هناك شخص كذاب يقول أن عبارة (أهل البيت) الواردة في الآية ٣٣ من سورة الأحزاب تتكلم عن أهل بيت الله الحرام ولا تتكلم عن أهل بيت النبي ؛ فهذا الكـذاب يريد أن يقول أن آية التطهير لا تنطبق على زوجات النبي وأهله وإنما تتكلم عن الناس المشرفين على الكعبة التي تعتبر بيت الله الحرام......
بالإضافة إلى أنه يقول لك أن عبارة البيت في القرآن تطلق فقط على الكعبة وليس غيرها ثم في النهاية يتهم تفاسير المسلمين بالضـلال.
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
الرد على شبهة هذا الكـذاب:
أولاً:
هذا الكـذاب قد اقتطع عبارة (أهل البيت) من سياقها؛ لأننا لو رجعنا إلى الآية بالكامل ، فسنجدها كالتالي:
يقول الله تعالى في الآية ٣٣ من سورة الأحزاب :
{یَـٰنِسَاۤءَ ٱلنَّبِیِّ لَسۡتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ ٱلنِّسَاۤءِ إِنِ ٱتَّقَیۡتُنَّۚ فَلَا تَخۡضَعۡنَ بِٱلۡقَوۡلِ فَیَطۡمَعَ ٱلَّذِی فِی قَلۡبِهِۦ مَرَض وَقُلۡنَ قَوۡلاً مَّعۡرُوفاً * وَقَرۡنَ فِی بُیُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَـٰهِلِیَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ وَأَقِمۡنَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتِینَ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِعۡنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۤۚ إِنَّمَا یُرِیدُ ٱللَّهُ لِیُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَیۡتِ وَیُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِیراً *وَٱذۡكُرۡنَ مَا یُتۡلَىٰ فِی بُیُوتِكُنَّ مِنۡ ءَایَـٰتِ ٱللَّهِ وَٱلۡحِكۡمَةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ لَطِیفًا خَبِیرًا﴾ [الأحزاب ٣٣- ٣٤]
لاحظوا أن عبارة (أهل البيت) وردت في سياق الحديث عن زوجات النبي حيث أن الآيات خاطبت زوجات النبي وأعطت لهن توجيهات وإرشادات ثم ناداهم الله بلفظ (أهل البيت) ثم عادت الآيات إلى إعطاء إرشادات وتوجيهات لزوجات النبي ...... إذن الآية هنا تتكلم عن أهل بيت النبي أي عائلته وليس لها علاقة بالمشرفين على الكعبة.
بالإضافة إلى أن سورة الأحزاب هي سورة مدنية نزلت بالمدينة بعيداً عن مكة ، ونزلت قبل أن يتم فتح مكة أصلاً، ولم يكن للنبي حينئذ أي إشراف مباشر على الكعبة بل كان الكـفـار هم من يشرفون على الكعبة. والله قد أخبرنا بأن هؤلاء المشركين غير طاهرين حيث يقول الله تعالى:
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَـجَـس فَلَا یَقۡرَبُوا۟ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ بَعۡدَ عَامِهِمۡ هَـٰذَاۚ وَإِنۡ خِفۡتُمۡ عَیۡلَةً فَسَوۡفَ یُغۡنِیكُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۤ إِن شَاۤءَۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِیمٌ حَكِیم﴾ [التوبة ٢٨]
بل إننا نجد أن الله لا يعطى أي قيمة لهؤلاء الكـفـار طالما أنهم مازالوا على كفرهم حيث يقول الله تعالى:
﴿۞ أَجَعَلۡتُمۡ سِقَایَةَ ٱلۡحَاۤجِّ وَعِمَارَةَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ كَمَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَجَـٰهَدَ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِۚ لَا یَسۡتَوُۥنَ عِندَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ﴾ [التوبة ١٩]
⛔ وبعد كل ما سبق ، فإنني أود أن أسأل سؤالاً مهماً:
هل الله سيطهر هؤلاء الكـفـار المشرفين على الكعبة ، وهل الآية رقم ٣٣ من سورة الأحزاب قد نزلت في المشرفين على الكعبة؟!
الإجابة : لا لا لا ؛ لأننا لو قلنا أنها نزلت في المشرفين على الكعبة ، فإن الله بذلك سيكون قد طهَّر هؤلاء الكـفـار المشرفين على الكعبة حينئذ ، وبالتالي نستنتج أن المقصود من أهل البيت في الآية ٣٣ من سورة الأحزاب هم أهل بيت النبي وليس سكان الحرم المكي.
-----------------
ثانياً:
ذلك الكـذاب يزعم أنه لا توجد أي آية في القرآن تشير إلى بيت النبي . وبالتالي فإن أهل البيت هم أهل بيت الله الحرام وليس أهل بيت النبي.....
وأنا أرد على هذا الكـذاب وأقول:
١- وردت عبارة (بيت النبي) في القرآن مثل:
﴿كَمَاۤ أَخۡرَجَكَ رَبُّكَ مِنۢ بَیۡتِكَ بِٱلۡحَقِّ وَإِنَّ فَرِیقاً مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ لَكَـٰرِهُونَ﴾ [الأنفال ٥]
ووردت -أيضاً- عبارة (بيوت النبي) في القرآن الكريم مثل:
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَدۡخُلُوا۟ بُیُوتَ ٱلنَّبِیِّ إِلَّاۤ أَن یُؤۡذَنَ لَكُمۡ إِلَىٰ طَعَامٍ غَیۡرَ نَـٰظِرِینَ إِنَىٰهُ........﴾ [الأحزاب ٥٣]
وردت -أيضاً- كلمة (بيت) في آيات أخرى من غير أن تقصد الكعبة.
٢- عبارة (أهل البيت) وردت في القرآن الكريم في بعض المواضع ولم لم لم يكن المقصود بها أهل البيت الحرام ، فمثلاً:
يقول الله تعالى:
﴿قَالُوۤا۟ أَتَعۡجَبِینَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِۖ رَحۡمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَـٰتُهُۥ عَلَیۡكُمۡ أَهۡلَ ٱلۡبَیۡتِۚ إِنَّهُۥ حَمِید مَّجِید﴾ [هود ٧٣]
في الآية السابقة ☝️ ، نجد أن الملائكة قد خاطبت السيدة سارة بعبارة (أهل البيت) بالرغم من أن السيدة سارة لم تشرف على البيت الحرام ولم تسكن بجواره بل كانت بعيدة عنه أصلاً. ومن هنا نلاحظ أن عبارة (أهل البيت) هنا معناها أهل بيت إبراهيم عليه السلام وليس أهل البيت الحرام.
ولقد بحثَت أختُ النبي موسى عن أخيها الرضيع موسى حتى وجدته في قصر الفرعون. وقد كان النبي موسى الرضيع يرفض الرضاعة من أي امرأة سوى أمه ..... ولذلك فإن أخت النبي موسى قالت لهم : هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم ؟!:
يقول الله تعالى:
﴿۞ وَحَرَّمۡنَا عَلَیۡهِ ٱلۡمَرَاضِعَ مِن قَبۡلُ فَقَالَتۡ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰۤ أَهۡلِ بَیۡتࣲ یَكۡفُلُونَهُۥ لَكُمۡ وَهُمۡ لَهُۥ نَـٰصِحُونَ﴾ [القصص ١٢]
من خلال الآية السابقة نجد أن تم وصف عائلة النبي موسى بعبارة (أهل بيت).
--------------------------
ثالثاً:
نحن سنعامل هذا الكـذاب بنفس منطقه؛ فهو يقول لنا أن كلمة (البيت) في القرآن تُطلق فقط على بيت الله الحرام ، ولا يوجد أي آية وردت فيها كلمة (البيت) بحيث تشير إلى مكان آخر غير بيت الله الحرام......
وأنا أرد عليه وأقول:
القرآن الكريم -غالباً- يشير إلى سكان الحرم المكي بعبارة (أهل المسجد الحرام) ولا يستخدم القرآن عبارة (أهل البيت) عندما يريد أن يشير إليهم.... فمثلاً:
يقول الله تعالى:
﴿یَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ قِتَال فِیهِۖ قُلۡ قِتَال فِیهِ كَبِیر وَصَدٌّ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِ وَكُفۡرُۢ بِهِۦ وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَإِخۡرَاجُ أَهۡلِهِۦ مِنۡهُ أَكۡبَرُ عِندَ ٱللَّهِۚ .....﴾ [البقرة ٢١٧]
-------------------------
رابعاً:
لو رجعنا إلى معاجم اللغة العربية ، فسنجد أن المقصود من أهل البيت هم عائلة الرجل ولذلك فإن عبارة (أهل البيت) تطلق على أهل بيت النبي محمد ...، فمثلاً:
🔵 يقول القاموس المحيط ما يلي:
[أهل الدّارِ أو المدينة: سكّانها؛ سارع أَهلُ المدينة لاستقبال الوالي الجديد. أهل البيت: أي أهل النبيّ محمد وأقاربه: إنَّمَا يُرِيد الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ . أهل الشيءِ: أصحابُه] انتهى الاقتباس.
🔵 ويقول معجم اللغة العربية المعاصرة ما يلي؛
[أهل البيت هم أهل النبي محمد] انتهى الاقتباس.
_________________
الخلاصة:
عبارة (أهل البيت) الواردة في الآية ٣٣ من سورة الأحزاب معناها: أهل بيت النبي وليس أهل البيت الحرام.
وطبعاً ، قد تبين لنا أن تفسير ذلك الكـذاب هو ما ينطق بالإفـك والضـلال وليس تفسير علماء المسلمين.
__________________
وفي النهاية ، أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده. وإن كان من سهو أو زلل فمني ونرجو المسامحة عليه.
لا تنسونا من صالح الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 👋👋👋
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا