مضمون الشــبــهــة:-
شخص مسيحي يزعم أن كلمة (اللهم) مأخوذة حرفياً من كلمة (ألوهيم) في التراث اليـهودي العبري بعدما عجز فقهاء المسلمين عن فهم معناها.....
وأنا أرد عليه وأقول:ـ
أولاً:
دائماً يحاول المسيحيون أن يكذبوا الكذبة ثم يزينوها أمام الناس لكي تنطلي عليهم، فمثلاً:
هذا المسيحي زعم في البداية أن الفقهاء لا يعرفون معنى كلمة (اللهم) ، وأنهم تخبطوا في معناها. ونفس هذه الخـدعة الخـبيثة يكررها المسيحيون والملاحدة كلما أرادوا أن يفسروا الكلمات والمصطلحات الإسلامية على مزاجهم ؛ فهم يزعمون مبدئياً أن المسلمين لا يعرفون معنى الكلمة الفلانية حتى وإن كان علماء اللغة المسلمين يعرفون معنى هذا الكلمة حقاً ودرسوها!!
*** إذن ما معنى كلمة (اللهم)؟!
يذكر القرطبي أن هناك شبه إجماع بين علماء اللغة على أن كلمة (اللهم) هي نداء لله، وهي مكونة من قسمين:
الله + حرف الميم
فكلمة (اللهم) تعنى في اللغة العربية: يا الله
وحرف الميم تم استخدامه في آخر الكلمة كأداة نداء بدلاً من (يا) ، ولذلك نحن عندما ندعو الله فإننا نناديه ونقول: يا الله أو اللهم
وأي شخص درس في الصف الأول الثانوي يعرف هذه المعلومات
وقد قال اللغوي/ شمس الدين -الملقب بالبعلي- في كتابه (المطلع على ألفاظ المقنع| صفحة 71) ما يلي:
[مذهب سيبويه والخليل بن أحمد، وسائر البصريين أن أصل «اللهم»: يا ألله، وأن الميم بدل من (يا).] انتهى الاقتباس
فجميع علماء اللغة شبه متفقون على أن (اللهم) هي نداء لله..... ، أما الهـري الذي ذكره هذا المسيحي فهو مجـرد اتباع للظن بلا دليل بل ومجرد انصياع وراء تشابه الألفاظ..... ؛ فهؤلاء قد قال الله عنهم: {فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ}[آل عمران]
وعلى فكرة ، هناك أصلاً فرق بين الكلمتين؛ لأن كلمة (ألوهيم) في العبرية هي صيغة تعظيم جاءت على وزن الجمع، وتُترجم حرفياً إلى (الآلهة)، وهي تعني عند اليهـود: (الإله/ رب الكون).
أما كلمة (اللهم) في العربية ، فهي نداء وتعني : يا الله
فما علاقة هذا بذاك؟!
ثم إن العرب قبل الإسلام كانوا يستخدمون كلمة (اللهم) ، ولذلك يقول الأشتاذ شوقي ضيف في كتابه (تاريخ الأدب العربي| المجلد الأول| صفحة 412) ما يلي:
[ويقول الجاحظ (أديب): كانَت خطْبَة النِّكــاح لقريش فِي الجاهِلِيَّة أي خطبة النساء: (بِاسْمِك اللَّهُمَّ ذكرت فُلانَة).] انتهى الاقتباس
وتناقل العرب هذا الاسم منذ الجاهلية وحتى الإسلام ، ولذلك يقول عالم النحو/ ابن الوراق في كتابه (علل النحو| صفحة 397، 398) ما يلي :
[قال أبو العباس المبرد أنه سمع من العَرَب: (اللَّهُمَّ اغْفِر لي ولمن سمع حاشى الشيطان).] انتهى الاقتباس
مع العلم أن أبا العباس المبرد كان من جهابذة علماء البلاغة والنحو الأدب...
ثم إن مجرد تشابه الأسماء بين الشعوب المختلفة ليس شرطاً في أن يكون هذا أخذ من ذاك ، وهذا ما أكَّد عليه اللغوي السرياني الأب/ أنستاس ماري الكرملي في كتابه (نشوء اللغة العربية ونموها واكتمالها| صفحة 67) حيث يقول:
[كثيراً ما يقول العـبريون أن اللفظة العربية الفلانية هي من العبرية ، وكذلك يزعم من كان عارفاً باللغة الآرامية. ولا تكون الكلمة العربية من العبرية أو الآرامية إلا إذا كانت تلك الكلمة خاصة بشؤون بني إرم أو بني إسرائيل. أما الألفاظ العامة المشتركة بين الساميين جميعاً، فليس ثَم فضل لغة على لغة.] انتهى الاقتباس
فيا أيها المسيحي ، قبل أن تزعم أن كلمة (اللهم) مأخوذة من التراث اليـهـودي ، فإنه يتوجب عليك أولاً أن تثبت أن: [كلمة (اللهم) لم تكن تُستخدم إلا عند اليـهـود فقط ثم جاء غيرهم وأخذوها منهم]. وطبعاً أنت لن تستطيع أن تثبت ذلك ، فلا تُتعِب نفسك!
ثم إن اللغة العربية أقدم أصلاً من تراث اليـهـود ولغتهم، ولذلك يقول المطران المسيحي/ اقليميس يوسف داود الموصلي السرياني في كتابه (اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية| صفحة 8) ما يلي:
[وأشهر اللغات السـامية هي العربية والعبرانية والسريانية والحبشية وفروعهن* وإنما ذكرنا العربية أولاً بين اللغات السـامية ؛ لأن العربية باعتراف جميع المحققين هي أشرف اللغات السـامية من حيث هي لغة وأقدمهن وأغناهن. ومعرفتها لازمة لكل من يريد أن يتقن حسناً معرفة سائر اللغات السامية ولاسيما السريانية.] انتهى الاقتباس.
ويا أيها المسيحي ، لو أنت تريد أن تلعب معي لعبة تشابه الألفاظ ، فهيا بنا نعلمك معنى اسم إلهك (ألوهيم):-
يقول الأب/ أسطفان شربنتييه في كتابه (تعرَّف إلى الكتاب المقدس| صفحة 24) ما يلي:
[أكبر الآلهة يُسمى (إيل) ، وكثيراً ما يظهرونه بشكل ثـور (أحد أسماء الرب في الكتاب المقدس هو إيلوهيم : جمع إيل ) ، وهذه الديانة تعبد قوات الطبيعة المؤلهة : البعل إله العاصفة والمطر ، ويسمى أحياناً : "راكب الغمام" (كالرب في المزمور5) ، و(عَنَت) شقيقته ، وقد سُميت فيما بعد (عشتار) ، وهي إلاهة الحرب والخصب.] انتهى الاقتباس.
من خلال الاقتباس السابق 👆، نجد أن أحد أسماء الإله في الكتاب المقدس هو (إيلوهيم) ، وإيلوهيم مفردها : إيل. وإيل هو اسم أكبر إله في الآلهة الوثنية..... بل إن المزمور الخامس قد سرق صفة (راكب الغمام) من الإله الوثني المُسمَى بـــ (البعل) ثم نسبها إلى الرب في الكتاب المقدس.
إذن بنفس منطقك أيها المسيحي، فإن كتابك قد سرق اسم (ألوهيم) من الوثنيين. وأنا شخصياً لا أحبذ هذا الكلام ، ولكن أنا أقيم عليك الحجة من قلب فمك وبما تؤمن وتزعم أيها المسيحي.
***ومن فمك أُدينك أيها العبد الشـريـر.***
-----------------------------------------------------------
الشــبـــهـــة الثانية:،
ثم ينتقل الهـبـد المسيحي إلى أبعد الحدود ، فيزعم هذا المسيحي أن الإمام علي بن أبي طالب لا وجود له على أرض الواقع وإنما هو شخصية وهمية وأن الشخص الذي يتكلم عنه التاريخ هو (إيليا) وليس الإمام (علي).....
طبعاً الكلام السابق مجرد هـبـد لا دليل عليه ، فهناك العديد من الأشخاص اسمهم (علي)، وهناك الآلاف اسمهم (إيليا). بل إن الكتاب المقدس نفسه قد ذكر أربعة نساء مختلفات باسم (مريم) ، وذكر اثنين من الرجال اسمهم (بولس). فهل هذا يعني نفي وجود أي منهم للآخر أيها المسيحي؟!
ثم إن (إيليا) الذي جاء ذكره في الكتاب المقدس هو شخص مختلف تماماً عن الإمام (علي)؛ فقد عاش إيليا في فترة زمنية قبل الإمام علي بأكثر من ألف سنة. فما علاقة هذا بذاك؟!
ثم إن وجود شخصين متشابهان في الاسم لا ينفي وجود أحدهما ولا سيما إذا كان هذا الشخص معروف تاريخياً مثل الإمام علي. فالإمام علي قد تولى حكم دولة كاملة.
فهل من المعقول أن تنفي وجود الإمام (علي) لمجرد أن هناك شخص آخر اسمه (إيليا) ؟!
أتعرف أيها المسيحي؟! ، بنفس منطقك، فإنني أستطيع أن أنفي وجود شخص اسمه (يسوع) بحجة أنه كان هناك شخص قبله اسمه: يشوع (كاتب سفر يشوع). وإن أنت حاولت أن ترد وتقول أن يسوع قد ذُكر في كتب التاريخ، فإنني سأرد عليك وأقول: والإمام علي أيضاً قد ذُكر في كتب التاريخ.
ثم إن روافض الشيعة فعلوا نفس هذا الهـبـد مع اليــهـود والمسيحيين وقلبوا عليهم الطاولة؛ فقد ورد في كتب الشيعة أن لا وجود لشخص اسمه (إيليا) وإنما الاسم الحقيقي هو (عليا) إشارةً إلى الإمام (علي) عند الشيعة ثم زعم روافض الشيعة أن أسفار اليـهـود قد تنبأت وبشرت بمجئ الإمام (علي).
والحقيقة هي أن كلاً من اليـهـود والمسيحيين والشيعة يهـبـدون في نفس المستنقع ، ولا يوجد دليل لأي منهم.
ثانياً:
المسيحيون هم المتخبطون في اسم الإله الذي يعبدونه؛ فكنائس العالم قد انقسمت قسمين؛ فمنهم من ينادي يسوع باسم (ايسوس) ، ومنهم من يناديه بــ(يسوع)، وشتان بين الكلمتين!!
ثالثاً:
المسيحيون هم من سرقوا تراث اليـهـود ؛ فهم سرقوا توراة موسى وكتب الأنبياء والمزامير ثم نسبوها إلى أنفسهم، وادعوا أنها من وحي إله المسيحيين بالرغم من أنه لا لا لا يوجد أي نص صريح في كتب اليـهـود يشير إلى كون يسوع هو من أوحي أسفار اليـهـود !!
بل حتى العهد الجديد عند المسيحيين مسروق من كتب اليـهـود ...
يقول القس الدكتور/ رياض قسيس في كتابه (لماذا لا نقرأ الكتاب الذي قرأه المسيح - نحو فهم أفضل للعهد القديم | صفحة 151 ، 152) ما يلي:
[ وقد اقتبس العهد الجديد نحو (343) اقتباسًا مباشرًا من العهد القديم، بالإضافة إلى (2309) اقتباسًا غير مباشر أو تلميحًا من العهد القديم .....ونستطيع أن نقول أن (229) إصحاحًا في العهد الجديد، من إجمالي (260) إصحاحًا قد نقل كل إصحاح منهم -على الأقل- اقتباسين أو تلميحين من العهد القديم، وهناك (19) أصحاح في العهد الجديد قد اقتبس من العهد القديم اقتباس أو تلميح. والأصحاحات التي خلت من اقتباسات أو تلميحات من العهد القديم هي فقط اثنى عشر أصحاحًا.] انتهى الاقتباس
والكلام السابق نقله أيضاً الدكتور المسيحي/ حلمي القمص يعقوب في كتابه (النقد الكتابي).
أي أن معظم اصحاحات العهد الجديد قد اقتبست وسرقت من كتب اليـهـود ، ولا يوجد سوى 12 إصحاح فقط لم يتم فيهم سرقة أشياء من أسفار اليـهـود.
ولذلك اليـهـود يتهمون المسيحيين حتى الآن بسرقة تراثهم ونسبته إلى أنفسهم بغير وجه حق!!
فيا مسيحي ، اذهب وحاول أن تبرأ نفسك من التهمة قبل أن تتهمنا !!
----------------------------------------------------------------
الشــبـــهــة الثالثة:
ثم يستمر الهـبـد المسيحي فيزعم هذا المسيحي أن اسم (محمد) يعني (ممجد) وهو المسيح....
وطبعاً ، لا يوجد أي دليل على أن المسيح هو محمد أو أن اسمه (محمد).
_________________________________________________
لا تنسونا من صالح الدعاء.
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا