مضمون الشبهة:
يستشهد أعداء الإسلام برواية وردت في كتاب (المستدرك) عن السيدة عائشة أنها قالت:
[أُهديَت مارية إلى رسول الله ومعها ابن عم لها ، فوقع عليها وقعةً فاستمرت حاملاً ، فعزلها رسول الله عند ابن عمها.]
ومن خلال الرواية السابقة ، يزعم أعداء الإسلام أن السيدة عائشة اتهمت مارية زوجة النبي بأنها زنت مع ابن عمها فحبلت منه ، فما مدى صحة هذا الكلام؟!
الرد على الشبهة:
أولاً:
الرواية السابقة مكذوبة ولا تصح نسبتها إلى السيدة عائشة، فإن الراوي الذي روى هذه الرواية هو: أبو معاذ/ سليمان بن الأرقم الأنصاري وهو (متروك الحديث)...
تعالوا نرى ماذا قال علماء الجرح والتعديل عن الراوي/ سليمان بن الأرقم:
قال أبو أحمد الحاكم عنه أنه: متروك الحديث.
وقال أبو أحمد بن عدي الجرجاني عنه: عامة ما يرويه لا يُتابَع عليه.
وقال أبو بكر البيهقي عنه أنه: متروك، ولا يُحتَج به.
وقال أبو حاتم الرازي عنه أنه: متروك الحديث.
وقال ابن حبان البستي عنه أنه: يقلب الأخبار ويروي الموضوعات.
وقال أبو دواد السجستاني عنه أنه: متروك الحديث.
وقال أبو زرعة الرازي عنه أنه: ضعيف ذاهب الحديث.
وقال أبو عيسى الترمذي عنه أنه: متروك الحديث ضعيف عند أهل الحديث.
وقال أحمد بن حنبل عنه أنه: ليس بشئ، ولا يسوي حديثه شيئاً ، ولا يُروَى عنه الحديث.
وقال أحمد بن شعيب النسائي عنه أنه: متروك الحديث، ولا يُكتَب حديثه.
وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني عنه أنه: ساقط.
وقال ابن حجر العسقلاني عنه أنه: ضعيف.
وقال الدارقطني عنه أنه: متروك الحديث.
وقال الذهبي عنه أنه: متروك.
وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش عنه أنه: متروك الحديث.
وقال عمرو بن علي الفلاس عنه أنه: ليس بثقة، وقد روى أحاديث منكرة.
وقال محمد بن إسماعيل البخاري عنه أنه: متروك الحديث ذاهب.
وقال محمد بن عبد الله الأنصاري عنه: كانوا ينهونا عنه ونحن شباب.
وقال مسلم بن الحجاج النيسابوري عنه أنه: منكر الحديث.
وقال يحيى بن معين عنه أنه: ليس بشيء وليس يسوي فلساً.
*-------*--------*-------*
فكما رأينا ، الراوي سليمان بن الأرقم هو راوٍ كذاب متروك الحديث ولا يُحتج بحديثه أصلاً.
ثانياً:
بالنسبة للذين يزعمون أن السيدة مارية قد ذهبت وزنت مع ابن عمها ، فهذا كذب ؛ لأن الرواية أصلاً لم تقل أنها ذهبت وزنت معه بل الرواية قالت أن [ابن عمها وقع عليها] ، وهذه العبارة ربما تعنى أنه اغتصبها غصباً عنها وليس بإرادتها. فالعبارة لم تشترط أنها زنت معه بإرادتها.
ثالثاً:
لو نحن أكلمنا باقي الرواية فسنجد أن النبي أمر علي بن أبي طالب بأن يستل سيفه وأن يقتل ابن عمها فذهب علي بن أبي طالب للبحث عن ابن عمها ، فوجده على نخلة بلح يقطف الرُطب، فلما رأى ابن العم ذاك السيف في يد علي بن أبي طالب فإنه ارتجف وارتعش خوفاً لدرجة أن الخِرقة التي كانت حول وسطه قد سقطت منه فبانت عورة ابن عمها.
ولما نظر إليه علي بن أبي طالب لم يجد له أعضاءً تناسلية ؛ فقد كان ابن عمها عنده عيوب وتشوهات خلقية بحيث لم يتكون له جهاز تناسلي أصلاً... ، لذلك تقول الرواية:
[فإذا هو لم يخلق الله له ما للرجال، شئ ممسوح]
رابعاً:
الرواية فيها مخالفة شرعية يثبت من خلالها أن الرواية مكذوبة فعلاً ، فالرواية تقول أن النبي أمر علي بن أبي طالب أن يضرب عنق ابن عمها بالسيف !!
وهذا مخالف للقرآن الكريم والسُنة النبوية ؛ فالزاني يُعاقَب بالجلد إن كان بكراً ، ويُعاقَب بالرجم إن كان متزوجاً وليس أن يُضرب بالسيف!
من خلال كل ما سبق ، نرى بوضوح كذب هذه الرواية وبراءة السيدة عائشة منها
______________________________________
ملحوظة إضافية:
بالنسبة لمن يزعمون أن كتاب (المستدرك) صحيح من أوله إلى آخره ؛ فهذا خطأ ؛ لأن كتاب المستدرك وقع فيه الكثير من المناكير والأحاديث الضعيفة والموضوعة، وقد تنبه لذلك العديد من العلماء وانتقدوه على ذلك ؛ فقد كان الحاكم النيسابوري (صاحب كتاب المستدرك) يعلَّق على الكثير من أحاديث كتابه معتبراً أنها على شرط البخاري ومسلم، وهذا خطأ منه بل إن ربع أحاديث كتابه فقط هي التي تُعتبر صحيحة أما باقي الكتاب مناكير.
وأما بالنسبة لمن يحتجون بالإمام (الذهبي) ، فإن الإمام الذهبي لم يصحح الكثير من تلك الأحاديث من نفسه بل كان فقط ينقل تعليق الحاكم النيسابوري على الروايات. والذهبي تنبه إلى ذلك فقال:
[فإن في كثير من ذلك أحاديث في الظاهر أنها على شرط البخاري أو مسلم أو كليهما، لكن في الباطن لها علل خفية مؤثرة. وقطعةٌ من الكتاب إسنادها صالح وحسن وجيد، وذلك نحو ربعه، أما باقي الكتاب مناكير وعجائب، وفي غضون ذلك أحاديث نحو المئة يشهد القلب ببطلانها.]
والسبب في أن كتاب (المستدرك) به العديد من الأحاديث الموضوعة هو أن صاحبه قد مات قبل أن ينقح كتابه.
لا تنسونا من صالح الدعاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته👋
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا