المـوضـوع:
الشيعة السبئية يذمون أهل السُنة والجماعة ويقولون : لماذا لم يقم أبو بكر بإعطاء أرض فدك للسيدة فاطمة الزهراء بعد موت النبي محمد بالرغم من أنها ملك أبيها..
ونحن نرد عليهم ونقول أن أبا بكر رفض إعطاء أرض فدك للسيدة فاطمة تبعاً لوصية النبي التي تقضي بأن الأنبياء لا يورِّثون شيئاً مادياً أو مالاً بعد موتهم بل يتم توزيع أموالهم كصدقة على الفقراء....
ورد في صحيح البخاري ومسلم ما يلي:
[عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَام بِنْتَ النَّبِيِّ أَرْسَلَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ ، وَ " فَدَكٍ " ، وَمَا بَقِيَ مِنْ خُمُسِ " خَيْبَرَ " ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَا نُورَثُ ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ ، إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ فِي هَذَا الْمَالِ ) وَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْ صَدَقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ حَالِهَا الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَأَعْمَلَنَّ فِيهَا بِمَا عَمِلَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَدْفَعَ إِلَى فَاطِمَةَ مِنْهَا شَيْئًا]
من خلال ما سبق ☝️ ، يتبين لنا أن الأنبياء لا يورثون شيئاً لأهليهم بعد مماتهم بل تذهب أموالهم كصدقة على الفقراء... ولذلك فإن أبا بكر رفض إعطاء أرض فدك لبنت النبي بل إن عائشة زوجة النبي لم ترث من النبي أيضاً ؛ لأن أموال الأنبياء تذهب صدقةً للفقراء بعد مماتهم كما قال النبي محمد.
وبعد كل هذا ، طلع علينا واحد من الشيعة السبئية قائلاً: إذا كان الأنبياء يورِّثون العلم من بعدهم ، فإنه من المفترض أن تكون فاطمة قد ورثت العلم والأحكام الشرعية من النبي محمد ، إذن لماذا ذهبت فاطمة إلى أبي بكر مطالبةً إياه بأرض فدك ، أليس هذا دليل على أن فاطمة كانت تعلم بأن الحكم الشرعي يقضي بأنها تستحق أرض فدك؟!
وأنا أرد على هذا الغـبـي وأقول:
١- الأنبياء لا يورثون الأشياء المادية من بعد مماتهم. وهذا الأمر قد ورد في كتب الشيعة الروافض أيضاً:
جاء في كتاب (الكافي| ج١ | صفحة ٣٢) ما يلي:
[محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، عن أبي البختري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن العلماء ورثة الأنبياء وذاك أن الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً، وإنما أورثوا أحاديث من أحاديثهم، فمن أخذ بشئ منها فقد أخذ حظاً وافراً] انتهى الاقتباس.
ونفس الاقتباس السابق ورد في كلاً مما يلي:
كتاب (الكافي| ج١ | صفحة ٣٤)
كتاب (وسائل الشيعة | ج ٢٧ | صفحة ٧٨)
كتاب ( بصائر الدرجات | صفحة ٣٠)
كتاب (ثواب الأعمال | صفحة ١٣١)
وورد نفس الاقتباس في غير ذلك من الكتب الشيعية الرافضية.
وطبعاً ، من خلال الاقتباس ☝️ ، نجد أن الأنبياء لا يورثون الممتلكات المادية من بعدهم بل يورثون العلم الشرعي للعلماء..... وبالتالي ، فإن ذلك الشيعي الغـبـي يطرح شبهة على كتبه ويطعن فيها ؛ لأنه هكذا يُظهِر السيدة فاطمة وكأنها جـاهـلـة أو مخالفة لكلام النبي وتعاليمه لها.
--------------------
ثانياً:
أيها الشيعي ، نحن نستطيع أن نقلب الكفة عليك ونعاملك بنفس منطقك؛ لأننا سنقول لك أن الحديث يشير إلى أن العلماء ورثة الأنبياء. والحديث يتكلم بصيغة العموم والشمول. وبالتالي، فإن الأنبياء يورثون العلم الشرعي للعلماء كافةً بلا استثناء سواء كان هؤلاء العلماء من نسل النبي وصلبه أو من أبناء غيره الذين تبعوه. وبالتالي، نحن نستطيع أن نقول أن أبا بكر ورث الحكم الشرعي من النبي ولذلك فإنه أعلن فتواه بعدم استحقاق السيدة فاطمة لأرض فدك. وبالتالي فإن أبا بكر كان على حق في كلامه🤷🏻♂️.
-----------------------
ثالثاً:
وراثة العلم الشرعي هو شئ نسبي بين العلماء أي أن العلماء متفاوتون في معرفتهم العلم الشرعي ؛ فهناك من العلماء من يعرفون الكثير والكثير من العلم الشرعي ، وهناك علماء آخرون قد يغفلون عن بعض الأحكام الشرعية. وبالتالي ، فإن السيدة فاطمة لم تكن تعرف هذا الحكم الشرعي إلى أن قام أبو بكر بإبلاغها ذلك. وبالتالي ، فإن استدلال ذلك الشيعي هو استدلال سـخـيـف.
----------------------------
رابعاً:
القرآن الكريم قد أخبرنا أن النبيين داود وسليمان قد ورثا العلم من بعضهما حيث يقول الله تعالى:
﴿وَوَرِثَ سُلَیۡمَـٰنُ دَاوُۥدَۖ وَقَالَ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ عُلِّمۡنَا مَنطِقَ ٱلطَّیۡرِ وَأُوتِینَا مِن كُلِّ شَیۡءٍۖ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡمُبِینُ﴾ [النمل ١٦]
وبالرغم من أن هذين النبيين قد ورثا العلم من بعضهما إلا أن النبي سليمان قد تميز عن النبي داود في بعض الأشياء...حيث يقول الله تعالى:
﴿وَدَاوُۥدَ وَسُلَیۡمَـٰنَ إِذۡ یَحۡكُمَانِ فِی ٱلۡحَرۡثِ إِذۡ نَفَشَتۡ فِیهِ غَنَمُ ٱلۡقَوۡمِ وَكُنَّا لِحُكۡمِهِمۡ شَـٰهِدِینَ * فَفَهَّمۡنَـٰهَا سُلَیۡمَـٰنَۚ وَكُلًّا ءَاتَیۡنَا حُكۡمࣰا وَعِلۡمࣰاۚ وَسَخَّرۡنَا مَعَ دَاوُۥدَ ٱلۡجِبَالَ یُسَبِّحۡنَ وَٱلطَّیۡرَۚ وَكُنَّا فَـٰعِلِینَ﴾ [الأنبياء ٧٨ - ٧٩]
فمن خلال الآيات السابقة ☝️، نجد أن النبي سليمان اختص بفهم هذه المسألة الشرعية دون النبي داود بالرغم من أنهما ورثا العلم عن بعضهما.
ونفس الشئ السابق قد حدث في حادثة فدك ولكن بالمعكوس ؛ فبالرغم من أن فاطمة الزهراء قد ورثت العلم الشرعي عن أبيها إلا أنها غفلت عن بعض النقاط التي كان يعلمها أبوها ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
-----------------
خامساً:
هناك الكثير من العلماء الذين ينقلون العلم الشرعي إلى أبنائهم ولكن هذا ليس معناه أن الابن قد يعلم كل شئ علمه أبوه بنسبة ١٠٠٪ بل الابن قد تفوته بعض النقاط ، وقد يعلم الابن أشياءً أكثر من أبيه...... وهكذا.
وسؤالي لك أيها الشيعي ، إذا انت كنت مصراً على أن الابن يعلم ١٠٠٪ من علم أبيه ، فهل تستطيع أن تثبت لي أن علم أبناء الخميني يطابق علم الخميني نفسه بنسبة ١٠٠٪ علماً بأن الخميني قد ورَّث علمه لأبناءه من بعده ؟!
-----------------
سادساً:
من أغرب الأشياء التي أجدها في الشيعة هي أنهم يزعمون أن آل البيت في كتبهم يتميزون بالزهد والبعد عن ترف الحياة ويتميزون -أيضاً- بتفضيل الآخرة عن الدنيا ثم بعد ذلك يناقض الشيعة أنفسهم ويطالبون بميراث أرض فدك ......لذلك أنا أود أن أسألكم سؤالاً يا شيعة:
أيهما أفضل : أن تذهب أموال النبي كصدقة على الفقراء أم أن يتمتع بها آل محمد ويضعوها في بطونهم؟!
أيهما أفضل: أن يأخذ النبي ثواب تلك الصدقة في الآخرة ، أم أن يتمتع بها آل محمد في الدنيا؟!
أيهما أفضل : أن يعتمد آل محمد على قوت يومهم ويحافظوا على زهدهم أم أن أن يملأ آل محمد جيوبهم من أرض فدك وخيبر؟!
⭕ مع العلم أن النبي محمد نفسه كان يأخذ خمس المغانم ثم ينفقها على الفقراء كما ورد في الحديث أهل السُنة القائل : [والخمس مردود عليكم] ، فلماذا يا شيعة تخالفون أمر النبي؟!
اترك الإجابة للعاقلين فقط....
_______________________
وفي النهاية، أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده. وإن كان من سهو أو زلل فمني ونرجو المسامحة عليه.
لا تنسونا من صالح الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 👋👋👋.
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا