هل آيات القرآن مثنية أو مطوية ؟! | رداً على إيهاب الحريري


المـوضـوع:

في الآونة الأخيرة ، خرج علينا واحد من المـجـانين يُسمى إيهاب الحريري. وهذا المجنون يندرج في قائمة المجانين الذين يفسرون آيات القرآن الكريم على هواهم ويـحـرفون معناه...


ولقد استمعت لهذا المـجـنـون فوجدته يردد دائماً مقولة تنص على أن آيات القرآن نزلت مطوية وفيها انثناء ، وينبغي على الشخص أن يفكَّ الآيات  قبل أن يتعامل معها....


وطبعاً ، هذا المـجـنـون استنبط هذا التفسير السـقـيـم السابق عندما رأى كلمة (مثاني) الموجودة في الآية القرآنية التالية:


﴿ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحۡسَنَ ٱلۡحَدِیثِ كِتَـٰبࣰا مُّتَشَـٰبِهࣰا مَّثَانِیَ تَقۡشَعِرُّ مِنۡهُ جُلُودُ ٱلَّذِینَ یَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ ثُمَّ تَلِینُ جُلُودُهُمۡ وَقُلُوبُهُمۡ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ ذَ ٰ⁠لِكَ هُدَى ٱللَّهِ یَهۡدِی بِهِۦ مَن یَشَاۤءُۚ وَمَن یُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٍ﴾ [الزمر ٢٣]


******************************************


⭕ ⁦والآن ، حان الوقت لكي نرد على هذا الجـحـش

 

أولاً:

الشئ المطوي أو المثني يحدث له اعوجاج عند ثنيه وطيه ، لكن الله يقول عن القرآن أنه غير ذي عوج....

* يقول الله تعالى:

﴿قُرۡءَانًا عَرَبِیًّا غَیۡرَ ذِی عِوَجࣲ لَّعَلَّهُمۡ یَتَّقُونَ﴾ [الزمر ٢٨]


* ويقول الله تعالى:

﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِیۤ أَنزَلَ عَلَىٰ عَبۡدِهِ ٱلۡكِتَـٰبَ وَلَمۡ یَجۡعَل لَّهُۥ عِوَجَاۜ﴾ [الكهف ١]

 

---------------------

من خلال ما سبق ⁦☝️⁩، نجد أن القرآن الكريم ليس فيه عوج ، وبالتالي نستنتج أنه لا يوجد فيه طيَّات أو ثنيات على عكس ما يقوله ذلك الأحـمـق.


---------------------------------


ثانياً:

ذلك المـجـنـون يعتقد أن كلمة (مثاني) في الآية تعني أن آيات القرآن مطوية ، وهذا خطأ وجـهـل منه ؛ لأن المقصود من كلمة (مثاني) هو أن الله يكرر بعض القصص والأحكام في القرآن لحكمة معينة. وهذا هو معنى كلمة (مثاني) حيث أن كلمة (مثاني) تعتبر كلمة جمع ومفردها (مثني).


وكلمة (مثنى)  معناها التثنية ؛ أي تكرار الشئ مرة أخرى، ولذلك سنجد أن الله يكرر بعض الأحكام والقصص القرآنية .....

والدليل على كلامي هو أن الله يقول في القرآن الكريم:


﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ جَاعِلِ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ رُسُلًا أُو۟لِیۤ أَجۡنِحَةࣲ مَّثۡنَىٰ وَثُلَـٰثَ وَرُبَـٰعَۚ یَزِیدُ فِی ٱلۡخَلۡقِ مَا یَشَاۤءُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ﴾ [فاطر ١]


ويقول الله تعالى أيضاً:

﴿وَإِنۡ خِفۡتُمۡ أَلَّا تُقۡسِطُوا۟ فِی ٱلۡیَتَـٰمَىٰ فَٱنكِحُوا۟ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ ٱلنِّسَاۤءِ مَثۡنَىٰ وَثُلَـٰثَ وَرُبَـٰعَۖ فَإِنۡ خِفۡتُمۡ أَلَّا تَعۡدِلُوا۟ فَوَ ٰ⁠حِدَةً أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَیۡمَـٰنُكُمۡۚ ذَ ٰ⁠لِكَ أَدۡنَىٰۤ أَلَّا تَعُولُوا۟﴾ [النساء ٣]


ويقول الله تعالى أيضاً:

﴿۞ قُلۡ إِنَّمَاۤ أَعِظُكُم بِوَ ٰ⁠حِدَةٍۖ أَن تَقُومُوا۟ لِلَّهِ مَثۡنَىٰ وَفُرَ ٰ⁠دَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا۟ۚ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍۚ إِنۡ هُوَ إِلَّا نَذِیرࣱ لَّكُم بَیۡنَ یَدَیۡ عَذَابࣲ شَدِیدࣲ﴾ [سبأ ٤٦]


⭕ لاحظوا أن كلمة (مثني) في الآيات السابقة ليس معناها الطي أو الانثناء بل معناها الضِعف أو التضاعف ( شيئين أو اثنين أو فردين أو ×٢) ؛ فمثلاً:

الله أباح لنا أن نتزوج من النساء مثنى ، فهل معنى ذلك أننا نطوي الزوجة ونجعل جسدها ملتو؟!


الإجابة : لا لا لا ، ولكن المقصود من كلمة (مثنى) هو أنه يجوز لي أن أتزوج زوجة أخرى فيصير لي زوجتين (×٢).


ونفس الشئ ينطبق على كلمة (مثاني) حيث أن معناها أن الله قد يكرر القصص القرآنية مرات أخرى.


ولقد ورد في كتب اليـهـود والنصارى سِفر (كتاب) كامل بعنوان : (سِفر التثنية أو تثنية الاشتراع). وفي هذا السِفر تم تكرار نفس الشرائع التي أعطاها الرب لليـهـود من قبل.


وطبعاً ، بعض الناس قد يسألون : ما فائدة التكرار ، ولذا أنا أرد عليهم وأقول :

يقول المثل : [في الإعادة إفادة]. وهذا الأمر شائع في حياتنا وشائع -أيضاً- في الكتب الدراسية والمراجع العلمية مثل: مراجع الطب وغيره...


فمثلاً: لو أنتم فتحتم مراجع الطب ، فستجدون أن تلك المراجع قد تكرر معلومة ما أكثر من مرة. وهذا ليس من باب الحشو بل هو من باب ربط المعلومات ببعضها ومن باب تثبيت المعلومة في عقول القراء.

________________

 نصيحة :


لا تنخدعوا بأمثال هؤلاء المحرفين لمعاني القرآن الكريم. فهؤلاء المـجـانين يخـدعون متابعيهم ويستـحـمـرونهم ؛ لأنهم يعرفون جيداً أن متابعيهم يصدقون كل من هبَّ ودبَّ.

____________________________________________


وفي النهاية ، أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده. وإن كان من سهو أو زلل فمني ونرجو المسامحة عليه.


لا تنسونا من صالح الدعاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 👋👋👋


صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا