في هذا الحلقة ، سوف نتعرف على شخصية مهمة في الدين المسيحي وهو القديس أوغسطينوس. والقديس أوغسطينوس عاش في القرن الرابع ، وكانت له مكانة عالية في الدين المسيحي لدرجة أنه كان يُلقب بـــ: مرآة الأساقفة، وزينة الأساقفة، وشعاع الكهنوت، ونور المعلمين، وشمس أفريقيا، ومعلم اللاهوت، ودرع الإيمان، وسماء الكنيسة، وركن الحقيقة التي لا يتزعزع.....
بالإضافة إلى أننا نجد مدحاً عميقاً له من غريغورس الكبير، والقديس جيروم، والأب لاغرانج وغيرهم مما يدل على أنه كانت له مكانة عظيمة في الكنيسة.
والآن ، دعونا نناقش بعض الأمور التي تطرق إليها القديس/ أوغسطينوس ، وكتب عنها في كتابه المعروف باسم : (مدينة الله).
____________________________________
المـوضـوع:
يقول القديس/ أوغسطينوس في كتابه (مدينة الله | الجزء الثاني | صفحة 345 -347) ما يلي:
[ذهب يعقوب يطلب زوجة. حلمه في النهار ، وأزواجه الأربع: ...... ولم يكن تعدد الزوجات محرماً شرعاً..... فكان له من النساء الأربع اثنا عشر ابناً وابنة.] انتهى الاقتباس.
من خلال الاقتباس السابق ، نجد أن القديس / أوغسطينوس يعترف بأن تعدد الزوجات لم يكن أمراً محرماً بل كان جائزاً ثم نجده يبين لنا بأن يعقوب كان متزوجاً بأربع نساء....
🔴 وهنا يكمن سؤال مهم:
لماذا المسيحيون يعتبرون الزواج بأربع نساء أمراً مـعـيـباً ، في حين أنهم لا يـعـيـبـون ذلك على يعقوب؟!
--------------------------
⬅ والآن ، تعالوا بنا ننتقل للحديث عن نقطة أخرى وهي التـحـريف والأخطاء في الكتاب المقدس...
يقول القديس/ أوغسطينوس في كتابه (مدينة الله | الجزء الثاني | صفحة 239) ما يلي:
[ما القول عن قينان بن أخنوخ البالغ من العمر بحسب كتبنا مائة وسبعين سنة ، وبحسب النص العـبـري سبعين سنة فقط عندما أنجب مهللئيل.] انتهى الاقتباس.
من خلال النص السابق 👆، نجد أن أوغسطينوس يذكر لنا وجود تـنـاقـض واختلاف بين النص اليوناني السبعيني والنص العـبـري ؛ فالنص اليوناني السبعيني يقول أن قينان ولد مهللئيل عندما كان عمره 170 سنة ، لكن النص العـبـري يقول أن قينان ولد مهللئيل عندما كان عمره سبعين سنة فقط....
وهذا الأمر بمثابة صـفـعـة على وجه كل من يزعم التطابق بين مخطوطات النص اليوناني السبعيني والمخطوطات الأصلية للنص العـبـري التي تسبق فترة الماسوريين.
ثم يكمل القديس/ أوغسطينوس في صفحة 240 ، ويقول ما يلي:
[ومن الأرجح أنه عندما أُخذت النسخات الأولى لهذه الكتب من مكتبة بتولوميوس ، قد اندس خطأ من قِبل الناسخ في نسخة من المخطوطة الأولى ، فانتشرت في سائر المخطوطات الأخرى.............. ، ولكن أن يستمر هذا الخطأ معطياً للوالد قبل أن يلد ابنه هنا مائة سنة إضافية وهناك مائة سنة أقل.... ، أقول إنها لغلطة تَبرز - مع بعض صفات من الثبات - مقصودةً أكثر مما هي نتيجة الصدف.] انتهى الاقتباس.
من خلال الاقتباس السابق 👆، نجد أن القديس / أوغسطينوس يؤكد لنا أن ذلك التناقض هو نتيجة وجود خطأ عند النسخ من المخطوطة الأولى. وهذا الخطأ انتقل إلى باقي المخطوطات الأخرى. ومن الجدير بالذكر أن ذلك الخطأ كان مقصوداً بالفعل ، وليس من قبيل الصدفة أو السهو.
🔵 وهنا يكمن سؤال مهم:
ما الذي نكتبه في الكتاب المقدس ، سبعين سنة أم مائة وسبعين سنة؟!
----------------------
⬅ والآن ، دعونا ننتقل للحديث عن سفر نشيد الأنـاشيد....
يقول القديس/ أوغسطينوس في كتابه (مدينة الله | الجزء الثاني | صفحة 410) ما يلي:
[أما نشيد الأنـاشيد ، فكأني به أندفع غبطة روحية..... بَيد أن تلك الغبطة مُغلَّفةٌ بالرموز والأسـاطير ؛ لتحفز إلى مزيد من الشوق إلى معرفتها وإلى لذة الكشف عنها.] انتهى الاقتباس.
من خلال الاقتباس السابق ، نجد أن أوغسطينوس يخبرنا أن نشيد الأناشيد مُغلَّف بالأسـاطير...
------------------------
⬅ والآن ، دعونا ننتقل إلى أسفار الأنبياء في الكتاب المقدس....
يقول القديس أوغسطنيوس في كتابه (مدينة الله | الجزء الثاني | صفحة 414 -415) ما يلي:
[الأنبياء الذين ورد ذكرهم في الإنجيل: وخلال الزمن الذي انقضى منذ عودتهم من أسـر بابل ؛ بعد ملاخي وحجّاي وزكريا واسدراس ، أنبيائهم آنذاك ...... أما آخر من منحهم اليهــودُ الشرعيةَ النبويةَ فهم: ملاخيا وحجّاي وزكريا واسدراس. وقد حُفظت كتاباتهم إلى جانب كتابات الكثيرين الذين أضيفت عليهم قانونية الكتب المقدسة.] انتهى الاقتباس
القديس / أوغسطينوس يتكلم عن اسدراس النبي ويتكلم عن كتابه ، وهنا يكمن سؤال:
أين هو سفر أسدراس ، ولماذا لا نجده في الكتاب المقدس الموجود بين أيدي المسيحيين العرب اليوم ، ولماذا المسيحيون الأحـبـاش هم فقط من يعترفون به كسِفر قانوني؟!
_________________________________________________
وفي النهاية ، أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده. وإن كان من سهو أو زلل فمني ونرجو المسامحة عليه.
لا تنسونا من صالح الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته👋👋👋
_________________________
المراجع:
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا