معنى حديث : [لولا حواء، لما خانت أنثى زوجها]

 ما معنى حديث: [لولا حواء، لما خــانت أنثى زوجها] ؟!


هذا الحديث النبوي لا يتكلم عن خــيانة الزنـا ، بل يتكلم عن أن حواء لم تنصح زوجها آدم حين عصى ربه وأكل من الشجرة.


أصلاً، في زمن آدم وحواء لم يكن هناك رجل آخر حتى تخـون حواءُ زوجَها وتزنـي مع رجل آخر بل كان هناك رجل واحد فقط وهو آدم زوجها...، فكيف ستخـونه مع رجل آخر كما فهم بعض المتعصـبين؟!

ثم إننا لا نقدر أن نقول أن أمنا (حواء) أم البشر كانت زانـيــة !!


فالإسلام أشار إلى أن آدم عصى ربه، وحواء لم تنصح زوجها في طاعة الله بل ومشت وراءه في معصية الله، ولذلك أشار القرآن الكريم إلى أنهما في الإثم سواء: الذكر والأنثى.

هذا هو معنى الحديث.


يقول الله تعالى في سورة طه:

{فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى}


وكمثال على ذلك : قصة خـيانة زوجتي نوح ولوط التي وردت في القرآن الكريم؛  فهما لم تزنيا بل إنهما كانتا عدوتين لله بحيث تساعدان الكـفـار ضد النبيين نوح ولوط...

ثم ضــرب الله مثلاً للمرأة الصالحة زوجة فرعون التي رفضت معصية الله.

يقول الله تعالى في سورة التحريم:

{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ * وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ}

 

وقد قال الله لنا في سورة الأنفال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}


وقال الله تعالى في سورة الأنفال: {وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}


فالآيات لا تقصد بالخــيانة هنا الزنـا الجـنسي بل تقصد شيئاً آخر.


ولهذا نرى العديد من الزوجات لا تساند زوجها في فعل الخير بل تحرضــه على فعل الشر وأذيـة فلان او علان.


وعلى فكرة ، ليس هذا الأمر مقصوراً على النساء فقط بل قد ورد حديث صحيح آخر يقول عن آدم نفس الشئ حيث قال رسول الله:

[جحد آدم فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطئ آدم فخطئت ذريته] 


والبشر ورثوا صفة الجحود والنسيان والعصيان من أبيهم آدم مثلما أن النساء ورثت الخيانة (ترك النصيحة) من أمهم حواء.

 

ملحوظة:

نحن هنا نتكلم عن أن البشر يفعلون الشرور وينسون مثلهم مثل أبيهم آدم، ولا نتكلم هنا عن عقيدة (وراثة الخطيئة الأصلية) التي يؤمن بها المسيحيون والتي يطبقونها حتى على المولود الذي مات في صغره قبل أن يذنب حتى، فشتان بين الإثنين.

___________________

أما عند المسيحيين فإنهم يقولون عن المرأة أنها سبب الشر والخطيئة والهلاك حيث ورد في سِفر[يشوع بن سراخ 25: 24] ما يلي:

 [من المرأة نشأت الخطيئة، وبسببها نموت نحن أجمعون]

_________________

لا تنسونا من صالح الدعاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته👋


صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا