المـقـدمــة:
دأب المنافقون قديماً على النيل من شرف النبي ؛ وذلك بالطعن في زوجاته. ومنافقوا اليوم يستكلمون ما بدأه منافقوا الأمس ؛ فقد رأيت أحد المنافقين يطعن في عرض السيدة عائشة ويتهمها بالزنـا مستغلاً تفاصيل حادثة الإفـك......
ونحن -بإذن الله- سنفند لكم أهم الشبهات التي رددها ذلك الملحد القـرد في منشوره..... ولكننا يجب أن نعرف -أولاً- قصة حادثة الإفـك بإختصار:
كان جيش المسلمين -بقيادة النبي- راجعاً من غزوة بني المصطلق ، لكن الجيش اضطر إلى التوقف قليلاً من أجل أخذ استراحة ، فاستغلت السيدة عائشة تلك الفرصة وخرجت من هودجها ، وذهبت بعيداً حتى تقضي حاجتها (تعمل حمام). وعندما سمعت السيدة عائشة صوت المنادي وهو ينادي على المسلمين ؛ لكي يجمعوا أغراضهم من أجل الرحيل ، فإن السيدة عائشة رجعت إلى مكان الجيش ، ولكنها تفاجئت بأن قلادتها قد انقطعت ووقعت منها في الطريق ، لذلك عادت السيدة عائشة للبحث عن القلادة. وأخيراً وجدت السيدة عائشة قلادتها ، وعندما عادت مرة أخرى لمكان الجيش ، فإنها تفاجئت أن الجيش ذهب وتركها. وعندئذ ظلت السيدة عائشة في مكانها منتظرةً رجوع الجيش إليها لأخذها. وبعد فترة ، كان هناك رجل من جيش المسلمين يسير خلف الجيش بمسافة ، وكان هذا الرجل اسمه صفوان بن المعطل ، وعندما رأى السيدة عائشة نائمةً في الظلام ، فإنه ذهب وجلب ناقته وأحضرها إلى السيدة عائشة ؛ لكي تركب على الناقة ثم سار صفوان بالسيدة عائشة إلى مكان الجيش ، ولكن المنافقين استغلوا هذا الموقف وبدأوا في صناعة الأكـاذيب والافتراءات حول السيدة عائشة ؛ ولهذا نزلت آيات من سورة النور لتبرئة السيدة عائشة من تهمة الزنـا.
هذه هي القصة بإختصار. والآن ، دعونا ندخل في الشبهات للرد عليها.
__________
المـوضـوع:
ذلك الملحد القـرد طرح أول شبهة له قائلاً: لماذا رجعت عائشة للبحث عن القلادة التي وقعت منها بالرغم من أن تلك القلادة كانت عبارة عن جزع ظفار له لون أسود ، وكان الوقت حينها ليلاً حيث الظلمة. وبالتالي فإنها لن ترى تلك القلادة السوداء في الظلام. أليس هذا دليلاً على أنها ذهبت لممارسة الزنـا ثم استغلت قصة البحث عن القلادة لتبرير موقفها؟!
وأنا أرد علي هذا القـرد النـجـس وأقول:
أولاً:
من ضمن تناقضات الملاحدة هي أنهم يطعنون في أعراض خصومهم سواء كان هذا الخصم هو النبي محمد أو واحداً من شيوخ المسلمين ، ولكن عندما نحن نـفـضـح أعراضهم ونـفـضـح خباياهم وما يفعلونه من جرائم جـنـسـيـة واحـتـيـال وسـرقات ، فإنهم يعترضون علينا زاعمين أننا بهذا نرتكب مغالطة (الشخصنة) وأننا بذلك لا نقابل الفكر بالفكر......، وأنا أتسائل:
لماذا لم تقابلوا فكر النبي محمد بفكركم ، ولماذا لجأتم إلى الطعن في عرض النبي محمد؟!
ثانياً:
جزع ظفار يكون لونه أسود وأبيض ؛ فهو خليط ما بين الإثنين ولذلك يقول الانصاري في كتابه (منحة الباري بشرح صحيح البخاري | الجزء الخامس | صفحة 440) ما يلي:
[(عقدي) بكسر العين أي : قلادة. (من جزع أظفار) بالإضافة. والجزع هو خرز يماني فيه سواد وبياض.] انتهى الاقتباس.
ويقول القسطلاني في كتابه (إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري| الجزء الرابع| صفحة 391) ما يلي:
[(من جزع أظفار) ....... والجزع خرز معروف في سواده بياض كالعروق] انتهى الاقتباس.
إذن من خلال الاقتباسات السابقة 👆، نجد أن تلك القلادة تمتلك لونين : أسود وأبيض ، وهذان اللونان يساعدان في تمييز تلك القلادة ورؤيتها ؛ لأن الشئ المخطط يسهل رؤيته كثيراً.
إذن القلادة لم تكن سوداء عاتمة بالكلية بل كان فيها بياض مما يسهل رؤيتها.
ثالثاً:
بالرغم من أن الوقت كان ليلاً ، ولكن الرؤية لم تكن منعدمة بشكل كامل بل كان يمكن السير في الظلام والرؤية فيه ؛ والدليل على ذلك هو أن السيدة عائشة تركت القافلة وذهبت بعيداً ؛ لكي تقضي حاجتها (تعمل حمام) ، وأيضاً كان جيش المسلمين يستريح في الطريق فيقوم المسلمون بفتح أغراضهم. وبعد الإنتهاء من الاستراحة ، فإن المسلمين كانوا يجمعون أغراضهم وخيامهم ويضعونها على دوابهم من أجل إكمال المسير ولذلك سنجد أن الأحاديث تخبرنا بأن جيش المسلمين فعلوا ذلك ليلاً بعد رجوعهم من غزوة بني المصطلق.
بالإضافة إلى الحديث يخبرنا بأن المسلمين نهضوا وحملوا هودج السيدة عائشة ، وسار الجيش في الظلام حتى رجع المدينة كما جاء في نفس الرواية. وكذلك استطاع صفوان بن المعطل أن يتعرف على شخصية الشخص النائم وهو السيدة عائشة.
بالإضافة إلى كتب السِير تخبرنا بأن نساء العرب كن يخرجن ليلاً خارج المدينة من أجل التبرز ؛ أي أن الرؤية لم تكن منعدمة بشكل كامل بل كان العرب يعتمدون على نور القمر والنجوم ليلاً.
يقول أحمد بن يوسف التيفاشي في كتابه (سرور النفس بمدارك الحواس الخمس | صفحة 72) ما يلي:
[والعرب تسمي الشمس والقمر القمرين ، فيُغلَّبون القمر لعلّتين: إحداهما التذكير والأخرى أنهم أنِسوا بالقمر ؛ لأنهم يجلسون فيه للسمر، ويهديهم السُبل في سرى الليل في السفر، ويزيل عنهم وحشة الغاسق.] انتهى الاقتباس.
ونفس الاقتباس السابق ورد في كتاب (نثار الأزهار في الليل والنهار- ابن منظور| صفحة 57)
ويقول الدكتور محمد بن أحمد الدوغان، في كتابه (الفلك - رؤية أدبية في التراث الفلكي العربي):
[لا نستطيع أن نتصور أهمية النجوم في الاستهداء عند العرب، إلا إذا تمثلنا رهبة الصحراء، وشح الماء، وانعدام المعالم، وانقطاع الطريق، وبُعد الشقة، وتوهج الحرارة أو شدة البرودة، حينئذ نعرف كيف تمثل لهم النجوم، وكيف تصبح هي المعالم والأدلة التي لا تخطئ، والسراجات التي تضيء الطريق] انتهى الاقتباس.
إذن من خلال ما سبق 👆، نجد أن العرب كان يستعينون بنور القمر والنجوم ليلاً في الصحراء ، وخاصة أن الصحراء تتميز بخلوها من المباني مما يساعد على انتشار نور القمر في كافة الأرجاء ، وهذا بخلاف القرى والمدن التي تحجب فيها المباني نورَ القمر.
وبالتالي نستنتج أن ليس هناك أي شبهة في بحث السيدة عائشة عن قلادتها ليلاً.
--------------------------------
يقول ذلك الملحد النـجـس أن جيش المسلمين شكُّوا في أمر عائشة ولكنهم تيقنوا من أنها كانت تـزنـي مع صفوان بن المعطل عندما سمعوا شهادة الشهود الأربع الذين رأوا حادثة الزنـا والذين كانوا متأخرين عن الجيش.......
ثم بدأ ذلك الملحد بذكر أسماء هؤلاء الأشخاص الأربعة وهم : عبد الله بن أُبي بن سلول ، وحسان بن ثابت ، ومسطح بن أثاثة ، وحمنة بنت جحش.
وأنا أرد على هذا الخـنـزير النـجـس وأقول:
لم يكن هناك حادثة زنـا أصلاً ، ولم يكن هناك أربعة أشخاص مع السيدة عائشة أصلاً في تلك الليلة ولذلك فإنها بقيت وحدها نائمةً في الظلام منتظرةً رجوع الجيش حتى يأخذها.
وأنا أود أن أوجه عدة أسئلة عقلانية لذلك الملحد:
لو كان هناك أربعة شهود حسب ما يزعمه ذلك الملحد في حادثة الزنـا ، فلماذا لم يمسك الشهود بالسيدة عائشة وهي في نفس ذات الفعل؟!
ولماذا ظلت السيدة عائشة وحدها منتظرةً رجوع الجيش حتى جاء صفوان بن المعطل ، وأين كان هؤلاء الشهود الأربع حينها؟!
ولو كان هناك أربعة شهود مع السيدة عائشة حينها ، فلماذا لم يأخذوها معهم على دوابهم ، ويوصلونها إلى المدينة بدلاً من أن تركب عائشة على ناقة صفوان بن المعطل ؟!
ولماذا سار المـنـافق عبد الله بن أبي بن سلول منفرداً وراء الجيش علماً بأن ذلك المنافـق ابن سلول كان من رؤساء وأشراف قومه ، فلماذا يقوم المنافـق ابن سلول بترك قومه في الجيش والقيام بالمشي منفرداً خلف الجيش على بُعد منه؟!
ولماذا قامت حمنة بنت جحش بالمشي وحدها مع ثلاث رجال آخرين دون أن تمشي مع الجيش؟!
كل الاسئلة السابقة هي أسئلة عقلانية تثبت مدى تخبط هؤلاء الملاحدة وعجزهم عن إثبات إدعائهم. بالإضافة إلى أنه ليس هناك دليل على ما يقوله ذلك الملحد بل كل الأدلة ضده. وكل الأدلة تثبت أن هؤلاء الأشخاص الأربعة لم يكونوا مع السيدة عائشة أصلاً.
وبالنسبة لهؤلاء الشهود الأربع ، فهم لم يروا شيئاً أصلاً بل إنهم كانوا يكررون تلك الشائعات والأكـاذيب التي نشرها المنافق عبد الله بن سلول بعد عودته إلى المدينة ؛ لأن المنافـق عبد الله بن سلول كان قد أظهر حـقـده على النبي وعزم على طرد النبي من المدينة بعد أن يعود لها ، ولذلك نزلت الآية القرآنية التي تقول :
{يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ 8} سورة المنافقون
وهذه الآية السابقة نزلت قبل حادثة الإفك بساعات قليلة فقط ؛ أي قبل أن يبدأ ذلك المنافـق باختراع كذبة زنـا السيدة عائشة. وفي الآيات السابقة ، تم فـضح المنافـق عبد الله بن سلول. وبالتالي فإن هذا المنافـق لم تعد تُقبل أقواله أصلاً سواء قبل حادثة الإفك أو بعدها.
مع العلم بأن المنافق عبد الله بن سلول كان دائماً يسـخـر من النبي ويحاول إيقاع الفتنة بين المهاجرين والانصار ، ويقوم بتحريض اليـهـود على النبي. وهذا المنافـق هو الذي انسحب بثلث الجيش في غزوة أحد تاركاً النبي لمصيره في مواجهة الكفار.
فهل من المعقول أن يقبل القاضي شهادة رجل مثل هذا المنافـق؟!
بل إن ابن ذلك المنافـق كان يريد قـتـل أباه عبد الله بن سلول ؛ لكي يستريح المسلمون من نفاقـه ، ولكن النبي محمد رفض ذلك وأعطى ذلك المنافـق فرصة.
قال ابن حزم في كتابه (جوامع السيرة 1/ 162) ما يلي:
[وقال -أيضاً- عبد الله بن عبد الله لرسول الله : يا رسول الله بلغني أنك تريد قـتـل أبي ، وإني أخشى إن أمرت بذلك غيري لا تدعني نفسي أرى قـاتـل أبي يمشي على الأرض فأقـتـله به فأدخل النار إذا قـتـلت مسلماً بكافر ، وقد علمت الأنصار أني من أبرها لأبيه ولكن يا رسول الله ، إذا أردت قـتـله فمرني بذلك ، فأنا -والله- أحمل إليك رأسه. فقال له رسول الله خيراً ، وأخبره أنه لا يـسـئ إلى أبيه] انتهى الاقتباس.
وتلك الرواية السابقة وردت في العديد من الكتب الأخرى ، وهي تكشف لنا أن ابن ذلك المنافق كان يعلم بنفاق وكـفـر والده.
وأما بالنسبة لمسطح بن أثاثة ، فإن أمه قد غضبت منه عندما رأته قد صدق هذه التهمة الباطلة بل إن أمه دعت عليه حينها. وفي المقابل ، نرى أم مسطح تشهد للسيدة عائشة بالعفاف.
ورد في صحيح البخارى في الحديث رقم 4757 ما يلي:
[خرجت لبعض حاجتي ومعي أم مسطح فعثَرَت وقالت : تعس مسطح ، فقلتُ لها : أي أم مسطح تـسـبين ابنك؟ ثم عثرت الثانية فقالت: تعس مسطح ، فقلت لها: تـسـبين ابنك؟ ثم عثرت الثالثة فقالت: تعس مسطح ، فانتهرتها فقالت: والله ما أسـبـه إلا فيك.]
ويقول ابن سعد في كتابه (الطبقات الكبرى| الجزء 8| صفحة 228) ما يلي:
[أم مسطح بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف.... وأسلمت أم مسطح فحسن إسلامها ، وكانت من أشد الناس على مسطح حين تكلم مع أهل الإفك في عائشة] انتهى الاقتباس
ونفس الكلام السابق ورد في كتاب (جامع الأصول | الجزء 12| صفحة 928)
وأما بالنسبة لحمنة بنت جحش ، فإن أختها زينب بنت حجش قد دافعت عن السيدة عائشة وعن عرضها:
يقول السيد الجميلي في كتابه (نساء النبي 1/ 104) ما يلي:
[فقد تصونت ، وتأنفت ، وترفعت عنه ، ونزهت نفسها عن التورط فيه ، وكانت محتاطة لدينها كل الاحتياط فحفظها الله وصانها. وليس أدل على هذا مثل ما قالته السيدة عائشة نفسها التي فوجئت بذلك الموقف النبيل الكريم من أكثر وأقوى ضرائرها ، فقالت:".....فأما زينب فعصمها الله بدينها ؛ فلم تقل إلا خيراً ، وأما حمنة فأشاعت من ذلك ما أشاعت تضارني لأختها ، فشقَيَت بذلك."] انتهى الاقتباس.
وأما بالنسبة لحسان بن ثابت ، فإن هناك بعض الناس الذين قالوا بأنه صدَّق تلك الشائعة ، وبعضهم قال أنه كـذَّب تلك الشائعة.
يقول ابن الأثير في كتابه (أسد الغابة 1/ 483) ما يلي:
[وكان حسان ممن خاض في الإفك ، فجُلد فيه في قول بعضهم وأنكر قوم ذلك ، وقالوا إن عائشة كانت في الطواف ، ومعها أم حكيم بنت خالد بن العاص وأم حكيم بنت عبد الله بن أبي ربيعة ، فذكرتا حسان بن ثابت وسُبتاه ، فقالت عائشة: إني لأرجو أن يُدَخله الله الجنة بـذبـه (دفاعه) عن النبي بلسانه ، أليس القائل: فإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء. وبرأته من أن يكون افترى عليها ، فقالتا : ألم يقل فيك؟ فقالت: لم يقل شيئاً.] انتهى الاقتباس.
وبالتالي ، فإن أمر تصديق حسان بن ثابت لتلك الشائعة هو أمر ليس مؤكداً بنسبة 100% ؛ فالبعض يثبته والبعض ينفيه وربما نتكلم في ذلك في مبحث آخر.
ولو افترضنا أن حسان قد صدق تلك التهمة في البداية ، فإنه ينبغي العلم بأنه تراجع عنها بعد ذلك واعتذر إلى السيدة عائشة:
جاء في كتاب (لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح | الجزء 6| صفحة 383) ما يلي:
[قوله (لما نزلت عذري) أي الآيات الدالة على براءتي ، ...... وقد عمي حسان بدعاء عائشة الصديقة واعتذر إليها ومدحها] انتهى الاقتباس.
فمن خلال ما سبق 👆، نجد أن ابن المنافـق عبد الله بن سلول كان يود قـتـل أباه المنافـق ؛ لكي يستريح من كـفـره وعداءه للنبي ، وأم مسطح غضبت على ابنها مسطح ؛ لأنه صدَّق تلك التهمة الباطـلـة ، وحسان بن ثابت قد اعتذر إلى السيدة عائشة ومدحها ، وزينب بنت جحش لم تصدق ما أشاعته أختها حمنة بنت جحش.
فهل ذلك الملحد كان يعلم هذه المعلومات أم أنه تعمد إخفاء تلك الحقائق؟!
-----------------------------
ذلك الملحد يقول أن قانون الاسلام كان ينص على أن كل قضية يكون فيها شاهدان من الرجال أو أربعة شهود من النساء ، وذلك حسب ما ورد في الآية 282 من سورة البقرة ، ولكن محمد وقع في مأزق ؛ لأن الشهود على زنـا زوجته كانوا أكثر من اثنين وقد أثبتوا زنا عائشة ، ولذلك حاول محمد أن يُبرَّأ زوجته عن طريق تأليف آية من عنده وفيها تم تعديل العدد اللازم للشهود في حالة الزنا من رجلين إلى أربعة رجال. وكل هذا التحايل من أجل أن يُبرأ زوجته من هذه التهمة الملصقة بها.
وأنا أرد على هذا الخـنـزير النـجـس وأقول :
أولاً:
حادثة الإفك حصلت بعد غزوة بني المصطلق مباشرة ؛ أي في شهر شعبان سنة 5 هجرياً حسب القول الراجح من علماء المغازي ، وقال ابن إسحاق أن ذلك حصل سنة 6 هجرياً. ولكننا عندما نعود إلى الآية رقم 282 من سورة البقرة ، فإننا نجد أنها من أواخر الآيات القرآنية التي نزلت على النبي محمد ؛ أي أن الآيات التي برأت السيدة عائشة من الزنـا قد نزلت أصلاً قبل الآية رقم 282 من سورة البقرة وليس العكس..... وبالتالي فإن ما يقوله ذلك الملحد الـهـلـفـوت هو مجرد هـذيـان.
بالإضافة إلى أنه لا يوجد أي دليل على ما يقوله ذلك الملحد أصلاً.
بالإضافة إلى أنني أود أن أسأل ذلك الملحد سؤالاً مـحـرجاً:
إذا كان النبي قد ألَّف هذه الآية لتبرئة عائشة ، فلماذا هذه الآية نزلت بعد أكثر من شهر من وقوع الحادثة؟! ولماذا لم تظهر هذه الآية في وقت تلك الشائعات نفسها؟!
ثانياً:
لكل قضية شهودها ، فالبيع له عدد معين من الشهود ، والزنا لها عدد معين من الشهود وهكذا.....لذلك لا تخلط الاوراق ببعضها أيها الملحد الـهـلـفـوت.
------------------------------------------------
ذلك الملحد يقول أن النبي محمد بقى شهراً كاملاً حائراً يحقق في القضية ويستشير أصحابه ولم ينزل عليه الوحي طيلة الشهر ليُعلِمه ببراءة عائشة من عدمها كما أن النبي محمد هجرعائشة طيلة الشهر، و لعله فعل ذلك لأنه أراد أن يتأكد إن كانت عائشة حاملاً من صفوان أم لا ، وبخاصة أنه كان يعلم حرص عائشة على أن تلد له وريثاً يرث ملكه. بالإضافة إلى غيرة عائشة من زواج النبي محمد بجويرية بنت الحارث ؛ لأنها خشيت على ثروة النبي....
وأنا أرد على ذلك الخـنـزير النـجـس وأقول:
أولاً:
هذا الإدعاء السابق يثبت لنا وجود خلل وتناقض في أدمغة الملاحدة ؛ فهم يزعمون أن النبي محمد تزوج عائشة وهي صغيرة السن وغير مستعدة للجـمـاع أو الإنجاب ، ثم هاهم نفس الملاحدة يزعمون -الآن- أن عائشة كانت ترغب في إنجاب ولد من النبي محمد من أجل الحصول على ثروته ، وهنا نسأل سؤالاً لذلك الملحد:
كيف تزعمون أن عائشة كانت صغيرة في السن وغير مستعدة للجـمـاع والإنجاب ، وفي نفس الوقت كانت تريد إنجاب طفل من النبي محمد؟!
مع العلم أن عائشة كان عمرها حوالي 12 سنة وقت حادثة الإفك هذه.
ثانياً:
لا لا لا يوجد أي دليل على أن النبي قد علم رغبة عائشة في الإنجاب منه لكي تحصل على ثروته. وأيضاً السيدة عائشة لم تنجب أي طفل من النبي محمد.
ثالثاً:
السيدة عائشة غارت من السيدة جويرية بنت الحارث ؛ نظراً لجمالها وليس لأنها ستسرق منها ثروة النبي وليس لأنها ستنجب له ولداً....؛ فقد روى الإمام أحمد في "المسند" (43 / 384)، وأبو داود (3931) عن عائشة أنها قالت:
[..... وَكَانَتْ امْرَأَةً حُلْوَةً مُلَاحَةً لَا يَرَاهَا أَحَدٌ إِلَّا أَخَذَتْ بِنَفْسِهِ، فَأَتَتْ رَسُولَ اللهِ تَسْتَعِينُهُ فِي كِتَابَتِهَا....]
بالإضافة إلى أن جويرية بنت الحارث لم تنجب من النبي أي أولاد أصلاً.
بالإضافة إلى أن غيرة السيدة عائشة من السيدة جويرية كانت قبل أن تتزوج جويرية من النبي محمد وليس بعده.....
ومن الطبيعي أن يحدث غيرة بين النساء سواء كن متزوجات من نفس الشخص أو كان لكل واحدة زوج مستقل. وهذا شئ مُشاهَد ومعلوم ولا ينكره إلا أعمى.
رابعاً :
النبي محمد لم يكن له أي ثروة بعد موته. والسيدة عائشة لم ترث أي شئ بعد وفاة النبي محمد بل إن النبي محمد مات وترك لزوجته عائشة نصف رغيف شعير على الرف.
تقول السيدة عائشة: "تُوفي رسول الله ، وما في رفِّي من شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رفٍّ لي ، فأكلتُ منه حتى طال عليَّ".
بالإضافة إلى أن النبي هو من بدأ بطلب الزواج من عائشة ولم يطلب منه أبو بكر ذلك.
خامساً:
الصحابة الذين استشارهم النبي لم لم لم يـطـعـنـوا في السيدة عائشة ؛ فقد استشار النبي أسامة بن زيد وعلي بن أبي طالب وبريرة الجارية ؛ فأما أسامة بن زيد ، فإنه أثنى على السيدة عائشة خيراً. وأما علي بن أبي طالب ، فإنه أشار إلى أن النبي في إمكانه أن يتزوج غيرها ، ولكنه لم يتهم السيدة عائشة بالزنـا. وأما بريرة ، فإنها أثنت على السيدة عائشة خيراً. (راجع صحيح البخارى - الحديث رقم 2661)
سادساً:
هؤلاء الملاحدة يزعمون أن النبي محمد هجر عائشة ولم يقربها لأنه شكَّ فيها ولكن الحقيقة هي أن السيدة عائشة كانت مريضة في تلك الأثناء ، وكانت أمها تمرِّضها (تعمل كممرضة لها) ، ولذلك فإن النبي كان يدخل البيت ثم يقول: ما تيكم؟! ؛ أي كيف حالك؟! ، ثم ينصرف.
يقول أبو بكر البيهقي في كتابه (دلائل النبوة | الجزء 4| صفحة 67) ما يلي:
[إنما يدخل عليَّ رسول الله فيسلم ، ثم يقول : كيف تيكم؟! ثم ينصرف...... حتى خرجتُ يوماً بعد أن نَقهتُ (أي شفيتُ)....فلما رجعتُ إلى بيتي ودخل عليَّ رسول الله فسلمَّ ثم قال: كيف تيكم؟! فقلت أتأذن لي أن آتي أبوي؟! .... فأذن لي رسول الله فجئتُ أبوي....] انتهى الاقتباس.
إذن فالسيدة عائشة كانت مريضة أثناء تلك الشائعات التي ترددت حولها ، وربما يكون النبي قد حزن من جرَّاء ما سمعه من تلك الإشاعات لكن ليس هناك أي دليل على أنه ترك عائشة لأنه شكَّ في شرفها. بالإضافة إلى أن السيدة عائشة عندما علمت بخبر تلك الإشاعات ، فإنها طلبت الإذن من النبي محمد بالذهاب إلى بيت أبيها لكي تسأل والديها عن تلك الشائعات. وبعد أن تأكدت السيدة عائشة من تلك الشائعات ، فإنها مكثت في بيت أبيها حتى نزلت آيات برائتها.
وطبعاً ليس هناك أي دليل على أن النبي ترك معاشرة السيدة عائشة لأنه شك فيها. وحتى لو افترضنا أن النبي ترك معاشرة عائشة حينها ، فإن السبب سيرجع إلى أنها كانت مريضة في أثناء تلك الشائعات ، وكانت أمها معها في المنزل. وبعد أن شُفيت السيدة عائشة وخرجت مع أم مسطح وعلمت بالخبر منها في الطريق ، فإنها رجعت إلى النبي وطلبت الإذن منه بالذهاب إلى بيت أبيها ثم مكثت السيدة عائشة في بيت أبيها. وهذا يفسر لنا سبب بُعد النبي عنها تلك الفترة.... ؛ لأنه من الصعب أن يـجـامعها وهي مريضة وخصوصاً في أثناء حضور أمها ، ومن الصعب أيضاً أن يـجـامعها وهي في بيت أبيها.
بالإضافة إلى أن النبي محمد كان يعلم براءة زوجته من قبل أن تنزل آيات تبرئة السيدة عائشة حيث ورد في صحيح البخاري (2661) ما يلي:
[فَوَاللَّهِ ما عَلِمْتُ علَى أهْلِي إلَّا خَيْرًا]
وهذه المقولة السابقة قالها النبي قد نزول آية البراءة بحوالي 3 أيام.
---------------------
بعض الملاحدة الأنـجـاس يضعون نظريات باطلة حول النبي محمد ، فمثلاً : هم يقولون أن النبي محمد انتظر أكثر شهر ؛ لكي يتبين هل زوجته حامل من صفوان بن المعطل أم لا؟!
وبعضهم يقول أن النبي انتظر شهراً كاملاً لكي يرى هل زوجته ستحيض أم لا ؟! ، فإذا حاضت زوجته فسيعلم أن بريئة ، وإذا لم تحض فسيعلم أنها حملت من صفوان بن المعطل.
وأنا أرد عليهم وأقول:
أولاً :
لا يوجد أي دليل يؤيد تلك النظرية الخـبـيـثـة ، وإنما تلك النظرية هي نتاج خيال مريض صادر من تلك العقول الإلحادية العـفـنـة.
ثانياً:
النبي ليس سـاذجـاً بهذه الدرجة ؛ فالعرب قديماً كانوا يعلمون أن الرجل قد يجامع المرأة ولا تحمل منه بجنين في بطنها ، وقد يجامعها الرجل وتحمل بجنين منه. والنبي محمد والصحابة كانوا على علم بذلك.... وبالتالي ، حتى لو افترضنا أن صفوان قد زنـا مع عائشة ، فإنه من الممكن أن تظل عائشة بدون حمل أو جنين.
بالإضافة إلى أن السيدة عائشة عاشت مع النبي حوالي تسع سنوات ، وبالرغم من ذلك فإنها لم تحمل منه بجنين..... وكذلك صفية وزينب وغيرها.
ثالثاً:
السيدة عائشة خرجت مع النبي في ذلك السفر ، وربما يكون النبي قد جامعها في ذلك السفر. وبالتالي فإنه ليس من المعقول أن ينتظر النبي حتى ينظر هل تحمل من صفوان أم لا ؛ لأنه من الممكن أن تحمل عائشة من النبي نفسه ولا تحمل من صفوان.
ونحن نعود ونقول أن السيدة عائشة والصحابي صفوان بريئان من تلك التهمة القـذرة التي اخترعها المنـافقون.
رابعاً:
علم الطب ينسف تلك الأكاذيب والنظريات الفاسدة ؛ لأنه من المعروف أن متوسط الدورة الشهرية عند النساء يكون حوالي 28 يوم. ولو افترضنا أن السيدة عائشة بدأت الحيض في أول يوم في الشهر ، فإنه من المفترض أن تعود إلى الحيض مرة أخرى في يوم 28 من نفس الشهر.ولو افترضنا أن حادثة الإفك حصلت يوم 10 في الشهر ، إذن السيدة عائشة قد حاضت بعد الحادثة بحوالي 18 يوم ، وهنا يكمن سؤال مهم :
إذا كان السيدة عائشة قد حاضت بعد 18 يوم من حادثة الإفك ، فلماذا انتظر النبي أكثر من شهر؟!
🔴 ولو افترضنا أن حادثة الإفك قد حصلت يوم 24 في الشهر ، إذن السيدة عائشة قد حاضت بعد حادثة الإفك بحوالي 4 أيام..... وهنا يكمن سؤال مهم:
إذا كان السيدة عائشة قد حاضت بعد 4 يوم من حادثة الإفك ، فلماذا انتظر النبي أكثر من شهر؟!
🔴 ولو افترضنا أن حادثة الإفك قد حصلت يوم 1 في الشهر ، إذن السيدة عائشة قد حاضت بعد حادثة الإفك بحوالي 28 أيام..... وهنا يكمن سؤال مهم:
إذا كان السيدة عائشة قد حاضت بعد 28 يوم من حادثة الإفك ، فلماذا انتظر النبي أكثر من شهر؟!
كل تلك الأسئلة المنطقية تثبت فساد نظريات الملاحدة التي تطعن في عِرض النبي.
-----------------------
يقول الملاحدة : لماذا تأخر صفوان عن الجيش ولم يسر معهم؟!
وأنا أرد عليهم وأقول:
كان صفوان بن المعطل يسير خلف الجيش بمسافة ؛ لكي يجمع الأشياء التي تقع من الجيش أثناء السير... ، فمثلاً:
🔵 جاء في كتاب (التفسير الوسيط | الجزء 6 | صفحة 1373) ما يلي:
[وكان صفوان بن المعطل السلمي وراء الجيش ليجمع ما نسيه المجاهدون.] انتهى الاقتباس
🔵 ويقول الدَّيار البكري في كتابه (تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس 1/ 475) ما يلي:
[وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني تخلف وراء الجيش. وكان النبي جعله في الساقة بالتماسه ، وكان يصلي حين يرحل الناس ويسير خلف الجيش ويتفقد أشياء الناس من اللقطة والمنسي ويبلغهما إلى أصحابهما] انتهى الاقتباس.
بالإضافة إلى أن صفوان كان يراقب مؤخرة جيش المسلمين ؛ لكي لا يهجم العدو عليهم من الخلف.... ؛ فإذا زحف العدو تجاه المسلمين من الخلف ، فإن صفوان سيسرع حتى يصل إلى النبي ويبلغه بقدوم جيش العدو من خلفهم.
----------------------
بعض الملاحدة يقولون: لماذا لم يشعر الصحابة بفراغ الهودج عندما حملوه ووضعوه على الناقة؟!
وأنا أرد عليهم وأقول:
الصحابة لم يشعروا بخلو هودج السيدة عائشة ؛ نظراً لأن أوزان النساء حينها كانت خفيفة ولذلك فإن الحاملين للهودج لم يجدوا فرقاً كبيراً بين أن يكون الهودج فارغاً أو مشغولاً. بالإضافة إلى أن السيدة عائشة كان عمرها حينئذ حوالي 12 سنة ؛ أي أنها أخف في الوزن من النساء التي عمرها 20 سنة أو 40 سنة.
ورد في صحيح البخاري (رقم2661) ما يلي:
[كانَ النِّسَاءُ إذْ ذَاكَ خِفَافًا لَمْ يَثْقُلْنَ ولَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ، وإنَّما يَأْكُلْنَ العُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ، فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ القَوْمُ حِينَ رَفَعُوهُ ثِقَلَ الهَوْدَجِ، فَاحْتَمَلُوهُ وكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ]
------------------------
الملحد يقول أن النبي محمد قد أقام حد قذف المحصنات على ثلاثة أشخاص فقط وهم: حسان ومسطح وحمنة وذلك لأنهم ضعفاء ، ولكن النبي محمد لم يقم حد القذف على عبد الله بن أبي بن سلول نظراً لأن ابن سلول كان قوياً في قومه ، وكان سيداً من أسياد الخزرج ، وكان عاملاً مهماً في جيش النبي محمد . وهذا يبين أن النبي لم يقم الحدود على الأقوياء بل على الضعفاء فقط.
وأنا أرد على ذلك الخـنـزير النـجـس وأقول:
أولاً:
النبي محمد هو المعتدَى عليه في هذه القضية ؛ لأن هؤلاء الأشخاص الأربعة قد رددوا شائعات تطعن في عرض النبي محمد. وبالتالي فإن النبي محمد له الحق في أن يعفو عمن يريد منهم ، وأن يأخذ حقه ممن يريد منهم ، فمثلاً:
أنت لو اعتدى عليك رجلان بالضرب والشـتـم ، فإنه بإمكانك أن تذهب إلى القاضي وتحاكمهم الاثنين أمام القضاء وتطلب من القاضي أن يعاقبهم الاثنين معاً. وأنت بإمكانك -أيضاً- أن تعفو عن رجل واحد من الاثنين وأن تطلب من القاضي أن يعاقب الآخر..... هذه حرية شخصية بالنسبة لك ، وهذا حقك أنت ، وهذا شئ متعارف عليه دولياً ، ولا يستطيع أي شخص أن يلومك على هذا التصرف. وبالتالي فإن النبي محمد له الحق الكامل في أن يعاقب من يريد منهم ، وأن يعفو عمن يريد منهم طالما أن النبي هو المعتدَى عليه وهو صاحب الحق نفسه.
ثانياً:
النبي محمد لم يكن يخاف في الله لومة لائم ؛ فالنبي محمد قد أقام حد السرقة على المرأة المخزومية بالرغم من أنها كانت سيدة لها مكانتها في قومها ، ولم يلتفت النبي إلى الوسطاء الذين جاءوا يستشفعون لتلك المرأة عند النبي محمد. وهذه القصة ورد في (السنن الكبرى للنسائي 7/16) وفي غيره من الكتب.
ثالثاً:
حسان بن ثابت كان -أيضاً- ذا مكانة في قومه ، وكان هو اللسان الناطق لقبيلة الخزرج ، وكان مشهوراً بين العرب شهرة واسعة ..... وبالرغم من ذلك فإن النبي أقام عليه حد القذف كما اعترف ذلك الملحد بنفسه. وهذا يبين لنا أن النبي محمد لم يكن يخاف في الله لومة لائم.
بالإضافة إلى أن حمنة بنت جحش كانت ابنة عمة النبي ولكنه أقام عليها حد القذف ولم يجامل أحداً على حساب أحد.
رابعاً:
النبي محمد تنازل عن حقه للمنافـق عبد الله بن سلول ورفض أن يجلده ؛ نظراً لأن النبي خاف على حدوث فتنة وتـقـاتل بين المسلمين من قبيلتي الأوس والخزرج.
جاء في صحيح البخاري (حديث رقم 2661) ما يلي:
[فَقَامَ رَسولُ اللَّهِ مِن يَومِهِ، فَاسْتَعْذَرَ مِن عبدِ اللَّهِ بنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ: مَن يَعْذِرُنِي مِن رَجُلٍ بَلَغَنِي أذَاهُ في أهْلِي؟! ..... فَقَامَ سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ، فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أنَا واللَّهِ أعْذِرُكَ منه؛ إنْ كانَ مِنَ الأوْسِ ضَرَبْنَا عُنُقَهُ، وإنْ كانَ مِن إخْوَانِنَا مِنَ الخَزْرَجِ أمَرْتَنَا، فَفَعَلْنَا فيه أمْرَكَ، فَقَامَ سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ -وهو سَيِّدُ الخَزْرَجِ، وكانَ قَبْلَ ذلكَ رَجُلًا صَالِحًا ولَكِنِ احْتَمَلَتْهُ الحَمِيَّةُ- فَقَالَ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ، لا تَقْتُلُهُ، ولَا تَقْدِرُ علَى ذلكَ، فَقَامَ أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ فَقَالَ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ، واللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ؛ فإنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ المُنَافِقِينَ، فَثَارَ الحَيَّانِ -الأوْسُ والخَزْرَجُ- حتَّى هَمُّوا، ورَسولُ اللَّهِ علَى المِنْبَرِ، فَنَزَلَ، فَخَفَّضَهُمْ حتَّى سَكَتُوا، وسَكَتَ] انتهى الاقتباس
من خلال الاقتباس السابق 👆، نجد أن النبي طلب الاعتذار من عبد الله بن سلول. وعندما وقف النبي على المنبر ، فإن الخلاف دبَّ بين قبيلتي الأوس والخزرع ، ولذلك سكت النبي عن الموضوع وألغي التفكير ؛ لأنه خشي أن تعود الفتنة بين الأوس والخزرج فيقوموا بقـتـال بعضهم البعض. وهذا ما يفسر لنا سبب تنازل النبي عن حقه تجاه عبد الله بن سلول الذي كان ينتهز الفرص لتحريض المسلمين على بعضهم.
إذن النبي تنازل عن حقه في سبيل الحفاظ على دمـاء المسلمين.
بالإضافة إلى أن النبي كانت له مواقف مع عبد الله بن سلول محاولاً أن يستميل قلوب أتباعه للإسلام. (راجع التفسير الحديث 9/ 510) لمحمد عزة دروزة.
خامساً:
نحن -كمسلمين- نؤمن بالحساب يوم القيامة ، فإذا هرب الرجل من عقاب الدنيا فلن يهرب من عقاب الآخرة. ولذلك فإن عبد الله بن سلول لن يهرب من عقاب الآخرة ، لكن الملاحدة لا يؤمنون بفكرة العقاب الأخروي. ولذلك هم يعتقدون أن الشخص الذي سيهرب من عقاب الدنيا لن يُحاسَب مرة أخرى. وهذا هو عين الظلم ؛ فمن الذي سيعاقب هتلر الذي أباد ملايين البشر ثم رحل عن هذا العالم؟!
حسب المنظور الإلحادي: لا يوجد أحد سيعاقب المجرمين الميتين الذين هربوا من العقاب في الدنيا..... وهذه هو عين الظلم يا إخواني.
سادساً:
عبد الله بن سلول لم يكن عاملاً مهماً في جيش المسلمين بل كان يمثل ضرراً على المسلمين فهو الذين انسحب بثلث الجيش في غزوة أحد. بالإضافة إلى أنه كان يعمل كجاسوس لحساب أعداء النبي محمد ، وكان ذلك المنافـق يُضعِف من عزيمة المسلمين، ولذلك فإن الله يقول عنه في القرآن الكريم:
{لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ 47} سورة التوبة
يقول الطبري في تفسيره للآية السابقة :
[حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: ﴿ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة﴾ ؛ أي يبطئونكم ، قال: هم رفاعة بن التابوت، وعبد الله بن أبيّ ابن سلول، وأوس بن قيظيّ. حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: ﴿وفيكم سماعون لهم﴾ ، يسمعون ما يؤدُّونه لعدوِّكم.] انتهى الاقتباس.
من خلال الاقتباس السابق 👆، يتبين أن عبد الله بن سلول لم يكن مهماً في جيش النبي محمد بل كان نقطة ضعف لجيش المسلمين. وهذا أدى إلى إنسحاب المسلمين في بعض المواقع.
------------------
واحد من الملحدين يقول أنه لا يجتمع رجل وامراة إلا والشيطان ثالثهما ، وبالتالي فإن عائشة زانـيـة؟!
وأنا أرد عليه وأقول:
أولاً:
كل منا يوجد معه قرينه الشيطان ، فهل كل واحد منا زانـي؟!
الإجابة : لا لا لا ؛ لأن وسوسة الشيطان لا تؤثر في عباد الله الصالحين لذلك يقول الله تعالى:
{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً 65} سورة الإسراء
ثانياً:
ليس من المعقول أن تترك امرأة بمفردها في الصحراء وتذهب عنها بحجة أن الشيطان ثالثكما..... أين العقل في ذلك ؟! ، وأين فقه الأولويات في ذلك؟!
ثالثاً:
الروايات تخبرنا أن السيدة عائشة غطت وجها حين رأت صفوان بن المعطل. وصفوان سار بالجمل حتى وصل إلى مكان الجيش من دون أن يتبادل أطراف الحديث مع السيدة عائشة أثناء المسير في الصحراء..... أي أنهما كانا على أتم الأدب في تلك الرحلة.
_____________________________
وفي النهاية ، أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده. وإن كان من سهو أو زلل فمني ونرجو المسامحة عليه.
لا تنسونا من صالح الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته👋👋👋
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا