هل الأنبياء ذهبو إلى الكعبة؟!

مــقدمــة:

هناك شخص مسيحي يسأل سؤالاً ويقول: 

"هل هناك نص قرآنى يفيد أن النبي إبراهيم والأنبياء قد ذهبوا للكعبة.....، وهل ذُكرت الكعبة أو المسجد الأقصى في كتب غير المسلمين؟!"

****************************

وأنا أرد على ذلك الأحـمـق وأقول:

١- ذلك الأحـمـق بدأ كلامه بمغالطة كبيرة ؛ لأنه يعتقد أن المسلمين يستمدون دينهم من القرآن فقط ، لذلك هو طلب منا نص قرآني فقط يتكلم عن ذهاب إبراهيم إلى الكعبة.


وطبعاً، نحن -كمسلمين- نستمد ديننا من القرآن الكريم ومن السنة النبوية الصحيحة ، وبالتالي ، كان من الواجب عليه أن يطلب منا نصاً قرآنياً أو حديثاً نبوياً صحيحاً وليس نصاً قرآنياً فقط.


بل الأدهى من ذلك هو أن ذلك المسيحي يناقض نفسه ؛ فهؤلاء المسيحيون يأتون لنا بشبهات من الحديث النبوي ويريدون أن يلزمونا بتلك الشبهات من الحديث النبوي ، ثم ها هم الآن يطلبون منا دليل من القرآن فقط على ذهاب النبي إبراهيم إلى الكعبة ⁦🤷🏻‍♂️⁩.


٢- هناك عدة نصوص قرآنية تثبت لنا ذهاب النبي إبراهيم إلى الكعبة ، فمثلاً:

يقول الله تعالى: {إن أول بيت وُضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين* فيه آيات بينات مقام إبراهيم......} سورة آل عمران.


⁦☝️⁩من خلال هذه الآية ، نجد أن البيت الحرام الموجود بمكة ، كان به أثر مقام النبي إبراهيم حيث أن النبي إبراهيم كان يقف ويقوم على الحجر مما جعل له أثراً في الحجر ، وهذا نص قرآني يثبت ذهاب النبي إبراهيم إلى مكان الكعبة.


والنبي إسماعيل شارك مع النبي إبراهيم في بناء الكعبة وقاموا بالمناسك هناك حيث يقول الله تعالى:

{وإذ يرفع إبراهيمُ القواعدَ من البيت وإسماعيلُ، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم* ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمةً مسلمةً لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم} سورة البـقـرة.


أما فيما يتعلق بالأحاديث، فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

[لقد مر بالروحاء سبعون نبياً فيهم نبي الله موسى عليه السلام ، حفاة عليهم العباء ، يؤمون بيت الله العتيق]


وروى الطبراني في المعجم الكبير (١٢٢٨٣) عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

[صلى في مسجد الخيف سبعون نبياً ، منهم موسى ، كأنى أنظر إليه وعليه عباءتان قطوانيتان ، وهو محرم على بعير من إبل شنوءة ، مخطوم بخطام ليف له ضفران]


--------------------------------------------------------------------

والآن ، تعالوا بنا ننتقل إلى الجزء الآخر من الشبهة ، وهو أين ذكرت مكة أو المسجد الأقصى في كتب غير المسلمين....؟!


أولاً:

هذا سؤال غـبـي يتكرر من الكثير من الملاحدة وأعداء الإسلام عموماً ، وسبب كون هذا السؤال غـبياً هو أن صاحب الشبهة يطلب منى أن أذهب إلى شخص غريب آخر غير صاحب الشأن ثم أطلب منه إجابة ...، فمثلاً:

العرب عاشوا في منطقة شبه الجزيرة العربية ، وهم أعلم بمنطقتهم وصحرائهم وأوديتهم وجبالهم ،  وهم -أيضاً- أعلم بمكة وأعلم بالكعبة ، وبالتالي من الغـبـاء أن يأتي لي ملحد ويلزمنى بأن أذهب إلى رجل صيني أو فرنسي أو إيطالي... وأسأله عن مكة وعن الكعبة .... (ودنك فين يا جحا⁦🤷🏻‍♂️⁩).


أما بالنسبة للمسجد الأقصى ، فإنا أرد وأقول:

١- أورشليم تعرضت للخـراب عدة مرات على يد المحتلين ، وبالتالي قد يُهدم المسجد الأقصى .


٢- كتب التاريخ الإسلامية تستخدم غالباً ألفاظاً إسلامية مثل (مسجد) للدلالة على المسجد الأقصى ، أما كتب اليـهـود والنصارى فتستخدم ألفاظاً أخرى للدلالة على نفس المكان ، ولذلك من الحـمـاقة أن يلزمنا شخص بأن نحتكم لكتب اليـهـود والنصارى.


٣- كتب التاريخ تحكى دخول الخليفة عمر بن الخطاب إلى المسجد الأقصى والصلاة فيه،  وبالتالي نحن لسنا بحاجة إلى أن نذهب إلى غيرنا لنسـرق تاريخنا.

--------------------------------------------------------------

 وفي النهاية، أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده، وإن كان من سهو أو زلل فمني ونرجو المسامحة عليه.


لا تنسونا من صالح الدعاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 👋👋👋

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا