إنجيل لوقا يناقض إنجيل يوحنا...

_____________________________

مـقـدمـة:

هذه الحلقة تقدم لكم موضوعاً فريداً ونادراً لم يتناوله الكثيرون ، وإن من غرائب هذا الموضوع هو كونه يدور حول نص واحد فقط في الكتاب المقدس ، وكان هذا النص كفيلاً بهدم عصمة الكتاب المقدس ، ولكن دعونا أولاً نضع النقاط على الحروف.

 إن من الأمور المُسلَّم بها هي وجود اختلاف في القصص المبثوثة في الأناجيل الأربعة ، وهذا الأمر يطرح تساؤلاً مهماً وهو: هل هذا الاختلاف نشأ نتيجةً لمبالغة كتبة الأناجيل في اختراع القصص أم أن هؤلاء الكتبة نوَّعوا في القصص من باب التكامل في ذكر حياة يسوع؟!

وهذا ما سنتعرف عليه في هذه الحلقة المباركة بإذن الله تعالى....

_____________________

المـوضـوع:

إن الوسط المسيحي يؤمن بأن كاتب سفر أعمال الرسل هو (لوقا) نفسه الذي كتب (إنجيل لوقا) حسب ما يزعمون... وهذه هي بداية الخيط الذي سيدلنا على كـذبـة الأناجيل المسيحية ؛ فنحن عندما نطلع على بداية سفر أعمال الرسل فسنجد أن كاتب السفر يقول:

سفر أعمال الرسل - الأصحاح الأول:

1- الكلام الأول أنشأته - يا ثاوفيلس - عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويُعلِّم به. [الفاندايك]


أما باقي التراجم العربية فتقول:

*** دونت في كتابـي الأول، يا ثاوفـيلس، جميع ما عمل يسوع وعلَّم من بدء رسالته. [المشتركة]

*** ألفت كتابي الأول، يا ثاوفيلس، في جميع ما عمل يسوع وعلَّم، منذ بدء رسالته. [اليسوعية]   

*** رويت لك في كتابي الأول، ياثاوفيلس، جميع أعمال يسوع وتعاليمه، منذ بدء رسالته. [الحياة]

*** لقد أنشأت الكتاب الأول، يا ثاوفيلس، في جميع ما عمل يسوع وعلَّم به، من البدء. [البوليسية]

 

من خلال النظر والتأمل في النص السابق ، فإننا سنجد أن لوقا يزعم بأنه قد كتب جميع أعمال وتعاليم يسوع في إنجيله المسمى بــ (إنجيل لوقا) ، والذي يُعتبَر بمثابة الكتاب الأول لــ (لوقا).... ، وبالتالي فإن هذا الأمر سـيـطـعـن في باقي الأناجيل وخصوصاً (إنجيل يوحنا) ؛ فإنجيل يوحنا يحتوى على العديد من النصوص المنسوبة إلى يسوع ، وهذه النصوص لا يوجد لها أي ذكر في (إنجيل لوقا) ، فكيف يكون لوقا قد كتب كل تعاليم المسيح في (إنجيل لوقا) بالرغم من أن هناك نصوص أخرى غير موجودة في إنجيله؟!

ولذلك نحن أمام خيارين : إما أن كاتب (إنجيل لوقا) قد أخطأ وبالغ في كلامه عن نفسه عندما زعم بأنه قد كتب جميع تعاليم يسوع ، وإما أن كاتب (إنجيل يوحنا) كان يخترع قصصاً وأقاويل وينسبها ليسوع!! 

 

وطبعاً، عندما تنبه كهنة المسيحية إلى هذا الخطأ الفـظـيـع فإنهم حاولوا ترقـيـع النص بشكل مضحك ، فمثلاً:

قام القمص/ تادرس يعقوب ملطي بتفسير النص كما يلي:

[لقد قدَّم في الكلام (المقال) الأول عرضًا لأقوال السيد المسيح وأعماله. إنه لم يكن ممكنًا لسفرٍ ما أن يسجل تفاصيل كل أحاديث السيد ومعجزاته وأعماله الخلاصية ، لكنه سجَّل جوهر الأحاديث والأعمال. وهو لم يقل: (جميع) فقط ، وإنما قال (عن جميع)، وكأنه يقول (ملخصًا عن) أو (في الإجمال) عن كل ما هو رئيسي وهام جدًا.] انتهى الاقتباس

 

كما تشاهدون بالأعلى ، فإن كلام القمص يخالف لوقا ويـطـعـنـه من الخلف ؛ لأن لوقا زعم بأنه قد كتب كل تعاليم يسوع وأقواله ، أما القمص تادرس يعقوب فيؤكد أن إنجيل لوقا لم يشمل جميع تعاليم يسوع وأقواله..... بل المضحك في الأمر هو أن القمص تادرس يعقوب يقول لك أن عبارة: (جميع أعمال يسوع) تساوى : (ملخص أعمال يسوع) !!

والغريب في الأمر هو أن القمص تادرس يتمسح بحرف الجر (عن) بالرغم من أن وجود هذا الحرف في الجملة هو أمر طبيعي ولا يخدم فكرة هذه القمص المسيحي أصلاً.

 

وإني قد رأيت بعض النقاد يعترضون على زعم لوقا بأن الكتاب الأول (إنجيل لوقا) يحتوى على تعاليم يسوع وأعماله لكن الحقيقة تخبرنا بأن إنجيل لوقا لا يحتوي فقط على تعاليم يسوع وأعماله بل يحتوي أيضاً على أمور شخصية مثل: نسب يسوع ... بل ويحتوي هذا الإنجيل أيضاً على أمور تخص أشخاصاً آخرين غير يسوع مثل: حكاية زكريا.

---------

ملحوظة:

الكلمة اليونانية المستخدمة في النص هي كلمة: (πάντων) ، وتُنطَق: (بانتون)، وتعني: (جميع الأشياء).

--------------

وفي الختام ، قد اتضح لكم الأمر ، وللعقلاء الحكم بعد ذلك.

_________________________________ 

وفي النهاية ، أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده ، وإن كان من سهو أو زلل فمني ونرجوا والمسامحة عليه.

لا تنسونا من صالح الدعاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته👋👋👋.

 

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا