الرد على شبهة التشهد في الصلاة

 مضمون الشبهة:

بعض منكري السُنة النبوية يقولون أن التشهد في الصلاة يجب أن يحتوي فقط على قول (لا إله إلا الله) ، ولا يجب علينا أن نقول: (أشهد أن محمداً رسول الله) ، ولا يجب أن نذكر الصلاة الإبرهيمية.....

وطبعاً ، منكرو السُنة يستشهدون على كلامهم السابق بالآية التي تقول: 

{شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 18} سورة آل عمران

_________________________________________

الرد على الشبهة :

أولاً:

إذا نظرنا إلى الآية السابقة ☝ ، فسنجد أنها ذكرت شهادة لثلاثة وهم : الله وملائكته وأولو العلم ، وهذه الشهادة تتضمن قول: (لا إله إلا الله). 


⁦🛡️⁩ وأنا أود أن أسأل هؤلاء المنكرين سؤالاً محرجاً وهو:

الشهادة في الآية القرآنية صدرت من ثلاثة وهم:  الله وملائكته وأولو العلم (أصحاب العلم) ، إذن ما هو الكلام الذي ينبغي على قليلي العلم أو عديمي العلم قوله في التشهد ؟!

نحن نعرف أن معظم المسلمين ليسوا من أولي العلم بل القليل فقط هم من أولي العلم ، ولذلك أنا أريد من منكري السُنة أن يخبروني كيف يتشهد قليلو العلم في الصلاة؟! 


طبعاً ، لن يستطيع منكرو السُنة أن يجيبوا على هذا السؤال ، وسيتخبطون فيما بينهم ولذلك سيضطرون إلى تأليف تشهد جديد حسب أوأهوائهم....


⁦🛡️⁩ وهناك سؤال محرج آخر أود أن أسأله لمنكري السُنة:

بالنسبة للآية :{شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ} ، هذه الآية لم تتكلم عن التشهد الخاص بالصلاة بل إن الآية لم تذكر كلمة (الصلاة) أصلاً ، فكيف عرفتم -يامنكري السُنة- أن الآية تتحدث عن التشهد الموجود في الصلاة؟!



⁦🛡️⁩ وهناك سؤال ثالث محرج أود أن أسأله لمنكري السُنة:

يا منكري السُنة ، إذا كنتم تستنبطون مضمون التشهد في الصلاة من خلال آية : {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ} ، إذن لماذا لا تضعون  العبارة الآتية في التشهد أيضاً : {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ}؟!

أليست عبارة {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} قد وردت -أيضاً- في القرآن في الآية الأولى من سورة المنافقون؟!

وهناك العديد من الشهادات الأخرى قد وردت في القرآن مثل آية 107 في سورة التوبة أو آية 11 في سورة الحشر ، فلماذا لا تقولون هذه الشهادات في تشهد الصلاة؟!


⁦🛡️⁩ وهناك سؤال رابع مـحـرج لمنكري السُنة:

كيف عرفتم -أصلاً- أن الصلاة تحتوي على تشهد ، وكيف عرفتم أن هذا التشهد يوجد في نهاية الصلاة وليس في أولها أو قبلها أو بعدها؟!


⁦🛡️⁩ وهناك سؤال أود إضافته وهو أن القرآن لم يحصر التشهد صراحةً في قول: (لا إله إلا الله) ، فلماذا منكرو السنة يحصرون التشهد في هذه العبارة فقط ، وأين قال القرآن أنه لا ينبغي قول أي شئ سوى (لا إله إلا الله) في التشهد؟!


كل الأسئلة السابقة ☝ ستقود العاقل إلى الإيمان بوجوب السُنة النبوية ، أما المتمرد المستكبر فسيصر على كـفـره وعناده.....


ثانياً:

طالما أن منكري السُنة يحتجون علينا بآية: {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ} ، إذن أنا سأرد عليهم بنفس منطقهم وأقول:

الله يقول في القرآن الكريم:

{لَّـكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً 166} سورة النساء

{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ  7} سورة آل عمران

{لَّـكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ.... 162} سورة النساء

{وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ...54} سورة الحج

{وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ 6} سورة سبأ

{بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ 49} سورة العنكبوت


من خلال الآيات السابقة ☝ ، نجد أن الله وملائكته وأولي العلم قد شهدوا بالقرآن وبكل ما يوجد فيه. ونحن عندما نفتح القرآن الكريم فسنجد فيه الآتي:

1- {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ .......... 29} سورة الفتح

2- {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً 56} سورة الأحزاب

3- {قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ  73} سورة هود

4- {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ 59} سورة النمل

5-{سَلَامٌ قَوْلاً مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ 58} سورة يس

6-{فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ 91} سورة الواقعة

7-{.....فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً... 61} سورة  النور


كل الآيات السابقة ☝ تحتوى على مضمون التشهد المعتاد الذي نقوله في نهاية صلاتنا ؛ فهي تحتوي على شهادة برسولية النبي محمد وتُسلم وتبارك عليه وعلى عباد الله الصالحين، وأيضاً تبارك الآيات على النبي إبراهيم وأهله ، ثم تذكر الآيات بأن الله حميد مجيد. ومن المعلوم أن الآيات السابقة قد وردت في القرآن الكريم ، وبما أنها قد وردت في القرآن ، إذن الله وملائكته وأولو العلم قد شهدوا بها نظراً لقول الله تعالى: {لَّـكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً}. وبالتالي ، فإننا لسنا آثمين عندما نصلي ونسلم على النبي محمد في التشهد ، ولسنا آثمين عندما نذكر الصلاة الإبراهيمية في التشهد ، وبهذا نكون قد رددنا على منكري السُنة بنفس منطقهم وأفـحـمـنـاهم.


--------------------------------------------------

بعض منكري السُنة يسألون سؤالاً غـبـيـاً ويقولون : كيف كان النبي محمد يتشهد في الصلاة قائلاً: (أشهد أن محمداً رسول الله) بالرغم من أنه هو نفسه رسول الله؟! 


وأنا أرد عليهم وأقول:

أولاً:

ليس هناك أي خطأ منطقي من أن يشهد النبي محمد لنفسه بأنه رسول الله ، مع العلم أن هذا الأمر نراه في حياتنا اليومية ، فمثلاً: الطبيب الحكومي يكتب إقراراً ويقر فيه بنفسه لنفسه بأنه طبيب قد زاول المهنة عدداً من السنين....

بالإضافة إلى أن الله نفسه قد شهد لنفسه بأنه هو الإله الحق الوحيد حيث يقول الله تعالى{شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 18} سورة آل عمران


في الآية السابقة ☝، نجد أن الله يشهد بنفسه لنفسه بأنه هو الإله الحق الوحيد ، فلماذا منكرو السُنة يستغربون من شهادة النبي محمد بنفسه لنفسه بأنه هو رسول الله؟!


ثانياً:

لا يجب أن ننسى أن الله يأمر النبي محمد بأن يخبر الناس بأنه رسول الله :

يقول الله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً 158} سورة الأعراف

--------------------------------------------------

بعض منكري السُنة يقولون أنه من الممكن أن نقول بعض الأدعية بعد التشهد ....


وأنا أرد عليهم وأقول:

منكرو السُنة يعيشون على كوكب آخر في مجرة أخرى ؛ فهم يشعرونني وكأنهم (جابوا الديب من ديله)....

هؤلاء النكرانيون لا يعلمون أن السُنة النبوية أصلاً قد حثت على قول الأدعية بعد التشهد وجعلت تلك الأدعية من المستحبات....

عن وائل بن حجر يقول: رأيتُ النَّبيَّ ﷺ قَدْ حلَّقَ بالإِبْهامِ والوُسطى، ورفعَ الَّتي تَليهما، يَدعو بِها في التَّشَهُّدِ

⁦☝️⁩حديث صحيح صححه الألباني في صحيح ابن ماجه ٧٥٣ 

______________________________

وفي النهاية ، أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده. وإن كان من سهو أو زلل فمني ونرجو المسامحة عليه.


لا تنسونا من صالح الدعاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته👋👋👋 

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا