فِي الْخِلَافَةِ: هُوَ رَأْسُ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِـقِـينَ ”عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَبَأٍ” الَّذِي كَانَ يَـهُـودِيًّا فَأَظْهَرَ الْإِسْلَامَ، وَأَرَادَ فَسَادَ دِينِ الْإِسْلَامِ كَمَا أَفْسَدَ بولص دِينَ النَّصَارَى].
🔴 ويقول شيخُ الإسلام ابنُ تيمية في كتابه (مجموع الفتاوى | 28/ 483) ما يلي:
[وَقَدْ ذَكَرَ أَهْلُ الْعِلْمِ أَنَّ مَبْدَأَ الرَّفْضِ إنَّمَا كَانَ مِنْ الزِّنْـدِيـقِ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبَأٍ ؛ فَإِنَّهُ أَظْهَرَ الْإِسْلَامَ وَأَبْطَنَ الْيَـهُـودِيَّةَ، وَطَلَبَ أَنْ يُفْسِدَ الْإِسْلَامَ كَمَا فَعَلَ بولص النَّصْرَانِيُّ الَّذِي كَانَ يَهُودِيًّا فِي إفْسَادِ دِينِ النَّصَارَى].
👆هذا هو كلام علمائنا عن بولس الكذاب...
෴෴෴෴෴෴෴෴෴
المبحث الثاني:
والآن ، تعالوا بنا نذكر الأدلة التي ذكرها الكـذاب / غالي وصديقه؛ لكي يثبتوا رسولية بولس، ثم سوف نرد على أدلتهما الهشة بمشيئة الله تعالى.
قام الكــذابان المسيحيان (دكتور غالي/ هولي بايبل) وصديقه بذكر بعض الآيات القرآنية ثم ذكروا بعض أقوال المفسرين لها، ولقد بدأ هذان الكذابان بالآية القرآنية التي تقول :
{وَقَالَتِ الْيَـهُـودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُـعَـذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُـعَـذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18)} سورة المائدة.
ثم قام الكذاب /غالي وصديقه بذكر قول الآلوسي في تفسير الآية السابقة حيث يقول الآلوسي:
[وقال بولس الرسول فى رسالته إلى ملك الروم : "إن الروح تشهد لأرواحنا أننا أبناء الله وأحباؤه"]
*****
وأنا أرد عليه وأقول :
1- يا دكتور غالي ، يا جــحــش الفرى ، الآية التي وردت في (سورة المائدة 18) لم تقل أن بولس رسول، بل إنها لم تذكر اسمه أصلاً، بل إنها لم تتكلم أصلاً عن أي رسل.
وطبعاً، الكذاب غالي وصديقه يضعان لك الآيات القرآنية كما سبق وكما سيتأتي بعد ذلك مراراً وتكراراً؛ لكي يوهموا المشاهد بأن القرآن يثبت رسولية بولس، ولكن الأمر خلاف ذلك تماماً؛ لأن القرآن لم يتحدث أصلاً عن رسولية بولس ... لا بشكل صريح ولا بشكل ضمني، بل كل أدلتهم عبارة عن مجرد آراء ضعيفة من المفسرين.
2- الكذاب غالي قد بتر كلام الآلوسي من سياقه ؛ فنحن لو ذهبنا إلى تفسير الآلوسي فسنجد أن الآلوسي كان يرد على إدعاءات أهل الكتاب حينما زعموا بأنهم أبناء الله وأحبابه حيث أن هناك جماعة من أهل الكتاب جاءوا إلى النبي محمد وسـخـروا منه، وقالوا بأنهم لا يخافون شيئاً نظراً لأنهم مقربون من الله ولأنهم أبناءه وأحباءه....
فرَّد عليهم القرآنُ الكريمُ قائلاً بأنكم يا يـهـود ويا نصارى مذنبون، والله يـعـذبكم بتلك الذنوب الكبيرة التي تقترفونها، ولذلك فإنه من المستحيل أن تكونوا أبناء الله أو أحباءه؛ فأنتم ترتكبون الذنوب الكبيرة الكثيرة.
ولقد حاول الآلوسي أن يوضح ما يقصده القرآن الكريم في الآية السابقة، ولذا بدأ الآلوسي في إقامة الحجة على اليـهـود والنصارى، وذلك من خلال أسفارهم التي يؤمنون بها، حيث بدأ الآلوسي في اقتباس نصوص من الكتاب المقدس وتحديداً من توراة موسى ثم المزامير، ثم رسالة يوحنا الأولى، ثم الأناجيل، ثم رسائل بولس....
وقد اقتبس الآلوسي عدة نصوص من الكتاب المقدس توضح أن صفة (أبناء الله) تُطلق على الصالحين والمطيعين والمؤمنين، ثم ذكر الآلوسي ذنوب أهل الكتاب مثل عبادة العـجـل وغيرها ..... ثم استنتج الآلوسي بأنه من المستحيل أن يكون اليـهـود والنصارى أبناءً لله ولا أحباءه؛ نظراً لأنهم ليسوا مطيعين بل إن لهم العديد من الذنوب وذلك بإعتراف كتبهم هم.
وبالتالي من خلال ما سبق، نستنتج أن الآلوسي كان يخاطب المسيحيين من كتبهم وبما يعتقدونه هم، وهذا يفسر لنا سبب وصف الآلوسي ليوحنا بــ (الإنجيلي) ووصف بولس بــ (الرسول) بالرغم من أن الآلوسي لا يؤمن بأن بولس رسول أصلاً ولا يؤمن بأن يوحنا إنجيلي..... ولذلك قال الآلوسي في نهاية كلامه ما يلي :
[وأبناء الله إنما يُطلق في مقام الافتخار على المطيعين كما نطقت به كتبكم أو إن صح ما زعمت]
(المرجع: تفسير الآلوسي - روح المعاني| الجزء الثالث | صفحة 273)
👆 إذن، من خلال العبارة السابقة ، يتبين أن الآلوسي كان يخاطب المسيحيين من كتبهم وبما يؤمنون به هم ، وليس بما يؤمن الآلوسي به ؛ أي أن الآلوسي لا يؤمن برسولية بولس، بل إن الآلوسي نفسه قد طعن طعناً صريحاً في كتب المسيحيين عندما قال عبارة: (إو إن صح ما زعمت)؛ أي أن الآلوسي يُكذِّب كتب المسيحيين أصلاً.
ومن المعروف عند الباحثين أنك عندما تخاطب الخصوم فإنك تخاطبهم بما يؤمنون هم به وليس بما تؤمن أنت به ....، فمثلاً :
الدكتور/ منقذ السقار لا يؤمن برسولية بولس ولا يؤمن بالكتاب المقدس، وبالرغم من ذلك فإنه يستخدم عبارة (بولس الرسول) في مؤلفاته كما ورد -مثلاً- في كتابه (هل العهد الجديد كلمة الله | صفحة ٤٣)
وإذا رجعنا إلى تفسير الآلوسي ، فسنجد أنه مليئ بالنصوص التي تدل على عدم إيمان الآلوسي بالكتاب المقدس، وسأذكر لكم سبع اقتباسات من (تفسير الألوسي - روح المعاني)، فمثلاً:
🔴 يقول الآلوسي في كتابه (تفسير الألوسي - روح المعاني| الجزء 14| صفحة 189) ما يلي:
[... وآتيناه الإنجيل : بأن أوحينا إليه ، وليس هو الذي بين أيدي النصارى اليوم أعني المشتمل على قصة ولادته وقصة صلبه المفتراة...]
👆 فمن خلال الاقتباس السابق، نجد أن الآلوسي يقول أن الإنجيل المذكور في القرآن الكريم ليس هو الإنجيل أو الأناجيل الموجودة بين أيدي النصارى اليوم، بل ويقول الآلوسي بأن قصة صلب المسيح هي قصة مفتراة...، وطبعاً، بولس قد اعتقد بصـلب المسيح، وبالتالي فإن الآلوسي يصف بولس بأنه يفترى الكـذب فيما يتعلق بالصـلـب.
🔴 ويقول الآلوسي في نفس كتابه (المجلد 14 |صفحة 281) ما يلي:
[وأنا أقول: الأناجيل عند النصارى أربعة : إنجيل متى.....وإنجيل مرقص....وإنجيل لوقا.... وإنجيل يوحنا .... وهي مختلفة، وفيها ما يشهد الإنصاف بأنه ليس كلام الله ولا كلام عيسى كقصة صلبه الذي يزعمونه ودفنه ورفعه من قبره إلى السماء.]
👆 من خلال الاقتباس السابق ، نجد أن الآلوسي كان ينكر كون الأناجيل الحالية وحياً من عند الله، بل ويقول الآلوسي أنها قصص وأكاذيب مفتراة.
🔴 ويقول الآلوسي في تفسيره (المجلد 2 | صفحة 198) ما يلي :
[ومما يؤيد وقوع التغيير في كتب الله تعالى وأنها لم تبق كيوم نزلت وقوع التناقض في الأناجيل وتعارضها وتـكـاذبها وتهافتها ومصادمتها بعضها ببعض، فإنها أربعة أناجيل: الأول إنجيل متى.... والثاني إنجيل مرقس..... والثالث إنجيل لوقا.... والرابع إنجيل يوحنا..... وقد تضمن كل إنجيل من الحكايات والقصص ما أغفله الآخر، واشتمل على أمور وأشياء قد اشتمل الآخر على نقيضها أو ما يخالفها، وفيها ما تحكم الضرورة بأنه ليس من كلام الله تعالى أصلاً......]
👆 من خلال الاقتباس السابق ، يتبين أن الآلوسي كان يؤمن بوجود التناقض بين الأناجيل الأربعة الحالية الموجودة بين أيدي المسيحيين اليوم بل إن الآلوسي قال صراحةً بأن تلك الأناجيل ليست من كلام الله عز وجل ، بل الأدهي من ذلك هو أن الآلوسي ذكر أيضاً أمثلة على التناقضات الموجودة بين الأناجيل الأربعة مثل قصة اللصـين الذين صُلبنا مع المسيح ولكنني فضَّلت أن اختصر الاقتباس....، لذلك إذا كنتم تريدون المزيد من الاستفادة فعليكم بالرجوع إلى تفسير الآلوسي.
🔴 ويقول الآلوسي في تفسيره (الجزء10 | صفحة 292) ما يلي:
[ومن سبر التوراة التي بأيدي اليـهـود اليوم رأى أكثرها مُبدَّلاً]
👆 من خلال الاقتباس السابق، نجد أن الآلوسي يؤمن بأن التوراة محرفة ومبدلة.
🔴 ويقول الآلوسي في تفسيره (الجزء 1| صفحة 303) ما يلي:
[وقد رُوي أنهم كتبوا في التوراة ما يدل على خلاف صورة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وبثوها في سفهائهم وفي العرب، وأخفوا تلك النسخ التي كانت عندهم بغير تبديل وصاروا إذا سُئلوا عن النبي، يقولون: ما هذا هو الموصوف عندنا في التوراة؟!، ويُخرِجون التوراة المبدلة ويقرؤونها، ويقولون: هذه التوراة التي أُنزِلت من عند الله، ويُحتَمَل أن يكون المراد به ما كتبوه من التأويلات الزائغة وروَّجوه على العامة.]
👆من خلال الاقتباس السابق، نجد أن الآلوسي يذكر لنا تحريف أحبار اليــهــود للتوراة؛ لكي يخفوا البشارات عن النبي محمد.
🔴 ويقول الآلوسي في تفسيره (الجزء 10| صفحة 292) ما يلي :
[وأجيبُ بأن غـضـب النبي صلّى الله تعالى عليه وسلّم من ذلك لما أن التوراة التي بأيدي اليـهـود إذ ذاك كانت محرفة، وفيها الزيادة والنقص، وليست عين التوراة التي أُنزلت على موسى.]
👆 من خلال الاقتباس السابق ، نجد أن الآلوسي يؤمن بوقوع التحريف في التوراة التي بين أيدي اليــهــود والمسيحيين اليوم.
🔴 ويقول الآلوسي في تفسيره (الجزء 1 | صفحة 426) ما يلي :
[ومن ذلك أن يُصلِحوا قومهم بالإرشاد إلى الإسلام بعد الإضلال، وأن يُزِيلوا الكلام المحرف، ويكتبوا مكانه ما كانوا أزالوه عند التحريف.]
👆من خلال الاقتباس السابق، نجد أن الآلوسي ينصح أهل الكتاب بأن يُزِيلوا التحريفات التي وضعوها في كتبهم...
وهناك عشرات الاقتباسات الأخرى من كتابات الآلوسي، ولكنني أود أن أختصر البحث، مع العلم بأن الاقتباسات التي أوردتها لكم هي كفيلة بإثبات أن الآلوسي لا يؤمن أصلاً بكتب اليــهــود أو المسيحيين، وبالتالي فإن الآلوسي لا يؤمن برسولية بولس بل كان يخاطب المسيحيين بما يؤمنون به هم ، وهذا الأسلوب شائع في المناظرات التي تجرى بين المسلمين والمسيحيين ، وهو أسلوب مخاطبة الخـصـم بما يؤمن به هو.
3- ولو افترضنا أن الآلوسي قال بأن بولس رسول حقيقي ... فهل نصدقه ؟!
الإجابة: لا لا لا ؛ لأن الآلوسي وُلد سنة 1803م ، أي بعد موت النبي محمد بمئات السنين. والآلوسي لم يذكر أي آية قرآنية أو حديث صحيح يتكلمان عن رسولية بولس المزعومة ، وبالتالي هو لم يأت بأي دليل على كلامه، وبالتالي لا يصح الاحتجاج به.
෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴
ثانياً:
الكذاب غالي ذكر الآية القرآنية التي تقول:
{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آَلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (19) الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20)} سورة الأنعام
ثم قام الكــذاب/ غالي باقتباس كلام موجود في كتاب (نظم الدرر) للبقاعي حيث يقول:
[قال ابن إسحاق: وكان من بعث عيسى ابن مريم من الحواريين والأتباع الذين كانوا بعدهم في الأرض بطرس الحواري ومعه بولس - وكان بولس من الأتباع ولم يكن من الحواريين - إلى رومية ، وأندرائس ومنتا إلى الأرض التي يأكل أهلها الناس، وتوماس إلى أرض بابل من أرض المشرق وقيبليس إلى قرطاجنة، وهي إفريقية، ويحنس إلى أقسوس قرية الفتية أصحاب الكهف، ويعقوبس إلى أوراشلم وهي إيلياء قرية بيت المقدس، وابن ثلما إلى الأعرابية، وهي أرض الحجاز، وسيمن إلى أرض البربر، ويهودا ولم يكن من الحواريين ، جُعل مكان يودس.]*******************
وأنا أرد عليه وأقول:
1- الآية القرآنية لم تذكر رسولية بولس، بل إنها لم تذكر اسمه أصلاً. والآية أصلاً لم تتكلم أي رسل للمسيح.
2- الكـــذاب غالي -دائماً- يستشهد بأقوال ضعيفة لبعض المفسرين ولا دليل عليها من القرآن الكريم أو السنة النبوية الصحيحة.
3- ابن اسحاق لم يذكر لنا سند هذا الكلام إلى النبي، بل إن ابن اسحاق لم يقل أن هذه الأخبار مأخوذة من كلام النبي.
والصحيح هو أن هذه الأخبار مأخوذة من كتب أهل الكتاب (النصارى) أنفسهم، ولذلك فإن المؤرخ ابن خلدون ذكر عبارات ابن إسحاق السابقة في كتابه (تاريخ ابن خلدون| المجلد الثاني | صفحة 173) ، وقال بأنها من اعتقادات النصارى وعلمائهم حيث يقول ابن خلدون ما يلي :
[وعند علماء النصارى أن الذي بُعِثَ من الحواريين إلى رومة: بطرس ومعه بولس من الأتباع ولم يكن حوارياً]
من خلال الكلام السابق 👆، نجد أن المؤرخ (ابن خلدون) قد نسب هذا الاعتقاد إلى النصارى وعلمائهم وليس إلى المسلمين ولا إلى النبي محمد.
ونحن عندما نرجع إلى كتب رجال الجرح والتعديل ، فسنجد أنهم يؤكدون أن ابن اسحاق كان يروي قصصاً مأخوذة من أهل الكتاب .....، فمثلاً:
🔴 يقول السيوطي في كتابه (الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة ١/٢٢٥) ما يلي
[وكتب ابن إسحاق أكثرها عن أهل الكتاب.]
🔴 ويقول ابن حجر العسقلاني في كتابه (العجاب في بيان الأسباب ١/٢٦٣) ما يلي:
[فإن من جملة ما عابوه على ابن إسحاق أنه كان يعتمد على أخبار بعض أهل الكتاب فيما ينقله عن الأخبار الماضية.]
🔴 ويقول الخطيب البغدادي في كتابه (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي| المجلد الثاني |صفحة 163) ما يلي:
[فأما ابن إسحاق فقد تقدمت منا الحكاية عنه أنه كان يأخذ عن أهل الكتاب أخبارهم ويضمنها كتبه.]
🔴 يقول مرعي الكرمي في كتابه (الفوائد الموضوعة في الأحاديث الموضوعة ١/٧١) ما يلي:
[وكتب ابن إسحاق أكثرها عن أهل الكتاب.]
🔴 ويقول أحمد العامري في كتابه (الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث ١/٢٦٨) ما يلي :
[وكتب ابن إسحاق فأكثرها من أهل الكتاب.]
🔴 ويقول المقريزي في كتابه (المقفى الكبير| المجلد الخامس| صفحة 167) ما يلي :
[وأُنكر عليه أنه كان يحمل عن اليـهـود والنصارى ويسميهم في كتابه «أهل العلم الأوّل»!]
🔴 ويقول على الجندي في كتابه (تاريخ الأدب الجاهلي ١/١١٩ ) ما يلي:
[محمد بن إسحاق: ....... وكان يحمل عن اليـهـود والنصارى، ويسميهم في كتبه: أهل العلم.]
🔴 ونفس الاقتباس السابق قاله الإمام محمد الخضر حسين في موسوعته (موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين |المجلد الثامن| صفحة 228)
وبالتالي فإن كلام ابن اسحاق في مسألة رسولية (بولس) ليس بحجة علينا؛ لأنه منقول من النصارى وليس من النبي محمد...
مع العلم أن ابن اسحاق وُلد بالمدينة المنورة بعد موت النبي محمد بحوالى 70 سنة؛ أي أنه لم يسمع من النبي محمد مباشرةً.
4- كلام ابن إسحاق عن رسولية بولس قد اقتبسه ابن هشام في (سيرة ابن هشام) ، ثم اقتبسه السهيلي في كتابه (الروض الانف) ، واقتبسه البقاعي في كتابه (نظم الدرر في تناسب الآيات والسور)...، وقد بحثت بنفسي في كتاب (المغازي) لابن إسحاق، فلم أجد أي ذكر لبولس.
وهناك مصدر واحد فقط قد ذكر سنداً للرواية عن ابن إسحاق وهو كتاب (تاريخ الرسل والملوك للطبري):
يقول الطبري في كتابه (تاريخ الرسل والملوك| الجزء الأول | صفحة 602) ما يلي :
[حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة ، عن ابن اسحاق : والنصارى يزعمون أنه توفاه الله سبع ساعات من النهار، ثم أحياه الله، فقال له: اهبط ، فانزل على مريم المجدلية في جبلها، فإنه لم يبك عليك أحد بكاءها، ولم يحزن عليك أحد حزنها، ثم لتجمع لك الحواريين، فبُثهم في الأرض دعاةً إلى الله..... فجمعت له الحواريين ، فبَثَهم وأمرهم أن يبلغوا الناس عنه ما أمره الله به ..... وكان ممن وجه من الحواريين والأتباع الذين كانوا في الأرض بعدهم : بطرس الحواري ومعه بولس - وكان من الأتباع، ولم يكن من الحواريين- إلى رومية، وأندراييس ومثني إلى الأرض التي يأكل أهلها الناس.]
وبالتالي من خلال ما سبق 👆, نجد أن ابن إسحاق لم يقل هذا الكلام من تلقاء نفسه، بل إن ابن إسحاق قد نقل هذا الكلام عن النصارى أنفسهم وليس عن المسلمين؛ حيث أنه بدأ كلامه بعبارة: (والنصارى يزعمون كذا وكذا......).
ومن المعروف عند رجال الجرح والتعديل أن نقل الطبري عن ابن إسحاق هو ما جعل كتب الطبري مليئة بالإسـرائيليات المأخوذة من اليـهـود والنصاري لذلك لو فتحنا كتاب (صحيح وضعيف تاريخ الطبري ١/٨٦) ، فسنجد ما يلي:
[في تاريخ الرسل والأنبياء، اعتمد الطبري على كتب التفسير، وكتب السيرة النبوية، وخاصة كتب وهْب بن منبه، ومنها كتابه «المبتدأ والخبر»، وسيرة ابن إسحاق، ومن هنا تسرّبت الإسرائيليات إلى كتابه.]
بالإضافة إلى أن تلك الرواية المنسوبة إلى ابن إسحاق والتي تتكلم عن رسولية بولس هي رواية ضعيفة ولا يصح الاحتجاج بها ؛ نظراً لوجود (ابن حميد) في سندها ، وابن حميد متروك الحديث ؛ فعندما نفتح كتاب (سير أعلام النبلاء⇐ الطبقة الثانية عشرة ⇐ محمد بن حميد | الجزء 11 | صفحة 503) ، فسنجد أن ابن حميد كان منكر الحديث وصاحب عجائب.
ومن الجدير بالذكر أننا إذا ذهبنا إلى كتاب (صحيح وضعيف تاريخ الطبري | الجزء 6| صفحة 411) ، فسنجد أن المحقق قال في هامش الكتاب أن الرواية المتعلقة برسولية بولس هي رواية ضعيفة.
وفي الصفحة التالية (صفحة 412)، نجد أن المحقق علَّق على رواية أُخرى لابن حميد قائلاً :
[شيخ الطبري (ابن حميد) هنا ضعيف ومتهم بالكذب.] انتهي الاقتباس.
ومن المعلوم أن ابن حميد كان أحد شيوخ الطبري أي أن محققي تاريخ الطبري يقولون أن ابن حميد راوي تلك الأحاديث هو كـذاب وضــعـيف
***ملحوظة : محمد بن طاهر البرزنجي هو من قام بتحقيق كتاب (تاريخ الطبري) وخرَّج رَواياته وعَلَّقَ عليها ، وكان ذلك بإشرافِ ومُراجعَة المحقِّق الشهير / محمد صبحي حسن حلّاق.
وبالتالي فإن الحديث الذي نقله ابن حميد عن ابن اسحاق والذي يتكلم عن رسولية بولس هو حديث ضعيف وليس بحجة علينا أصلاً....، ولكن للأسف ، بعض المؤلفين المسلمين قد نقلوا هذه الرواية من غير أن يتحققوا منها.
بل الأدهي من ذلك هو أن ذلك الحديث الضعيف المنسوب إلى ابن اسحاق يخالف العقيدة المسيحية ويخالف الكتاب المقدس في الكثير والكثير من الأمور، وبالتالي فإن احتجاج المسيحيين بذلك الحديث سوف يضعهم في مأزق.
෴෴෴෴෴෴෴෴
الكذاب المدعو (دكتور غالي) قد ذكر الآية القرانية التي تقول :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14)} سورة الصف
ثم جاء الكذاب غالي واقتبس كلاماً للطاهر بن عاشور في تفسيره (كتاب التحرير والتنوير) حيث يقول ابن عاشور ما يلي :
[والمقصود من قوله : {فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ}، التوطئة لقوله: {فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}، والتأييد هو: النصر والتقوية، أيد الله أهل النصرانية بكثير ممن اتبع النصرانية بدعوة الحواريين وأتباعهم مثل: بولس.]
*****************
وأنا أرد عليه وأقول:
1- الآية القرآنية لم تتكلم عن بولس ولا عن رسوليته بل إنها لم تذكر اسمه أصلاً.
2- الاقتباس السابق لابن عاشور لم يُذكر فيه أن بولس رسول من الله، ولكنه ذكر أن بولس اتبع النصرانية بعدما دعاه الحواريون وأتباعهم إلى النصرانية.
3- الطاهر بن عاشور قد تكلم في مواضع كثيرة عن بولس ، ولكنه لم يأت بدليل من القرآن الكريم أو السُنة النبوية الصحيحة على كلامه ولم يذكر لنا مصدراً موثوقاً يدعم كلامه فيما يتعلق ببولس، بل إن ابن عاشور كان فقط ينقل من حكايات الكتاب المقدس كعادته في تفسيره المسمى بــ (التحرير والتنوير)؛ حيث أن الطاهر بن عاشور كان مرتبطاً بمجال مقارنة الأديان، لذلك ستجده يقتبس الكثير من الأشياء من كتب اليـهـود أو النصارى أو البراهمة أو الزرادشتيين أو ....، وبالتالي من السـخـافة أن نقبل كلام الطاهر بن عاشور في هذه المسألة التي لم يقدم عليها دليل إسلامي واحد بل هو فقط ينقل من الكتاب المقدس.
وطبعاً، الطاهر بن عاشور يزعم أن سورة (يس) تتكلم عن بولس وبرنابا معتبراً أنهم ضمن الرسل الثلاثة الذين أُرسلوا إلى القرية......، وطبعاً ، أنا سأرد على هذا الـهـراء فيما بعد في هذا البحث.
4- الطاهر ابن عاشور بنفسه ذكر أن الله لم يرسل أي رسل في زمن (الفترة/ الانقطاع) الذي ينحصر ما بين رفع المسيح وحتى مجئ النبي محمد؛ حيث أن الطاهر بن عاشور يفسر الآية 19 من سورة المائدة بما يلي :
[والفَتْرَةُ: انْقِطاعُ عَمَلٍ ما. وحَرْفُ (مِن) في قَوْله: ﴿مِنَ الرُّسُلِ﴾ لِلِابْتِداءِ، أيْ فَتْرَةٍ مِنَ الزَّمَنِ ابْتِداؤُها مُدَّةُ وُجُودِ الرُّسُلِ، أيْ أيّامُ إرْسالِ الرُّسُلِ......والمُرادُ بِالرُّسُلِ رُسُلُ أهْلِ الكِتابِ المُتَعاقِبِينَ مِن عَهْدِ مُوسى إلى المَسِيحِ، أوْ أُرِيدَ المَسِيحُ خاصَّةً. والفَتْرَةُ بَيْنَ البَعْثَةِ وبَيْنَ رَفْعِ المَسِيحِ، كانَتْ نَحْوَ خَمْسِمِائَةٍ وثَمانِينَ سَنَةً.] انتهى الاقتباس.
👆إذن الطاهر بن عاشور يعترف بنفسه أن الله لم يبعث رسولاً للناس في زمن (الفترة/الانقطاع) ما بين المسيح والنبي محمد.
***ملحوظة:
الطاهر بن عاشور قد مات سنة 1973م في تونس؛ أى أنه مات منذ سنوات قليلة فقط.
෴෴෴෴෴෴෴෴
ثالثاً:
الكذاب المدعو/ غالي قد ذكر الآية القرآنية التي تقول :
{وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14)} سورة يس
ثم قام الكذاب غالي بالاقتباس من كلام (ابن كثير) في تفسيره للآية السابقة حيث يقول :
[وقوله تعالى: {إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما} أي بادروهما بالتكذيب ، {فعزَّزنا بثالث}؛ أي قويناهما وشددنا أزرهما برسول ثالث. قال ابن جريج عن وهب بن سليمان عن شعيب الجبائي قال: "كان اسم الرسولين الأولين: شمعون ويوحنا واسم الثالث بولص، والقرية أنطاكية." {فقالوا}؛ أي لأهل تلك القرية ، {إنا إليكم مرسلون}؛ أي من ربكم الذي خلقكم يأمركم بعبادته وحده لا شريك له وقاله أبو العالية. وزعم قتادة أنهم كانوا رسل المسيح عليه السلام إلى أهل أنطاكية.] انتهى الاقتباس.
*وقام الكــذاب غالي وصديقه باقتباس نفس الكلام السابق من كتاب (مختصر تفسير ابن كثير) لمحمد على الصابوني.
*وأيضاً ، قام الكـذاب غالي وصديقه باقتباس نفس الكلام السابق من كتاب (فتح الباري شرح الصحيح البخاري) لابن حجر العسقلاني.
*وأيضاً ، قام الكــذاب غالي وصديقه باقتباس نفس الكلام السابق من كتاب (الدر المنثور) للسيوطي.
*وأيضاً، قام الكــذاب غالي وصديقه باقتباس نفس الكلام السابق من تفسير ابن أبي حاتم.
*** مع العلم أن كل هذه الاقتباسات السابقة مأخوذة في الأصل من شخص كذاب يُدعَي: (شعيب الجبائي).
*********************
وأنا أرد على كل الاقتباسات السابقة وأقول :
1- الآية القرآنية السابقة لم تذكر أسماء الرسل الثلاثة، ولم تذكر اسم القرية التي أُرسل إليها الرسل الثلاثة، ولم تذكر اسم بولس أصلاً.
2- ابن كثير وابن حجر وغيرهما لم يقولوا أن بولس واحد من الرسل الذين أُرسلوا إلى القرية، بل إن ابن كثير وابن حجر وغيرهما نقلوا فقط كلام الكذاب شعيب الجبائي.
ثم إن ابن كثير نفسه سوف يرد على الادعاء بأن بولس رسول، وسيقود بتفنيده، وسيثبت أن بولس ورسل المسيح ليسوا هم المقصودون في الآيات القرآنية...، وسترى ذلك بنفس في النقاط الآتية...
3- شعيب الجبائي لم ينسب هذه الكلام إلى النبي محمد بل إن شعيب الجبائي نفسه هو صاحب الكلام..... وليس هناك أي دليل من القرآن الكريم أو السنة النبوية الصحيحة على ما يزعمه شعيب الجبائي.
ومن المعلوم أن شعيب الجبائي قد نقل هذه الأكذوبة من كتب أهل الكتاب (اليـهـود والنصارى) مثلما نقل غيرها من الأكاذيب... لذلك يقول ابن أبي حاتم في كتابه (الجرح والتعديل| الجزء 4| صفحة 353) أن شعيب الجبائي كان يروي ويأخذ الحكايات من كتب أهل الكتاب...
وإذا ذهبنا إلى كتاب (تفسير الطبري - تحقيق د/ شاكر | الجزء 1| صفحة 345) ، فسنجد أن المحقق يقول في هامش الكتاب ما يلي :
[ ترجمه ابن أبي حاتم ٢/١/ ٣٥٣: وقال عن شعيب الجبائي أنه يماني، يروى عن الكتب، أي الكتب المنسوبة لأهل الكتاب من الأساطير.]
بل إن المحقق قد وصف كلام شعيب الجبائي بأنه غير معقول حيث يقول في نفس الصفحة ما يلي:
[ثم ذكر شيئًا مما لا يقبله العقل من كلامه!]
ملحوظة: عبارة (فلان قرأ الكتب / يروي عن الكتب) يُقصَد بها أن فلاناً قرأ كتب أهل الكتاب، وهذه العبارة مشهورة ومعروفة في كتب علماء الجرح والتعديل ومنهم ابن أبي حاتم.
4- شعيب الجبائي يعمل (أخبارياً)؛ أي يجمع القصص والحكايات من هنا ومن هناك ومن حكايات وأساطير الأمم السابقة...، وهو متروك الحديث وليس ثقةً، لذلك يقول أبو الفتح الأزدي عنه أنه متروك.
🔴 ويقول الذهبي في كتابه (ميزان الاعتدال| ج 2| صفحة 278) ما يلي :
[شعيب الجبائي، أخباري متروك]
🔴 ويقول ابن حجر في كتابه (لسان الميزان | ج 3 | الصفحة 150) ما يلي :
[شعيب الجبائي أخباري متروك]
بالإضافة إلى أن ابن حبان لم يذكر أي توثيق لشعيب الجبائي بل لم يعلق عليه أصلاً .... حيث يقول ابن حبان في كتاب (الثقات | الجزء 7 | صفحة 557) ما يلي :
[وهب بن سليمان الجندي من أهل اليمن يروي عن طاوس وشعيب الجبائي.]
👆 وهنا نلاحظ عدم توثيق ابن حبان لشعيب الجبائي بل لم يعلق عليه أصلاً.
بالإضافة إلى أن ابن حبان لم يرو أي حديث عن شعيب الجبائي في (صحيح ابن حبان)، وبالتالي نستنتج أن شعيب الجبائي ليس بثقة عند ابن حبان.
وحتى لو افترضنا أن ابن حبان يوثِّق شعيب الجبائي ، فإنه لن يكون هناك أي قيمة لرأي ابن حبان فيما يتعلق بتوثيق شعيب الجبائي؛ لأن ابن حبان معروف عند علماء الحديث بأنه متساهل جداً في التوثيق...، لذلك لا يُقبل رأي ابن حبان فيما يتعلق بتوثيق بعض الرواة.
وبالتالي من خلال ما سبق يتبين أن شعيب الجبائي متروك الحديث ولا يُقبل منه أي خبر، بالإضافة إلى أن شعيب الجبائي يروي حكايات غريبة وخرافات مأخوذة من أهل الكتاب (اليـهـود والنصارى).
وللأسف ، الكثير من المؤرخين والأئمة قد نقلوا هذه الأكذوبة من شعيب الجبائي بدون أي تأكد من مدى مصداقية الخبروبدون بحث في السند ...، ومن ضمن الناس الذين نقلوا هذه الأكذوبة المسيحية هم أبو عبيد البكري في كتابه (المسالك والممالك) !
ولذلك يقول عبد الكريم يونس الخطيب في كتابه (التفسير القرآني للقرآن
|المجلد 11|صفحة 913) ما يلي:
[قوله تعالى:{واضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أصْحابَ القَرْيَةِ إذْ جاءَها المُرْسَلُونَ} ، المفسّرون على إجماع بأن هذه القرية، هى «أنطاكية» .. وعلى إجماع كذلك بأن هؤلاء الرسل، هم من حواريى المسيح، ورسله الذين بعثهم لينشروا الدعوة فى الناس... وهذا التأويل للقرية وللرسل، لا يقوم له شاهد من القرآن الكريم، ولا تدل عليه إشارة من إشاراته القريبة أو البعيدة.. وإنما هو من واردات أهل الكتاب، وأخبارهم. والخبر هنا وارد من المسيحية، ويُنسب إلى وهب.]
5- ابن كثير نفسه قد اعترض على الرأى القائل بأن بولس كان واحداً من الرسل إلى أنطاكية، ودعوني أعرض لكم اقتباساً مهماً مما قاله....
يقول ابن كثير في كتابه (البداية والنهاية | الجزء الأول | صفحة 264) ما يلي:
[قال ابن جرير عن وهب عن ابن سليمان عن شعيب الجبائي : كان اسم المرسلين الأولين شمعون ويوحنا واسم الثالث بولس والقرية أنطاكية . وهذا القول ضعيف جداً؛ لأن أهل أنطاكية لما بُعث إليهم المسيح ثلاثة من الحواريين كانوا أول مدينة آمنت بالمسيح في ذلك الوقت ، ولهذا كانت إحدى المدن الأربع التي تكون فيها بطاركة النصارى وهن: أنطاكية والقدس وإسكندرية ورومية ثم بعدها إلى القسطنطينية ولم يُهلكوا، ولكن أهل القرية المذكورة في القرآن أُهلكوا كما قال في في آخر قصتها بعد قتلهم لصدِّيق المرسلين.]
ثم يقول ابن كثير في صفحة 265 ما يلي :
[فأما القول بأن هذه القصة المذكورة في القرآن هي قصة أصحاب المسيح، فضعيف لما تقدم؛ ولأن ظاهر سياق القرآن يقتضي من هؤلاء الرسل أنهم من عند الله.]
وبالتالي ، فإن ابن كثير نفسه يشك في كون رسل المسيح هم الرسل الثلاثة المذكورون في الآية ؛ نظراً لأن القرآن الكريم يقول أن الله أهلك تلك القرية التي كذَّبت الرسل ، ولكن الكتاب المقدس لا يذكر لنا بأن الرب أهلك أياً من الأماكن التي زارها بولس. بالإضافة إلى أن ظاهر سياق القرآن ينكر القول بأن الرسل المذكورون في الآية هم رسل المسيح إن كان هناك رسل للمسيح أصلاً.
6- بالإضافة إلى أن شعيب الجبائي أو غيره لم يخبرنا: مَن هو بولس هذا الذي يتحدث عنه؟!
مع العلم أنه كان هناك الكثير من الناس الذين يحملون لقب (بولس)، ومنهم (سرجيوس بولس) الذي ذُكر في سِفر أعمال الرسل - الأصحاح 13 - العدد 7
7- ابن كثير نقل رأياً آخر فيما يتعلق بأسماء الرسل الثلاثة حيث يقول :
[قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس وكعب الأحبار ووهب بن منبه أنها مدينة أنطاكية، وكان بها ملِك يُقال له: أنطيخس بن أنطيخس ، وكان يعبد الأصنام ، فبعث الله إليه ثلاثة من الرسل وهم : صادق وصدوق وشلوم/شكوم ، فكذبوهم.]
ونفس الرأى السابق قد ذكره ابن كثير -مرة أخرى- في كتابه (قصص الأنبياء | الجزء الأول | صفحة 381)
وهنا يكمن سؤال مهم : لماذا الدكتور غالي الكــذاب قد حذف هذا الجزء👆 من الكلام ؟!
هل أنت -يا دكتور غالي- تختار الرأى الذي يوافق هواك وتحذف الرأى الذي لا يوافقه؟!
لماذا تختار الأسماء التي على هواك وتحذف باقي الأسماء؟!
8- المفسرون يتناقضون مع بعضهم فيما يتعلق بأسماء هؤلاء الرسل الثلاثة، فمثلاً :
*شعيب الجبائي قال بأن الرسل هم : شمعون ويوحنا وبولس.
*الطاهر بن عاشور قال بأن الرسل هم : بولس وبرنابا.
*ابن إسحاق وابن عباس وكعب الأحبار ووهب بن منبه قالوا بأن الرسل هم : صادق وصادوق وشلوم.
*الإمام مقاتل قال بأن الرسل هم : تومان ويونس وشمعون.
*وقيل أن الرسل هم : نازوص وماروص كما جاء في (تفسير الآلوسي 11/ 393)
من خلال كل الآراء المتـضـاربة السابقة 👆، يتبين لنا أن تلك الأسماء لا أساس لها من الصحة، ولا ينبغي الالتفات لها أصلاً ؛ لأنها كلها مـكـذوبة ولا دليل عليها من القرآن الكريم أو السُنة النبوية بل هي مأخوذة من أساطير الأمم الأخرى.
෴෴෴෴෴෴෴
والغريب في الأمر أن الخـروفـين/ غالي وصديقه قد اقتبسوا عبارة من تفسير (اللباب) لابن عادل وهي تقول:
[لكن إن كانت الرسل الثلاثة المذكورة في القرآن بُعثوا لأهل أنطاكية قديماً فـكـذبوهم فأهـلكـهم الله، ثم عُمِّرت بعد ذلك، فلما كان في زمن المسيح آمنوا برسله، فيجوز والله أعلم.]
وطبعاً ، الخروفان المسيحيان يظنان أن هذه العبارة دليل على أن الرسل الثلاثة المذكورين في سورة (يس) هم رسل المسيح و.......، وأنا أرد على الـهـراء وأقول:
1- العبارات لا لا لا تقصد أن الرسل المذكورون في سورة (يس) هم رسل المسيح ، والدليل على ذلك هو أن ابن عادل قد اقتبس هذه العبارات السابقة من كتاب ابن كثير (البداية والنهاية |المجلد الثاني |صفحة 12)، وإليكم كلام ابن كثير كاملاً:
[لكن إن كانت الرسل الثلاثة المذكورون في القرآن، بُعثوا إلى أهل أنطاكية
قديماً، فكذبوهم وأهلكهم الله ثم عُمِّرت بعد ذلك، فلما كان في زمن المسيح
آمنوا برسله إليهم، فلا يمنع هذا. والله أعلم. فأما القول بأن هذه القصة المذكورة في القرآن هي قصة أصحاب المسيح، فضعيف؛
لما تقدم، ولأن ظاهر سياق القرآن يقتضي أن هؤلاء الرسل من عند الله.] انتهى الاقتباس.
وطبعاً ، كما تشاهدون👆 ، فإن الصاحب الأصلي للعبارات يقول بنفسه أن سورة (يس) لا تتحدث عن رسل المسيح ، ومن المستبعد أن يكون رسل المسيح هم المقصودون في سورة يس.
2- سورة يس قد تحدثت فقط عن إرسال الرسل الثلاث إلى القرية، ثم تدمير القرية، ولم تتحدث السورة عما حدث للقرية بعد تدميرها سواء بقيت مُـدمَرة أو عُمِّرت ...، وبالتالي الإضافة التي أضافها الكاتب والتي تقول: (إذا كانت عُمرت القرية بعد تدميرها فإنه من الممكن أن يكون رسل المسيح قد ذهبوا إليها) 👉 هذا مجرد احتمال زائد من الكاتب نفسه، وليس هناك دليل يدعم هذا الرأي سواء من القرآن الكريم أو السنة النبوية الصحيحة، وبالتالي لا ينبغي الالتفات إليه.
وطبعاً ، ابن كثير قدَّم مجرد احتمال ؛ فالقرية قد تكون عُمِّرت بعد ذلك أو لا ، ونحن لا نعرف : هل المسيح أرسل لها رسلاً أم لا؟!
وبالتالي فإن الظن لا يُبني عليه حقيقة......
ثم إن الاقتباس السابق لم يرد فيه اسم بولس أصلاً بل ذكر عبارة (رسل المسيح)!
الخلاصة:
القول بأنه من الممكن أن يكون المسيح قد أرسل رسلاً إلى القرية بعد تعميرها مرة أخرى هو مجرد احتمال ولم يرد في القرآن الكريم ، بل الذي ورد فقط هو إرسال الرسل الثلاثة إلى القرية ثم تدمـيرها.
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
ملحوظة مهمة :
بعض الكتَّاب المسلمين يزعمون بالخطأ أن ابن جرير نقل رواية عن وهب عن ابن سليمان عن شعيب الجبائي وفيها أن الثلاثة رسل هم (شمعون ويوحنا وبولس) ، ولكن بالرجوع إلى كتب ابن جرير، فإنه تبين لنا أن ابن جرير لم يذكر أي رواية عن شعيب الجبائي بهذا المضمون أبداً....
والصواب هو أن ابن جريج هو من نقل الرواية وليس ابن جرير، بالإضافة إلى أننا قد أثبتنا لكم من قبل أن شعيب الجبائي متروك الحديث ولا يؤخذ بكلامه.
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
وهناك شئ آخر مهم أود أن أضيفه وهو أن بعض المفسرين يزعمون بالخطأ أن الإمام (مقاتل) قال بأن بولس كان من ضمن الثلاثة رسل الذين أُرسلوا إلى القرية ، فمثلاً :
🔴 الإمام الآلوسي قال في كتابه (تفسير الألوسي - روح المعاني | الجزء 11 | صفحة 393) ما يلي :
[وقال مقاتل: تومان وبولس]
🔴 والإمام ابن الجوزي يقول في كتابه (زاد المسير في علم التفسير| المجلد الثالث | صفحة ٥٢٠) ما يلي:
[إذْ أرْسَلْنا إلَيْهِمُ اثْنَيْنِ وفي اسميهما ثلاثة أقوال وهي : ......، والثالث: تومان وبولس، قاله مقاتل.]
وأنا أرد على الكلام السابق وأقول :
هذا وهم وخطأ كبير من الآلوسي وابن الجوزي وغيرهما ؛ لأن الإمام (مـقـاتل) لم لم لم يقل أبداً بأن بولس هو رسول من الثلاثة رسل الذين أُرسلوا إلى القرية بل إن مقاتل قال عن الرسولين الذين أُرسلا في البداية أنهما : (تومان ويونس) ، ثم قال مقاتل عن الثلاثة رسل أجمعين أنهم: (تومان ويونس وشمعون) ، ولكن للأسف الإمام الآلوسي وابن الجوزي وغيرهما قد اختلط عليهم الأمر وهم ينقلون الاقتباس فلم ينتبهوا لما ينقلونه...
وأنتم تستطيعون أن تتأكدوا من صدق كلامي وذلك بالرجوع إلى كتاب (تفسير مقاتل بن سليمان| المجلد 3| صفحة 575 ،577).
بالإضافة إلى أن المحقق يقول في هامش صفحة 520 - في المجلد الثالث - في كتاب (زاد المسير في علم التفسير) لابن الجوزي ما يلي :
[هذه الأقوال لا حجة فيها جميعاً ؛ لأن مصدرها كتب الأقدمين (أهل الكتاب)، فالله أعلم بالصواب.]
👆 أي أن المحقق يريد أن يقول لك أن كل تلك الأقوال التي تتحدث عن رسولية بولس هي من حكايات أهل الكتاب أنفسهم وليست إسلامية ، وبالتالي هي ليست حجة علينا أصلاً.
෴෴෴෴෴෴෴෴෴
وهناك نقطة أخرى مهمة وهي أن الإمام الآلوسي نقل -أيضاً- بعض آراء المفسرين الأوائل في شخصية أولئك الرسل الثلاثة حيث يقول في كتابه (تفسير الألوسي - روح المعاني| الجزء 11| صفحة 393) ما يلي:
[والمرسلون عند قتادة وغيره من أجلة المفسرين رسل عيسى من الحواريين بعثهم حين رفع إلى السماء...]
وأنا أعلق على الكلام السابق وأقول:
الكلام السابق ليس عليه أي دليل إسلامي من القرآن الكريم أو السُنة النبوية الصحيحة بل هو مجرد تخمين من المفسرين ونقلٌ لروايات أهل الكتاب ....
وحتى لو افترضنا أن الكلام السابق صحيح ولو افترضنا أن الثلاثة رسل المذكورون في الآية هم -حقاً- رسل المسيح من الحواريين، فإن بولس لن يكون من ضمنهم؛ لأن بولس لم يكن من الحواريين الاثني عشر حسب معتقدات المسيحيين...
************
وأنا أود أن أقرأ عليكم بعض الاقتباسات من رسالة ماجستير بعنوان (الإمام قتادة بن دعامة السدوسي - أقواله ومروياته في التفسير من أول سورة يس إلى نهاية المصحف) للطالب/ محمد خالد عبد الهادي ، وتحت إشراف الدكتور /عويد بن عياد المطرفي.
وهذه الدراسة صادرة عن جامعة (أم القرى) بالمملكة العربية السعودية.
🔴 يقول الباحث / محمد خالد عبد الهادي في رسالته - صفحة 144 ما يلي:
[وقد لاحظنا أنه أهمل ذكر الإسناد ومصادر مروياته إلا قليلاً ، كما يؤاخذ عليه إكثاره من إيراد الإســرائيــلـيات واعتماده عليها في بعض الأحيان ، وكثيرة خوضه في تفاصيل وجزئيات الأحداث التي لا فائدة منها تُذكر وسكت عنها القرآن والسنة ومبناها على روايات أهل الكتاب ، لكن الكمال لله ، ولكل جواد كبوة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله. ولم يكن قتادة وحده من خاض في الإســرائيــليات واهتم بخفايا الأحداث والقصص التي أشار إليها القرآن بل إن ذلك كان إحدى سمات التفسير في ذلك العصر ....]
🔴 ويقول الباحث / محمد خالد عبد الهادي في رسالته - صفحة 161، 162 ما يلي :
[رأينا فيما سبق اعتماد قتادة على روايات إســرائيـلـية في بعض مواضع من تفسيره واستكثاره من الخوض في جزئيات وتفاصيل القصص التي وردت مجملةً في القرآن الكريم ، وليس في معرفة دقائقها فائدة تُذكر ولا دليل عليها من الكتاب أو السُنة وإنما يعتمد في ذلك على روايات أهل الكتاب.]
🔴 ويقول الباحث / محمد خالد عبد الهادي في رسالته - صفحة 130 ما يلي :
[إن حشو التفسير بالإســرائيــليات التي لا يعرف صدقها من كـذبها هو أمر غير مرضي في حد ذاته ، فكيف إذا كانت مخالفة لما عندنا؟! لكن الأدهي من ذلك والأمَرُّ أن يفسر الذكر الحكيم على أساس تلك الأخبار الباطـلة ، وهذا ما لم أكن أتوقعه من مفسر مثل قتادة ، فسامحه الله وغفر له ولأمثاله ممن شـوَّهـوا التفسير ولطخوه بمثل هذه المقالات المـكـذوبة. ويرى الناظر في تفسير قتادة أنه مولع بذكر تفاصيل القصص وجزئيات الأخبار التي أشار إليها القرآن مثل تعيين الأمكنة والأزمنة وأسماء الأشخاص وتحديد المقادير وما إلى ذلك من الأمور التي سكت عنها القرآن وأبهمها ويعتمد -قتادة- فيها على أقوال أهل الكتاب.]
👆 فمن خلال كل ماسبق ، نجد أن قتادة كان ينقل من الإســرائيـليات ومن كتب أهل الكتاب عندما يريد أن يفسر الآيات المجملة من القرآن الكريم ، وبالتالي فإن قول قتادة في مسألة رسل المسيح ليس بحجة علينا.
෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴
هناك بعض المسيحيين الذين يستشهدون بقول (وهب بن منبه) في مسألة رسولية بولس حيث يقول المسيحيون بأن (وهب بن منبه) قد أخبر بأن بولس كان ضمن الثلاثة رسل الذين بُعثوا إلى أنطاكية كما جاء في القرآن الكريم في سورة يس.... ، فمثلاً:
يقول ابن الجوزي في كتابه (زاد المسير في علم التفسير| المجلد الثالث | صفحة 520) ما يلي:
[{إذْ أرْسَلْنا إلَيْهِمُ اثْنَيْنِ}، وفي اسميهما ثلاثة أقوال: أحدها: صادق وصدوق، قاله ابن عباس، وكعب. والثاني: يوحنا وبولس، قاله وهب بن منبه.] انتهى الاقتباس.
وأنا أرد على الكلام السابق وأقول:
1- هذا الكلام منسوب إلى وهب بن منبه بدون وجود أي سند له ، وبالتالي ليس هناك ما يثبت أن هذا الكلام هو من كلام وهب بن منبه فعلاً.
وطبعاً ، يجب التأكد من وجود سند لهذا الكلام؛ لأن هناك الكثير من الناس الذين كانوا يكذبون وينسبون كلاماً إلى وهب بن منبه أو إلى كعب الأحبار أو إلى ابن عباس أو ...
2- لو افترضنا أن وهب بن منبه قد قال هذا الكلام فعلاً ، فإنه هذا الكلام لن يكون حجة علينا أيضاً ؛ نظراً لأن هذا الكلام هو من كلام (وهب بن منبه) نفسه وليس من كلام النبي محمد.
ومن المعروف أن وهب بن منبه كان ينقل الكثير من القصص من الإسـرائيليات ومن أهل الكتاب (اليــهـود والنصارى)..... ولذلك يقول عبد الرحمن بن صالح المحمود في كتابه (شرح لمعة الاعتقاد للمحمود| المجلدالسابع |صفحة 5) ما يلي :
[ووهب بن منبه معروف بالروايات الإسـرائيلية]
🌕 ويقول ابن كثير في كتاب (البداية والنهاية | المجلد 20| صفحة 154) ما يلي :
[وهذا الكلام عن وهب بن منبه اليماني ، وقد كان ينظر في كتب الأوائل ، وينقل من صحف أهل الكتاب الغث والسمين.]
🌕 ويقول الخطيب البغدادي في كتابه (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي| المجلد الثاني |صفحة 114) ما يلي :
[حدثنا علي بن الحسين، صاحب العباسي حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الخالق بن منصور، قال: قال يحيى بن معين: «كان وهب بن منبه يرسل أخاه إلى الشام يشتري له الكتب ويجيء بها إليه فيفسرها بالعربية»، وكذلك ما نُقل عن أهل الكتاب أنفسهم دون أخذه من صحفهم فإن إطراحه واجب والصدوف عنه لازم، وقد كان محمد بن إسحاق صاحب السيرة ضمن كتبه من ذلك أشياء كثيرة.]
🌕 ورد في هامش صفحة 178 في المجلد الخامس في كتاب (سير أعلام النبلاء) (طبعة الرسالة) ما يلي :
[لكن ثمت فرق كبير بين ما يرويه عمرو بن شعيب وجادة من صحيفة جد أبيه عبد الله بن عمرو التي دوَّن فيها ما سمعه من النبي، وبين ما يرويه وهب بن منبه عن كتب أهل الكتاب المحرفة المبتورة السند، وفيها الكثير من الأخبار المنكرة، والقصص الواهية، والحكايات الباطلة.]
👆 ومن هنا يتبين أن وهب بن منبه كان ينقل قصص المسيحيين من كتبهم.
3- هناك قول آخر منسوب إلى وهب بن منبه حيث أن وهب بن منبه يقول أن الثلاثة رسل هم (صادق، صادوق، شلوم)...، فمثلاً:
يقول ابن كثير في كتابه (البداية والنهاية ط هجر | المجلد الثاني | صفحة 11) ما يلي :
[قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس، وكعب، ووهب أنهم قالوا: وكان لها ملك اسمه أنطيخس بن أنطيحس، وكان يعبد الأصنام، فبعث الله إليه ثلاثة من الرسل؛ وهم صادق، وصدوق، وشلوم، فـكـذبهم.]
👆وهذا يدل على أن هناك الكثير من الأقوال المتناقضة عديمة السند التي كانت تُنسَب زوراً وكذباً إلى (وهب بن منبه) ؛ فمرة يُنسَب له أن الرسل هم: يوحنا وبولس ، ومرة أخرى يُنسَب له أن الرسل هم : صادق وصادوق وشلوم!
وطبعاً ، المسيحيون يأخذون بالرأي الذي على هواهم ويتركون الرأي الذي يخالف هواهم؛ حيث أنهم يأخذون بالقول المنسوب إلى (وهب) والذي يقول أن الرسل هم يوحنا وبولس ولكنهم يتركون القول المنسوب إلى (وهب) والذي يقول أن الرسل هم صادق وصدوق وشلوم!
--------------------------------------------------------
الكذاب المدعو دكتور غالي اقتبس كلاماً آخر من تفسير الدر المنثور للسيوطي حيث يقول السيوطي ما يلي :
[ وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله { إذ أرسلنا إليهم اثنين} قال : اسم الثالث الذي عُزِّز به شمعون ويوحنا : بولص ، فزعموا أن الثلاثة قُـتـلوا جميعاً...]
*****************
وأنا أرد عليه وأقول :
1- الآية القرآنية لم تذكر اسم بولس أو الرسل الثلاثة كما قلنا من قبل ، وأي رأي يقوله المفسرون هو مجرد تخمين ولا دليل عليه ولا ينبغي الالتفات له أصلاً.
2- السيوطي وغيره يزعمون أن ابن المنذر قد أخرج هذه الرواية عن سعيد بن جبير، ولكنني
بحثت في كل كتب (ابن المنذر) فلم أجد أي رواية بهذا المضمون أبداً.... وبالتالي فإن السيوطي وغيره قد أخطأوا عندما قالوا ذلك ، لأن ابن المنذر لم يذكر تلك الرواية أبداً.
3- ابن كثير قد جاء قبل السيوطي وردَّ على هذه المسألة وقال بأنه من المستعبد أن يكون رسل المسيح هم المقصودون في الآية..... وقد ذكرنا ذلك منذ قليل.
4- لو افترضنا أن الرواية صحيحة وموجودة حقاً ، فإن سعيد بن جبير لم يخبرنا من هو بولس هذا؟!
هناك الكثير من الناس الذين يحملون اسم بولس كما قلنا من قبل.
5- لو افترضنا أن الرواية صحيحة وموجودة ، فإن تلك الرواية ستتناقض مع ما قاله السيوطي نفسه حيث أن السيوطي يقول في كتابه (الدر المنثور في التفسير بالمأثور| الجزء 7| صفحة 50) ما يلي :
[والذي عُزز به شمعون وكان من الحواريين....]
👆 أي أن كلام السيوطي نفسه يناقض الكلام الذي نسبه إلى سعيد بن جبير حيث أنهما يتناقضان في شخصية الرسول الثالث الذي عزز الرسولين الأولين ؛ فالسيوطي يقول أنه شمعون ولكنه سعيد بن جبير يقول أنه بولس.
6- حسب ما نقله سعيد بن جبير ، فإننا نجد أن الرسل الثلاثة ( شمعون ويوحنا وبولس) قد قُتلوا في تلك القرية ، وهذا يتعارض مع التقليد المسيحي الذي يقول بأن يوحنا لم يُقتل بل إنه مات بسلام في الدولة المعروفة باسم تركيا (حالياً). بالإضافة إلى أن بولس قُـتـل في روما وليس أنطاكية ، وهذا يتعارض مع التخمينات التي تقول بأن القرية كان اسمها (أنطاكية).
بالإضافة إلى أن الكتاب المقدس لم يذكر لنا رسولاً باسم (شمعون) بل ذكر لنا اسم سمعان (بطرس) ، وسمعان لم يُقتل في أنطاكية بل صُـلـب بالمقلوب في روما حتى مات .....
بالإضافة إلى أن الكتب المسيحية لم تقل أن الرب أهلك روما أو أنطاكية عندما كذَّبت ببولس ، ولكن القرآن الكريم يقول أن الله أهلك القرية عندما كذبت بالرسل الثلاثة ، وبالتالى فإن القصة المذكورة في القرآن الكريم تختلف عن قصص الرسل في الكتب المسيحية .... ولذلك من المستحيل أن يكون بولس هو أحد أولئك الرسل الثلاثة الذين ذكرهم القرآن الكريم .
7- الكلام السابق هو من كلام سعيد بن جبير وليس من كلام النبي محمد. ومن الواضح جداً أن سعيد بن جبير قد نقله من الإسـرائيليات ومن أقوال أهل الكتاب كما قلنا من قبل.
------------------------------
الكذاب المدعو (دكتور غالي) قد نقل كلاماً لابن كثير في كتابه قصص الأنبياء حيث يقول ابن كثير ما يلي :
[وكان ممن آمن بالمسيح وصدَّقه من أهل دمشق رجلٌ يقال له (ضينا) ، وكان مختفياً في مغارة داخل الباب الشرقي قريباً من الكنيسة المُصلَّبة خوفاً من بولس اليهودي ، وكان ظالماً غاشماً مبغضاً للمسيح ولِما جاء به ، وكان قد حلق رأس ابن أخيه حين آمن بالمسيح وطاف به في البلد ثم رجمه حتى مات رحمه الله . ولما سمع بولص أن المسيح عليه السلام قد توجه نحو دمشق جهَّز بغاله وخرج ليـقـتله فتلقاه عند كوكبا ، فلما واجه أصحاب المسيح جاء إليه مَلَك فضرب وجهه بطرف جناحه فأعماه ، فلما رأى ذلك وقع في نفسه تصديق المسيح فجاء إليه واعتذر مما صنع وآمن به فقبل منه وسأله أن يمسح عينيه ليرد الله عليه بصره فقال اذهب إلى ضينا عندك بدمشق في طرف السوق المستطيل من المشرق فهو يدعو لك فجاء إليه فدعا فرد عليه بصره وحسن إيمان بولص بالمسيح عليه السلام أنه عبد الله ورسوله.]
******************
وأنا أرد عليه وأقول :
1- ابن كثير لم يذكر لنا سنداً لتلك الرواية ولم يذكر لنا المصدر الذي استقى منه تلك المعلومات ، ونحن في ديننا لا نقبل أى معلومة مجهولة المصدر. ومن الأرجح أن ابن كثير نقل هذا الكلام من الإسـرائيليات ومن أهل الكتاب.
2- ابن كثير لم لم لم يذكر -هنا- أن بولس صار رسولاً حقيقياً للمسيح بل كل ما ذكره ابن كثير هو أن بولس آمن بالمسيح فقط دون أن يكون رسولاً له.... وبالتالي من الـغــباء أن يستشهد الكذاب غالي بهذا الاقتباس ليحاول أن يثبت رسولية بولس.
3- ابن كثير يذكر -هنا- أن بولس قد آمن بالمسيح على أنه عبد الله ورسوله ، وهذا مخالف للمعتقد المسيحي الذي ينادي بألوهية المسيح أي أن كلام ابن كثير يضع المسيحيين في وضع حرج.
4- ابن كثير يذكر لنا أن الملاك قد ضرب بولس بجناحه فأعماه ، وهذا مخالف تماماً لما ورد في الكتاب المقدس في سفر أعمال الرسل - الأصحاح 22 - العدد 6، 7، 8، 9
بالإضافة إلى أن ابن كثير ذكر أن بولس قد طلب من المسيح أن يمسح على عينه ، وهذا مخالف للكتاب المقدس.
بالإضافة إلى أن ابن كثير قد ذكر لنا أن بولس كان يطارد المسيح الذي توجه إلى دمشق، وهذا مخالف لما جاء في الكتاب المقدس الذي يقول أن بولس كان يطارد أتباع المسيح وليس المسيح نفسه ؛ نظراً لأن المسيح كان قد رُفع إلى السماء من قبل ذلك بفترة.
وبالتالي ، فإن القصة بأكملها مكذوبة وأيضاً تخالف الكتاب المقدس ، وبالتالي لا يصح الاحتجاج بها علينا من قِبل المسيحيين ؛ لأنها تضع المسيحيين في موقف محرج..... فإما أن يؤمن المسيحيون بكلام ابن كثير ويتركوا الكتاب المقدس ، أو أن يتركوا كلام ابن كثير ويتمسكوا بالكتاب المقدس.
--------------------------
الكذاب /غالي وصديقه قد استشهدا بكلام المقريزي حيث يزعم غالي وصديقه بأن المؤرخ المقريزي قال عن بولس أنه رسول....
وطبعاً ، هذان المنصران قد اقتبسا جزءاً من كلام المقريزي وهو كالتالي:
يقول المقريزي (المتوفى845هـ ) في كتابه (المواعظ والاعتبار| باب قبط مصر | فصل فى دين النصرانية | الجزء الثالث | صفحة 261) ما يلي:
[وسار بولص الطرسوسي إلى دمشق وبلاد الروم بعد رفع المسيح بتسع سنين، ونقله يوحنا إلى اللغة الرومية، وقُـتـل متى بقرطاجنة في ثامن عشر بابه بعدما استجاب له بشر كثير. وسار يعقوب بن حلفا إلى بلاد الهند ورجع إلى القدس وقُـتـل في عاشر أمشير. وسار يهوذا بن يعقوب من أنطاكية إلى الجزيرة فآمن به كثير من الناس ومـات في ثاني أبيب. وسار شمعون إلى سميساط وحلب ومنبج وبزنطية وقُـتـل في سابع أبيب. وسار ميتاس إلى بلاد الشرق وقُـتـل في ثامن عشر برمهات. وسار بولص الطرسوسي إلى دمشق وبلاد الروم ورومية فقُـتـل في خامس أبيب. وتفرّق أيضاً سبعون رسولاً أخر في البلاد، فآمن بهم الخلائق.]
وأنا أرد على الكلام السابق وأقول :
1- ذلك الاقتباس السابق ليس موجوداً في الجزء الثالث - صفحة 261 كما زعم هذان الخـروفان بل هو موجود في الجزء الرابع - صفحة 393 ، 394
وطبعاً، هذان الخـروفان المسيحيان ينسخان النصوص من على المواقع الإلكترونية مثل موقع (الموسوعة الشاملة) ، ولو كانوا دققوا النظر في ذلك الموقع ، فإنهم كانوا سيجدون عبارة (الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع) أي أن هذين الخروفان المسيحيين لا يعرفان العنوان الصحيح لهذا الاقتباس ولباقي الاقتباسات.
بالإضافة إلى أن الاقتباس الذي اقتبسوه خاطئ تماماً ؛ لأن النص ليس مكتوباً هكذا: (وسار بولص الطرسوسي إلى دمشق وبلاد الروم بعد رفع المسيح بتسع سنين، ونقله يوحنا إلى اللغة الرومية) ، بل النص الأصلي يقول :
[وسار متَّى العشار إلى فلسطين وصور وصيدا ومدينة بصرى وكتب إنجيله بالعبرانيّ بعد رفع المسيح بتسع سنين، ونقله يوحنا إلى اللغة الرومية]
أما بالنسبة لعبارة : (وسار بولس الطرسوسي إلى دمشق وبلاد الروم ورومية) ، فإن المقريزي أوردها في نهاية الفقرة وليس في وسط الكلام كما نقل المـغـفـلان غالي وصديقه.
2- هذان المسيحيان الدجـالان قد اقتطعوا كلام المقريزي من سياقه حيث أنهم قد حذفوا أهم عبارة في كلام المقريزي وهي عبارة (زعم النصارى.....) حيث أننا لو رجعنا إلى كلام المقريزي فسنجد كلامه كالتالي :
[فزعم النصارى أن المقبور قام من قبره ليلة الأحد سحراً، ودخل عشية ذلك اليوم على الحواريين وحادثهم ووصاهم، ثم بعد الأربعين يوماً من قيامه صعد إلى السماء والحواريون يشاهدونه، فاجتمعوا بعد رفعه بعشرة أيام في علية صيون التي يُقال لها اليوم صهيون خارج القدس، وظهرت لهم خوارق، فتكلموا بجميع الألسن فآمن بهم فيما يذكر زيادة على ثلاثة آلاف إنسان، فأخذهم اليـهـود وحبسوهم، فظهرت كرامتهم وفتح الله لهم باب السجن ليلاً ، فخرجوا إلى الهيكل وطفقوا يدعون الناس، فهمَّ اليـهـود بقـتـلهم، وقد آمن بهم نحو الخمسة آلاف إنسان، فلم يتمكنوا من قـتـلهم، فتفرق الحواريون في أقطار الأرض يدعون إلى دين المسيح فسار بطرس رأس الحواريين ومعه شمعون الصفا إلى أنطاكية ورومية ...... وسار بولص الطرسوسي إلى دمشق وبلاد الروم ورومية فقُـتـل في خامس أبيب.]
لاحظوا أن المقريزي بدأ كلامه بعبارة (زعم النصارى) ، وهذا يؤكد أن المقريزي ينقل هذا الكلام من النصارى وليس من المسلمين... وبالتالي فإن كلام المقريزي ليس بحجة علينا.
3- كلام المقريزى فيه خطأ كبير؛ لأن سياق الكلام الذي نقله المقريزي عن النصارى يوحي بأن بولس كان ضمن الحواريين الذين كانوا مع يسوع ...... وطبعاً ، هذا مخالف للعقيدة المسيحية ومخالف للكتاب المقدس الذي يقول أن بولس آمن فيما بعد ولم يكن ضمن الحواريين.
بالإضافة إلى أن الكلام الذي أورده المقريزي يتناقض مع الاقتباسات السابقة التي اقتبسها الكـذاب غالي وصديقه حيث أنهم اقتبسوا عدة اقتباسات توحي بأن بولس كان من الأتباع ولم يكن من الحواريين ... في حين أننا نرى كلام المقريزي يضع بولس ضمن الحواريين وليس الأتباع.
وبالتالي إما أن يؤمن المسيحيون بكلام المقريزي ويتركوا الكتاب المقدس ، أو أن يترك المسيحيون كلام المقريزي ويتمسكوا بالكتاب المقدس.
4- المقريزي قال بأن بولس الطرسوسي سار إلى دمشق وبلاد الروم ورومية فقُـتـل في خامس أبيب. وطبعاً ، هذه العبارة ليست دليلاً كافياً على أن بولس كان رسولاً حقيقياً من الله ؛ لأنه من المعروف بديهياً أن هناك الكثير من الناس الذين سافروا إلى بلدان أخرى بهدف الدعوة إلى اعتناق معتقد معين ، فمثلاً:
🔵 صحابة النبي تنقلوا في عدة بلدان بهدف الدعوة إلى الإسلام ، فهل هذا الأمر يجعل منهم أنبياء ورسل من الله؟
الإجابة : لا.
🔵 بوذا تنقل في عدة أماكن للدعوة إلى أفكاره البوذية ، فهل هذا يجعل منه رسولاً حقيقياً من الله؟!
الإجابة : لا.
بالإضافة إلى المقريزي لم يقل أن بولس رسول من الله ولم يقل أن المسيح قد جعله رسولاً له بل قال بأن الحواريين هم من ذهبوا إلى تلك البلدان المختلفة بعدما طاردهم اليـهـود...... وليس في كلام المقريزي أي إشارة إلى إرسال المسيح لهؤلاء الحواريين بل هو قال فقط أن المسيح تحدث معهم وأوصاهم ثم رحل عنهم.....
فبماذا أوصاهم المسيح حسب كلام المقريزي؟
الإجابة : لا نعرف.
5- المقريزي قال في نفس الصفحة أن الذي صُلب هو الشبيه وليس المسيح ، فهل المسيحيون سيصدقون المؤرخ المقريزي في هذا الأمر أم سيكذبونه الآن؟!
الإجابة : أنا أعتقد أنهم سيكـذِّبونه ؛ لأن هذا الأمر ليس على هواهم.
-----------------------
أحد المنصرين الكذابين استشهد بكلام البيضاوي وزعم أن البيضاوي تكلم عن بولس في حين أن البيضاوي لم يتكلم أصلاً عن بولس في تفسيره بل تكلم عن شـخص اسمه (يونس) أو (بونس).
يقول ناصر الدين البيضاوي في تفسيره (أنوار التنزيل وأسرار التأويل) ٤/٢٦٤ — ما يلي:
[إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ لأنه فعل رسوله وخليفته وهما يحيى ويونس، وقيل غيرهما، فَكَذَّبُوهُما.... ولِأنَّ المَقْصُودَ ذِكْرُ المُعَزَّزِ بِهِ. ﴿بِثالِثٍ﴾ وهو شَمْعُونُ.]
فالبيضاوي لم يتكلم عن بولس الـمزعوم بل تكلم عن شخص اسمه (يونس).
مع العلم أنه كان هناك العديد من الأشخاص باسم (يونس)، وليس شرطاً أن يكون هذا هو (يونس) نبي نينوى بل قد يكون شخصاً آخر له نفس الاسم.
المهم أن بولس الكذاب لم يذكره البيضاوي في تفسيره أبداً.
انظر بنفسك إلى كلام البيضاوي👇:
----------------------------------------------------
المبحث الثالث:
بعدما انتهى غالي وصديقه من سرد أدلتهم الضعيفة السابقة على رسولية بولس ، فإنهم تفاجئوا بوجود اقتباسات أخرى في كتب المفسرين المسلمين ، وتلك الاقتباسات الأخرى تصف بولس بالمـحتال وبالرسول الكـاذب.... ولكي يتهرب غالي وصديقه من تلك الاقتباسات المـحـرجة لرسولهم ، فإنهم بدأوا في تكذيب تلك الروايات وتفنيدها ، لذلك نحن سنعرض عليكم أهم ما قالوا ثم سوف نرد على كلامهم الســخـيف.
الكذاب غالي وصديقه زعموا بأن الآيات القرآنية التي تثبت رسولية بولس هي آيات مكية ظهرت في الفترة المكية حينما كان النبي محمد مستضعفاً في مكة وقبل هجرته إلى المدينة المنورة ، ثم زعم غالي وصديقه بأن الآيات القرآنية التي تنكر رسولية بولس هي آيات مدنية ظهرت في الفترة المدنية بعد هجرة النبي إلى المدينة.... ثم زعم غالي وصديقه بأن النبي محمد أثبت رسولية بولس عندما كان في مكة نظراً لأن النبي محمد كان مستضعفاً حينها وكان يريد أن يستقطب المسيحيين إليه عن طريق الثناء على رسولهم بولس ، ولكن عندما هاجر النبي محمد إلى المدينة وأصبح له قوة عسكرية هناك ، فإنه انقلب على بولس وأنكره.....
***************************
وأنا أرد على الهـراء السابق وأقول :
1- ما يقوله غالي وصديقه هو مجرد هـراء ولا دليل عليه بل هو مجرد وساوس شيـطـانية صادرة من عقلهم المـريـض ومن قلبهم الملئ بالحـقـد على النبي محمد.... مع العلم أن المسيحيين كانوا على خلاف ونزاع شديد مع النبي محمد عندما كان في مكة وهذا يدل على أن النبي لم يكن يستقطبهم بالثناء على رسولهم ، وهذا يدل على كـذب ما إدعاه هذان المنصران.
2- نحن قلنا من قبل أن الآيات القرآنية لم تتحدث عن بولس أصلاً ولم تذكره صراحةً لا بالمدح ولا بالذم.... بالإضافة إلى أن جميع النصوص التي استشهد بها غالي وصديقه هي أقوال وآراء لبعض المفسرين الذين جاءوا بعد النبي محمد بعشرات السنين..... ، وعلى الأرجح أن تلك الأقوال والآراء مأخوذة من الإســرائيلـيـات ومن على ألسنة أهل الكتاب ، وبالتالي لا ذنب للنبي محمد في كل ذلك ، بل إن تلك الأقوال التي تحدثت عن بولس هي أقوال ضعيفة مفقود سندها ولا يصح الاحتجاج بها أصلاً.
3- كلام غالي وصديقه هو كلام متناقض حيث أنهم يزعمون أن النبي محمد انقلب على بولس وقام بإنكار رسوليته حينما هاجر إلى المدينة .... بل ويزعم الكـذاب غالي وصديقه أن هجرة النبي محمد إلى المدينة المنورة هي التي جعلت الآيات المدنية تنكر رسوليته بولس ؛ لأن النبي محمد أصبح قوياً في المدينة وبذلك لم يعد بحاجة إلى استقطاب المسيحيين إليه.....
وأنا أرد علي الكلام السابق وأقول :
يا خــراف المسيحية، أنتم بدأتم كلامكم بالاستشهاد بالآيات التالية لكي تثبوا رسولية بولس:
- سورة المائدة - الآية 18
- سورة الصف - الآية 14
ولكن المصيبة هي أن الآيات السابقة هي آيات مدنية أى نزلت في المدنية المنورة بعد أن أصبح للنبي قوةً وعوناً من أهل المدينة... ، فكيف تزعمون -يا مسيحيين- بأن الآيات المدنية هي آيات مـعــادية لبولس نظراً لقوة النبي محمد حينئذ ، وفي نفس الوقت تستشهدون بالآيات المدنية على صدق رسالة بولس ؟!
أنا أسأل الله أن يشفي خــراف المسيحية من الغــبــاء !
🔴 هل صدقتم -الآن- بأن المنصرين المسيحيين يرضعون حليب الكـذب منذ صغرهم...؟!
--------------------------------------------------------------
بل الأدهى من ذلك هو أن الخــروف غالي وصديقه يقولون أن سورة المائدة والصف هي سور مكية نزلت قبل إعلان محمد الحــرب على اليــهـود والنصارى..... وانظروا بأنفسكم إلى هذه الاسكرين شوت👇:
وأنا أرد عليهم وأقول :
يا خــراف المسيحية ، سورة المائدة وسورة الصف هي سور مدنية وليست مكية.
-------------------------------------------------------------------
والعجيب في الأمر هو أن الكذاب غالي وصديقه تعاملوا بشكل طبيعى مع المفسرين الذين ذكروا رسولية بولس ولكن عندما وجد الكذاب غالي وصديقه أن نفس المفسرين اتهموا بولس بالكذب في مواضع أخرى من كتبهم، فإن هذين المنصرين بدأوا على الفور في الطعن في أولئك المفسرين ووصفوهم بالمخادعين..... فمثلاً:
الكذاب غالي وصديقه قد اقتبسوا من تفسير (اللباب في علوم الكتاب) لابن عادل عندما وجدوه يثني خيراً على بولس ، ولكنهم سرعان ما أنقلبوا عليه عندما وجدوه يصف بولس بأنه هو من أضل النصارى بعد رحيل المسيح....... بل إن هذين المنصرين قد وصفوا ابن عادل بأنه يخدع المسلمين ويملأ قلوبهم بالحقد....
------------------------------------------------------------------
ومن الأشياء الغريبة التي أذهلتني هو أن الكذاب غالي وصديقه يقولان أن المسلمين يزعمون وجود مذهب مسيحي اسمه (المالكية) نسبةً إلى (مالك) ، ثم قام غالي وصديقه بالسخرية فقالوا أنه ليس هناك شخص اسمه (مالك).......
وأنا أرد على هذين الخـروفين وأقول :
يا خـرفان المسيحية ، نحن لم نقل أن هناك مذهب مسيحي اسمه (المالكية) بل نحن قلنا أن هناك مذهب مسيحي مبتدع اسمه (الملكية/الملكانية).
ومذهب (الملكية/ الملكانية) هو مذهب الإيمان بالطبيعتين للمسيح ، وهذا المذهب الهرطوقي تم اختراعه لأول مرة في مجمع خلقدونية. والكاثوليك والبروتستانت يسيرون على هذا المذهب حتى الآن.
وطبعاً، مذهب الملكية سُمي بهذا الاسم نسبةً إلى الملك الذي كان يشرف على المجمع حينها.
🔴 يقول الدكتور المسيحي / حلمى القمص يعقوب في كتابه (كتاب يا أخوتنا الكاثوليك، متى يكون اللقاء؟) ما يلي :
[الملكيين: وهم أصحاب الطبيعتين المؤيدون مجمع خلقيدونية والذين يتبعون الملك لذلك تسموا بالملكانيين وتسمى المذهب بـ"الملكية" أو "الملكانية"، وعُرف هذا خلال الدولة الإسلامية.]
👆 فهذا الدكتور المسيحي يعترف أن المسلمين كانوا يلقبون عقيدة الكاثوليك بعقيدة الملكية أو الملكانية وليس (المالكية)..... مع العلم أن المسيحيين أنفسهم يستخدمون نفس اللقب عند الحديث عن عقيدة المسيحيين الكاثوليك... ، فمثلاً:
🔴 تقول أ/ بولين تودرى في كتاب (كتاب تطور الفن المسيحي في كاتدرائية فاراس) ما يلي :
[في أواخر القرن العاشر والقرن الحادي عشر، دخلت العقيدة الملكانية إلى الكاتدرائية]
🔴 يقول القس باسيليوس صبحي في مقال له بعنوان : (نبذة مختصرة عن العلاقات القبطية السريانية عبر العصور) ما يلي:
[في سنة 451م التأم المجمع الخلقيدوني الشهير، وعلى إثره انشطرت كنيسة الله الواحدة الوحيدة إلى قسمين أحدهما غربي والآخر شرقي: القسم الأول يضم كنيستي القسطنطنية وروما وهما يقران بقرارات المجمع السابق الذكر. ولكون الملك في هذا القسم، عُرفت الكنيسة فيه باسم الكنيسة الملكانية "نسبة للملك"، وأما القسم الشرقي فرفض الاعتراف بقرارات هذا المجمع وبالتالي اضطهده الملك. وكان يضم كنيستي الإسكندرية وأنطاكية ثم تضامن معهما الأرمن والأحباش وكنيسة مار توما في الهند...]
وطبعاً , هذا المقال 👆موجود على موقع (الأنبا تكلا هيمانوت) لمن يريد التأكد.
والمضحك حقاً أن أولئك الخـرفـان نسبوا لقب (المالكية) إلينا ، وبعد عدة أسطر قاموا بتعديل الكلمة إلى (الملكية).
---------------------------------------------------
الكذاب غالي وصديقه يسألان سؤالاً غــبياً ، فيقولان :
[إذا كان بولس توفى سنة 65 أو 66م. كيف تقول الأيات القرأنية والتفاسير أن ظهوره كان بعد 81 سنة من رفع عيسى؟]
وأنا أرد على هذين الخروفين وأقول :
1- القرآن الكريم لم يذكر تاريخ ميلاد بولس أو وفاته بل لم يتكلم عنه أصلاً.
2- القصص الموجودة في التفاسير والتي تكلمت عن بولس ، كلها مأخوذة إما من اليـهـود الكارهين لبولس أو من المسيحيين المعظمين لبولس ، ولذلك ستجد التذبذب في تلك القصص ما بين التعظيم والتحـقـير لبولس ...... وطبعاً ، نحن ليس لنا علاقة بتلك القصص أصلاً.
3- الكتب المسيحية مختلفة فيما بينها فيما يتعلق بالتواريخ...... فلماذا المسيحيون يسـخـرون منا في مسألة تاريخ ظهور بولس ووفاته.....، فمثلاً:
يقول الأغنسطس/ حسام كمال عبد المسيح في كتابه (دراسة كتابية في إنجيل لوقا| صفحة 4) ما يلي :
[ولا بد أن الأنجيل تم كتابته قبل عام 62 م ببضع سنوات]
ولكننا نري الدكتور القس / فهيم عزيز يقول في كتابه (المدخل إلى العهد الجديد | صفحة 277) ما يلي:
[ويعطي العلماء العشر سنوات ما بين 80 و90م كوقت محتمل لكتابة هذا الإنحيل.]
👆 فها هم علماء المسيحية مختلفون فيما بينهم فيما يتعلق بتاريخ كتابة إنجيل لوقا... فلماذا الكذاب غالي وصديقه يسـخـران من كتب المسلمين؟!
بل إن علماء المسيحية كانوا يعتقدون لقرون أن (إنجيل متى) هو الذي كُتب أولاً ، ولكنهم غيروا هذا الرأي فيما بعد وقالوا بأن إنجيل مرقس هو الذي كُتب أولاً.... ولذلك يقول القس / جون درين في كتابه ( مدخل العهد الجديد| صفحة 187) ما يلي :
4- اختلاف علماء المسلمين في سرد تواريخ بولس يرجع سببه إلى اختلاف المصادر التاريخية التي أخذ منها المسلمون هذه المعلومات ، مع العلم أن المسيحيين أنفسهم مختلفون فيما بينهم في تواريخ بولس ... فما بالك بالمؤرخين المسلمين الذي عرفوا قصص بولس عن طريق المسيحيين؟!
---------------------------------------------------------------
الخـروف غالي وصديقه يقولان أن سورة الصف لا يُعرف هل هي مكية أم مدنية ....
وأنا أرد عليهما وأقول :
سورة الصف هي سورة مدنية بالاتفاق وليس فيها أي خلاف أيها الخــرفـان.
يقول ابن جزي الكـلـبي في تفسيره (التسهيل لعلوم التنزيل 1/ 13) ما يلي :
[وتنقسم السور ثلاثة أقسام: قسم مدنية باتفاق، وهي اثنتان وعشرون سورة، وهي: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، وبراءة، والنور، والأحزاب، والقتال، والفتح، والحجرات، والحديد، والمجادلة، والحشر، والممتحنة، والصف، والجمعة، والمنافقون، والتغابن، والطلاق، والتحريم، وإذا جاء نصر الله.]
--------------------------------------------------------------
الخــروف غالي وصديقه يقولان أن سورة المائدة نزلت بعد الفتح ......
وأنا أرد علي هذا الكلام وأقول :
هذا الكلام غير صحيح ؛ لأن هناك آيات من سورة المائدة قد نزلت قبل الفتح ، وهناك آيات أخرى قد نزلت بعد الفتح ... ، فمثلاً:
الآية الثانية من سورة المائدة قد نزلت قبل الفتح لذلك يقول محمد عزة دروزة في كتابه (التفسير الحديث |المجلد السادس | صفحة 341) ما يلي:
[وفي الآية الثانية من سورة المائدة التي نزلت على الأرجح قبل فتح مكة.........]
أما الآية التي تقول {اليوم أكملت لكم دينكم....} ، فإن هذه الآية نزلت في حجة الوداع بعد فتح مكة
---------------------------------------------------------
الخاتمة:
والآن ، نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال بعد أن قمنا بتفنيد كل إدعاءات الكــذاب غالي وصديقه.
--------------------------------------------------------
وفي النهاية ، أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده ، وإن كان من سهو أو زلل فمني ونرجو المسامحة عليه .
لا تنسونا من صالح الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته👋👋👋
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا