الرد على شبهة {وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة}

مضمون الشبهة:

مسيحي ذكر الآية التالية:

﴿إِذۡ قَالَ ٱللَّهُ یَـٰعِیسَىٰۤ إِنِّی مُتَوَفِّیكَ وَرَافِعُكَ إِلَیَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ وَجَاعِلُ ٱلَّذِینَ ٱتَّبَعُوكَ فَوۡقَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِۖ ثُمَّ إِلَیَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأَحۡكُمُ بَیۡنَكُمۡ فِیمَا كُنتُمۡ فِیهِ تَخۡتَلِفُونَ﴾ [آل عمران ٥٥]


وبعد ذلك يتساءل المسيحي عمن الذين اتبعوا المسيح ، والذين سيرفع الله مكانتهم يوم القيامة ، هل هم المسيحيون الحاليون أم هم قوم آخرون؟!

___________________

الرد على الشبهة:

أولاً:

المسيحي يسير بمبدأ (اللي تكسب به ، العب به) ، يعني ماذا؟!


المسيحي عندما يجد آية في القرآن تنتقـد طائفة (النصارى) ، فإن المسيحي يتهرب من هذه الآية بحجة أن القرآن لا يتكلم هنا عن (المسيحيين) بل يتكلم عن (النصارى) وزاعماً أن طائفة (المسيحيين) تختلف عن (النصارى) ، وعندما تأتي آية وتذكر بشرية عيسى بن مريم ، فإن المسيحي يتبرأ من هذه الآية القرآنية زاعماً أن (عيسى) يختلف عن (يسوع) ، ولكن إذا وجد المسيحي آيةً تُثني خيراً على عيسى وأتباعه ، فإن نفس هذا المسيحي يتمسك بهذه الآية على الفور.... 


فيا مسيحيين ، هل أنتم تُقرِّون أن عيسى هو يسوع نفسه ،  وأن التسمية صحيحة أم أنكم تعتبرونهما شخصين مختلفين؟!


وهنا نجد تخبطـات المسيحيين ما بين الإقرار بالآيات القرآنية أو التهرب منها!!!

__________

ثانياً:

الآية تتكلم عن الذين اتبعوا عيسى ابن مريم ، وتخبرها الآية بمقامهم العالي يوم القيامة ، فهل المسيحيون حالياً يتبعون عيسى بن مريم ؟!

الإجابة: المسيحيون لا لا لا يتبعون تعاليم عيسى ابن مريم بل هم يتبعون تعاليم بولس وآباء الكنيسة ، فالمسيحيون يتمسكون بقانون الإيمان الذي اخترعه آباؤهم الوثنيون في مجمع نيقية ، والمسيح برئ منهم أصلاً.

ولعل أبسط دليل يثبت أن المسيحيين لا يتبعون المسيح نفسه هو أننا سألنا المسيحيين مراراً عن أين قال المسيح صراحةً أنه رب الكون ، وأين أمر المسيح صراحةً بعبادة ثلاثة أقانيم؟!


وطبعاً ، سألنا المسيحيين ، ولحد الآن لم نجد إجابة مقنعة منهم. وجميع النصوص التي يستشهد بها المسيحيون من الكتاب المقدس قد قمنا بتفنيدها والرد عليها ، فأين إتباعكم لعيسى ابن مريم يا من تسمون أنفسكم بالمسيحيين؟! 


ولو رجعنا إلى القرآن الكريم ، فسنجد أن عيسى ابن مريم قد أمر أتباعه بعبادة الله وحده وعدم الإشراك به ، وكان عيسى ابن مريم يؤمن أن الله هو ربه ورب الجميع ،ولم يدع النبي عيسى إلى عبادة نفسه أبداً ...


ورد في القرآن الكريم ما يلي:

﴿وَإِذۡ قَالَ ٱللَّهُ یَـٰعِیسَى ٱبۡنَ مَرۡیَمَ ءَأَنتَ قُلۡتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِی وَأُمِّیَ إِلَـٰهَیۡنِ مِن دُونِ ٱللَّهِۖ قَالَ سُبۡحَـٰنَكَ مَا یَكُونُ لِیۤ أَنۡ أَقُولَ مَا لَیۡسَ لِی بِحَقٍّۚ إِن كُنتُ قُلۡتُهُۥ فَقَدۡ عَلِمۡتَهُۥۚ تَعۡلَمُ مَا فِی نَفۡسِی وَلَاۤ أَعۡلَمُ مَا فِی نَفۡسِكَۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّـٰمُ ٱلۡغُیُوبِ * مَا قُلۡتُ لَهُمۡ إِلَّا مَاۤ أَمَرۡتَنِی بِهِۦۤ أَنِ ٱعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ رَبِّی وَرَبَّكُمۡۚ وَكُنتُ عَلَیۡهِمۡ شَهِیدࣰا مَّا دُمۡتُ فِیهِمۡۖ فَلَمَّا تَوَفَّیۡتَنِی كُنتَ أَنتَ ٱلرَّقِیبَ عَلَیۡهِمۡۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ شَهِیدٌ﴾ [المائدة ١١٧]


فهل أنتم نفَّذتم تلك التعاليم يا من تسمون أنفسكم بالمسيحيين؟!

______

ثالثاً:

هناك ظاهرة غريبة موجودة في الوسط المسيحي وهو أن المسيحيين يتبعون نمط (الإسقاط المتحيز) ؛ فمثلاً:

لو شاهد المسيحي آية في القرآن تتحدث بخير عن الإنجيل ، فإن المسيحي -على الفور- يزعم أن هذه الآية تتحدث عن إنجيل (متَّى ومرقس ولوقا ويوحنا) ، بالرغم من أن الآية القرآنية لم تذكر اسم (متَّى ومرقس ولوقا ويوحنا) ، ولم تتحدث الآية عن تلك الأناجيل أصلاً، بل إنه يوجد أكثر من مائة إنجيل آخر غير هؤلاء الأناجيل الأربعة، فلماذا اختار المسيحي هذه الأناجيل الأربعة بالذات لكي يقول أن القرآن يتحدث عنها بخير ، ولماذا لم يقل المسيحي أن القرآن كان يتحدث هنا عن إنجيل آخر غير الأناجيل الأربعة (متَّى ومرقس ولوقا ويوحنا)؟!


وأيضاً ، نفس الشئ حدث عندما تكلم القرآن عن القوم الذين اتبعوا عيسى ابن مريم ، فقام هذا المسيحي وزعم أن الآية هنا تتكلم عن المسيحيين الحاليين.... بالرغم من أن هناك عشرات الطوائف الأخرى التي زعمت أنها تتبع المسيح أيضاً ، وكان هذا في القرون المسيحية الأولى بل إن آريوس نفسه قد نادى بأنه يتبع المسيح ، ولكن المسيحيين الحاليين يعتبرونه هـرطـوقـي... فلماذا -أيها المسيحي- زعمت أن الآية تتكلم عنكم بالذات دون غيركم من الطوائف الأخرى مثل الآريوسية التي لم تؤمن بالثالوث؟!


هل أنتم تفسرون الآيات حسب أهوائكم ، يا من تسمون أنفسكم بالمسيحيين؟!


طيب ، ممكن سؤال:

[أي الطوائف التالية هي التي تتبع المسيح بالفعل: الأرثوذكسية الموجودة في الشرق الأوسط أم الأرثوذكسية اليونانية أم الكاثوليكية أم البروتستانتية أم النسطورية أم....؟!]


بل الأعجب من ذلك هو أننا كمسلمين لما قلنا أننا نتبع المسيح ، فإن المسيحيين كذَّبونا في هذا الشأن ....وبهذا يتبين لنا أن المسيحي يقوم بإسقاط المصطلحات القرآنية على أشياء معينة حسب هواه وحسب ما يريد؟!

________

رابعاً:

هذا المسيحي يزعم أن علماء الإسلام متناقضون في تفسير  الآية التي ذكرها..... وأنا أرد عليه وأقول:

العلماء ليسوا متناقضين في كلامهم ؛ لأن الآية تقوم أن الله سيرفع مقام الذين اتبعوا عيسى بن مريم ، وهذه الأمر ينطبق على الحواريين في زمن المسيح ، وينطبق أيضاً علينا نحن المسلمون ، فكلانا يتبع المسيح ، والآية هنا جاءت عامة..... بل إن المسلم لا يكون مسلماً إلا إذا اتبع جميع الأنبياء مثل نوح وإبراهيم وموسى وعيسى.... ، ولذلك فإننا نتبع نصائح الأنبياء التي وصلتنا عبر القرآن الكريم والسُنة النبوية.... لذلك ورد في القرآن الكريم ما يلي:

﴿ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَـٰۤىِٕكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَیۡنَ أَحَدࣲ مِّن رُّسُلِهِۦۚ وَقَالُوا۟ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۖ غُفۡرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَیۡكَ ٱلۡمَصِیرُ﴾ [البقرة ٢٨٥]


بل يخبرنا القرآن الكريم بأن أتباع النبي عيسى الذين اتبعوا حقا هم إخواننا الذين سبقونا بالإيمان حيث ورد في القرآن الكريم ما يلي:

﴿وَٱلَّذِینَ جَاۤءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ یَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَ ٰ⁠نِنَا ٱلَّذِینَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِیمَـٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِی قُلُوبِنَا غِلࣰّا لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ رَبَّنَاۤ إِنَّكَ رَءُوفࣱ رَّحِیمٌ﴾ [الحشر ١٠]


وأنا أود أن أسأل هذا المسيحي سؤالاً مـحـرجاً:

أيها المسيحي ، هل أنت تتبع النبي موسى مثلما أن بني إسرائيل اتبعوه في زمانه؟!

إن قال المسيحي: [نعم ، أنا أتبع النبي موسى أيضاً] ، فإنه بذلك يناقض نفسه حينما سـخـر من قول علماء الإسلام بأن المسلمين الحاليين من أتباع عيسى بن مريم أيضاً..

وإن قال المسيحي لا ، فإنه بذلك يكون قد شهد على نفسه أنه مخالف لأنبياء الله ومخالف لأسفار موسى في الكتاب المقدس ، وبالتالي لا فائدة من أسفار العهد القديم.

__________

خامساً:

هذا المسيحي زعم أن الشيطـان يوسوس لعلماء الإسلام من أجل تحريف تفسير القرآن ، وأنا أرد عليه وأقول:

في الحقيقة ، الذين يحـرفون الكلام عن مواضعه هم أولئك الذين فسَّروا سفر نشيد الإنشاد حسب أهوائهم للتهرب من مضمون هذا السِفر اللامقدس.


الذي يحرف الكلام هم أولئك القساوسة الذين يقتطعون نصوص العهد القديم من سياقها ويفسرونها على أهوائهم لمحاولة إيجاد أي نبوءة عن المسيح في العهد القديم! 


فهؤلاء القساوسة هم حقاً أبناء إبـليس وأحـفـاد الشياطين ...

_______

سادساً:

أنا لا أرضى أن يناديني المسيحيُ بــ(يا أخي) ، لماذا؟!

الإجابة:

١- لأن هذا نـفـاق منه وإدعاء للمثالية الزائفة ، فهذا المسيحي قد شـتـم علماءنا ، ثم يأتي هذا المسيحي بعد ذلك ويتظاهر باللطافة ، عجباً !!


فـعـلاً ، الذين استحوا ، ماتوا !!


والله ، إن هؤلاء المسيحيون يضمرون الغــل والكــره والحـقـد في قلوبهم تجاه المسلمين ، ولو كان فيهم خير ، ما سـخـروا من نبينا ولا جرحوا مشاعرنا.....


٢- أنا لا أقبل أن أكون أخاً لكـافـر ، ولا يشرفني ذلك.


٣- أنا لا أقبل أن أكون أخاً لخــروف من الخــرفان كما يقول الكتاب المقدس.

________

سابعاً: 

المسيحي يحزن منا إذا قلنا له : يا كـافـر ، يا عدو الله...


طيب ، ممكن سؤال يا أيها المسيحي:

أيها المسيحي ، هل المسلمون في نظرك كـفـار وسيدخلون النار أم أنهم مؤمنون سيدخلون الملكوت؟!


طبعاً، الآن لن يستطيع المسيحي أن يخفي مشاعره تجاه المسلمين بعد هذا السؤال المـحـرج ، وعلى الفور سيُفتي المسيحي بأن المسلمين غير مؤمنين وأنهم في النار...


وهذا بالضبط ما يفعله المسيحي ؛ فهو يشبه الأفـعـى بحيث يريد منك ألا تُكفِّره في حين أنه يعطي الحق لنفسه بأن يُكفِّر الجميع وأن يجعل مصيرهم في بحيرة النار والكبريت نظراً لأنهم لم يعتنقوا دينه الوثـنـي !!!

_____________


وفي النهاية، أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده ، وإن كان من سهو أو زلل فمني ونرجو المسامحة عليه.

لا تنسونا من صالح الدعاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 👋👋👋

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا