الرد على شبهة أن النبي طلَّق امرأة رأى في كشحها بياضاً

 مضمون الشبهة:

المسيحيون يسخرون من النبي محمد ؛ لأنه طلَّق امرأة بعدما رأى في كشحها بياضاً، وهذا هو نص الرواية التي يستدلون بها:

[النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي غِفَارٍ ، فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ ، وَوَضَعَتْ ثِيَابَهَا ، رَأَى بِكُشْحِهَا بَيَاضًا ، فَقَالَ لَهَا: "الْبَسِي ثِيَابَكِ ، وَالْحَقِي بِأَهْلِك".] انتهى الاقتباس

*والكشح هي: المنطقة ما بين الخاصرة والضلوع

➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖

الرد على الشبهة:

أولاً:

 الرواية السابقة وردت في عدة مواضع منها:

1- السنن الكبرى للبيهقي
2- سنن سعيد بن منصور
3- مصنف ابن أبي شيبة
4- التاريخ الكبير
5- أُسد الغابة .....

 

لكن يجب عليك أن تعرف أن هذه الرواية السابقة هي رواية ضعيفة جداً، ولا يصح الاستشهاد بها أصلاً.....

هذه الرواية رويت من طريق شخص اسمه (جميل بن زيد) ، وشهرته (جميل بن زيد الطائي)، وهذا الرجل قد ضعَّفه علماء الحديث بالكُلية، ولذلك تعالوا بنا نأخذ رأي علماء الحديث عن (جميل بن زيد الطائي) الذي روى لنا هذا الحديث:

  • قال أبو القاسم البغوي عنه أنه: ضعيف الحديث
  • قال أبو حاتم الرازي عنه أنه: ضعيف
  • قال أبو نعيم الأصبهاني عنه: ضعيف
  • قال أحمد بن شعيب النسائي عنه: ليس بثقة، ليس بالقوي ، وذكره في الضعفاء والمتروكين
  • قال الدارقطني عنه : متروك.
  • قال الذهبي عنه: واه ضعيف
  • قال عبد الرحمن بن مهدي عنه: لا يُحدَث عنه
  • قال عمرو بن علي الفلاس عنه: لم أسمع يحيى ولا عبد الرحمن يحدثان عن جميل بن زيد الطائي بشيء قط
  • قال محمد بن إسماعيل البخاري عنه: لم يصح حديثه
  • قال يحيى بن سعيد القطان عنه: لا يُحدَث عنه
  • قال يحيى بن معين: ليس بثقة، ومرة قال عنه: لا شيء
 
ومما سبق ، يتضح لنا أن علماء الجرح والتعديل قد ضعَّفوا راوي الحديث؛ فهو متروك الحديث، ولا يصح الحديث عنه، وبالتالي لا يجوز أن يحتج علينا أحد بتلك الرواية.

بالإضافة إلى ما سبق ، فإن هذه الرواية مضطربة السند؛ فمرة يروي (جميل بن زيد) هذا الحديث عن (زيد بن كعب)، ومرة أخرى يرويه عن (عبد الله بن عمر)، ومرة أخرى يرويه عن (زيد بن كعب بن عجرة)، ومرة أخرى يرويه عن (عبد الله بن كعب)، ومرة 
أخرى يرويه عن (كعب بن عبد الله)....!!
 
وعلى فكرة، (زيد بن كعب بن عجرة) هو شخص مجهول الحال ، وهذه علة أخرى تقدح في هذا الرواية.
وأيضاً ، الرواية مرسلة ، والرواية المرسلة تندرج تحت قائمة الروايات الضعيفة التي لا يصح الاستدلال بها أصلاً... 
 
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
ثانياً:
حتى لو افترضنا صحة الرواية ، فإن الرواية ليس بها أي انتقاص من حق النبي؛ لأنه بحسب الرواية ـــ النبي محمد عندما رأى هذا العيب الخلقي في جسد تلك المرأة، فإنه كان قد تزوجها بالفعل؛ أي أنها كانت زوجته وقت أن رأى النبي هذا العيب في جسدها.
 ➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
ثالثاً:
يحق للزوج أن يطلق زوجته إذا رأى عيباً في جسدها بعد الزواج؛ لأنه كان من الواجب على ولي أمر الفتاة (والدها) أن يخبر العريس بالعيوب التي في جسد ابنته قبل ليلة الدخلة، وإذا لم يفعل ذلك، فهذا يعتبر غش وخيانة للأمانة؛ فمثلما أنه لا لا لا يجوز لي أن أبيع لك سيارة بها عيب مخفي ، فكذلك لا يجوز لي أن أزوجك ابنتي، وهي فيها عيب كبير مخفي بدون علمك إلى أن تنصدم بوجود هذا العيب ليلة الدخول (ليلة الدخلة) وأنت لم تكن على علم مسبق بهذا العيب. ولهذا يجوز للزوج أن يُطلق زوجته بعد ليلة الدخلة إذا وجد هذا العيب الكبير بها بدون أن يعلم مسبقاً.

وكذلك يجوز للزوجة أن تطلب الطلاق أو أن تخلع نفسها إذا وجدت في زوجها عيباً كبيراً بعد ليلة الدخلة بدون علمها المسبق.

وأما إذا صبر الزوج أو الزوجة على عيوب الطرف الآخر ، فيكون لهما الثواب الجزيل على صبرهما ، وإن أرادا الفراق فلا بأس كما قلنا من قبل.
 
وطبعاً ، تلك المرأة التي ورد ذكرها في الرواية كان عندها بقع بيضاء في جسدها، وهذا قد يكون مرض جلدي خطير، وقد ينتقل بالعدوى....
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
رابعاً:
الكتاب المقدس في العهد القديم كان يبيح تطليق الرجل لزوجته إذا وجد فيها عيباً بعد ليلة الدخلة حيث يقول الكتاب المقدس:
 
سفر التثنية ــ  الأصحاح 24:
1-[إذا أخذ رجل امرأة وتزوج بها،  فإن لم تجد نعمة في عينيه؛ لأنه وجد فيها عيب شيء ، وكتب لها كتاب طلاق ودفعه إلى يدها، وأطلقها من بيته، ومتى خرجت من بيته ذهبت وصارت لرجل آخر.]
 
فيا مسيحيين ، هل كان الإله عندكم ظالماً عندما فرض هذا الشرع في الماضي؟!
 
بل وصل الأمر في الكتاب المقدس إلى حرمان الإنسان المسكين الذي به عيب من دخول المذبح والحجاب واعتباره إنساناً نجساً حيث يقول الكتاب المقدس:
سفر اللاويين ــ الأصحاح 21:
[17- كلِّم هارون قائلاً: إذا كان رجل من نسلك في أجيالهم فيه عيب فلا يتقدم ليُقرَّب خبز إلهه، 18- لأن كل رجل فيه عيب لا يتقدم... لا رجل أعمى ولا أعرج ولا أفطس ولا زوائدي، 21- كل رجل فيه عيب من نسل هرون الكاهن لا يتقدم ليُقرِّب وقائد الرب... فيه عيب لا يتقدم ليُقرِّب خبز إلهه....، 23- وإلى الحجاب لا يأتي، وإلى المذبح لا يقترب؛ لأن فيه عيباً لئلا يدنّس مقدسي؛ لأني أنا الرب مقدّسهم.] 

 
أما في المسيحية اليوم ، فلا يوجد طلاق ، وهذا يسبب أزمة كبيرة في الكنيسة اليوم؛ فهناك آلاف من حلالات اعتداء الزوج على زوجته ولا تستطيع الزوجة أن تتحرر من هذا الزوج القاسي بسبب تعاليم المسيحية الفاسدة.
 
وكذلك المرأة قد تتزوج زوج خمورجي بدون علمها، ولكنها لا تقدر أن تتحرر من عصمته فيما بعد الزواج، ولذلك قامت معظم الدول المسيحية حول العالم برفض تعاليم العهد الجديد المتعلقة بأمور الطلاق؛ لأنها رأت أنه تعليم فاشل.
 
وكذلك قد يقوم رجل مسيحي بالزواج من امرأة مسيحية ، وبعد ليلة الدخلة يُفاجأ هذا المسيحي بأن زوجته بها عيب كبير في عضوها التناسلي، لكنه لن يستطيع تطليقها بعد ذلك بسبب تعاليم المسيحية الحالية، وهكذا يكون العريس الفرحان قد وقع في الفخ أخيراً أو كما يقول المثل: (وقع الفأس في الرأس!).
 
وهذه هي تعاليم المسيحية الحالية الفاسدة!
 ➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
لا تنسونا من صالح الدعاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 👋👋👋

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا