فما مدى صحة هذا الكلام؟!
مبدئياً ، هذا الكلام خاطئ تماماً ولا أساس له من الصحة، ودعوني أخبركم لماذا!
أولاً:
الذين يزعمون أن صفة (الأمي) جاءت نسبةً إلى (أم القرى) ، فإنهم بهذا يخالفون قواعد اللغة العربية فيما يتعلق بالنسب... ، فمثلاً:
إذا كان العم (صلاح) من مصر فإننا ننسبه إلى مصر ونقول عنه: (مصري) ، وإذا كان العم (صلاح) من سوريا فإننا نقول عنه: (سوري)، وهكذا نفعل مع باقي الأسماء المفردة مثل: فلسطين، تونس، قطر ...
ولكن ماذا نقول عن الشخص إذا كان من (أم القرى) والتي هي اسم مركب وليست اسماً مفرداً؟!
اسم (أم القرى) هو اسم مركب من جزئين ، وهما:
1- الجزء الأول وهو: المضاف ⇦ أم
2- الجزء الثاني وهو: المضاف إليه ⇦ القرى
وطالما أن الجزء الأول من اسم (أم القرى) يحتوي على كلمة (أم) ، فإننا نشتق النسب منه قائلين: (قروي) وليس (أمي).
ونفس الأمر ينطبق على باقي الأسماء المُركبة التي تتكون من مضاف ومضاف إليه، بحيث يكون الجزء الأول من الاسم هو: ابن ، ابنة ، أب ، أم
فمثلاً:
إذا كنتَ على مذهب (ابن حنبل)، فسيقولون عنك: (حنبلي) وليس (ابني).
وإذا كنتَ على مذهب (أبي حنيفة)، فسيقولون عنك: (حنيفي) وليس (أبَّي أو أبوي).
وإذا كنتَ من محبي (أبي بكر الصديق)، فسيقولون عنك: (بَكري) وليس (أبَّي أو أبوي).
وإذا كنتَ من محبي (أم كلثوم)، فسيقولون عنك: (كلثومي) وليس (أمي).
وهـــكــــــذا...
ثانياً:
سؤال لكم يا مدعي التنوير:
مصر أيضاً تُلقَّب بـ(أم الدنيا)، فلماذا لم تقولوا أن النبي محمد لُقِّب بـ(الأمي) لأنه من مصر؟!
بالله عليكم يا عقلاء ، هل رأيتم من قبل شخصاً مصرياً يلقبه الناس بـ(الأمي) لأنه من مصر أم الدنيا؟!
أنت لن تجد مصرياً يُلقَب بـ(الأمي) نسبةً إلى مصر أم الدنيا، وكذلك لن تجد شخصاً يُلقَب بـ(الأمي) لأنه من مكة (أم القرى).
ثالثاً:
سؤال آخر لمدعي التنوير...
لماذا الله لم يصف نبيه مباشرةً بـ(النبي المكي) بدلاً من (النبي الأمي) ، وبذلك يكون قد وفَّر علينا الوقت والجهد طالما أنه يقصد نسبةً النبي إلى أم القرى كما تزعمون؟!
رابعاً:
ما معنى كلمة (أمي) في القرآن الكريم؟!
الإجابة: كلمة (أمي) معناها الشخص الذي لا يستطيع القراءة أو الكتابة وليس معناها الشخص الذي من مكة أم القرى... ، والدليل على ذلك هو:
في سورة البقرة ، الله تكلم عن جماعة من يهود المدينة وقال عنهم: (أميون) ؛ نظراً لأنهم لم يعرفوا القراءة ولا الكتابة ولذلك لم يكونوا يقرؤون التوراة بأنفسهم بل كانوا يسيرون وراء كهنتهم وآبائهم فقط.
قال الله تعالى:
[وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ][78][البقرة]
ومن المعلوم أن سورة البقرة هي سورة مدنية وكانت تتكلم عن اليهود المتمركزين في المدينة وليس مكة.
--------------------------------
***والدليل الآخر هو أن الله يقول:
[هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ][2][الجمعة]
الآية السابقة تخبرنا أن النبي محمد كان يتلو القرآن الكريم على الأميين. وكلنا يعرف جيداً أن النبي محمد كان يعرض القرآن على أهل قريش وغيرهم من قبائل العرب الوافدين ؛ فكثيراً ما كان النبي محمد يتلو القرآن على العرب القادمين لآداء الحج والطواف بالكعبة. ويوجد الكثير من الصحابة الذين آمنوا بالنبي محمد ولم يكونوا من مكة نفسها بل كانوا من خارجها.
إذن كلمة (الأميين) تُطلق على أؤلئك العرب جميعاً الذين ما كان أغلبهم يعرف القراءة والكتابة ، ولذلك سُموا بـ(الأميين).
🌕 ونفس الأمر ينطبق على هذه الآية أيضاً:
[فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ][20][آل عمران]
فهل كان النبي محمد يعرض الإسلام على أهل مكة فقط أم أنه كان يعرض الاسلام على جميع العرب؟!
والدليل الثالث هو أن اليهود كانوا ينتقصون من حقوق العرب جميعاً ولذلك قال الله عنهم:
[وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ][75][آل عمران]
خامساً:
القرآن الكريم قد أشاء إلى أن النبي محمد لم يقرأ أي كتاب من قبل القرآن الكريم حيث يقول الله تعالى:
[وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ][48][العنكبوت]
وكلمة (كتاب) هنا 👆 هي كلمة عامة لكل الكتب وليس الكتب الدينية فقط كما يدَّعي بعض العلمانجية والشيعة.
-----------------------------
سادساً:
الشيعة يتناقلون روايةً في كتبهم عن الإمام (أبي جعفر) أنه قال:
[لقد كان رسول الله يقرأ ويكتب باثنين وسبعين، أو بثلاثة وسبعين لساناً، وإنما سُمِي بـ(الأمي)؛ لأنه كان من أهل مكة، ومكة من أمهات القرى.]
ولكن المضحك في الأمر أن دين الشيعة دائماً متناقض ؛ فأنت لو جمعت الروايات التي تتحدث في هذا الأمر لوجدتها متناقضة ، فمثلاً: الرواية السابقة تقول أن النبي كان يقرأ ويكتب بــ 72 أو 73 لغة ... ، لكن هناك روايات أخرى عن أئمة الشيعة تقول أن النبي لم يكن يكتب!!
فقد وردت روايتان في كتاب (علل الشرائع) عن الإمام أبي عبد الله أنه قال:
[كان مما مَنَّ اللهُ به على نبيه أنه كان أمياً لا يكتب ويقرؤ الكتاب]
فهل كان النبي يكتب بــ73 لغة أم أنه لم يكن يكتب؟!
وعلى فكرة ، أود التنويه بأن جميع الروايات الشيعية السابقة تتكلم عن النبي بعد البعثة ونزول القرآن عليه ، وذلك حتى لا يحاول الشيعي ترقيع الروايات زاعماً أنها تقصد أن النبي لم يكن يكتب قبل نزول القرآن ثم كتب بعد نزول القرآن!
ثم أنني أود أن أعرف ماذا كانت 73 لغة التي كان النبي يقرأ ويكتب بها ، ثم هل معكم مقالة للنبي قد كتبها بهذه اللغات المتنوعة؟!
بل حتى أحد كبار معممي الشيعة وهو الطباطبائي يقول في كتابه (تفسير الميزان - الجزء الأول - صفحة 215) ما يلي:
[الأمي من لا يقرأ ولا يكتب]
_____________________________________________
بعض الناس يزعمون أن النبي محمد وصف بـ(الأمي) نسبةً إلى ولادته من أمه ، وأنا أرد عليهم وأقول:
لو كان الشخص يوصف بـ(الأمي) نسبةً إلى أمه ، فنحن بذلك سنصير أميين جميعاً ، وبذلك لا فائدة من أن يصف الله نبيه بأنه أمي.
ولو كان النبي وُصف بـ(الأمي) لأنه ولد يتيماً لأمه دون أبيه ، فإنني أرد وأقول:
النبي عيسى قد وُلد من أم دون أب ، وبالرغم من ذلك فإن القرآن الكريم لم يصفه بالأمي.
أما بالنسبة للذين يزعمون أن النبي وُصف بـ(الأمي) نسبةً إلى (أمته) ، فإنا أرد عليهم وأقول:
الأنبياء السابقون كانت لهم أمم أيضاً، ومع ذلك لم يصفهم القرآن بـ(الأميين).
_______________________________________________
بعض المسيحيين يسخرون من النبي محمد لأنه أمي ، وأنا أرد عليهم وأقول:
الرب عندكم اختار بعض الأميين من أجل النبوة والرسالة... ،فمثلاً:
جاء في رسالة [كورنثوس الأولى - الأصحاح الأول - العدد 27] ما يلي:
[بل اختار الله جُهال العالم ليخزي الحكماء، واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء.]
ولذلك نرى أن بعض رسل المسيحية كانوا أميين مثل بطرس ويوحنا ، وخصوصاً أن بعض رسل المسيحية كانوا صيادي سمك لا يعرفون القراءة ولا الكتابة بل كانوا يطلبون من الكتبة أن يكتبوا لهم الرسائل والأناجيل بعد إملائها عليهم.
الأب بابياس من القرن الثاني قال عن بطرس الرسول أنه هو من نقل أخبار المسيح إلى مرقس الإنجيلي فكتبها في (إنجيل مرقس) وهكذا.
أما بالنسبة لأؤلئك المتحذلقين الذين يتظاهرون بالثقافة ، فسؤالي لهم:
🔶 من متى كانت الأمية عيباً قادحاً في شخصية الرجل؟!
🔶 هل الفلاح شخص حقير لأنه أمي؟!
🔶 وأين هي الإنسانية والمساواة التي تتشدقون بها ليل نهار؟!
ثم إن الله قد شاء أن يكون النبي محمد أمياً حتى يثبت كذب الذين يزعمون أن النبي سرق القرآن والإسلام من كتابات السابقين.
___________________________________________
إلى هنا نكون قد فندنا أكاذيب الشيعة الروافض الكفار ومععم مدعي التنوير الذين لا يفقهون شيئاً ولا يعلمون.
-----------------------------------------------------------------------
لا تنسونا من صالح الدعاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته👋 👋 👋
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا