أيها المسيحي ، لقد ضحك عليك الكهنة وأوهموك بصدق التقليد وأخبروك أن الآباء الأوائل كانوا يكتبون تاريخ الرسل بكل شرف وأمانة...، لكن تعالوا نثبت لكم هشاشة هذه الكذبة المسيحية.
لو سألت نفسك : متى كتب مرقس إنجيل مرقس، هل مرقس كتب إنجيله أثناء حياة بطرس الرسول أم أنه كتبه بعد أن مات بطرس؟!
يقول الأب/ متَّى المسكين في كتابه (الإنجيل بحسب القديس مرقس| صفحة 33، 34) ما يلي:
[القديس إيريناوس ذكر إنجيل مرقس في كتاباته، فبعد أن ذكر إنجيل متَّى الذي كُتب أثناء ما كان القديسان بطرس وبولس على قيد الحياة يبشران بالإنجيل وينشئان كنيسة رومية، قال هكذا عن إنجيل مرقس: ((وبعد أن استشهد كلاهما، قام تلميذ بطرس والمترجم له لينقل لنا كتابة الأمور التي بشَّر بها بطرس)).] انتهى الاقتباس
فـ(مرقس) الذي كان تلميذاً لبطرس ومترجماً له ، قد بدأ في كتابة (إنجيل مرقس) بعدما مات معلمه بطرس. هذا كله حسب شهادة القديس إيريناوس.
أما بحسب شهادة القديس اكليمندس السكندري، فقال:
[مرقس عمل هذا ونسب انجيله إلى الذين ترجوه، وحينما علم بطرس بذلك لم يتحمس في ممانعة ذلك ولا هو شجَّع العمل.] انتهى الاقتباس
إذن حسب شهادة القديس اكليمندس السكندري، فإن الرسول بطرس عندما رأى مرقس يكتب الإنجيل فإنه لم يعترض عليه ولم يشجعه على كتابة إنجيله؛ أي أن بطرس كان على قيد الحياة حين كتابة إنجيل مرقس.
وهنا يكمن تناقض بين كلا التقليدين؛ فأحدهما يقول أن إنجيل مرقس كُتب بعد موت بطرس، والآخر يقول أنه كُتب أثناء حياته. وهذا يثبت لكم أن التقليد الكنسي ما هو إلا شائعات وأساطير كتبها الآباء الأوائل بدون تحقيق أو سند تاريخي.
ثم إنني أود أن أسأل سؤالاً : لماذا بطرس الرسول لم يشجع مرقس على كتابة إنجيل مرقس ؛ أليست هذه كلمة الله التي من المفترض أن تصل للعالم ؟!
ولذلك يعلق الأب/ متَّى المسكين على كلا التقليدين قائلاً:
[نجد أن التقليد المنسوب للقديس بطرس بدأ ينمو ويُزاد عليه والكلام يناقض بعضه، فالقول إن القديس مرقس كتب إنجيله في حياة بطرس يناقض ما جاء في إيريناوس والمقدمة ضد ماركيون.] انتهى الاقتباس
الأب/ متَّى المسكين يثبت أن التقليد الرسولي كان يتعرض للتحريف والزيادات !!
والأغرب من ذلك أن القديس إيريناوس يقول أن إنجيل مرقس كُتب بعد إنجيل متَّى، لكننا نجد عامة المسيحيين اليوم يخالفون هذا التقليد ويقولون أن إنجيل مرقس هو الذي كُتب أولاً !!
_________________________________________________
المراجع:
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا