مضمون الشبهة:
بعض منكري السُنة ينفون شفاعة النبي محمد لأمته ، وهم يستشهدون بالآيات القرآنية التي تقول:
﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَیۡنَهُمَا فِی سِتَّةِ أَیَّامࣲ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَلِیࣲّ وَلَا شَفِیعٍۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ٤﴾ [السجدة ٣-٤]
﴿وَأَنذِرۡ بِهِ ٱلَّذِینَ یَخَافُونَ أَن یُحۡشَرُوۤا۟ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ لَیۡسَ لَهُم مِّن دُونِهِۦ وَلِیࣱّ وَلَا شَفِیعࣱ لَّعَلَّهُمۡ یَتَّقُونَ﴾ [الأنعام ٥١]
ويستشهد هؤلاء المنكرون بآيات أخرى سنتحدث فيها من خلال المقال ، فاقرأوا المقال للنهاية ......
________________________
الرد على الشبهة:
أولاً:
الآيات تقول: (مالكم 👈 من دونه👉 من ولي ولا شفيع) ، (ليس لكم 👈من دونه👉 من ولي ولا شفيع) ...
ركّز في عبارة (من دونه) ، ثم اسأل نفسك: هل شفاعة النبي محمد تكون من دون الله أم بإذن من الله...؟!
الإجابة : شفاعة النبي محمد تكون بإذن من الله وليس من دون الله ، ولذلك يقول الله تعالى:
﴿وَلَا تَنفَعُ ٱلشَّفَـٰعَةُ عِندَهُۥۤ إِلَّا لِمَنۡ أَذِنَ لَهُۥۚ حَتَّىٰۤ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمۡ قَالُوا۟ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمۡۖ قَالُوا۟ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِیُّ ٱلۡكَبِیرُ﴾ [سبأ ٢٣]
والآية السابقة☝️ هي خير دليل على بطلان أي شفاعة من دون الله إلا إذا كانت بإذن من الله مثل شفاعة النبي محمد.
وبالتالي ، الإدعاء بأنه لا شفاعة للنبي محمد قد تم نسفه في ثواني ، وبهذا نكون قد أثبتنا شفاعة النبي محمد لأمته ...
ثانياً:
الآية الأولى التي يستشهد بها منكرو السُنة تتكلم عن الكـفار وتنفي أن تكون لهم شفاعة ، ولكنها لم تنف الشفاعة للمؤمنين ، والدليل على ذلك أن الآية وردت في سياق الحديث عن الكـفار حيث يقول الله تعالى:
{ أَمۡ یَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۚ بَلۡ هُوَ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوۡمࣰا مَّاۤ أَتَىٰهُم مِّن نَّذِیرࣲ مِّن قَبۡلِكَ لَعَلَّهُمۡ یَهۡتَدُونَ ٣ ٱللَّهُ ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَیۡنَهُمَا فِی سِتَّةِ أَیَّامࣲ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَلِیࣲّ وَلَا شَفِیعٍۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ٤﴾ [السجدة ٣-٤]
الآية تتكلم عن الكـفار الذين زعموا أن القرآن من صنع النبي محمد وليس وحياً من الله ، فجائت الآية التي بعدها مباشرةً مخاطبةً هؤلاء الكـفار وقالت أن الكـفار ليس لهم شفاعةً يوم القيامة ولن ينقذهم أي شخص من دون الله.
ثالثاً:
بعض منكري السُنة يقولون : هل النبي محمد أكثر رحمة من الله لكي يشفع هو لأمته...؟!
وأنا أرد عليهم وأقول:
الله هو من منح تلك الشفاعة للنبي وهو من ألهمه إياها كما ورد في أحاديث النبي محمد ، ولو لم يكن الله رحيماً لما منح تلك الشفاعة للنبي ولما ألهمه إياها أصلاً ، ولذلك لو رجعنا إلى حديث النبي فسنجد أن الله هو من ألهمه الكلام الذي يطلب به الشفاعة ، واقرأ ذلك بنفسك:
يروي البخاري حديثاً (7510) عن أنس بن مالك أن النبي قال:
[..... فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي وَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أَحْمَدُهُ بِهَا لَا تَحْضُرُنِي الْآنَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ....] انتهى الاقتباس
لو ركزنا في الحديث السابق ☝️ فسنجد أن الله قد أذن للنبي محمد عندما جاءه من أجل الشفاعة بل إن الله قد ألهم النبي محمد بكلمات الحمد من أجل طلب تلك الشفاعة ، والله هو من أمر وسمح بتلك الشفاعة حينما قال للنبي (اشفع تُشفع)....
ثم إن الله تعالى أيضاً له شفاعة أعلى وأعظم من النبي محمد كما ورد في الأحاديث ، واقرأ ذلك بنفسك :
يروي البخاري حديثاً (7440) عن أبي سعيد الخدري أن النبي قال:
[....... فَيَشْفَعُ النَّبِيُّونَ وَالْمَلائِكَةُ وَالْمُؤْمِنُونَ فَيَقُولُ الْجَبَّارُ (الله) بَقِيَتْ شَفَاعَتِي فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ فَيُخْرِجُ أَقْوَامًا قَدِ امْتُحِشُوا فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرٍ بِأَفْوَاهِ الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ مَاءُ الْحَيَاةِ فَيَنْبُتُونَ فِي حَافَتَيْهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ قَدْ رَأَيْتُمُوهَا إِلَى جَانِبِ الصَّخْرَةِ وَإِلَى جَانِبِ الشَّجَرَةِ فَمَا كَانَ إِلَى الشَّمْسِ مِنْهَا كَانَ أَخْضَرَ وَمَا كَانَ مِنْهَا إِلَى الظِّلِّ كَانَ أَبْيَضَ فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمُ اللُّؤْلُؤُ فَيُجْعَلُ فِي رِقَابِهِمُ الْخَوَاتِيمُ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ الرَّحْمَنِ أَدْخَلَهُمُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ وَلَا خَيْرٍ قَدَّمُوهُ فَيُقَالُ لَهُمْ لَكُمْ مَا رَأَيْتُمْ وَمِثْلَهُ مَعَهُ ] انتهى الاقتباس.
وهذا الحديث السابق ☝️ يثبت أن شفاعة الله أكبر من جميع الشفاعات ؛ لأن الله يشفع لآخر جماعة من العصاة والمذنبين الموجودين في النار ، وهؤلاء المذنبون لم يكن لهم أي عمل صالح في الدنيا.
وبالتالي ، نكون قد أثبتنا الأصل وهو رحمة الله تعالى التي تعلو أي رحمة.
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا