سيأتيك المسيحي أو الملحد وسيقول لك أن القرآن أخطأ عندما أخبر أن النجوم موجودة في الغلاف الجوي للأرض وليست في الفضاء الخارجي ، ثم سيستدل الملحد ببعض الآيات القرآنية محاولاً أن يخدعك بشبهته الساذجة هذه ، فما هو الرد عليه ؟!
الرد على هذه الشبهة:
أولاً:
يجب أن تعرف شيئاً مهماً جداً، وهو أن الملحد سيمارس معك مغالطة (العزو) في هذه الشبهة بالذات بمعنى أنه سيقول لك: انظر إلى تفسير الإمام فلان ، وإلى تفسير الإمام علان من كتب المفسرين الأوائل...
وهذه خدعة يستخدمها أعداء الإسلام في اختراع الشبهات المتعلقة بالاكتشافات العلمية؛ لأن الملحد يعلم جيداً أن أئمة المسلمين الأوائل كانوا يجتهدون في تفسير آيات القرآن العلمية حسب علوم زمانهم وليس حسب عصرنا الحالي ، ولذلك فإن الملحد يتعمد الاستعانة بكتب التفسير القديمة فيما يتعلق بتفسير الآيات القرآنية العلمية ، أما الآيات القرآنية المتعلقة بالتشريعات فإن الملحد يتجنب كتب التفسير القديمة...
فانتبه من هذا الفخ ولا تسقط في الهاوية!
ثانياً:
تعالوا بنا نعرف ما معنى كلمة (السماء) في القرآن الكريم؟!
لو رجعتَ إلى معاجم اللغة العربية لوجدتَ أن كلمة (سماء) تعنى:
[كل ما علا فوق الشئ]
وبحسب المعاجم اللغوية ، فإن كلمة (السماء) قد تُطلَق على ظهر الفرس أو سقف البيت أو السحاب أو المطر أو الغلاف الجوي المحيط بالأرض أو الأفلاك والمجرات أو غير ذلك...
فمثلاً: المجرات التي نرى أضواءها ليلاً ، هذه المجرات تعتبر (سماوات) أيضاً بالنسبة لنا، ولذلك يصح أن نطلق عليها لقب (سماوات) ؛ فهي أعلى وأسمى بالنسبة لنا ✅.
والآن ، دعونا نتفق على أنه في بداية خلق الكون ، فإن الله خلق المادة الكونية الأصلية ، والتي كانت تمثل نواة الكون، وكان يُطلق عليها لقب (سماء) ، ثم قام الله بتقسيم هذه المادة إلى سبعة أقسام أو سبع سماوات في خلال يومين (فترتين زمنيتين).
ولذلك يقول الله تعالى:
{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ 12} سورة فصلت
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ 29} سورة البقرة
والقِسم الأول من هذه السماوات السبع هو السماء الدنيا والتي تعني الفضاء الخارجي المحيط بنا والذي يضم الكرة الأرضية والشمس والقمر والكواكب والمجرات المحيطة ، ثم تأتي بعد ذلك السماوات الستة الباقية حتى نصل إلى سدرة المنتهى.
إذن المجرات المحيطة هي جزء من السماء الدنيا الأولى، ثم تأتي بعد ذلك السماوات الستة الباقية.
فعبارة (السماوات السبع) تحتوي على كلمة (السبع) ، وهي عبارة محددة تخبرنا عن أي شئ يتحدث اللهُ بالضبط حيث يتحدث الله عن الأقسام السبعة. أما كلمة (السماوات) لوحدها بدون (السبع) ، فهي إما تقصد (السموات السبع) بأكملها أو أنها تقصد (المجرات) فقط وليس السماوات السبع ، والذي سيحدد المعنى الأنسب هو سياق الكلام نفسه.
فسواء كانت [السماوات السبع] أو [المجرات الموجودة في السماء الدنيا فقط] ، ففي كلتا الحالتين هؤلاء اسمهم (سماوات) ، والذي سيفرق بينهما هو سياق الآية نفسه.
مــفـــهـــومــة يـا صـــــاحــبــي ؟!
والآن ، تعالوا بنا نمسك الآيات القرآنية ونعرف ما المقصود بكلمة [السماء] حتى نستطيع أن نزيل الشبهة عن المسلمين...
قال الله تعالى في سورة ق:
{أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ 6}
كلمة (السماء) هنا تعني الغلاف الجوي المحيط بالأرض والموجود فوقنا مباشرةً ، فالآية تتحدث عن بناء الغلاف الجوي ، وكيف أن الله زيَّنه لنا ، وأن هذا الغلاف يحيط بالأرض من جميع الجهات ولا يترك فروجاً...
بعض الأسئلة التي قد تُطرح علينا هنا:
السؤال الأول:
هل يصح أن تُستخدَم كلمة (بناها) مع الغلاف الجوي الغازي؟!
الإجابة : نعم ، يجوز لغوياً استخدام كلمة (بناها) مع المواد الغازية ، ولكن أعداء الإسلام يظنون خطأً أن كلمة (بنى) تستخدم مع الأشياء الصلبة فقط...
كلنا يعرف أن الغلاف الجوي يتكون من غازات ، والغازات تتكون من جزيئات ، والجزيئات تتكون من ذرات ، والذرات لها بنية ذرية أو ما يُعرف علمياً باسم: (atomic construction). وهذه الذرات تتجمع مع بعضها في أنماط معينة مكونةً الجزئيات بحيث يكون لها (بنية كيميائية) معينة أو ما يُعرَف بــ(Chemical structure)...
إذن يصح أن تستخدم كلمة (بنيناها) مع الغلاف الجوي المحيط بالأرض ، بل إنك ستسمع عبارة (بنية الحوسبة السحابية) أو ما يُعرف بــ(Cloud computing) ، والتي تشمل البرامج وقاعدة البيانات والشبكة وغير ذلك ، فهل هذه أشياء صلبة مثل الحجارة؟!
وأيضاً أنت ستسمع كثيراً عبارة (البنية الاقتصادية/ الإدارية) ، فهل هذا المصطلح يتكلم عن أشياء صلبة كالحجارة؟!
الإجابة: لا
بل إنك ستسمع في اللغة العربية عبارة: [بناء الكلمة] ؛ أي صياغتها الصرفية.
إذن نستنتج أن كلمة (بنيناها) قد تُطلق على الغلاف الجوي الغازي المحيط بالأرض.
السؤال الثاني:
هل يصح أن نقول أن الغلاف الجوي قد زينَّه الله لنا ؟!
الإجابة: نعم ، فالله قد جعل السحاب تطوف في غلافنا الجوي مما يعطي شكلاً خلاباً لها...
ربما أنت تنام على ظهرك وتنظر إلى فوق ، فترى أشكال السحاب الجميل ، وربما ترى قوس قزح ذا الألوان المبهرة ، وأحياناً ترى أسراب الطيور تطير بأسلوب يدهشك... ، ولا تنس اللون الأزرق البديع أو لون الحمرة الذي نراه في الأفق وقت غروب الشمس. بل الأجمل من ذلك أن ترى ظاهرة الشفق القطبي.
كل هذه تُعتبَر زينة للسماء الموجودة حول الأرض مباشرة أو ما أعنيه: (الغلاف الجوي المحيط بالأرض).
بعض الملاحدة قد يحتجون بأن المفسرين القدماء فسروا كلمة [زيناها] في الآية على أن هذه السماء مزينة بالنجوم ، فهل النجوم موجودة في الغلاف الجوي ؟!
وأنا أرد عليهم وأقول:
أولاً:
الآية القرآنية {أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ} لم لم لم تذكر كلمة (النجوم) أصلاً ولم تقل (زيناها بالنجوم) بل قالت (زيناها) فقط ، وبالتالي أنا أرى أن المفسرين أخطأوا عندما حصروا معنى الزينة في النجوم!!
بل إنكم إذا نظرتم إلى باقي الآيات القرآنية لوجدتم أنها ذكرت (النجوم) أو أحد مرادفاتها لكن هذه الآية بالذات لم لم لم تذكر كلمة (النجوم)...
ركـــــــــــزوا مـــــعـــــــي قليلاً لأن القادم مهم!
قال الله تعالى:
1- {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ 5} سورة الملك
2- {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ 12} سورة فصلت
3- {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ 6} سورة الصافات
4- {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ 16} سورة الحجر
الآيات الأربعة السابقة ذكرت النجوم أو أحد مرادفاتها ، وكلمة (السماء) في الآيات الأربعة السابقة يُقصَد بها الفضاء الخارجي أو السماء الدنيا.
لكن هذه هي الآية الوحيدة 👇 التي لم تذكر كلمة (النجوم) حيث قال الله تعالى:
5- {أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ}
فالآيات الأربعة الأولى 👆 قد ذكرت النجوم كزينة، أما الآية الخامسة الأخيرة فذكرت الزينة فقط بلا نجوم. والسبب ببساطة هو أن الآيات الأربعة الأولى تتحدث عن السماء الدنيا التي هي الفضاء الخارجي الضام للمجرات والنجوم ، وهذه السماء الدنيا هي أدنى سماء في السماوات السبع المذكورة في القرآن الكريم.
أما الآية الخامسة {أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ} فتتحدث عن الغلاف الجوي المحيط بالأرض. وأنا أخبرتكم من قبل أن الفضاء الخارجي والغلاف الجوي كليهما يُسمَّيان بـ(السماء) في لغة العرب ، ولكن الذي سيفرق بينهما هو سياق الكلام نفسه.
ثانياً:
حتى لو افترضنا أن الآية {أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ} تعني أن الغلاف الجوي مزين بالنجوم ، فإنه لن يكون هناك أي عيب في الآية... ولذا تعالوا نتأمل الآية الخامسة ببطء!
في الآية الخامسة: {أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا} ، القرآن الكريم لم يقل أن النجوم موجودة في الغلاف الجوي المحيط بالأرض بل قال أنه فقط مزين بالنجوم. فالنجوم الموجودة بعيداً في الفضاء الخارجي تشع أنواراً مبهجة ، وهذه الأنوار المبهجة تسافر عبر الفضاء ثم تأتينا وتمر خلال غلافنا الجوي المحيط بالأرض مما يعطينا شكلاً وزينة جميلة. إذن غلافنا الجوي مزين بأضواء النجوم القادمة حتى وإن كانت هذه النجوم غير موجودة في غلافنا الجوي ، لكن الآية الخامسة لم تقل أبداً أن هذه النجوم موجودة في الغلاف الجوي المحيط بالأرض بخلاف ما يزعمه الملاحدة.
ثم إنك ستنصدم إذا علمت أن علماء الفلك ما زالوا يتعاملون مع النجوم على أنها موجودة داخل الغلاف الجوي الكروي المحيط بالأرض بالرغم من أنهم يعلمون جيداً أن النجوم بعيدة تماماً عن غلافنا الجوي أصلاً!
يقول العالم/ دينال موشيه في كتابه [علم الفلك | صفحة 20-21] ما يلي:
[ونحن نعلم اليوم أن النجوم نائية ، وأن الشموس المتقدة تنطلق بأقصى سرعة عبر الفضاء على مسافات مختلفة من الأرض ، وأن الأرض تدور يومياً حول محورها ، لكن صورة السماء على أنها كرة هائلة الحجم جوفاء تحوي النجوم وتدور حول الأرض مازالت مفيدة حتى اليوم. يطلق الفلكيون على هذه الصورة المفترضة للسماء اسم الكرة السماوية (celestial sphere) ، (كلمة celestial مشتقة من كلمة لاتينية تعني السماء). ويستعين الفلكيون بالكرة السماوية لتحديد مواقع النجوم والمجرات ورسم مسارات الشمس والقمر والكواكب طوال العام. فعندما تنظر إلى النجوم تخيل نفسك داخل الكرة السماوية تنظر نحو الخارج. تبدو نجوم السماء لراصد على الأرض على درجة واحدة من البعد ، وتتمثل النجوم ثابتة على كرة سماوية دوامة نحو جهة الغرب يومياً.] انتهى الاقتباس
إذن علماء الفلك يتعاملون مع الغلاف الجوي المحيط بالأرض على أنه كرة محيطة بالأرض ويوجد بها النجوم ، وبناءً على ذلك يرسمون خرائط مسارات النجوم والمجرات بالرغم من أنهم يعلمون جيداً أن النجوم لا توجد في الغلاف الجوي الكروي المحيط بالأرض. وهؤلاء الفلكيون يطلقون على هذا الأمر اسم الكرة السماوية (celestial sphere).
وبعد كل هذا يأتيك الملحد ويسخر من القرآن الكريم!!
ثالياً:
ما يفعله الملاحدة يعد تطبيقاً عملياً لمغالطة (العزو) التي ذكرناها في أول المقال...
نحن كمسلمين نأخذ الإسلام من القرآن الكريم ومن السُنة النبوية ، وأما أقوال الأئمة ففيها الصالح والخاطئ ، فينبغي علينا أن نأخذ ما صح منها وأن نترك ما فسد منها. وليس هناك أحد من الشيوخ قال عن نفسه أنه معصوم ، ولا يوجد أحد من الأئمة أوجب على الناس اتباع كل كلامه بالحرف الواحد بل إنهم أمروا الناس بالأخذ بصحيح كلامهم وترك الفاسد منه. أما ما يفعله الملاحدة اليوم فهو نوع من المغالطات يُعرف بــ(مغالطة رجل القش)، فالملحد يزعم كذباً أن الإسلام يوجب على المسلم أن يأخذ بكل كلمة قالها فقهاؤهم!!
وهذا ليس مما علمنا الإسلامُ بل إن الإسلام علمنا أن حتى الصحابة أنفسهم كانوا يخطئون، فوجب علينا أن نتبعهم فيما أصابوا وأن نتجنب أخطاءهم ، فما بالك بالأئمة الذين جاءوا بعد عصر الصحابة ؟!
السؤال الثالث:
إذا كان الغلاف الجوي ليس به فروج ، فلماذا نرى هناك ثقب الأوزون؟!
الإجابة: كلنا يعرف أن الغلاف الجوي يحيط بالأرض من كل جهة بل وحتى في القطبين. وهذا الغلاف الجوي لا يترك أي منطقة جغرافية إلا وفيها الهواء. ولذلك قال الله عنه أنه ليس به فروج.
أما بالنسبة لثقب الأوزون ، فإن العوام لديهم اعتقاد خاطئ حِيال ثقب الأوزون ؛ فهم يظنون أن ثقب الأوزون عبارة عن خرم في السماء ، وهذا خطأ ... بل إن ثقب الأوزون عبارة عن تحويل مركب الأوزون إلى مركب آخر مما يفقدنا أهمية الأوزون نفسه لكن الغلاف الجوي يظل فيه هواء كما هو ولا ينخرم كما يتخيل العوام!!
______________________________________________
وهناك سؤال وردني من أحد المسيحيين حيث يدور السؤال حول هذه الآيات الكريمات:
*{إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ 1} سورة الإنشقاق
*{إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ 1} سورة الإنفطار
*{وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ 11} سورة التكوير
ثم يتساءل المسيحي قائلاً: ((ما معنى السماء في الآيات السابقة؟! وإذا كان معناها الفضاء الخارجي ، فكيف سينشق الفضاء بالرغم من أنه فراغ ، وإذا كان معنى السماء هنا هو الغلاف الجوي ، فكيف سينشق بالرغم من أنه عبارة عن غازات ، لكن الإنشقاق يكون للأشياء الصلبة؟!))
وأنا أرد عليه وأقول:
أولاً: هذا المسيحي يطعن في كتابه بنفسه ؛ فنحن لو رجعنا للكتاب المقدس لوجدناه يقول في [إنجيل مرقس - الأصحاح الأول] ما يلي:
[10- وللوقت وهو صاعد من الماء رأى السموات قد انشقت والروح مثل حمامة نازلاً عليه.]
فها هو كتابك يا مسيحي يقول عن السموات أنها انشقت!!
ثم إنك كتابك أخبرنا أن أمواج البحر تنشق حيث ورد في سفر [الأمثال - الأصحاح 3] ما يلي:
[20- بعلمه انشقت اللجج ، وتقطَّر السحاب ندى.]
بل إن كتابك أخبر عن قصة انشقاق الماء للنبي موسى حيث ورد في سفر [الخروج - الأصحاح 14] ما يلي:
[21- ومدَّ موسى يده على البحر فأجرى الرب البحر بريح شرقية شديدة كل الليل ، وجعل البحر يابسة ، وانشقّ الماء.]
فها هو الكتاب المقدس قد وصف المادة السائلة والغازية بأنها تنشق ، فكيف يزعم المسيحي أن الإنشقاق يكون مع المواد الصلبة وفقط؟!
ثانياً:
حسب العلم، فإن الإنشقاق قد يحدث للغازات سواء على المستوى الذري والجزيئي أو حتى على المستوى المرئي ، وقد يحدث انشقاق للغبار الكوني الذي شكَّل المجرات والذي ما زال يوجد حتى الآن في الفضاء الخارجي.
وأما من ناحية اللغة ، فإن الإنشقاق قد يحدث وسط الغازات والسحب أيضاً حيث ورد في المعجم الرائد والوسيط ما يلي: [شق البرق: أي استطال وسط السحاب] ، [شق الصبح: أي طلع]
بل وقد تُستخدم كلمة (شقَّ) مع الأشياء المعنوية مثل عبارة: [يشق طريقه بنجاح] أو [يشق عصا الطاعة]
ثالثاً:
بالنسبة للآيات التالية فإنها تتكلم عن الغلاف الجوي المحيط بالأرض:
*{إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ 1} سورة الإنشقاق
*{إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ 1} سورة الإنفطار
*{وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ 11} سورة التكوير
الآيات الثلاثة السابقة تخبرنا أن الغلاف الجوي يوم القيامة سيتشقق إلى أجزاء ثم يزول...
_________________________________________________
والآن تعالوا نأخذ بعض الأمثلة على تعدد معنى (السماء) في القرآن الكريم:ـ
🔆 كلمة (السموات) في الآيات التالية تعني: المجرات ؛ فكل مجرة هي سماء بالنسبة لنا. وإذا رأيت آية قرآنية تطلب منك أن تنظر في ملكوت السماوات أو أن تتدبر فيها كآية وعلامة على وجود الخالق ، فسيكون المقصود من كلمة (السموات) هنا هي المجرات التي حولنا والتي نراها ونرى نجومها وأجرامها المختلفة...
قال الله تعالى:
* {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ 190} سورة آل عمران
* {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ 191} سورة آل عمران
* {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ 75} سورة الأنعام
* {أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ 185} سورة الأعراف
* {قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ 101} سورة يونس
* {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إَلاَّ كُفُوراً 99} سورة الإسراء
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰
🔆 أما إذا رأيت آيةً قرآنيةً تتحدث عن أن الله له ملك السماوات أو أنه يعلم غيب السماوات أو أنه له جنود في السماوات أو أنه خلق هذه السماوات في ستة أيام أو أنه سيَصعق من في السماوات وقت النفخ في الصور ، فاعلم أن كل هذه الآيات والمواضع القرآنية تتحدث عن السماوات السبع بأكملها وليس عن المجرات المحيطة التي هي جزء من السماء الدنيا الأولى.
انـــظــر إلى الآيات التالية:
قال الله تعالى:
* {قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ 33} سورة البقرة
* {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ 107} سورة البقرة
* {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ 117} سورة البقرة
* {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ 255} سورة البقرة
* {قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 29} سورة آل عمران
* {أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ 83} سورة آل عمران
* {وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ 109} سورة آل عمران
* {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ 54} سورة الأعراف
* {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ 187} سورة الأعراف
* {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً 44} سورة الإسراء
* {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ 68} سورة الزمر
* {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً 7} سورة الفتح
* {يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ 29} سورة الرحمـن
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰
🔆 أما إذا رأيت آية قرآنية تتحدث عن أن الله رفع السماء أو أنها سقف يحفظ الأرض أو أن النبي نظر إلى السماء ، فإن المقصود من السماء هنا هو الغلاف الجوي المحيط بالأرض...
تعالوا نتدبر في الآيات التالية:
قال الله تـعـالى:
{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ 144} سورة البقرة
{وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفاً مَّحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ 32} سورة الأنبياء
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ 65} سورة الحج
{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ 10} سورة الدخان
{وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ 7} سورة الرحمـن
{وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ 18} سورة الغاشية
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰
🔆 أما إذا قابلتك آية قرآنية تتكلم عن إنزال الماء والرزق من السماء أو تتكلم عن الرعد والبرق ، فإن الآيات هنا تقصد السحاب الموجود فوقنا والذي ينزل منه الماء ويحدث عنده الرعد والبرق.
دعونا نتأمل في الآيات التالية:
قال الله تعالى:
{إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ 11} سورة الأنفال
{أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ 19} سورة البقرة
{الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ 22} سورة البقرة
-------------------------------------------------------------------------------
أما إذا قابلت آية تتكلم عن بناء السماء ، فنحن أمام احتمالين: إما أنها تتكلم عن بنية المجرات أو أنها تتكلم عن بنية الغلاف الجوي ، فكلاهما يسميان بالسماء ، وكلاهما لهم بنية وتركيب.
قال الله تعالى:
{وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ 47} سورة الذاريات
الآية السابقة تتكلم عن المجرات وتباعدها عن بعضها 👆.
وأما بالنسبة لقول الله تعالى:
{أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا 29} سورة النازعات
الآيات السابقة تتكلم عن بناء الغلاف الجوي المحيط بالأرض.
وأما بالنسبة لقول الله تعالى:
{وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا 5} سورة الشمس
هذه الآية يمكن تفسيرها على أنها إما تتحدث عن بنية المجرات أو أنها تتحدث عن بنية الغلاف الجوي المحيط بالأرض نظراً لأن السياق هنا لم يفصل بينها تحديداً.
-------------------------------------------------------------------------------
أما هذه الآيات 👇 فهي آيات شاملة حيث يقول الله تعالى:
{قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ 24} سورة سبأ
فكلمة (السماوات) هنا تتضمن السحب التي رزقنا الله بأمطارها ، وتتضمن الشمس التي رزقنا الله بأشعتها لإنبات النبات ، وتتضمن القمر المهم لكثير من الأحياء البحرية وضبط الطقس والمواسم ، وتتضمن باقي أجرام المجموعة الشمسية والتي تهمنا في ضبط حركة الأرض.
وقال الله تعالى:
{اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ 2} سورة الرعد
فالكواكب مرفوعة في الفضاء بدون أن يكون لها عمود حجري يرفعها ، وكذلك السحب مرفوعة بدون أعمدة حجرية.
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰
سؤال أخير:ـ
لماذا قال الله تعالى:ـ
{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ 30} سورة الأنبياء
في بداية خلق الكون ، كانت المجرات كتلةً واحدةً ملتحمةً ببعضها ، وكانت مادة الأرض متداخلة فيها، ولكن الله فصل مادة الأرض عن تلك الكتلة شيئاً فشيئاً إلى أن أصبحت جرماً سماوياً مستقلاً بذاته في النهاية.
واعلم أن الآية السابقة لم تنف باقي الانفتاقات الكونية وليس في الآية ما ينفي باقي الانفتاقات التي حدثت بين المجرات ، لكن الله ذكر الأرض بالذات ؛ لأنها هي المهمة بالنسبة لنا ، أما باقي الكواكب فنحن لا نعيش عليها أصلاً...
وكلمة (الفتق) في اللغة العربية قد تُطلق أحياناً على الإنفجار ، ولذلك سُمِيَ الصبح بالفجر لانفتاقه وانفجاره.
يقول العالم اللغوي/ مرتضى الزبيدي في كتاب (تاج العروس| الجزء 13| صفحة 387) ما يلي:
[ومن المجاز: (الفتق) بمعنى الصبح حيث قال ذو الرمة:
((وقد لاح للساري الذي كمل السرى * على أخريات الليل فتق مشهر)) ، ويقال:
انظر إلى فتق الفجر، أي: طلوعه وانشقاقه وانفلاقه كما في الأساس.]
إذن كلمة (انفتق) قد يُقصَد بها أحياناً: (انفجر) ، ولذلك يقال أيضاً: انفتق عِرقه أي انفجر عِرقه.
ومصطلح (الانفتاق العظيم) ربما يساوي مصطلح (الانفجار العظيم).
------------------------------------------------------------------------
بعض الملاحدة استنكروا وصف القرآن للغلاف الجوي على أنه سقف حيث يقول الله تعالى: {وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفاً مَّحْفُوظاً} ؛ فهؤلاء الملاحدة يظنون أن السقف ينبغي أن يكون شيئاً صلباً وليس شيئاً غازياً...
وأنا أرد عليهم وأقول:
ليس شرطاً أن يكون السقف مادة صلبة بل قد يكون السقف غازياً ، وربما أنت ستنصدم لو علمت أن السقف أحياناً قد يكون شيئاً معنوياً وليس مادياً أصلاً!
هناك مصطلح اسمه (السقف السنوي Annual Cap) ، وهو مصطلح تستخدمه البنوك فيما يتعلق بسقف الفائدة.
________________________________________________
ملحوظات:
1- نحن نستطيع أن نرى العديد من المجرات بعيننا المجردة مثل مجرة درب التبانة ، مجرة سحابة ماجلان الكبرى ، مجرة سحابة ماجلان الصغرى ، مجرة أندروميدا ، مجرة المثلث ، مجرة قنطورس أ ، مجرة بودي ، مجرة معمل النحات إن جي سي 253 ، مجرة مسييه 83...
2- بعض الناس لديهم رأي آخر تجاه الآية {أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ} ؛ فهم فسروا كلمة (السماء) على أنها الفضاء الخارجي واستدلوا على ذلك بأن المجرات تتزين بضوء النجوم والمذنبات ، وأن المجرات يكون لها بنيات مختلفة ، وأن الفضاء الشاسع ليس به فجوات ؛ نظراً لامتلاءه بالطاقة الكهرومغناطيسية والجسيمات الدقيقة.
--------------------------------------------------------------------------------
إلى هنا ، أكون قد انتهيت من حوالي 90% من الشبهات ، وإن شاء الله أخصص منشور آخر للرد على 10% الباقين.
لا تنسونا من صالح الدعاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته👋
_________________________________________________
المراجع:
علماء الفلك ما زالوا يتعاملون مع النجوم على أنها موجودة في غلافنا الجوي |
المجرات يكون لها بناء وتركيب معين |
قد يحدث انشقاق للغازات والسوائل |
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا