مؤخرة الرب في الكتاب المقدس

مـقـدمـة:

كثيراً ما تمر علينا نـعـرات المسيحيين وهم يـسـيـئـون إلى إلهنا وصفاته محاولين الاستشهاد بنصوص من القرآن الكريم والسنة النبوية ، ولذلك جال بخاطري أن ألعب معهم نفس اللعبة وأن أرد لهم الكف كفين وخصوصاً أن حلقة اليوم فيها قصة كتابية من أغرب القصص التي ستراها في الكتاب المقدس ولكنك لا تسمع عنها كثيراً.... ، فتابعوا المنشور للنهاية!
____________________
المـوضـوع:
وردت قصة عجيبة في سفر الخروج ، وفيها دار طرفي الحوار بين الرب والنبي موسى بحيث جاء فيها ما يلي:


سفر الخروج - الأصحاح 33:
20- وقال لا تقدر أن ترى وجهي؛ لأن الإنسان لا يراني ويعيش.
21- وقال الرب هوذا عندي مكان ، فتقف على الصخرة.
22- ويكون متى اجتاز مجدي أني أضعك في نـقـرة من الصخرة وأسترك بيدي حتى أجتاز.
23- ثم أرفع يدي فتنظر ورائي ، وأما وجهي فلا يُرى.

هنا الرب يقول لموسى أنه لا يجوز له أن يرى وجه الرب ؛ لأنه إن رآه فسيموت. ولأجل ذلك يفكر الرب في فكرة ذكية وهي أن يختار صخرة فيها ثقب (خـرم) ثم يقف النبي موسى وراء هذه الصخرة المـخـرومـة ، وبعد ذلك يمر الرب من أمام هذه الصخرة واضعاً يده في مقابل الصخرة بحيث يستر الرب على نفسه ويحجب الرؤية عن النبي موسى ثم يستدير الرب ويشيل يده فيظهر ظهر ومـؤخـرة الرب لموسى...!
 

نعم ، مثلما أنت قرأت!
 

سيشيل الرب يده ، فيرى موسى ظهر ومـؤخـرة الرب....!

ربما يتساءل البعض ويقولون أين وردت مـؤخـرة الرب أو ظهر الرب في النص ؟!

 
وأنا أرد وأقول:
المسيحيون حرفوا ترجمة النص للتهرب من هذا الأمر المـشـيـن ، فإذا رجعنا إلى الترجمات الأخرى فسنرى النص هكذا:
الترجمة اليسوعية: [ثم أرفع يدي فترى ظهري، وأما وجهي فلا يُرى.]
الترجمة المشتركة: [ثم أزيح يدي، فتنظر ظهري. وأما وجهي، فلا تراه.]

وأما التراجم الإنجليزية مثل ترجمة R.S.V ، فاختارت عبارة (my back) ؛ أي ظهري ومـؤخـري.

ولكننا لو رجعنا للنص العبري الأصلي فسنجد أن الكلمة المستخدمة هي: (אֲחֹרָ֑י) ، والتي تعني : (مـؤخـر جسم الإنسان سواء كان الظهر أو الأرداف) ، ولذلك نجد أن قاموس (سترونج) الشهير يجيز ترجمتها إلى ترجمتين وهما : (my back) , (my rear) ، والتي تعنيان : (ظهر/ مـؤخـر) و (مـؤخـرة).
وهذا نفس ما أكده العالم (Larry Pierce) في قاموسه.

أما اليـهـود فكانت لهم تفسيرات أكثر إضحاكاً لهذا النص ، فمثلاً: 

بعض حـاخـامـات اليـهـود قالوا في الـتـلـمـود في (Berakhot 7a:33) وغيرها أن الرب أظهر عقدة من عقد (التفلين) الذي كان يلبسه على مـؤخـرة رأسه.

 

الرب لابس تفلين على رأسه؟!

 

ملحوظة:

(التيفيلين) أو (الفلاكتريس) هو عبارة عن حزام متصل بصندوق صغير. وهذا الشئ بمثابة تميمة يلبسها الـيـهـود على جباههم وذراعهم عند الصلاة.

—————————————————————-

والآن ، تعالوا نذهب لتراقـيـع المسيحيين لستر هذه الفـضـيـحـة....

بعض المسيحيين حاولوا الترقـيـع فقالوا أن النص يقصد: (تنظر ورائي) وليس (ترى مـؤخـرتي)....


وأنا أرد عليهم وأقول:
وما الفائدة إذن لو كان هذا النص يقصد أن ينظر موسى إلى ما هو وراء الرب وليس رؤية مـؤخـرة الرب نفسها ؟!

 
الإجابة : لن يكون هناك أي فائدة من هذا الموقف إذا فسرنا النص بتفسيركم هذا ؛ لأنه لو كان النص يعني أن ينظر موسى إلى ما هو وراء الرب فإن موسى لن يرى شيئاً جديداً سوى التراب والنبات وغير ذلك من مظاهر الطبيعة المألوفة لنا ، وبالتالي لم يكن هناك أي حاجة لأن يضع الرب موسى خلف الصخرة المخـرومـة ثم يمر ساتراً نفسه بيده ثم يستدير ويرفع الرب يده فيرى موسى ما هو وراء الرب كما يزعم المسيحيون... 

 

وطبعاً ، هناك كهنة مسيحيون آخرون لجأوا إلى أسلوب الترميز والمجاز لتحريف معنى هذا النص ومن أمثالهم: القمص/ أنطونيوس فكري.

____________________________________

وفي النهاية، أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده ، وإن كان من سهو أو زلل فمني ونرجو المسامحة عليه.

لا تنسونا من صالح دعائكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته👋👋👋.

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا