لماذا لم ينزل القرآن الكريم بعدة لغات أو لماذا لم ينزل القرآن الكريم بلغة أخرى غير اللغة العربية؟!

مضمون الشبهة:

الكثير من أعـداء الإسلام يسألون سؤالاً غريباً متكرراً وهو : لماذا لم ينزل القرآن بعدة لغات ، ولماذا لم ينزل القرآن بلغة أخرى غير اللغة العربية؟!

--------------------------------------------------------

الرد على الشبهة:

أولاً: 

أنا أود أن ألفت انتباهكم إلى أن الأسئلة السابقة هي مجرد أسئلة مطروحة من باب الجدال والمـراوغـة وتضييع الوقت فقط  ، وأكبر دليل على ذلك هو أن القرآن لو كان نزل بلغة أجنبية أخرى ، فإن أعداء الإسلام كان سيعترضون -أيضاً- على نزول القرآن بتلك اللغة الأجنبية....، فمثلاً:

*** لو كان القرآن نزل باللغة اللاتينية ، فإن أعـداء الإسلام سيقولون : لماذا لم ينزل القرآن باللغة الإنجليزية بدلاً من اللاتينية؟!

*** ولو كان القرآن نزل باللغة الإنجليزية ، فإن أعـداء الإسلام سيقولون : لماذا لم ينزل القرآن بالفرنسية بدلاً من الإنجليزية؟ّ!

*** ولو كان القرآن نزل بالفرنسية ، فإن أعـداء الإسلام سيقولون : لماذا لم ينزل القرآن بالأسبانية بدلاً من الفرنسية؟!

 وهـــــــــــــــــكــــــــــــــــــذا وهـــــــــــكـــــــــــذا وهــــــــــــــــكــــــــــــــــــــذا !

 

الهدف من الأسئلة السابقة ليس الوصول للحق بل الهدف هو مجرد السـفـسـطـة والجدال وتضييع الوقت على سؤال ليس له أي قيمة.

 

ثانياً:

عندما نقول لأعـداء الإسلام أن القرآن الكريم نزل على سبعة أحرف بحيث يتماشى مع قبائل العرب المختلفة ، فإن أعـداء الإسلام يعترضون على ذلك ويقولون: لماذا لم ينزل على حرف واحد فقط دون السبعة الأحرف؟!

وعندما نقول لأعـداء الإسلام أن القرآن نزل بلغة واحدة وهي العربية ، فإن أعـداء الإسلام يعترضون ويقولون: لماذا القرآن لم ينزل بعدة لغات؟!

 

يا إخواني ، تأملوا الحوار السابق وستعلمون أن هدف أعــداء الإسلام ليس هو البحث عن الحقيقة بل الهدف هو مجرد الجدال ، ولهذا ستجدهم متناقـضين في تفكيرهم وكلامهم...

 

ثالثاً:

ليس هناك داعي لنزول القرآن الكريم بلغات العالم كلها ؛ وذلك للأسباب التالية:

1- هناك -حالياً- أكثر من 7000 لغة حول العالم ، وبالتالي فإنه ليس من المعقول أن ينزل القرآن بكل هذا الكم الهائل من اللغات وخصوصاً أن هناك لغات محلية يتحدث بها عدد قليل جداً من الناس.

2- نزول القرآن بكل هذه اللغات يحتاج إلى آلاف آلاف الصحابة العارفين باللغات المختلفة كي يكتبوا القرآن فور نزوله على النبي بكل تلك اللغات. وهذا مستحيل الحدوث ؛ نظراً لأن معظم العرب كانوا أميين أصلاً ، ومعظمهم لم يعرفوا القراءة أو الكتابة باللغة العربية ، فما بالك بباقي لغات العالم؟!

وكذلك يصعب إحضار أشخاص آخرين عارفين باللغات المختلفة من جميع أنحاء العالم...

 

3- هناك لغات كانت موجودة وقت نزول القرآن ولكن تلك اللغات انقرضـت فيما بعد ، وبالتالي ليس هناك داعٍ لنزول القرآن بلغة أجنبية ستنقرض حتماً فيما بعد...، فمثلاً:

اللغة اللاتينية كانت لغة عالمية ومنتشرة قديماً ، ولكنها -الآن- أصبحت لغة شبه منقرضة. وبالتالي فإنه ليس من المعقول أن ينزل القرآن باللغة اللاتينية ثم تنقرض اللغة اللاتينية فيما بعد ، فتنقرض معها الآيات النازلة باللغة اللاتينية ، وحينئذ ستصبح تلك النسخة القرآنية بلا أي قيمة....

وأيضاً ، لو نحن نظرنا إلى حال اللغة السريانية ، فسنجد أنها كانت لغة منتشرة في الشرق الأوسط قديماً ، ولكنها -الآن- أصبحت منقرضة ، وبالتالي فإنه ليس من المعقول أن ينزل القرآن بالسريانية ثم تنقرض السريانية بعدها فتصبح تلك النسخة السريانية بلا أي قيمة....

ونفس الأمر ينطبق على اليونانية والقبطية اللتين أصبحتا لغة شبه منقرضة ولا يتحدث بها سوى القليل من الناس.

وكذلك نفس الأمر ينطبق على اللغة الصينية القديمة التي تختلف عن اللغة الصينية الحديثة...... وهكذا وهكذا.

 

*** لقد كانت هناك حوالي 15000 لغة مختلفة في القرون الوسطى ، ولم يتبق منها الآن سوى 7000 لغة فقط. 


أي أنني أود أن أقول أنه ليس ليس ليس من الضروري نزول القرآن بلغة منقرضة مستقبلاً وخصوصاً أن القرآن الكريم هو كتاب سماوي باقٍ إلى يوم القيامة بخلاف الكتب السماوية السابقة التي كانت مؤقتة.


4-  هناك لغات ظهرت حديثاً وهذه اللغات لم تكن موجودة وقت نزول القرآن الكريم ، وبالتالي فإنه ليس من المعقول أن ينزل القرآن بلغة حديثة لم تكن موجودة في زمان نزوله... بماذا سينتفع الناس من ذلك وهم أصلاً لا يعرفون تلك اللغة التي لن تظهر إلا في المستقبل ؟!

 

5- لو كان القرآن نزل بلغات أخرى مثل السريانية أو اللاتينية أو اليونانية ، فإن أعـداء الإسلام كانوا سيتخذون ذلك الأمر كدليل للطـعـن في النبي محمد ولاتهامـه بأنه نقل الإسلام والقرآن من الديانات والثقافات الأخرى ، ولكن شاء الله ألا يحدث ذلك ، وشاء الله أن ينشأ النبي محمد كشخص أمِّي في بيئة أمية بعيدة عن تلك الثقافات والحضارات.

 

6- إن من الكـفـر والطغيان أن يعترض أحد على إنزال الله للقرآن باللغة العربية ؛ لأن هذا يعتبر تعدي على إرادة الله ؛ حيث أن أعداء الإسلام يجعلون أنفسهم محاكمين وقضاة على الله. وهذا ما نسميه بظاهرة: (إنسانوية الإله).

في عالم البشر ، لو أنك اعترضت على أحد المؤلفين وانتقده وقلت له: لماذا ألفت كتابك باللغة الألمانية دون غيرها ؟! ، فإن ذلك المؤلف سيرد عليك ويقول : وما شأنك أنت (انت مالك ، أنا حر)

👆 هذا ما سيفعله المؤلف البشري معك حين تعترض عليه في هذا الأمر ، فما بالك -أيها الجـاحـد- وأنت تعترض على الله بأنه أنزل كتابه باللغة الفلانية أو اللغة العلانية.

 

7- حتى لو افترضنا أن القرآن نزل باللغة اللاتينية ، فإن أعداء الإسلام كانوا -أيضاً- سيستنكرون ذلك ويقولون : لماذا لم ينزل القرآن باليونانية؟!

ولو كان القرآن نزل باليونانية ، فإن أعـداء الإسلام كانوا سيستنكرون ذلك ويقولون: لماذا لم ينزل القرآن باللغة اللاتنية؟!

أي أن أعداء الإسلام لا ولن يرضوا بأي حال من الأحوال بل هدفهم هو مجرد الجدال العـقـيـم والصد عن سبيل الله.

 

8- نزول القرآن بلغة واحدة سيشجع جميع المسلمين حول العالم على تعلم نفس تلك اللغة الواحدة ، وهذا بدوره سيساهم في تقريب الثقافات بين المسلمين من جميع أنحاء العالم ، وبهذا يسهل التفاهم والتواصل بين المسلمين من جميع أنحاء العالم تحت مظلة لغة واحدة. ولكن لو كان القرآن نزل بعدة لغات مختلفة ، فإن هذا سيقطع التواصل بين المسلمين.... وهكذا.

الناس اليوم يحاولون التواصل فيما بينهم عن طريق لغة موحدة وهي اللغة الإنجليزية. ولك أن تتخيل لو أن جميع المسلمين حول العالم استخدموا اللغة العربية بدل الإنجليزية في التواصل فيما بينهم .... أليس هذا أمراً جميلاً؟!

 

9- بدلاً من نزول القرآن بكل هذا الكم من اللغات ، فإنه يكفي نزول القرآن باللغة العربية فقط ، وإذا احتجنا إلى تعريف الأجانب بالقرآن الكريم ، فإنه يمكن حينها ترجمة القرآن إلى اللغة التي نريدها دون إفراط أو تفريط.

👆 هذا حل بسيط  

--------------------------------------------------------------------

الخاتمة:

 *** نحن قد اجتهدنا في توضيح سبب نزول القرآن الكريم باللغة العربية فقط وعدم نزوله بلغات أجنبية أخرى. وإني أرجو أن أكون قد نجحت في توضيح سبب عدم نزول القرآن باللغة السريانية أو اللاتينية أو اليونانية أو .........

___________________________________________

 

وفي النهاية ، أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده. وإن كان من سهو أو زلل فمني ونرجو المسامحة عليه.

لا تنسونا من صالح الدعاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته👋👋👋        

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا