معجزة شفاء يسوع للعميان!

مـقـدمـة:

ربما أنت سمعت -يوماً- نُكتةً مصريةً عاميةً تحكي أنه كان هناك رجلين أحدهما أعـرج والآخر أعـمـى ، وكان الرجلان يسيران في الطريق......  وبينما هما كذلك ، إذ بسيارة مسرعة جاءت وصـدمـت الرجل الأعـرج ، فقال الرجل الأعـمـى للرجل الأعـرج : لا تقلق ؛ فلقد عرفت نمرة العربية (السيارة)!

أي عاقل يستمع للقصة السابقة ⁦☝️⁩ ، سيعرف أنها غير منطقية ؛ فالأعـمـى لا يمكنه أن يرى أصلاً ، فكيف سيعرف رقم السيارة؟! 

ولكنك ستندهش إذا عرفت أن مضمون القصة السابقة قد ورد -أيضاً- في الكتاب المقدس...... وهذا ما سنناقشه في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى.

___________________________

المـوضـوع:

جاء في إنجيل متى - الأصحاح 9:

27- وفيما يسوع مجتاز من هناك، تبعه أعميان يصرخان ويقولان: «ارحمنا يا ابن داود!».

28- ولما جاء إلى البيت تقدم إليه الأعـمـيـان، فقال لهما يسوع: «أتؤمنان أني أقدر أن أفعل هذا؟» قالا له: «نعم، يا سيد!».

29- حينئذ لمس أعينهما قائلاً: «بحسب إيمانكما ليكن لكما».

30- فانفتحت أعينهما. فانتـهـرهما يسوع قائلاً: «انظرا، لا يعلم أحد!»

-----------

والآن ، تعالوا نرجع إلى التفاسير المسيحية لكي نعرف تفاصيل القصة!

🔵 تقول الموسوعة الكنسية في تفسير القصة السابقة ما يلي:

[فيما كان المسيح سائراً في الطريق، تبعه أعـمـيـان يطلبان الشفاء منه. وهما يمثلان اليـهـود والأمم الذين سقطوا في ظلمة الخطية، واحتاجوا للمسيح المخلّص لينير حياتهم...... وعندما وصل إلى البيت الذي كان قاصدا إليه، سألهما: "هل تؤمنان بقدرتى على شفاء أعينكما؟" ، فأعلنا إيمانهما به أنه المسيا المنتظر، ابن داود، القادر على فتح أعينهما.] انتهى الاقتباس.

 

عند النظر إلى القصة السابقة ⁦☝️⁩ ، فسنجد أن يسوع كان يمشى في الطريق، فوجده رجلان أعميان وعرفوا أنه يسوع الذي من نسل داود ، وأخذ الأعميان يصرخان ، ولكن يسوع لم يجبهم بأي شئ ، ولذلك فإن الأعميان تتبعوا خطوات يسوع -مستعطفين إياه وصارخين- حتى وصلوا إلى البيت الذي كان يسوع ذاهباً إليه، وهناك التفت لهم يسوع وحدثت معجزة الشفاء على يديه بحيث تمكن الأعميان من استرداد البصر وانفتحت أعينهما بالفعل......



*** ولكن تعالوا نتوقف لحظةً ونفكر ونسأل أنفسنا سؤالاً مهماً: 

١- كيف عرف الأعميان أن هذا الشخص هو يسوع بالرغم من أنهما لا يبصران أصلاً ، بالإضافة إلى أنه لم ترد في القصة أي إشارة إلى أن أحداً أخبرهما بذلك؟!

٢- كيف قام الأعميان بتتبع خطوات يسوع حتى البيت؟!

 

⬅ أليس هذا أمراً غريباً؟!

-----------------------------------------------------------

لاحظوا أن إنجيل متى ذكر لنا عبارة (فانفتحت أعينهما) بعد أن قدم الأعميان إلى البيت، وهذا يعطينا إشارةً إلى أنهما كانا لا لا لا يبصران شيئاً قبل ذلك ، فكيف تمكن هذان الأعميان من التعرف على يسوع وتتبع خطواته حتى البيت؟!

يا سـبـحـان الله!

*** ومن الجدير بالذكر أنني لا أنكر معجزات الشفاء التي أجراها الله على يد نبيه المسيح ، ولكنني أسـتـنـكر تلك الطريقة الدراماتيكية الغريبة التي استخدمها كاتب الإنجيل -هنا- في إيصال فكرة معجزة الشفاء... 

_________________

ملحوظة مهمة:

ينبغي التفريق بين قصة هذين الأعميين الواردة في إنجيل متى 9 وبين قصة الأعميين الآخرين الواردة في إنجيل متى 20:  30 أو قصة الأعمى الواردة في  إنجيل مرقس 10: 47 وإنجيل لوقا 18: 35 ؛ حيث أن القارئ لقصة الأعمين الموجودة في إنجيل متى 9 سيلاحظ أن الأعمين عرفا يسوع وتبعاه خطواته إلى البيت بدون أي مساعدة أو إخبار من أحد ، أما بالنسبة لقصة الأعميين الآخرين الموجودة في إنجيل متى 20 ، فإن القارئ لتلك القصة سيجد أنهما قد شُفيا وهما في الطريق وليس في البيت ، بالإضافة إلى أنهما قد سمعا أن يسوع قادم ؛ أي أن هناك من أخبرهما بذلك.....

الخلاصة : قصة الأعميين الأولين تختلف تماماً عن قصة الأعميين الآخرين.....

___________________________________________

وفي النهاية ، أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده. وإن كان من سهو أو زلل فمني ونرجو المسامحة عليه.

لا تنسونا من صالح الدعاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته👋👋👋

_______________________________________________


 






صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا