الرد على عبارة (يا أمة ضحكت من جهلها الأمم)

 هل قال لك شخص هذه العبارة : 

[يا أمة ضحكت من جـهـلـهـا الأمم]


* هل تعرف ما سبب هذه العبارة أو من الذي قالها أصلاً؟!


إذن تعال اسمع مني الحكاية من البداية...

----------------------------------------------------

عبارة (يا أمة ضحكت من جـهـلـهـا الأمم) ، قالها الشاعر (المتنبي) اسـتـهـزاءً من المصريين ، والمقصود بالأمة هنا هي الأمة المصرية وليس الأمة الإسلامية بالكُلية كما فهم مـعـيـز التنوير أو العالمانيون. 

وهذه العبارة قيلت في الشطر الثاني من أحد أبيات قصيدته التي كان يـسـب فيها كافور الإخشيدي حاكم مصر في ذلك الزمان....


وسبب تلك العبارة هو أن المتنبي غضب من المصريين ؛ لأنهم رضوا بحكم كافور لهم بل إن المتنبي أخذ  يعاير كافور بوظيفته السابقة يوم أن كان حلاقاً وعاملاً للحجامة ، وعايره -أيضاً- بكونه عبداً أسوداً حبشياً قـزمـاً إلى غير ذلك من الإســاءات في أبيات الشعر...


وربما تتعجب لو علمت أن المتنبي كان يمدح كافور الإخشيدي في البداية ، ولكنه سرعان ما انقلب عليه طمعاً في المزيد من المال والعطايا ...


هذا هو سبب العبارة التي يرددها أعداؤنا المـعـيـز دونما أدني معرفة بمن قال العبارة ولمن ومتى وأين ولماذا ؟!


عبارة شعرية مليئة بالطـمـع والجـشـع والأهداف الشخصية والعـنـصـرية بل الأدهى من ذلك أن يقوم مـعـيـز التنوير بتحريف مقصود الشاعر نفسه...


كان الشاعر يقصد تـوبيخ المصريين ؛ لأنهم رضوا بأن يحكمهم عبد أسود ، وقد زعم الشاعر بأن هذا الأمر قد جعل الأمم تـسـخـر من المصريين ، ولكننا نرى المـعـيـز يحرفون الكلام عن مواضعه....


وطبعاً، ما فعله المتنبي يُعد مخالفاً للإسلام ؛ فالإسلام قد رفع من قدر بلال الحبشي ، ويخبرنا القرآن الكريم أن أكرم الناس عند الله أتقاهم ...


وأتعجب كل العجب عندما أرى شخصاً يدَّعي الإسلام وفي نفس الوقت يردد عبارة : (يا أمة ضحكت من جـهـلها الأمم) .... وسبب تعجبي هو أنه إما أن يكون جــاهـلاً من عائلة جـاهـلـة ؛ لأنه من هذه الأمة ، وبهذا يكون قد شـتـم نفسه وعائلته ، وإما أنه مـنـافـق لا ينتمي أصلاً إلى هذه الأمة بل هو دخيل عليها ...


والآن ، تعالوا بنا ننتقل إلى أبيات الشعر كاملةً ؛ لكي أثبت لكم صحة كلامي:

يقول المتنبي :

مِن أَيَّةِ الطُرقِ يَأتي نَحوَكَ الكَرَمُ *** أَينَ المَحاجِمُ يا كافورُ وَالجَلَمُ

جازَ الأُلى مَلَكَت كَفّاكَ قَدرَهُمُ *** فَعُرِّفوا بِكَ أَنَّ الكَلبَ فَوقَهُمُ

لا شَيءَ أَقبَحُ مِن فَحلٍ لَهُ ذَكَرٌ *** تَقودُهُ أَمَةٌ لَيسَت لَها رَحِمُ

ساداتُ كُلِّ أُناسٍ مِن نُفوسِهِمِ *** وَسادَةُ المُسلِمينَ الأَعبُدُ القَزَمُ

أَغايَةُ الدينِ أَن تُحفوا شَوارِبَكُم *** يا أُمَّةً ضَحِكَت مِن جَـهـلِها الأُمَمُ


لو ركزنا في الأبيات السابقة ، فسنجد أن المتنبي يبدأ كلامه بــ (أين المحاجم يا كافور والجلم؟!) ، فهنا يـسـخـر المتنبي من كافور ويُذكِّره بالمحجم (أداة الحجامة) والجَلم (أداة للقص والحلق).

ثم ينتقل الشاعر ويقول: (عرفوا بك أن الكـلـب فوقهم) ، وهنا يشبه الشاعرُ السلطةَ الحاكمة العليا بالكـلـب.

ثم ينتقل الشاعر ويقول : (سادات كل أناس من نفوسهم وسادة المسلمين العبد القزم) ، وهنا يـسـخـر الشاعر من الحاكم كافور ويصفه بالعبد القزم.

ثم يقول الشاعر (يا أمة ضحكت من جـهـلـهـا الأمم) ، وهو هنا يخاطب الأمة التي كان كافور الإخشيدي يحكمها ، وعبارته هذه فيها تـحـريـض على الثورة على ذلك الحاكم.


ومن الجدير بالذكر أن كافور الإخشيدي عاش في القرن العاشر الميلادي في نفس الوقت الذي كانت أوروبا تعاني من التخــلـف (العصور الوسطى المظلمة من القرن الخامس وختى القرن الخامس عشر الميلادي) ، فكيف يزعم شخص أن الأمم الأخرى كانت تضحك على تخـلـف الأمة الإسلامية من ناحية العلوم؟!


فالإدعاء بأن الأمم حينها كانت تضحك على المسلمين هو ادعاء سـاذج لا يقبله العقل ولا التاريخ!!

ثم إنني أود القول أن هناك -حالياً- الكثير من الدول غير الإسلامية والتي مازالت تعاني من التخـلـف والفقر والبطالة مثل دولة المكسيك الذي توجد جنوب الولايات المتحدة الأمريكة. وهناك دول أمريكا الوسطى التي مازالت متخلـفـة ، ولا يجب أن ننسى دول شرق أوروبا التي لا تختلف كثيراً عن مصر أو الجزائر أو عمان.

والمُلفت للنظر حقاً أن هناك دولاً إسلاميةً متقدمة بالفعل مثل دولة ماليزيا وبروناي ودولة تركيا وغيرها.... ولكن الإعلام لن يسلط الضوء على تلك الدول بل سيمارس سياسة التغطية معها أو ربما يلجأ -أحياناً- لسياسة التـشـويـه وإثارة الكـراهـيـة ضدها ؛ فالهدف من الإعلام هو إبقاء المسلمين في حالة من الإحباط النفسي تمنعهم من النظر للأمام ثم يأتي دور المـنـافقين في مزيد من التثبيط لهمم المسلمين ، وذلك من خلال بث سموم هؤلاء المـنـافقين على ساحات التواصل الإجتماعي.  

 

وليتني أعرف ما الذي استفدناه من هؤلاء العالمانيين أو الملاحدة الذي ينتقدون الإسلام ليل نهار ، أين هي أبحاثهم واختراعاتهم العلمية؟!

الإجابة : لا شئ سوى إباحة الخـمـر والشــذوذ والدعـــارة والتبرج والربـا و.....


_________________________________________________

وفي النهاية ، أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده ، وإن كان من سهو أو زلل فمني ونرجو المسامحة عليه.

لا تنسونا من صالح الدعاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 👋👋👋. 

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا