مـقـدمـة:
معظم أسفار الكتاب المقدس هي أسفار منحولة تم اختراعها على يد اليهود والمسيحيين ثم نسبوها إلى أشخاص آخرين مثل موسى وداود وبطرس وبولس و....
_____________________
الموضوع:
سوف نورد لكم اقتباساً خـطيراً من أحد أشهر القواميس المسيحية المتخصصة في مصطلحات الكتاب المقدس...
* يقول قاموس (The ANCHOR YALE BIBLE DICTIONARY) في صفحة 7214-7215 ما يلي:
[They do agree that some writings within the Pseudepigrapha are not pseudepigraphical, i.e., ―falsely attributed to another person. However, scholars agree that some writings in the OT and NT are pseudepigraphical, for example the Davidic Psalms, the Proverbs of Solomon, and the letters incorrectly attributed to Paul, especially Hebrews, Colossians, and the Pastoral Epistles.]
وترجمة الاقتباس السابق هو كالتالي:
[العلماء يعتقدون حقاً أن بعض الكتابات الموجودة ضمن قائمة الكتابات المنحولة هي ليست كتابات منحولة بمعنى أنها ليست منسوبة بالخطأ إلى شخص آخر غير صاحبها. ومع ذلك ، فإن العلماء يتفقون على أن بعض الأسفار الموجودة في العهد القديم والعهد الجديد هي كتابات منحولة مثل : مزامير داود وسفر الأمثال لسليمان والرسائل المنسوبة بالخطأ لبولس وخاصةً رسالة العبرانيين وكولوسي والرسائل الرعوية.] انتهى الاقتباس.
من خلال ما سبق ، نجد أن هناك أسفار صحيحة النسب لأصحابها ولكن اليـهـود والمسيحيين قد أنكروها وزعموا أنها أسفار منحولة ...
*ومصطلح (أسفار منحولة) يعنى أسفاراً منسوبةً كذباً إلى شخص ما غير صاحبها الأصلي.
وطبعاً ، اليـهـود والمسيحيون قد أنكروا بعض الأسفار وزعموا أنها منحولة ؛ لأنها لا توافق أهواءهم أو للتهرب من بعض العقائد أو التشريعات أو النبوءات الموجودة بها....
وإذا رجعنا للاقتباس السابق لوجدنا أن العلماء المسيحيين متفقون على أن مزامير داود ليست لداود نفسه بل هي منسوبة له كذباً وزوراً ، ونفس الشئ بالنسبة لسفر الأمثال المنسوب كذباً لسليمان ، أما الرسائل الخمسة (العبرانيين وكولوسي ورسالتا تيموثاوس وتيطس) فإنهم ليسوا لبولس بل هذه الرسائل منسوبة له بالخطأ.
فويل لأولئك الذين كتبوا أسفاراً ثم نسبوها زوراً إلى أنبياء الله (داود وسليمان) ، ولقد صدق القرآن الكريم حينما قال:
{فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ 79} سورة البقرة
ثم ينتقل القاموس إلى نقطة أخرى خـطيرة فيقول:
[The Pseudepigrapha can be described if we think about the canonical OT, which was not closed when the pre-70 Jewish documents in it were composed. Many of the writings in the Pseudepigrapha were considered by Jews to be as inspired as the OT documents. Since many of them were full of prophecies, they were attributed to ancient biblical heroes such as Adam, Enoch, Noah, Abraham, Moses, David, Solomon, Ezra, and others who lived before prophecy was considered by many Jews to have ended.]
وترجمة الاقتباس السابق كالتالي:
[يمكن وصف الكتابات المنحولة إذا فكرنا في العهد القديم القانوني الذي لم يكن مغلقًا حينما تضمن سبعين من الأسفار اليـهـودية به. اعتبر اليـهـود أن العديد من الكتابات المنحولة هي كتابات موحى بها مثل أسفار العهد القديم. ونظرًا لأن العديد منها كان مليئًا بالنبوءات ، فقد نُسبت إلى أبطال الكتاب المقدس القدامى مثل آدم ، وأخنوخ ، ونوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وداود ، وسليمان ، وعزرا ، وآخرين ممن عاشوا قبل النبوة ، واعتبر العديد من اليـهـود أنها قد انتهت.] انتهى الاقتباس.
من خلال الاقتباس السابق ، نجد أن اليـهـود نظروا إلى الكتابات المنحولة على أنها موحى بها بل وكانت تلك الكتابات تحتوي على نبوءات. ولا يجب أن ننسى أن كتب اليـهـود كانت تحتوى على سبعين سفر قانوني.
ثم ينتقل القاموس إلى نقطة أخرى فيقول:
[Many early Christians were Jews, and they interpreted scriptures and related documents in terms of their conversion, especially their beliefs in Jesus. Sometimes they even edited Jewish documents to specify how they were to be understood. The alterations are usually christological additions. Hence, it is unwise to exclude from the Pseudepigrapha a document that is Christian in its final form since it may be an edited form of an early Jewish work. The Christian documents, or sections of them, in the Pseudepigrapha usually date from approximately 100 to about 400 C.E., although Christians frequently continued to alter the texts whenever they copied them.]
وترجمة الاقتباس السابق كالتالي:
[العديد من المسيحيين الأوائل كانوا من أصل يـهـودي ، وقد فسروا الكتب المقدسة والوثائق ذات الصلة على أساس اعتناقهم للمسيحية ، ولا سيما معتقداتهم بيسوع. في بعض الأحيان قاموا بتعديل الأسفار اليـهـودية لتحديد كيفية فهمها. التعديلات عادة ما تكون إضافات مسيحية (كريستولوجية). وبالتالي ، ليس من الحكمة استبعاد إحدي الكتابات المنحولة والتى هي مسيحية في شكلها النهائي ؛ لأنها قد تكون شكلاً مُعدَلاً لعمل يـهـودي مبكر. وتعود الوثائق المسيحية ، أو أقسام منها ، في الكتابات المنحولة عادةً ما بين حوالي 100 إلى حوالي 400 م ، على الرغم من أن المسيحيين كثيرًا ما استمروا في تغيير النصوص كلما نسخوها.] انتهى الاقتباس.
من خلال الاقتباس السابق ☝، نجد أن المسيحيين قد فسروا أسفار اليـهـود بما يناسب أهواءهم وعقيدتهم بل إنهم لم يكتفوا بذلك ، فقاموا أيضاً بتحريف الأسفار اليـهـودية وإضافة بعض التعديلات المسيحية. ونفس الأمر قد حصل مع الكتابات المنحولة والتى كان المسيحيون يحرفونها كلما نسخوها.
______________________________________
وفي النهاية ، أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده ، وإن كان من سهو أو زلل فمني ونرجو المسامحة عليه.
لا تنسونا من صالح الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
_____________________
المراجع:
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا