اليوم ، سوف نناقش معاً أهم ما ورد في كتاب (الكنائس القبطية القديمة في مصر). وهذا الكتاب هو من تأليف المؤرخ البريطاني/ ألفريد جوشوا بتلر حيث قام هذا المؤرخ المسيحي بزيارة مصر وكوَّن صداقات مع المسيحيين الأقباط وتعرَّف على ثقافتهم ولغتهم ، ثم قام هذا المؤرخ بكتابة كتابه هذا في عام 1884 م.
وطبعاً ، هذا الكتاب تم مراجعته من قِبل الأنبا / غريغوريوس الذي شغل منصب أسقف عام الدراسات العليا اللاهوتية والثقافية القبطية.
__________________________
المـوضــوع:
يقول المؤرخ/ ألفريد بتلر في كتابه (الكنائس القبطية القديمة في مصر | الجزء الأول | صفحة 16) ما يلي:
[والحقيقة أن القليل من القبط هم الذين يعرفون شيئاً عن تاريخهم أو طقوسهم أو يستطيعون تقديم تفسير للأشياء التي يعاينونها في خدماتهم اليومية. إن السؤال في نقطة طقسية يُقابل عادةً إما بهزة من الرأس أو بإجابة صارخة الخطأ تكشف عن الجهل. وبالإضافة إلى ذلك ، فإنه عند العثور على الشخص العالم ببواطن الأمور ، فإنه يفضِل عامةً أن يؤجل الحديث للغد.] انتهى الاقتباس.
من خلال الاقتباس السابق 👆، نجد أن ألفريد بتلر كان يسأل المسيحيين الأقباط عن أشياء تختص بعقيدتهم وشعائرهم الدينية ، فكان المؤرخ ألفريد لا يجد جواباً من الأقباط بسبب جـهـلهم بدينهم. وفي الغالب ، كان المسيحي القبطي يهز رأسه عند سماع السؤال مشيراً إلى عدم معرفته للإجابة أو ربما كان القبطي يجيب إجابة خاطئة تثبت جـهـله بدينه.
والأغرب من ذلك هو أن المؤرخ / ألفريد بتلر إذا قابل مسيحياً عالماً بدينه ، فإن ذلك المسيحي كان يؤجل الحديث ليوم آخر.
وطبعاً ، الأمور السابقة ليست جديدة علينا بل تعوَّدنا على ذلك من المسيحيين الأقباط.
ويقول المؤرخ / ألفريد بتلر في كتابه (الكنائس القبطية القديمة في مصر | الجزء الأول | صفحة 17) ما يلي:
[ولم يكن يعنيني بحث الجوانب العقائدية التي تفصل اليعاقبة (الأقباط التابعين لكنيسة الإسكندرية الأرثوذكسية) عن الملكانيين ، كما أنني لست في حاجة للدخول في منشأ مذهب القائلين بالطبيعة الواحدة للمسيح. وربما استطعت أن ألاحظ أن الجانب الأكبر من الأقباط -اليوم- قد تحرروا تماماً من أي انحياز أو حتى أنهم علي شئ من العلم بهذه المسألة. ومنذ عدة سنوات ، حالت العوائق السياسية وحدها دون توحيد الكنيستين. أما القلة ممن يمكن أن يسموا أنفسهم باللاهوتيين ، فهم الذين يتمسكون بالصيغة القديمة (طبيعة واحدة) وهم لا ينكرون ناسوت المسيح ربنا أو لاهوته . ولكنهم يقررون أن "الطبيعتين في المسيح قد صارتا طبيعة واحدة بعد التجسد" على حد قول رئاستهم الدينية] انتهى الاقتباس.
من خلال الاقتباس السابق 👆، نجد أن المؤرخ أفريد بتلر كان يعرف الفرق بين مذهب اليعاقبة (الأرثوذكس) ومذهب الملكانيين (الكاثوليك) حيث أن الأرثوذكس يؤمنون بعقيدة الطبيعة الواحدة للمسيح أي أن كل أفعال يسوع تُنسب له كله دون التفرقة بين ناسوته ولاهوته ودون نسبة فعل معين إلى ناسوته على حدة أو إلى لاهوته على حدة ، فمثلاً : حسب مذهب الأرثوذكس ، لا يجوز للمسيحي أن يقول أن يسوع كان يفعل كذا بناسوته وكان يفعل كذا بلاهوته.
أما الكاثوليك ، فإنهم يؤمنون بعقيدة الطبيعتين بحيث يفرقون بين الناسوت واللاهوت وينسبون أفعالاً معينة إلى ناسوت يسوع على حدة وأفعالاً معينة أخرى إلى لاهوت يسوع على حدة ، ولذلك هم يقولون : يسوع كان يفعل كذا بناسوته ويفعل كذا بلاهوته.
مع العلم أن مذهب الطبيعتين هو امتداد لبدعة نسطور والتي كانت مرفوضة في البداية من معظم الكنائس ، ولكنها تسربت -فيما بعد- إلى مجمع خلقدونية وانتشرت في الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية.
وطبعاً ، المؤرخ / ألفريد بتلر يخبرنا بأن معظم أقباط مصر لا يعرفون الفرق بين عقيدة الطبيعة الواحدة وعقيدة الطبيعتين ، أما القليل منهم هم فقط من يعرفون عقيدة الطبيعة الواحدة ويتمسكون بها ويؤمنون بأن المسيح كان طبيعتين قبل التجسد ولكنه صار طبيعة واحدة بعد التجسد وبذلك لا يجوز القول بأن يسوع كان يفعل كذا بناسوته وكان يفعل كذا بلاهوته.
وأنا -شخصياً- قد أشرت إلى هذه النقطة من قبل وقلتُ أن معظم المسيحيين الأرثوذكس هم مهرطقون ولا يفهمون عقيدتهم - عقيدة الطبيعة الواحدة.... ولكنني تعرضت حينها للانتقادات منهم.
والأغرب من ذلك هو أن المسيحيين الأرثوذكس يشـتـمـون نسطور طوال الوقت بسبب بدعته وهرطقته في حين أنهم يمدحون البابا كيرلس الأول ويلقبونه بعمود الدين ومصباح الكنيسة الأرثوذكسية ؛ نظراً لأنه قاوم كلام نسطور...... ولكن الشئ الذي يجـهـله غالبية المسيحيين الأرثوذكس هو أنهم يرددون بدعة نسطور حتى الآن ويتجنبون كلام البابا كيرلس الأول ، فمثلاً: أنت ستسمع الكثير من المسيحيين الأرثوذكس يقولون أن يسوع كان يتبول بناسوته ولكنه كان يفعل المعجزات بلاهوته.....
وطبعاً ،هذا الكلام👆 متشبع ببدعة نسطور ومناقض تماماً لكلام البابا كيرلس الذي كان يرفض نسبة أفعال معينة إلى الناسوت على حدة أو إلى اللاهوت على حدة.
بالإضافة إلى أن المؤرخ/ ألفريد بتلر يخبرنا أن الشقاق بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية هو شقاق ناتج عن أسباب سياسية أكثر من كونها دينية.
---------------------
ويقول المؤرخ / ألفريد بتلر في كتابه (الكنائس القبطية القديمة في مصر | الجزء الأول | صفحة 16) ما يلي:
[نظراً لأن تاريخ مصر المسيحية لم يدون بعد ، أو على الأقل ذلك الجزء الذي يتعرض لأهم عصورها ؛ أي الفترة التي شهدت زوال العبادة القديمة وتغيير العالم الوثني. وما زال مطلوباً منا أن نعرف كيف تبددت العبادة الباردة والحياة الجامدة والعادات البـلـهاء التي مارسها القدماء مع فورة الحماس للعقيدة الجديدة ، وكيف تحولت مثل تلك الوجوه المحفورة على آثار الفراعنة إلى وجوه الرهبان والقديسيين والشهداء.] انتهى الاقتباس.
من خلال الاقتباس السابق 👆، نجد أن تاريخ المسيحية في مصر شبه غامض...
------------------
ويتحدث المؤرخ / ألفريد بتلر عن رحلته فيقول في صفحة 16 ما يلي:
[ولا يمكن لأي فرد أن يتصور مدى الوقت والجهد الذي يتكلفه الدخول إلى بعض كنائس مصر القديمة . ولن يصدق أحد كم من الرحلات غير المثمرة التي يضطر الباحث للقيام بها تحت قيظ الشمس المحرقة ولا تتمخض إلا عن حفنة هزيلة من المذكرات القبطية] انتهى الاقتباس.
من خلال الاقتباس السابق👆، نجد أنه كان من الصعب عليه أن يُسمح له بالدخول إلى الكنائس القديمة. وكان ذلك المؤرخ يجد صعوبة في الحصول على المعلومات القبطية.
_____________________________
وفي النهاية ، أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده. وإن كان من سهو أو زلل فمني ونرجو المسامحة عليه.
لا تنسونا من صالح الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته👋👋👋.
المـراجـع:
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا