هل الصلوات في الإسلام ثلاثة أم خمسة؟!

مـقـدمــة:

في الآونة الأخيرة ، رأيت الكثير من المـعـيز (منكري السُنة) يتلاعبون في أحكام الصلوات الإسلامية حيث أن منكري السُنة يزعمون أن الصلوات ليست خمس صلوات في اليوم بل ثلاثة فقط.

وطبعاً، هؤلاء المنكرون يزعمون أن القرآن الكريم يأمر المسلم بثلاث صلوات فقط في اليوم وليس خمس صلوات..... ولذلك نحن كتبنا هذا المقال للرد عليهم باستخدام الأدلة القرآنية والعقل فقط دون التطرق إلى استخدام الأحاديث النبوية الصحيحة أو إلى التفاسير الإسلامية.

_________________

المـوضـوع:

عندما نرجع إلى القرآن الكريم ، فسنجد أن القرآن الكريم يأمر المسلم بخمس صلوات في اليوم ، ولكن المشكلة هي أن منكري السُنة الكـذابين يقتطعون نصوص القرآن الكريم كعادتهم...

والآن ، تعالوا بنا نثبت أن الصلوات الإسلامية عددها خمس صلوات في اليوم وليس ثلاثة.

-------------

* صلاة الفجر وصلاة العشاء:

يقول الله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ.... 58 }  سورة النور.

من ينظر إلى الآية السابقة 👆، فسيجد أن الله قد ذكر صلاة الفجر وذكر صلاة العشاء.

 

* صلاة العصر:

مبدئياً ، أنا قمت بتأجيل الحديث عن صلاة الظهر إلى نهاية المنشور ؛ نظراً لأنها تحتاج إلى مناقشة واسعة.

والآن ، تعالوا بنا نثبت وجوب صلاة العصر من القرآن الكريم.

يقول الله تعالى في كتابه الكريم:

[حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ 238] سورة البقرة.

 

الآية السابقة👆 تحتوى على أمر لنا بالحفاظ على الصلاة الوسطى... ، فما هي الصلاة الوسطى؟!

الإجابة: الصلاة الوسطى هي صلاة العصر. وهذا هو الرأي الأصح ؛ نظراً لأنها تنفرد وتتميز بخاصيتين ، وهما:

1- صلاة العصر تقع في وسط الصلوات الخمس.

2- صلاة العصر تقع في وسط اليوم تقريباً.

 

وأنا أتحدى مـعـيز التنوير أن يحضروا لي صلاةً أخرى غير صلاة العصر بحيث تنطبق عليها هاتان الخاصيتان السابقتان. ولو استطاع أحد المعيز التنويريين أن يحضر لي صلاة أخرى تتصف بهاتين الخاصيتين ، فسأعطيه ثلاثة جنيهات.

 

ملحوظات:

1- اليوم في الإسلام يبدأ من صلاة الفجر ، وليس من الساعة 12 ليلاً كما عند الأوربيين.

2- صلاة المغرب ليست هي الصلاة الوسطى ؛ لأنها لا تقع في وسط اليوم.

    وصلاة الظهر ليست هي الصلاة الوسطى ؛ لأنها لا تقع في وسط الصلوات.


* صلاة الفجر وصلاة المغرب وصلاة العشاء:

يقول الله تعالى في القرآن الكريم :

{وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ 114} سورة هود


الآية السابقة تأمرنا بإقامة الصلاة طرفي النهار أي في بداية النهار ونهايته. ومن المعلوم أن النهار ينتهي عند مغرب الشمس ، وبالتالي فإن الله يأمرنا بإقامة صلاة المغرب.

وبالنسبة لعبارة (زُلَفاً من الليل) ، فإن المقصود بها صلاة العشاء التي تكون في الليل...حيث تُسمَّى صلاة العشاء بــ (صلاة العتمة) ؛ أي عتمة الليل. 


* صلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة المغرب وصلاة العشاء:

يقول الله تعالى:

{أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً 78} سورة الإسراء.


إذا نظرنا إلى الآية السابقة 👆، فسنجد أن الله يأمر بالصلاة بمجرد حصول دلوك للشمس.

ومن المعروف في اللغة العربية الفصحى أن (دلوك الشمس) يبدأ من فترة الزوال عند الساعة 12 ظهراً ويستمر الدلوك حتى غروب الشمس ، ولذلك فإن مصطلح (دلوك الشمس) قد يُطلق على فترة الظُهر، وقد يُطلق على فترة العصر ، وقد يُطلق على فترة الغروب.

🔵 ورد في معجم اللغة العربية المعاصرة ما يلي:

[دلوك الشّمس: هو من الزَّوال إلى الغُروب.]

 

ويجب أن تنتبهوا جيداً إلى أن مصطلح (زوال الشمس) يُقصد به (الساعة 12 ظهراً) عندما تكون الشمس في منتصف السماء أو في كبد السماء. وهذا المصطلح شائع في كتب الفلك وعند علماء الرصد.

🌕 يقول القاموس المحيط ما يلي:

[الزوال هو الوقت الذي تكون فيه الشمس في كبد السماء]

 

🌕 ويقول القاموس الغني:

[خط الزوال أي خط نصف النهار]

 

🌕 ويقول معجم اللغة العربية المعاصرة:

[الزوال: وقت تكون فيه الشمس في كبد السماء]

 

ومن المعلوم أن الشمس تكون في منتصف السماء أثناء وقت الزوال أي عند الساعة 12 ظهراً ثم تبدأ الشمس بالدلوك أوالميلان إلى أسفل شيئاً فشيئاً ودرجةً بدرجةٍ حتى تغرب وتختفي تماماً ....

وكما قلنا من قبل فإن فترة الدلوك أو الميلان تمتد ما بين الساعة 12 ظهراً وحتى الغروب. وطبعاً ، كلمة الدلوك تعني ميلان الشمس ناحية الغروب ولا تقتصر على الغروب نفسه.   

🔴 ورد في المعجم الرائد ما يلي:

[دلكت الشمس : مالت عن كبد السماء نصف النهار، مالت إلى المغيب]

 

🔴 وورد في معجم (لسان العرب) ما يلي:

[قال الزجاج: دُلُوك الشمس زوالها في وقت الظهر، وذلك ميلها للغروب وهو دُلُوكها أَيضاً. وقال الأَزهري: والقول عندي أَن دُلوك الشمس زوالها نصف النهار]

 

ونحن عندما ننظر إلى موقع الشمس في السماء عند الساعة 12 ظهراً ، فسنجد أن درجة دلوكها وميلانها ناحية الغروب تساوي صفر.

ولو نظرنا إلى موقع الشمس في السماء عند الساعة 12 ودقيقة واحدة ، فسنجد أن درجة دلوكها وميلانها ناحية الغروب تساوي ربع درجة (0.25 درجة).

ولو نظرنا إلى موقع الشمس في السماء عند الساعة 12 وخمس دقائق ، فسنجد أن درجة دلوكها وميلانها ناحية الغروب تساوي 1.25 درجة.

ولو نظرنا إلى موقع الشمس في السماء عند الساعة 12 ونصف ، فسنجد أن درجة دلوكها وميلانها ناحية الغروب تساوي 7.5 درجة.

ولو نظرنا إلى موقع الشمس في السماء عند الساعة الواحدة ظهراً ، فسنجد أن درجة دلوكها وميلانها ناحية الغروب تساوي 15 درجة.

ولو نظرنا إلى موقع الشمس في السماء عند الساعة 3 ونصف عصراً ، فسنجد أن درجة دلوكها وميلانها ناحية الغروب تساوي 52.5 درجة.... وهكذا.

 

وبالتالي من خلال الحسابات السابقة 👆، يتبين أن الشمس تبدأ في الدلوك والميلان ناحية الغروب ابتداءاً من الساعة 12 ظهراً وتستمر في الميلان حتى فترة الغروب. 

وحسب الآية التي تقول : {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ} ، فإنه يتوجب علينا أن نقيم الصلاة بمجرد حدوث أول دلوك أو ميلان للشمس ؛ لأن اللام الموجودة في كلمة (لدلوك) هو لام الوقت.

بالإضافة إلى أننا يجب أن نقيم الصلاة -أيضاً- في الفترة التي تنحصر ما بين أول دلوك للشمس وحتى غسق الليل ؛ أي أننا يجب أن نصلي صلاة الظهر ثم العصر ثم المغرب ثم نختم بصلاة غسق الليل وهي صلاة العشاء.

 

وطبعاً ، لا لا لا يصح أن نقول أن صلاة دلوك الشمس هي صلاة المغرب ، وذلك نظراً لعدة أسباب وهي :

1- الآية تقول: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل} ، ولو نحن افترضنا أن المقصود من عبارة (لدلوك الشمس) هي صلاة المغرب ، فإن المعني سيختل وسينحرف ؛ لأنه لا توجد صلوات مفروضة بين صلاة المغرب وصلاة العشاء المعروفة بصلاة غسق الليل.... وبالتالي فإن الرأي الأصح هو أن نقول أن عبارة (لدلوك الشمس) يُقصد بها صلاة الظُهر ؛ نظراً لأنه توجد صلاتان بين صلاة الظهر وصلاة العشاء.

2- دلوك الشمس يبدأ من بعد الساعة 12 ظهراً تقريباً ؛ أي أنه لا يقتصر فقط على صلاة المغرب.

 

وبالتالي ، فإن الرأي الأصح هو أن صلاة دلوك الشمس يُقصد بها صلاة الظُهر وليس المغرب.   

----------

جميع الصلوات: 

بعض المسلمين الآخرين يرون أن هناك آيتان في القرآن قد جمعتا الصلوات الخمس حيث يقول الله تعالى:

{فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ 18} (سورة الروم)

لو نظرنا إلى الآية السابقة 👆، فسنجد أمراً لنا بالتسبيح عند المساء وعند الصباح ، وسنجد أمراً لنا بحمد الله عند العشي وعند الظُهر.

وطبعاً : صلاة الفجر هي صلاة الصبح ، وصلاة المغرب والعشاء تقعان في المساء ، وصلاة العشي هي صلاة الظهر والعصر.

وبالتالي فإن الآية السابقة قد ذكرت خمس صلوات: الفجر (الصبح) والظهر والعصر والمغرب والعشاء.

هذا رأي السابق صدر من بعض علماء السلف. وعلى كل حال ، فإننا قد جئنا بآيات أخرى تثبت أن الصلوات خمسة وليست ثلاثة.

__________

ملحوظات مهمة:

1- هناك فرق بين ميلان الشمس للغروب وبين الغروب نفسه ؛ حيث أن ميلان الشمس للغروب يمتد من الزوال حتى الغروب. أما الغروب نفسه فيحدث في نهاية النهار فقط.

2- من المعلوم أن الأرض هي من تتحرك حول الشمس ، ولكن علماء الفلك ما زالوا يستخدمون الحركة الظاهرية للشمس من أجل تحديد المواقيت. وهذا الأمر شائع في علوم أخرى مثل الفيزياء التي تقيس السرعة النسبية بناءً على ما يشاهده المراقب وليس بناءً على السرعة الفعلية للشئ المتحرك.

3- نحن استخدمنا أوقات تقريبية في هذا المنشور ، فمثلاً: نحن قلنا أن الشمس تكون في وسط السماء عند الساعة 12 ظهراً ، ولكن الشمس قد تكون في وسط السماء عند الساعة 11:59 أو 11:56 وهكذا...، وذلك نظراً لإختلاف فصول السنة (صيف ، خريف ، شتاء ، ربيع).

______________________________

الخاتمة :

من خلال كل ما سبق 👆، نجد أن الله أمرنا بإقامة خمس صلوات في اليوم وليس ثلاث صلوات فقط كما يزعم مـعـيز التنوير.... ولكن المشكلة هي أن مـعـيز التنزير يقتطعون آيات القرآن الكريم ويفصلونها عن بعضها البعض.

وهناك شئ مهم ينبغي التنويه له وهو أن صلاة المسيحيين كانت ثلاثة صلوات ولكن تم التلاعب بها وجعلها سبعة صلوات. وهذا هو رابط المنشور الذي تكلمت فيه عن هذا الأمر:

https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2021/03/blog-post_30.html      

 

_____________________

وفي النهاية ، أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده. وإن كان من سهو أو زلل فمني ونرجو المسامحة عليه.

 

لا تنسونا من صالح الدعاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته👋👋👋

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا