الرد على شبهات منكري السُنة

مقـدمـة:

هذه الحلقة ستشهد مجــزرة لمنكري السُنة ؛ فهي ستكون بمثابة دعـس على رأس منكري السُنة وإثبات كـذبـهم على القرآن الكريم وجـهـلهم الشديد بكلام رب العالمين.

 وإني أرجو أن تكون هذه الحلقة بمثابة صفـعـة على وجه على منكر للسُنة الذي يفتري الكذب على أسياده من أهل السُنة والجماعة - أعلى الله مقامهم.

〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

المـوضـوع:

الشبهة الأولى:

أحد منكري السُنة يقول : لماذا تذكرون النبي في كل مرة بالرغم من أن الله قال في القرآن: 

[قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ][71][الأنعام]


الرد على هذه الشبهة:

الآية السابقة تتكلم عن الكفـار الذين كانوا يعبدون الأوثـان ويدعونها من دون الله ، ولذلك لو رجعنا للآية التي تسبقها مباشرةً فسنجد الله يقول:

[وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ][70][الأنعام]

 

الآية تتكلم عن الكفـار الذين يدعون أوثـانـاً لا تنفعهم ولا تضرهم ، فهل نحن كمسلمين ندعوا النبي محمد من دون الله ، وهل نحن نطلب الرزق والصحة من النبي محمد؟!

الإجابة: لا ، نحن ندعوا الله وحده ونطلب منه العون والتوفيق ...

 

فهذه عينة من أدمغة منكري السُنة التي لا تستطيع أن تفرق بين مفهوم تسليم المسلمين على النبي(عليه الصلاة والسلام) وبين دعائنا الله في الحاجات ، هذه أدمغة منكري السُنة التي لا تستطيع أن تفرق بين مفهوم شهادتنا برسولية النبي محمد وبين دعائنا لله في الحاجات كما تحدثت الآية.

 هناك فرق كبير بين أن تقول: (عليه الصلاة والسلام) وبين أن تطلب الرزق والصحة من النبي.

_____________________________________________________________________________________________________

الشبهة الثانية:

أحد منكري السُنة يقول أن الله أخبرنا في كتابه أنه لا يبدل القول ، ولكن كتب التراث تخبرنا أنه في قصة الإسراء والمعراج كان النبي يتردد على الله في كل مرة وكان الله يخفف له عدد الصلوات ، فما هذا التناقض؟

 

الرد على الشبهة:

منكرو السُنة دائماً يقتطعون الآيات من سياقها ، فلو رجعنا إلى الآيات بالكامل فسنجد أن الله يقول:

[قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ * قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ * مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ * يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ][30][ق] 

 

انظروا وستجدون أن سياق الآيات يتكلم عن وعـيـد الله للكفــار ، ويقول سياق الآيات أن الله لن يبدل قوله ولن يغير كلامه فيما يتعلق بتعــذيـب الكفـار يوم القيامة ؛ فهو قد وعدهم بالنـار ولن يغير كلامه في هذا ......

إذن ، ما علاقة آية الوعيد بتخفيف الله للصلوات في قصة الإسراء والمعـراج؟! 

الإجابة : هذه الآية تتكلم في موضوع ولكن قصة الإسراء والمعراج تتكلم في موضوع مختلف تماماً ، وليس بينهما أي تناقض أصلاً.

 

وكذلك وعد الله المؤمنين بالجنة ولن يغير كلامه في هذا ، ولذلك يقول الله تعالى:

[لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ][64][يونس] 

 

المشكلة في منكري السُنة أنهم يقصون الآيات من سياقها ؛ لكي يدلـسـوا على البسطاء متظاهرين بأنهم يعظمون القرآن الكريم.

_________________________________________________

الشبهة الثالثة:

أحد منكري السُنة يقول أن الدين اكتمل في حياة النبي ، فكيف يكون الدين قد اكتمل في حياة النبي في حين أن البخارى لم يتم كتابته إلا بعد 200 سنة من وفاة النبي؟!

 

الرد على الشبهة:

أولاً:

هذه الشبهة منقولة بالحرف من كتابات المستشرقين اليهـود والمسيحيين. وإن أول من نشر هذه الشبهة هو المستشرق اليهـودي (إجانتس صهر) ثم تلاه المستشرق المسمى (شاخـت)، ولهذا فإن منكري السُنة يتبعون اليهـود والمسيحيين ويأخذون دينهم منهم.

 

ثانياً:

منكرو السُنة الحمـقـى يظنون أن السُنة كلها هي البخارى ومسلم ؛ فهؤلاء المنكرون لا تتسع ذاكرتهم إلا لاسم البخارى ومسلم وفقط، ولا يعلم هؤلاء المنكرون أن هناك كتب حديث كثيرة ، ومنها مثلاً: كتاب مالك والنسائي وابن ماجه والترمذي وغيرهم.

بل إنك لو تخلصت من صحيح البخاري ومسلم ، فلن نخـسـر حديثاً واحداً ؛ لأن نفس أحاديث البخاري ومسلم موجودة في كتب الحديث الأخرى. 

ثم إن هذا المنكر للسُنة أراد أن يـوهـم الجميع أن بداية ظهور السُنة النبوية كانت بعد النبي بــ200 سنة، وطبعاً هذا جهــل منه ؛ لأنه قبل أن يأتي البخاري فإنه كان هناك أحاديث للنبي مكتوبة وشفهية، وكان هناك علماء يجمعون الحديث قبل أن يأتي البخارى ومسلم مثل: همام بن منبه , ابن جريج , معمر بن راشد , ابن أبي عروبة , سفيان الثوري , الليث بن سعد...

وكان هناك كتب حديث قبل صحيح البخارى مثل: كتاب الموطأ لمالك بن أنس.

 

ثالثاً:

ليس هناك علاقة بين اكتمال الدين وبين زمن تدوين الخبر، فاكتمال الدين حدث بإبلاغ النبي الصحابة شفوياً ، وأما كون أن الصحابة يكتبون وراء النبي أو لا يكتبون ، فهذا موضوع آخر وليس له علاقة باكتمال الدين ، فمثلاً:

أنت لو ذهبت إلى صديقك وأخبرته بالحكاية كلها وشرحت له الموقف ، فأنت بذلك تكون قد بلَّغته كل شئ وأكملت له الحكاية ، وليس شرطاً أن يكتب صديقك وراءك ما قلته أنت حتى تكون قد أكلمت الشرح له...

 

مثال آخر:

المدرس دخل الفصل، وكان يشرح المنهج للطلاب ، وفي النهاية انتهى المدرس من شرح المنهج ...

تخيل معي لو أن الطلاب لم يكتبوا الشرح وراء هذا المدرس ، فهل هذا معناه أن المدرس لم يُكمِل شرح المنهج؟!

الإجابة: لا لا لا، المدرس أكمل شرح المنهج وليس لهذا علاقة بكون الطلاب كتبوا وراءه أو لا ، وكذلك النبي أكمل إبلاغ الدين للصحابة ، وأما موضوع تدوين السُنة فهذا له شأن آخر ولا علاقة له بالموضوع.

ثم إن أحاديث النبي كانت موجودة على عهد الصحابة وليس كما يزعم ذلك المنكر للسُنة.

 

رابعاً:

منكرو السُنة لا يعرفون الفرق بين مصطلح (كتابة السُنة) و(تدوين السُنة) ؛ فكلمة (تدوين) معناها: جمع الأشياء في كتاب واحد ، ولهذا نحن عندنا شئ اسمه: (ديوان الشعر) ، وديوان الشعر يتم جمع القصائد الشعرية لشاعر حتى وإن كانت تلك القصائد مكتوبة مسبقاً ، فمثلاً: هناك (ديوان امرئ القيس) للدكتور/ عبد الرحمن مصطاوي حيث قام د. مصطاوي بتدوين (جمع) قصائد امرئ القيس في ذلك الديوان بالرغم من أن قصائد امرئ القيس كانت مكتوبة -من قبل- في المعلقات وما بعد المعلقات منذ 1500 سنة ماضية.

 

إذن مصطلح (تدوين السُنة) لا يعني أن السُنة لم تكن موجودة من قبل بل إن السُنة النبوية كانت مكتوبة مسبقاً ولكنها كانت متفرقة ثم جاءت مرحلة (التدوين) ، والتي تهتم بجمع الأحاديث المتشابهة وترتيبها تحت باب واحد... ولهذا ظهرت فكرة المسانيد وهي جمع أحاديث صحابي ما تحت باب واحد.

*** كلمة (مسند) ليست هي (السند)

 _________________________________________________

الشبهة الرابعة:

أحد منكري السُنة يقول أن القرآن قد نهانا عن تزكية النفس ولكن أهل السُنة والجماعة يزكون علماءهم بالألقاب مثل لقب (شيخ الإسلام).

 

الرد على الشبهة:

يقول الله تعالى:

[الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى][32][النجم]

 

لو ركزنا في كلمة (أنفسكم) ، فسنجد أن الآية السابقة نهتنا عن أن يزكي المرء نفسه  ، ولكن الآية لم لم لم تنهنا عن أن نزكي غيرنا طالما رأينا منهم صلاحاً، ولهذا ستجد القرآن الكريم ينقل لنا بعض تزكيات الناس للآخرين ، فمثلاً: نساء مصر وامرأة العزيز قمن بتزكية النبي يوسف ولكن امرأة العزيز قد عاتبت نفسها...

يقول الله تعالى:

[قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ......... وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ][53][يوسف]  

__________________________________________________

الشبهة الخامسة:

أحد منكري السُنة يسخــر من الحديث النبوي القائل: (أُمرت أن أقـاتــل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله...).

 

الرد على الشبهة:

هذا الحديث يتطابق مع قول الله تعالى: 

[فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ][5][التوبة]


[لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ * فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ][12][التوبة]


وهكذا يتبين لنا أن منكري السُنة لا يعرفون ولا كلمة في القرآن الكريم.

__________________________________________________

الشبهة السادسة:

أحد منكري السُنة يقول أن كلمة (الرجـم) في القرآن معناها: (الطـرد) فقط ، وليس معناها القـذف بالحجارة....

 

الرد على الشبهة:

كلمة (الرجـم) في القرآن الكريم تأتي غالباً بمعنى الرمي بالحجارة مما يسبب الألم للمرجـوم ، ولهذا يقول الله تعالى مخبراً عن أعـداء الرسل:

[قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ][18][يس]


فلو افترضنا أن الرجـم في الآية السابقة معناه مجرد الطـرد كما يزعم منكرو السُنة ، فكيف سيعـذبـون المرجـوم وهو أصلاً مطرود خارج القرية وتم ترحيله بعيداً عنها؟!

ارحموا عقولنا يا منكري السُنة!


بالإضافة إلى أن لا يصح أن نفسر كلمة (الرجـم) دائماً على أنها الطرد ؛ لأننا لو قلنا ذلك فسيصير هناك حشو في كلام الله حينما قال:

[قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً][46][مريم]


في الآية السابقة ، نجد أن والد النبي إبراهيم حذَّر إبراهيم من أنه سيرجـمـه ويهجره ، فإذا نحن فسرنا الرجـم في هذه الآية على أنه مجرد الطـرد فستكون الآية بها حشو في الكلام.

_________________________________________________

الشبهة السادسة:

أحد منكري السُنة يقول أن أهل السُنة يشركون بالله ويجعلون النبي مُشرِّعاً مع الله بالرغم من الله قال:
[إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ] ﴿٥٧ الأنعام﴾
[أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ] ﴿٦٢ الأنعام﴾

 

الرد على الشبهة:

نحن لم نقل أن النبي يُشِّرع من تلقاء نفسه بل قلنا أن النبي يبلغنا أوامر الله عن طريق الأحاديث النبوية. وبالتالي فإن كل شئ سواء في القرآن أو السُنة النبوية هو من عند الله تبارك وتعالى.

__________________________________________________

الشبهة السابعة:

أحد منكري السُنة يسخــر من حكم قـتـل المرتـد ويعتبر ذلك طعـنـاً في رحمة الله تعالى...

 

الرد على الشبهة:

ورد في القرآن الكريم الأمر بقـتـل المرتـد سواء لنا أو للأمم السابقة ، ولهذا ستجدون أن الله أمر بقـتـل بني إسـرائيل الذين ارتـدوا وعبدوا العـجـل....

يقول الله تعالى:

[وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ][54][البقرة]

 

الآية السابقة كفيلة بفـضـح منكري السُنة لذلك سيلجأون إلى تحـريـف معنى الآيات بحجة التدبر.... 

__________________________________________________

الشبهة الثامنة:

أحد منكري السُنة يقول أن القرآن عربي ، ولهذا لا يجب ان نقول كلمة (آمين) بعد الفاتحة ؛ لأنها تخص اليهــود والنصارى وهي غير عربية...

 

الرد على الشبهة:

كلمة (آمين) هي كلمة سامية أي أنهم مشتركة بين اللغة العربية والعبريـة والسريانية ، مع العلم أن اللغة العربية هي أقدم من العبرية والسريانية..... 

وكلمة (آمين) ليست مقصورة على اليـهـود والنصارى بل تناقلها اليهـود والنصارى من إبراهيم الذي يعتبر الجد الأكبر للعرب. وهي تشبه كلمة (فردوس) التي هي موجودة في اللغة العربية والفارسية ، وقد تناقلها النصارى أيضاً بالرغم من أنها جاءت في القرآن الكريم.

وكلمة (آمين) العربية لها معناها المعروف، فهي اسم فعل بمعنى: (اللّهم استَجب لي). وقيل: معناها: (كذلك فليكن)، يعني للدعاء، كما قال العلاَّمة: ابن الأثير.


وبحسب المنطق المعــوج الذي يتبناه هذا المنكر للسُنة ، فإن الأمريكي المسلم الذي يقرأ الفاتحة ثم يدعو الله باللغة الإنجليزية التي تربى عليها فإن هذا الأمريكي سيُعتبر زنـديـقـاً في عين هذا النكراني...

__________________________________________________

الشبهة التاسعة:

أحد منكري السُنة يطـعـن في السُنة النبوية ويستشهد بقول الله تعالى:

[مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ][117][المائدة]

 

الرد على الشبهة:

الآية لا تخدم فكرة هذا المنكر للسُنة ؛ فالآية أولاً تتكلم عن النبي عيسى .... 

ثانياً: الآية تقول أن النبي عيسى كان شهيداً على قومه ؛ أي أنه كان يراقبهم في أمور دينهم لكن عندما رحل ، أصبح الله هو الرقيب الوحيد عليهم.

الأب يراقب أبناءه ما دام حياً ، وعندما يموت الأب ، يصبح الله هو الرقيب الوحيد عليهم...

فما علاقة ذلك بإنكار السُنة؟!

بل بنفس هذا المنطق المخـتـل لمنكر السُنة، فإن هذا المنكر للسُنة سيطـعـن أيضاً في القرآن ؛ لأن النبي محمد مـات وترك القرآن الكريم بعده....

__________________________________________________

الشبهة العاشرة:

أحد منكري السُنة يقول أن أهل السُنة ضـالون لأنهم هم الأغلبية حيث يقول الله تعالى:

[وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ][116][الأنعام]


الرد على الشبهة:

 هذا الآية مكية ، وقد قالها الله للنبي محمد في زمانه ، وكان المشركون هم الغالبية العظمى من أرض مكة حينها، بل كان أغلب كوكب الأرض حينها على ديانات منحـرفة مثل النصرانية والهندوسية ، فما علاقة هذا بشيوخ المسلمين؟

وحتى لو طبقنا الآية على عصرنا الحالى ، فإن أكثر من 75% من سكان الأرض هم من ديانات منحرفة وليسوا مسلمين ، وبالتالي هذه الآية لا تطـعـن في أهل السُنة والجماعة.

 وحتى يوم القيامة ، سيكون معظم الناس من الكـفـار.

*** فالآية تخاطب النبي نفسه بمقاييس زمانه ، ولو طبقناها اليوم فلا مشكلة أيضاً....

__________________________________________________

الشبهة الحادية عشر:

أحد منكري السُنة يسخــر من إيماننا بنَسخ القرآن الكريم (الناسخ والمنسوخ)....

 

الرد على الشبهة:

يقول الله عز وجل:

[مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ][106][البقرة]

 

الآية السابقة كفيلة لإثبات وجود الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم.

 

⭕ بعض منكري السُنة حاولوا تحـريـف معنى الآية السابقة فقالوا أن الآية تتكلم عن نسخ الكتاب السماوية السابقة وليس نسخ القرآن....

وأنا أرد عليهم وأقول:

ليس ليس ليس هناك أي دليل أو قرينة تثبت أن الآية تتكلم عن الكتاب السماوية السابقة دون القرآن بل إن الآية تتحدث بشكل عام وخصوصاً عن القرآن الكريم نفسه.

 

وحتى لو افترضنا أن الآية تتكلم عن نسخ التوراة والإنجيل الأصليين ، فإن هذا سيضع منكري السُنة في مأزق ؛ لأن التوراة الأصلية والإنجيل الأصلي والقرآن كلهم كلام الله تعالى ؛ فلماذا أنت أيها النكراني تؤمن بنسخ التوراة والإنجيل الأصليين وفي نفس الوقت تستنكر نسخ القرآن بالرغم من أنهم الثلاثة جاءوا من الله وهم كلهم كلام الله؟!

أليس هذا تناقـض وخــلل في تفكيرك أيها المنكر للسُنة؟!


بعض منكري السُنة قد يردون علينا ويقولون أن الله نسخ الكتب السابقة لأنها نزلت لفترة محددة فقط ....

وأنا أرد عليهم وأقول:

بعض الأحكام التشريعة في الآيات القرآنية نزلت أيضاً لفترة محددة ثم نسخها الله بتشريعات أخرى مثل: مسألة التدرج في تحريم الخـمـر....

فلماذا أنت أيها النكراني تؤمن بنسخ الكتب السابقة باعتبارها مؤقتة وفي نفس الوقت تستنكر نسخ بعض الأحكام التشريعة القرآنية بالرغم من أن الله أنزلها لفترة محددة أيضاً؟!

أليس هذا تناقـض في تفكيرك أيها النكراني؟!

__________________________________________________

الشبهة الثانية عشر:

أحد منكري السُنة يزعم أن هناك تناقض بين قول الله تعالى:

[كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ][180][البقرة]

، وبين قول النبي: [ لا وصية لوارث] 

 

الرد على الشبهة:

لا لا لا يوجد أي تناقض بين الآيات القرآنية والحديث الشريف حيث أن آية الوصية قد نزلت قبل أن يُنزِل الله آيات المواريث.

ومن قبل آيات المواريث ، كان الرجل يوصى بماله ويوزعه بين أقاربه قبل أن يموت حسب إرادته وبناءً على حكمته وخبرته..... ثم أنزل الله آيات المواريث في سورة النساء لكي تنسخ آيات الوصية ، وبهذا يكون الله قد حدَّد نصيب كل فرد من التركة.

ولهذا لو رجعنا إلى الحديث النبوي بالكامل فسنجده يتضمن ما يلي:

[ إنَّ اللهَ تعالى أعطى كلَّ ذي حقٍّ حقَّه، ألا لا وصيَّةَ لوارثٍ]

 

فالله قد أعطى كل وارث حقه وقسَّم التركة بين المتوارثين ، وبالتالي لا يجوز للرجل المقبل على الموت أن يقسم ماله على ورثته حسب ما يريد...

وكل ما فعله الحديث الشريف هو أنه يبين أن الله نسخ آيات الوصية بآيات المواريث؛ فآيات القرآن هنا قد نسخت بعضها ببعضها لكن الحديث الشريف هنا لم ينسخ آية الوصية بنفسه.

_________________________________________________

وفي الختام ، هذه هي ردودنا لمن كان يبحث عن الحق ولمن خـدعـه النكرانيون تحت مسمى حب القرآن.

هكذا نكون قد أقمنا الحجة عليهم أمام الله ثم الله على كل شئ شهيد.

ولتعلموا يا أعزائي أن أمثال هؤلاء لا يريدون الحق ولذلك فإنهم قاموا بحظري فوراً عندما رددت عليهم من القرآن وبيَّنت كـذبهم ؛ فهؤلاء قد زيَّن لهم الشيطـان أعمالهم فحسبوا أنهم على حق وهم في الأصل على باطل.

_________________________________________________

لا تنسونا من صالح الدعاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته👋👋👋

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا